على كل مصرى وعربى ومسلم أن يقف ويشهد أمام الله أن هناك بطلا شجاعا تحمل ما لم تتحمله الجبال فى هذه الأزمة التاريخية وهى الحرب على غزة وقال (لا) حين قال الجميع نعم وفضل الوقوف فى زمن الانحناء واختار الشرف فى زمن عز فيه الشرف هو المواطن المصرى عبدالفتاح السيسى.
- لأت السيسى كانت الصخرة التى تحطمت عليها كل المطامع الإسرائيلية التوسعية.
- قال(لا) للتهجير ورفض أن يترك الفلسطينيون أرضهم وتفريغ قضيتهم.
- قال (لا) بأن تكون سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين.
- قال (لا) للمقايضة على الشرف والأمانة وتمسك بثوابته الدينية والأخلاقية فكان له نصر الله.
- قال (لا) للأموال المخصصة لمصر إذا وافقت على التهجير فى عز العوز والاحتياج لم يبع مبادئه بالأموال والهبات.
- قال (لا) لزيارة واشنطن ولقاء ترامب فى بداية تنصيبه بعد الموقف المحرج للملك الأردنى عبدالله بن الحسين الذى قال ننتظر الرد المصرى.
- قال (لا) للتجويع وسخر نفوذه وعلاقاته لتخفيف معاناة المدنيين، وفتح المعابر، وإرسال المساعدات، والمطالبة بوقف إطلاق النار.
- قال (لا) للبلطجة وللغطرسة الإسرائيلية وطالب بتشكيل نواة للدفاع العربى المشترك فى قمة الدوحة بعد قصف الكيان الصهيونى لدولة قطر والتعدى على سيادتها.
- قال (لا) لحضور قمة الجمعية العامه للأمم المتحدة وأوفد الدكتور مصطفى مدبولى تجنبا للقاء ترامب والضغط على مصر لقبول الإملاءات.
- قال السيسى لا للحرب والقتال والدمار واختار السلام، ليس ضعفاً أو خوفاً لكنه اختار السلام الذى تحميه القوة ويفرضه الحق، وكانت جهود الوساطة هى مفعول السحر فى نزع فتيل القنبلة قبل انفجارها فى وجه الجميع.
من الآخر عزيزى القارئ المنتصر الأول فى هذه الحرب هى مصر، مصر السيسى، مصر العروبة، مصر القومية، مصر العربية، مصر الإسلامية، لقد أثبت السيسى أن بسالة وشجاعة العسكرى تسير بالتوازى مع الحكمة والحنكة والسياسية المتوازنة وهى قاعدة جديدة للانتصار أرساها زعيم ورئيس مصر.
ويبدو أن شهر أكتوبر هو تميمة الحظ لدى المصريين فيه تحققت معظم انتصاراتنا بداية من حرب أكتوبر، وأخيراً الفوز بمقعد مدير اليونسكو، ثم الإعلان عن إنهاء أسوأ وأقذر تصفية عرقية فى التاريخ «العدوان على غزة» برعاية ووساطة مصرية، ودور كبير للرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة المصرية وصقور المخابرات.
الأمر الذى أجدنى، أشعر بالفخر وأنا أستمع إلى حديث المبعوث الخاص الأمريكى للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف مع الرئيس السيسى وما حمله ذلك الحديث من وضوح جلّى فى العبارات وصراحة بالغة فى الكلمات، أعيدها عليكم كونى أستمتع كلما سمعتها فقد قال ما نصه:
- «الأيام القليلة الماضية كانت من أكثر اللحظات قيمة فى حياتى».
- «أن نحظى بفرصة العمل معا للقيام بأشياء عظيمة للعالم».
- آملا أن «تسهم فى إنقاذ أرواح كثيرة وأن تقود إلى سلام دائم».
- وأشاد ويتكوف بفريق العمل المصرى خلال المفاوضات، وقال:
- «أود الإشارة إلى أن لديكم فريقا مذهلا»، مضيفا: «لولا قيادتكم ومهارات فريقكم الفريدة، لما كنا استطعنا تحقيق الكثير. لقد أثبتوا كفاءة استثنائية فى اللحظات الحاسمة».
وأضاف مشيرا إلى رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد:
- «ربما لن تسجل كتب التاريخ تفاصيل ما جرى، ولكن بدونكم سيدى لم نكن لنصل إلى هذه النتيجة».
عزيزى القارئ هنا يحضرنى أبيات من الشعر لعمرو بن كلثوم
- ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً.. ويَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدَراً وطِينا …وإذا بَلَغَ الفطامَ لَنَا صبي .. تَخِر لَهُ الجَبابِرُ ساجِدِينا.
- ما أعظم أن ترى انتصارات الحق والعدل فى زمن الظلم والطغيان، انتصارات الصدق فى زمن الكذب والمناورات، انتصارات المواجهة فى زمن المواربة، والحسابات والمنفعه على جثة الحق والحقيقة.
كل الشكر والتقدير والعرفان الى العناية الإلهية التى أوجدت أمثال هذا الرجل فى هذا الظرف التاريخى الصعب، الذى أجهض الحروب والدمار واختار السلام… لأن لدى قناعات بأن من يكسب المعركة ليس أحد طرفيها المهزوم أو المنتصر، ولكن من يكسب المعركة من يقرر عدم الدخول فيها .
تحية لصقور المخابرات العامة بداية من رئيسها ووكلائه ومعاونيه وجميع الضباط الذين كتبوا صفجة جديدة لمصر فى سجلات التاريخ وأعادوا لها ريادتها فى المنطقه والعالم.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الوفد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد كلمة حق طارق عبدالعزيز الحرب على غزة مصر السيسى مصر العروبة مصر القومية فى زمن
إقرأ أيضاً:
مصر.. العنوان الأبدى للسلام
فى زمن تاهت فيه البوصلة وضاعت فيه المفاهيم بين لغة المصالح وصوت المدافع، بقيت مصر كما كانت دوماً بوابة النجاة، وسور العروبة الأخير الذى يحمى المعنى الإنسانى من الاندثار.. لم تكن القضية الفلسطينية يوماً بالنسبة لمصر ملفاً سياسياً يدار على طاولة المفاوضات، بل كانت واجباً وطنياً وتاريخياً يتصل بجذر الوجدان المصرى، الممتد عبر القرون فى أرض الكنانة، حيث تتنفس العدالة من ضفاف النيل وتروى الكرامة بماء الكرامة.
منذ اللحظة الأولى لاشتعال المأساة فى غزة- وقفت مصر فى موقعها الطبيعى.. صوت العقل حين يصمت الجميع، وضمير العالم حين تعميها الحسابات الضيقة.. لم ترفع شعارات جوفاء، ولم تتاجر بالدم الفلسطينى كما فعل آخرون، بل اختارت الطريق الأصعب- طريق العمل الصامت والجهد المتواصل والوساطة النزيهة، ففى الوقت الذى تداعت فيه القوى الإقليمية والعالمية لحساب مكاسبها، كانت مصر وحدها تحسب الأرواح، وتزن المواقف بميزان الإنسانية قبل السياسة.
لقد أدارت مصر الملف الفلسطينى فى أصعب مراحله التاريخية، حيث تلاشت الحدود بين السياسة والمأساة، وبلغت الأزمة ذروتها فى ظل خطر التهجير القسرى الذى كاد يطيح بالوجود الفلسطينى ثمناً رخيصاً للظلم.. لكن إرادة الله كانت فوق كل إرادة، وشاءت حكمته أن تكون مصر بموقعها وقدرها الحاجز الصلب الذى وقف أمام المخطط الأكبر.. ألا وهو- طمس الهوية الفلسطينية وتشريد أهل غزة من أراضيهم.. فلم يكن ما فعلته مصر وليد اللحظة، بل امتداداً لتاريخ طويل من العزة والكرامة والعروبة، فمنذ حرب 1948 مروراً بحرب أكتوبر المجيدة، حتى معاهدات السلام التى كانت رغم كل ما قيل عنها جسراً واقعياً مكن القاهرة من أن تظل اللاعب الأقدر على حماية الشعب الفلسطينى من التلاشى وسط الصراعات.. فمصر لم تتخل عن دورها يوماً، بل طوعت الدبلوماسية الأمنية لخدمة العدل، ووضعت ثقلها العسكرى والسياسى فى خدمة وقف النار وإنقاذ المدنيين، مؤمنة بأن السلام الحقيقى لا يفرض بالقوة بل يبنى بالعدالة.
وها هى اليوم- فى ظل أكثر اللحظات ظلمة- تكتب فصلاً جديداً فى سجل العظمة الوطنية، وهى تقف بين ركام غزة لتمنع تمدد المأساة خارج حدودها.. فتحت معبر رفح حين أغلقت الأبواب وأسكنت النازحين حين أعرض الآخرون، ورفعت صوتها عالياً فى وجه كل من أراد تحويل القضية إلى ورقة ضغط أو وسيلة ابتزاز.. فمصر لم تتحدث عن البطولة، بل مارستها بوعى ومسئولية، وقدمت للعالم درساً جديداً فى أن القوة ليست فى الصراخ، بل فى القدرة على حماية الضعفاء دون انتظار مقابل.
إن جيش مصر العظيم الذى حمل على كتفيه هم الدفاع عن الوطن، أثبت أنه أيضاً جيش القيم والإنسانية، يسانده جهاز أمنى ودبلوماسى فذ ومؤسسات دولة عميقة الجذور تعرف معنى التوازن بين الكرامة والحكمة.. ومن خلف كل ذلك تقف إرادة قيادة مصرية آمنت أن مكانة مصر فى التاريخ لا تصان إلا بصون قضايا العدل والحق.
واليوم.. ونحن نرى أهل غزة يرفعون عيونهم نحو الجنوب بامتنان، ندرك أن السعادة التى يشعرون بها ليست فقط لأن نيران الحرب خمدت مؤقتاً- بل لأن هناك دولة ما زالت تملك قلباً عربياً نابضاً اسمها مصر.. ويأتى اليوم ليشهد العالم فصلاً جديداً من الريادة المصرية فى صناعة السلام، إذ تتجه الأنظار إلى شرم الشيخ- مدينة النور والهدوء، وعاصمة السلام فى العالم حيث تتجدد رسالة مصر الخالدة فى حماية الحقوق وترسيخ العدالة.. ومن قلب العروبة من القاهرة إلى سيناء- تكتب اتفاقية تحفظ للشعب الفلسطينى حقه فى الحياة والكرامة، وتعيد للقضية الفلسطينية حضورها المستحق على طاولة الضمير الإنسانى.. وفى لحظة فارقة من التاريخ يأتى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى أرض مصر- لا ليمنحها شرعية، بل ليشهد على حقيقة يعرفها العالم منذ آلاف السنين.. أن مصر هى قلب العالم النابض، ومهد الحضارة الإنسانية، ومنارة السلام التى لا تنطفئ– هنا- حيث يتعانق التاريخ بالحاضر، تثبت مصر من جديد أن السلام لا يفرض بالقوة، بل يصنع بالحكمة، وأنها وحدها بحكمتها وجيشها وشعبها وقائدها- قادرة على أن تجمع بين الأمن والكرامة، بين السيادة والرحمة.. وبين الحلم العربى والموقف الإنسانى.
هكذا- يتجلى قدر مصر الأبدى، لا كدولة تبحث عن دور، بل كدور خلقه الله فكان اسمه مصر، تحفظ الأرض، وتصون الحق، وتكتب بمداد الصبر والحكمة فصلاً جديداً من تاريخ العدل والسلام، ليظل شعارها خالداً كما أراد القدر- هنا مصر- حيث يولد السلام وتصان الكرامة.
وللحديث بقية.. إن شاء الله تعالى
[email protected]