البطولة... "ديربي البيضاء" ينتهي بالتعادل الإيجابي بين الرجاء والوداد وسابيتو يفشل في تحقيق الانتصار للمرة السادسة
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
انتهى « ديربي البيضاء »، بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين الرجاء الرياضي والوداد الرياضي، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الجمعة على أرضية ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء، في افتتاح لقاءات الجولة 11 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.
ودخل الرجاء الرياضي المباراة في جولتها الأولى، وكله عزم على تحقيق النقاط الثلاث التي غابت عنه منذ الجولة الرابعة، عندما انتصر على أولمبيك آسفي بثلاثة أهداف لهدفين، في الوقت الذي بدأها الوداد الرياضي بطموح الفوز هو الآخر، للعودة إلى سكة الانتصارات، بعد التعادل في الجولة الماضية بهدفين لمثلهما مع اتحاد طنجة.
وبحث الفريقان عن الهدف الأولى بشتى الطرق الممكنة من خلال المحاولات التي أتيحت لهما، دون تمكنهما من تحقيق مرادهما، في ظل غياب النجاعة الهجومية، وكثرة التمريرات الخاطئة في وسط الميدان، دون نسيان التصديات الجيدة للحارسين أنس الزنيتي، ويوسف المطيع، علما أن الفرص السانحة للتهديف كانت شبه منعدمة، في ظل النسق المتوسط من لاعبي الطرفين.
وتبادل الرجاء الرياضي والوداد الرياضي الهجمات، بحثا عن الهدف الأول الذي استعصى عليهما منذ بداية اللقاء، حيث حاولا معا الوصول إلى شباك بعضهما البعض، إلا أن تواصل تألق مطيع والزنيتي في التصديات، حال دون تحقيق المبتغى، ليستمر الشد والجذب بينهما، على أمل زيارة الشباك، دون جدوى، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بلا غالب ولا مغلوب.
وكانت الجولة الثانية مختلفة تماما عن سابقتها، بعدما تمكن الرجاء الرياضي من افتتاح التهديف في الدقيقة 54 عن طريق اللاعب باب أسومان ساكو، واضعا فريقه في المقدمة، ومجبرا الغريم على الاندفاع بأكبر عدد من اللاعبين بغية إحراز التعادل، للخروج بأقل الأضرار، بكسب نقطة عوض خسارة النقاط الثلاث كاملة، علما أن هذا الانتصار إن تحقق، سيكون الأول لسابيتو مع الرجاء، منذ توليه تدريب الفريق خلفا لروسمير زفيكو.
وكثف الوداد الرياضي من هجماته، إلى أن تمكن من إحراز التعادل في الدقيقة 79 عن طريق اللاعب محمد الرايحي، معيدا المباراة إلى نقطة البداية، ليبحث كل فريق مجددا على هدف الانتصار، الذي سيمكنه من كسب النقاط الثلاث، إلا أن كل محاولاتهما باءت بالفشل، في ظل تسرع لاعبيهما في إنهاء الهجمات، ناهيك عن التصديات الجيدة لمطيع والزنيتي، لتنتهي بذلك المباراة بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين الطرفين.
واقتسم الفريقان نقاط المباراة فيما بينهما، بنقطة لكل واحد منهما، حيث رفع الوداد الرياضي رصيده إلى 16 نقطة في المركز الخامس، بنفس عدد نقاط حسنية أكادير الرابع، ونهضة الزمامرة السادس، فيما تجمد رصيد الرجاء الرياضي عند النقطة 14 في الصف التاسع، متساويا في عدد النقاط مع اتحاد طنجة الثامن، والدفاع الحسني الجديدي العاشر.
كلمات دلالية البطولة الاحترافية الديربي البيضاوي الرجاء الرياضي الوداد الرياضيالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: البطولة الاحترافية الديربي البيضاوي الرجاء الرياضي الوداد الرياضي الوداد الریاضی الرجاء الریاضی
إقرأ أيضاً:
الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية
يمانيون | تحليل
تمرّ الإمبراطورية الأمريكية اليوم بلحظة فارقة في تاريخها، لحظة لا تُخطئها أعين المراقبين ولا تقديرات الاستراتيجيات الجيوسياسية في العالم.
فمنذ عقود، فرضت الولايات المتحدة هيمنتها بالقوة على النظام العالمي، عبر سطوتها العسكرية والاقتصادية، فمارست الاحتلال المباشر تارة، والوصاية السياسية والنهب الاقتصادي تارة أخرى، وكانت البحر الأحمر مجرد ساحة عبور لتلك الإمبراطورية في مشاريعها نحو الهيمنة العالمية.
لكنّ معركة البحر الأحمر الأخيرة جاءت لتقلب هذه المعادلات، وتعلن بداية مرحلة جديدة لا يقرر فيها الكبار وحدهم مصير الملاحة الدولية، بل أصبح للشعوب المستضعفة – بفضل صمودها وتطور إمكانياتها الدفاعية – القدرة على فرض الوقائع الجديدة، وكسر إرادة الطغيان العالمي.
اليمن… مفاجأة التاريخ
حين دخلت القوات المسلحة اليمنية ساحة البحر الأحمر، لم تدخلها كدولة نامية محاصرة، بل كممثّل عن قضية عادلة، وموقف أخلاقي، وإرادة سياسية لا تلين.
استخدمت اليمن أدواتها العسكرية بمهارة، وأعلنت – بلغة القوة – أن الممرات البحرية لم تعد خطوطاً أمريكية حمراء، وأن مصالح الاحتلال الصهيوني ليست محصّنة، بل أصبحت تحت طائلة النار والموقف.
إن هذه المواجهة، رغم محدودية الوسائل مقارنةً بالإمكانات الأمريكية الضخمة، كشفت هشاشة الردع الأمريكي في مواجهة الإرادة الراسخة.
فكم من حاملات طائرات عبرت تلك المياه دون منازع، قبل أن تواجه اليوم طوفاناً من المسيّرات والصواريخ اليمنية الذكية التي تجاوزت الحواجز التقليدية للتفوق التكنولوجي.
تحوّل دولي في المواقف
الرسالة التي وصلت إلى عواصم العالم لم تكن عسكرية فقط، بل كانت سياسية وأخلاقية واستراتيجية. مفادها: أن الهيبة الأمريكية ليست قدراً لا يُقاوم، وأن مشاريع التسلط يمكن أن تُكسَر.
ولعل أبرز مظاهر هذا التحول، الصمت المريب – أو التراجع الخجول – من بعض حلفاء أمريكا في حلف الناتو، الذين باتوا يرون في استمرار التورط في الحروب الأمريكية عبئاً لا يطاق، وسبباً مباشراً في اهتزاز أمنهم الداخلي واستنزاف مقدّراتهم الاقتصادية.
كما بدأت شعوب أخرى تطرح تساؤلات كانت تعتبر من المحرمات: لماذا نخضع لقرارات أمريكية لا تأخذ مصالحنا بعين الاعتبار؟ لماذا نمضي خلف سياسات عدوانية تعود علينا بالخراب؟ واليمن قدم الجواب: يمكن المقاومة، ويمكن الانتصار.
البحر الأحمر… ميدان كسر الهيمنة
لقد شكّلت المعركة البحرية في البحر الأحمر والعربي ليس فقط تطوراً عسكرياً، بل لحظة مفصلية في ميزان الردع العالمي.. لم تعد قواعد الاشتباك تُدار من غرفة عمليات أمريكية أو قواعدها العائمة في البحار، بل أصبح للميدان صوت آخر، وصورة أخرى، وشعوب أخرى.
أثبتت اليمن أن التحكم بممرات الطاقة والتجارة العالمية لم يعد امتيازاً للغرب، وأن القوة لم تعد حكراً على من يمتلك التكنولوجيا، بل على من يمتلك الحق والإرادة والشجاعة السياسية لاتخاذ القرار.
بداية أفول الهيمنة الأمريكية
هزيمة أمريكا في البحر الأحمر – حتى وإن لم تعلنها واشنطن صراحة – تمثل كسرًا رمزيًا واستراتيجيًا للهيبة التي بنتها على مدى عقود، وهي بداية تحول عالمي أعمق، يتمثل في تراجع دور القطب الأوحد، وصعود قوى جديدة تفرض توازنًا في الإرادات والمعادلات.
لم يكن التراجع الأمريكي في أفغانستان، ولا التخبط في العراق، ولا التخلي عن أوكرانيا، ولا الانقسامات داخل حلف الناتو، إلا مؤشرات على دخول الإمبراطورية الأمريكية مرحلة الشيخوخة السياسية والاستراتيجية، تلك التي تحدث عنها ابن خلدون في نظريته عن أعمار الدول.
والآن، ها هو البحر الأحمر – بسواحله اليمنية – يعلن صراحةً أن العالم قد تغيّر، وأن الزمن الأمريكي يوشك على الأفول، وأن إرادة الشعوب حين تقترن بالقوة والموقف المبدئي، قادرة على إعادة صياغة الجغرافيا السياسية… من عمق البحر، إلى عرش الإمبراطورية.