بوابة الوفد:
2025-10-13@09:48:53 GMT

الإيمان والعلم

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

الإيمان والعلم يتكاملان ولا يتناقضان، وصحيح العقل لا يتناقض مع صحيح فهم الشرع، فبالعلم نصل للإيمان، حيث يقول الحق سبحانه: «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»، ويقول سبحانه: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ»، والإيمان يحثنا على طلب العلم، حيث يقول الحق سبحانه: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن فى السَّمواتِ ومن فى الأرضِ، حتَّى الحيتانِ فى الماءِ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ».


كما أنه لا تناقض بين الإيمان والعلم على الإطلاق، فالعلم قائم على الأخذ بالأسباب، والإيمان يدعونا إلى الأخذ بأقصى الأسباب، وكان سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) يقول: «لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق» ويقول: اللهم ارزقنى، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، وحتى فى حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم): «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى الله حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصًا وَتَرُوْحُ بِطَانًا»، قال أهل العلم وشراح الحديث: إن الطير تأخذ بالأسباب، فتغدو وتروح، ولا تقعد فى مكانها وتقول: اللهم ارزقنى.
ونقل بعض الرواة أن أحد الناس خرج فى تجارة فلجأ إلى حائط بستان للاستراحة فيه، فوجد طائرًا كسير الجناح، فقال: يا سبحان الله ما لهذا الطائر الكسير كيف يأكل؟ وكيف يشرب؟ وبينما هو على هذه الحال إذا بطائر آخر يأتى بشىء يسير من الطعام فيضعه أمام الطائر كسير الجناح، فقال: يا سبحان الله، سيأتينى ما قسمه الله لى، فقال له صاحبه: كيف رضيت لنفسك أن تكون الطائر المسكين الكسير مهيض الجناح؟ ولم تسع لأن تكون الطائر الآخر القوى الذى يسعى على رزقه ويساعد الآخرين من بنى جنسه، وقد قال أحد الحكماء: لا تسأل الله أن يخفف حملك، ولكن اسأله سبحانه أن يقوى ظهرك.
ويقول الحق سبحانه: «فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور»، ولم يقل اقعدوا وسيأتيكم الرزق حيث كنتم، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «تَدَاوَوْا فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ»، ولم يقل أحد على الإطلاق إن الدعاء بديل الدواء، إنما هو تضرع إلى الله (عز وجل) بإعمال الأسباب التى أمرنا سبحانه وتعالى بالأخذ بها لنتائجها.
ولم يقل أحد على الإطلاق من أهل العلم إن الفقه بديل الطب بل إن الفقه الصحيح يؤكد أن تعلم الطب من فروض الكفايات، وقد يرقى فى بعض الأحوال إلى درجة فرض العين على البعض. 
ونؤكد أن ثواب تعلم الطب لا يقل عن ثواب تعلم الفقه، وأن الأولوية لأحدهما ترتبط بمدى الحاجة الملحة إليه، فحيث تكون حاجة الأمة يكون الثواب أعلى وأفضل ما صدقت النية لله (عز وجل).
وعلينا ونحن نأخذ بأقصى الأسباب ألا ننسى خالق الأسباب والمسببات، مَنْ أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، فنجمع بين أسباب العلم وأسباب الإيمان معًا، مؤكدين أنه لا تناقض بينهما بل الخير كل الخير والنجاء كل النجاء أن نحسن الجمع بينهما والأخذ بهما معًا.

الأستاذ بجامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله عز وجل أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر صلى الله عليه وسلم ى الله الله ع

إقرأ أيضاً:

أشرف صبحي: دعم الدولة للرياضة بلا حدود والعلم المصري أصبح معروفًا في المحافل الدولية

أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن كرة القدم المصرية تعيش واحدة من أزهى فتراتها خلال السنوات الأخيرة، بفضل حالة التطور الشامل التي تشهدها المنظومة الرياضية على مختلف المستويات، مشيرًا إلى أن الإنجازات المتتالية التي تحققها المنتخبات الوطنية والأندية المصرية تعكس حجم العمل الكبير الذي تبذله الدولة في دعم القطاع الرياضي.

إنفانتينو يحذر: كرة القدم تواجه خطرًا حقيقيًا بسبب نقل المباريات خارج الحدود

وقال الوزير في تصريحات إعلامية، إن وصول المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم مرتين في السنوات الماضية لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى إعادة كرة القدم المصرية إلى مكانتها الطبيعية بين كبار القارة والعالم، مضيفًا: "من الآن فصاعدًا، سيكون المنتخب المصري حاضرًا في كل نسخة من كأس العالم، والعلم المصري سيظل خفاقًا في المحافل الدولية."

وأشار صبحي إلى أن ما تحقق خلال السنوات الثماني الأخيرة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يُعد نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ الرياضة المصرية، سواء من حيث البنية التحتية أو إعداد الكوادر الفنية والإدارية، مؤكدًا أن الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير الرياضة بوصفها ركيزة أساسية في بناء الإنسان المصري وتعزيز الانتماء الوطني.

وأضاف الوزير أن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الكابتن حسام حسن يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف واضحة، مشيدًا بالروح القتالية العالية التي ظهر بها اللاعبون خلال المباريات الأخيرة، والتي أعادت للجماهير الثقة والفخر بالمنتخب الوطني. وأكد أن حسام حسن يمتلك فكرًا تدريبيًا مختلفًا وشخصية قوية قادرة على قيادة الجيل الحالي نحو المزيد من النجاحات.

وتابع صبحي حديثه قائلًا إن دعم الدولة للمنتخب الوطني وللأندية المصرية مستمر دون توقف، سواء من خلال تهيئة بيئة احترافية متكاملة أو عبر تطوير المنشآت والبنية الأساسية، لافتًا إلى أن ما تشهده مصر اليوم من تطور في الملاعب والمدن الرياضية يعكس رؤية واضحة تهدف إلى جعل البلاد مركزًا رياضيًا إقليميًا في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وشدد الوزير على أن الإنجازات الرياضية لا تنفصل عن حالة الاستقرار والتنمية التي تعيشها مصر حاليًا، موضحًا أن النجاحات في كرة القدم تساهم في رفع الروح المعنوية لدى الشباب وتُعزز من صورة مصر عالميًا، قائلاً: "المنتخب الوطني أصبح عنوانًا للفخر والانتماء، والروح الجديدة التي نراها في اللاعبين هي انعكاس مباشر لما تحقق في الدولة من إنجازات على جميع المستويات."

واختتم صبحي تصريحاته بالتأكيد على أن وزارة الشباب والرياضة تواصل عملها بالتعاون مع اتحاد الكرة لوضع خطط طويلة المدى تضمن الاستمرارية والتأهل المتكرر إلى المونديال، مضيفًا: "نثق في قدرات منتخبنا الوطني، ونعلم أن القادم سيكون أفضل بإذن الله. مصر تستحق أن تكون دائمًا بين صفوة المنتخبات العالمية."

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الله لم يقسم بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه
  • أشرف صبحي: دعم الدولة للرياضة بلا حدود والعلم المصري أصبح معروفًا في المحافل الدولية
  • أمين عام البحوث الإسلامية: الإيمان والعلم طريقان متكاملان
  • رئيس جامعة بنها ووكيل الأزهر الشريف يفتتحان ندوة الإيمان أولا
  • حكيمي يتحدث عن دور الإيمان في حياته: سر التوازن والنجاح
  • أمين البحوث الإسلاميَّة: الإيمان والعِلم طريقان متكاملان والدِّين لا يتعارض مع حقائق الكون والعقل
  • أمين البحوث الإسلاميَّة: الإيمان والعِلم طريقان متكاملان
  • هل متابعة الأبراج والتنبؤات الفلكية يندرج تحت محاولة علم الغيب؟.. الأزهر والإفتاء يحسمان الجدل
  • أنبياء ذكرهم الله ببعض أسمائها فى كتابه العزيز.. تعرف عليهم
  • الفرق بين الإيمان والإسلام ودقة استعمال كل منهما في القرآن والسنة