«كورينا» تسرق حلم ترامب وتفوز بـ«نوبل»
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
وجّهت جائزة نوبل للسلام صفعة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى كان يحلم بالحصول عليها، لتتوجه الجائزة إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، التى تعيش فى الخفاء داخل بلدها منذ إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو. وكانت «ماتشادو» قد حصلت فى سبتمبر 2024 على جائزة فاتسلاف هافيل التى يمنحها مجلس أوروبا تكريمًا للمدافعين عن حقوق الإنسان، كما نالت فى أكتوبر من العام نفسه جائزة ساخاروف، وهى أعلى وسام يمنحه الاتحاد الأوروبى لحقوق الإنسان.
وكان أعضاء اللجنة الخمسة لجائزة نوبل للسلام قد عقدوا اجتماعهم الأخير يوم الاثنين الماضى، وهو الاجتماع المخصص عادة لتوضيح أسباب اختيار الفائز بالجائزة، بعد أن كانوا قد حسموا قرارهم قبل أيام.
وانتقد البيت الأبيض القرار. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشونج فى منشور على منصة «إكس»: «سيواصل ترامب إبرام اتفاقات السلام وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح. فهو يملك قلبًا محبًا للخير، ولن يكون هناك شخص مثله يستطيع تحريك الجبال بقوة إرادته المحضة». وأضاف: «لقد أثبتت لجنة نوبل أنها تعطى الأولوية للسياسة على حساب السلام».
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، أصر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أنه يستحق جائزة نوبل، مدعيًا دوره فى حل نزاعات متعددة، وهو سجل يعتبره الخبراء مبالغًا فيه للغاية. وقال مجددًا أمس الأول الخميس: «لا أعرف حقًا ما الذى ستفعله لجنة نوبل، لكننى أعرف شيئًا واحدًا: لم يسبق لأحد فى التاريخ أن حلّ ثمانى حروب فى تسعة أشهر». وأضاف: «وأنهيت ثمانى حروب. هذا أمر لم نشهده من قبل»، مؤكدًا أن حرب غزة كانت «الأهم على الإطلاق».
وردًا على سؤال حول جهود الضغط التى بذلها ترامب للفوز بالجائزة، قال رئيس لجنة نوبل، يورجن واتنى فريدنيس، إن اللجنة تتلقى آلاف الرسائل كل عام وتتخذ قرارها فى غرفة «مليئة بالشجاعة والنزاهة»، قائلاً إنهم يستندون فى قرارهم فقط على «عمل وإرادة ألفريد نوبل». وقالت لجنة نوبل إنها معتادة على العمل تحت ضغط من الأشخاص، أو مؤيديهم، الذين يقولون إنهم يستحقون الجائزة. وأضاف رئيس لجنة نوبل لرويترز: «جميع الساسة يريدون الفوز بجائزة نوبل للسلام. نأمل أن تكون المُثُل التى تُجسّدها الجائزة هدفًا يسعى إليه جميع القادة السياسيين. نلاحظ الاهتمام، سواء فى الولايات المتحدة أو حول العالم، ولكن بغض النظر عن ذلك، نعمل بنفس النهج الذى نتبعه دائمًا».
وأشاد رئيس لجنة نوبل النرويجية، بماتشادو، ووصفها بأنها «بطل شجاع ومخلص للسلام» و«تحافظ على شعلة الديمقراطية مشتعلة وسط ظلام متزايد». وقال إن ماتشادو تم تكريمها «لعملها الدؤوب فى تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ولنضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمى من الديكتاتورية إلى الديمقراطية».
وقبل يومين من إعلان اللجنة عن الفائز، أعلن الرئيس الأمريكى أنه نجح فى تأمين «السلام فى الشرق الأوسط» بعد التوسط فى الاتفاق الذى وافقت بموجبه إسرائيل وحماس على إنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين.
وفى اللحظة الأخيرة، تلقت حملة «ترامب» موجة من الداعمين المتأخرين، وبذل حلفاؤه قصارى جهدهم لمساعدته فى الفوز بالجائزة التى كان يتوق إليها علنًا لسنوات. ولكن على الرغم من ادعائها بأنها نجحت فى التوسط إلى اتفاق السلام المراوغ وأنهت «سبع حروب لا نهاية لها»، فإن ذلك لم يكن كافيًا.
وحذر مطلعون من أن سجل ترامب الأوسع فى الحكومة ربما يكون ضده، مسلطين الضوء على قراره بخفض المساعدات الأمريكية وفرض رسوم جمركية عالمية. وقال كريستيان بيرج هاربفيكين، سكرتير اللجنة الذى يشارك فى جميع مداولات اللجنة المكونة من خمسة أعضاء ولكنه لا يصوت، إن الجائزة لم تكن مخصصة للإنجازات التى تحققت فى اللحظة الأخيرة. وقال هاربفيكين لشبكة NRK: «هذه جائزة فى المقام الأول للعمل المنجز فى عام 2024 والأعوام السابقة، وليست جائزة للعمل المنجز فى الأسابيع أو الأشهر الأخيرة».
وقال مراقبو جائزة نوبل من ذوى الخبرة إن فوز ترامب أمر غير مرجح للغاية، مشيرين إلى ما اعتبروه جهوده لتفكيك النظام العالمى الدولى الذى نشأ بعد الحرب العالمية الثانية والذى تعتز به لجنة نوبل.
وقالت نينا جرايجر، رئيسة معهد أبحاث السلام فى أوسلو، إن انسحاب ترامب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، وحربه التجارية مع حلفائه، يتعارض مع روح إرادة نوبل. وأضافت: «إذا نظرنا إلى وصية ألفريد نوبل، نجد أنها تُركز على ثلاثة مجالات: أولها الإنجازات المتعلقة بالسلام، أو التوسط فى اتفاق سلام. وثانيها العمل على تعزيز نزع السلاح، وثالثها تعزيز التعاون الدولى».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تعزيز التعاون الدولي جائزة نوبل للسلام البيت الأبيض ترامب حقوق الإنسان الاتحاد الأوروبي جائزة نوبل لجنة نوبل
إقرأ أيضاً:
هل قال رئيس لجنة نوبل إن ترامب لم يفز بالجائزة لعدم نزاهته؟
مع خيبة الأمل التي أصابت أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حصوله على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، تصدر مقطع فيديو لرئيس لجنة الجائزة، يورغن واتني فريدنس، منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية يبرر فيه سبب عدم فوز ترامب بالجائزة.
وذكرت الحسابات عبر المنصات، أن الفيديو يُظهر فريدنس أثناء رده على سؤال أحد الصحفيين حول عدم فوز ترامب بالجائزة، زاعمين أنه قال "نحن نمنح الجائزة فقط للأشخاص الذين يتمتعون بالشجاعة والنزاهة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حقيقة العثور على ألعاب أطفال مفخخة في غزة بعد انسحاب الاحتلالlist 2 of 2هل تسبب الفيضان الأخير في انهيار الثروة الحيوانية بالسودان؟end of listهذه التصريحات المنسوبة لرئيس لجنة نوبل أثارت تفاعلا كبيرا عبر المنصات، وفسرت على أنها تعليق مباشر على عدم فوز ترامب، وحقق الفيديو عشرات الآلاف من المشاهدات عبر حسابات مختلفة.
Asked why President Trump didn’t receive the Nobel Peace Prize, the committee chair said,
“We only give the award to people of courage and integrity.” pic.twitter.com/V8oPfUjKD8
— Open Source Intel (@Osint613) October 10, 2025
ووجهت عدة حسابات اتهامات إلى لجنة نوبل بأنها تضم أشخاصا بيروقراطيين يوزعون الجوائز بناء على اعتبارات شخصية، معتبرين أن ترامب نجح في إبرام اتفاقيات سلام تاريخية ووقف إطلاق النار في غزة وتفكيك الحروب العالمية.
The Nobel Committee’s snub reeks of political theater. While bureaucrats hand out awards based on optics, Trump delivered historic peace deals—Abraham Accords, Gaza ceasefire, and dismantling globalist wars. Real courage isn’t a trophy—it’s ending conflicts that previous leaders…
— DOGEai (@dogeai_gov) October 10, 2025
واعتبرت تلك الحسابات أن "نزاهة أوسلو أصبحت موضع شك، وسجل ترامب يتحدث عن نفسه"، كما اتهم آخرون رئيس لجنة نوبل بـ"الغطرسة والغباء".
Nobel committee chair Responded why Trump didn’t win the noble peace prize. – “We only give the award to people of courage and integrity.” pic.twitter.com/f4Psq6sMrY
— Lev Parnas (@levparnas) October 10, 2025
ما الحقيقة؟مع التداول الواسع للفيديو، أجرى فريق "الجزيرة تحقق" بحثا حول المقطع المتداول للتأكد من سياقه وحقيقة التصريح من خلال مراجعة المؤتمر الصحفي لرئيس لجنة نوبل للسلام نشر على يوتيوب في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
إعلانوتبين لفريقنا أن الادعاء المرافق للفيديو مضلل، وأن التصريح أخرج من سياقه الأصلي، حيث وجه أحد الصحفيين في الدقيقة 09:20 من المؤتمر سؤالا لرئيس لجنة نوبل.
وجاء السؤال على النحو التالي "صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرارا بأنه يستحق جائزة نوبل للسلام، وأنه يتمنى الحصول عليها، حتى إنه قال إن عدم حصوله عليها سيكون إهانة للولايات المتحدة، ما رأيكم بصفتكم رئيسا للجنة جائزة نوبل للسلام في هذا الأمر؟ وكيف أثر هذا النشاط الذي يشبه الحملة الانتخابية للرئيس وأنصاره محليا ودوليا على مداولات اللجنة وأفكارها؟".
ورد رئيس اللجنة على هذا السؤال بالقول "على مر التاريخ الطويل لجائزة نوبل للسلام، أعتقد أن هذه اللجنة شهدت حملات إعلامية متنوعة، نتلقى آلاف الرسائل سنويا من أشخاص يطالبون بتوضيح ما يفضي إلى السلام بالنسبة لهم، تجتمع هذه اللجنة في قاعة مليئة بصور جميع الحائزين على الجائزة، وهي قاعة تنبض بالشجاعة والنزاهة، فنحن نبني قرارنا فقط على عمل ألفريد نوبل ووصيته".
والمراجعة الدقيقة تظهر أن رئيس لجنة نوبل لم يوجه حديثه بشكل مباشر إلى ترامب، ولم يقل إن الجائزة لا تمنح للرئيس الأميركي لأنه يفتقر إلى الشجاعة أو النزاهة، بل كان يتحدث بشكل عام عن قيم اللجنة ومعايير منح الجائزة، لا عن شخص بعينه.
وأعلنت لجنة نوبل للسلام الجمعة الماضية، فوز الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بالجائزة، موضحة أنها فازت "بفضل عملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية".