ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم قراءة القرآن في المآتم وسرادقات العزاء؟ وما حكم أخذِ الأجرة على هذا العمل؟ حيث إن هناك بعض الناس يزعم أن ذلك “بدعة”.

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال إن قراءة القُرَّاءِ لكتاب الله تعالى في المناسبات والمآتم وسرادقات العزاء وأخذهم على ذلك أجرًا، مِن الأمور المشروعة التي جَرَت عليها عادَةُ المسلمين مِن غيرِ نَكِير، وعلى ذلك جرى عمل أهل مصر؛ حتى صارت قراءة القرآن في مُدُنها وقُرَاها وأحيائها مَعلَمًا مِن معالم حضارتها.

وأشارت إلى أن مُدَّعِي أن ذلك بدعةٌ مُضَيقٌ لِمَا وسَّعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم على الناس مِن إقامة الذكر والاجتماع على قراءة القرآن وجبر الخواطر ومواساة بعضهم بعضًا.

وتابعت دار الإفتاء: وإننا إذ نفتي بجواز ذلك نوصي ألَّا يكون الغرض من ذلك هو المباهاة والتفاخر، بل إقامة سُنَّة العزاء، وحصول أجر قراءة القرآن وثوابه للميت، كما نوصي الحاضرين أن يَستَمِعوا ويُنْصِتُوا لتلاوة القرآن الكريم في خشوعٍ وتأدب يليقان بكتاب الله تعالى، وهذا كله مع مراعاة الاشتراطات المطلوبة من الجهات المختصة بالتصريح والإذن في هذا الشأن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء قراءة القران المآتم الأجرة بدعة قراءة القرآن دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

نور على نور

#نور_على_نور

د. #هاشم_غرايبه

من آخر ما كتبه “ستيف جوبز” مالك شركة آبل قبل موته عن عمر 56 عاما تاركا خلفه 7 مليارات: “تستطيع بمالك أن تستأجر من يقود لك سيارتك أويخدمك، لكنك لن تجد شخصا يحمل عنك مرضك وألمك، وتستطيع أن تشتري أشياء كثيرة بالمال، لكن لا يمكنك شراء الحياة أوالسعادة الداخلية.”
رغم أن كل ذلك من البديهيات التي لا يمكن لأحد أن ينكرها، إلا أن أغلب الناس لا يصدقونها، ويعتبرون أن المال هو كل شيء في هذه الحياة، وأن وجوده يسد كل نقص، والسعادة تتحقق بمقدار وفرته، ومثلهم المفضل هو: الدراهم مراهم.
الحقيقة هي ما قاله تعالى في وصف المال بأنه زينة الحياة الدنيا، لكن قوام حياة الإنسان هو الرزق.
ومفهوم الرزق أشمل كثيرا لاحتياجات معيشة الانسان، فهو يشمل زيادة على المال، الصحة، والسعادة والاطمئنان النفسي، والمواهب، والقدرات، والذكر الحسن، ويتوسع ليشمل الزوجة الصالحة والأولاد.. لكن كل ما سبق في كفة، والإيمان في كفة الأخرى، فمن فقد الإيمان فكل ما يناله في حياته الدنيا متاع زائل، لن ينفعه في حياته الأخرى، وسيتركه عند موته، وإن لم يوظف البنود التسعة الأولى في تحويل رصيده من أرزاقه، الى العملة الوحيدة المقبولة في حياته الثانية، وهي الحسنات، فهو مفلس مهما بلغ ماله وممتلكاته.
لذلك عندما يندب الانسان حظه في الدنيا لفقرة وقلة ماله، فإنه في حقيقة الأمر افتقد واحدا من عشرة عناصر تمثل الرزق.
لقد تكفل الخالق بتأمين أرزاق كل مخلوقاته، وأولها الإنسان، ويرى العاقل كل ذلك ماثلا أمامه، ابتداء من الحشرات الصغيرة الى أكبر الحيوانات، فلا تجد مخلوقا بات جائعا، ولا عصفورا يسأل غيره أن يجود عليه بفائض من طعامه، بل يغدو الجميع الى طلب رزقهم منذ الفجر، ويروحوا مساء فيناموا عند الغروب شبعانين.
لقد أودع الله تعالى في الأرض جميع العناصر اللازمة لحياة الكائنات الحية، لكنه خص الرزق بأنه في يده وبتقديره: “وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ” [الذاريات:22]، مما يعني أن تقدير هذه الأرزاق وتوزيعها خاضعة لتقدير العليم الخبير، رغم أن موادها ومكوناتها منبثة في الأرض.
ويريد الله أن يطمئن البشر الى أنه أرزاقهم مضمونة لأنها ليست في يد أحد غيره، وهو لا يمكن أن ينسى أحدا من فضله، فيقول في الآية التي تليها: “فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ”، مقسما بذاته العلية، وبصيغة لم ترد بهذه القوة في آية غيرها، وذلك لكي لا يبقى شك في هذا الأمر.
لكن هذه الأرزاق ورغم أنها مقدرة لكل مخلوق بحساب، لا تزيد ولا تنقص، فلن ترسل إليه وهو قاعد، بل هي متاحة فقط لمن يسألها، أي يسعي لتحصيلها، ويجدّ في طلبها: “وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَهَا فِىٓ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍۢ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ” [فصلت:10].
ويؤكد الخالق مرة أخرى على ذلك بقوله تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ” [الملك:15]، ونلاحظ أنه تعالى لم يقل (وكلوا من رزقها) بل (من رزقه) ليؤكد مرة أخرى أن الرزق من عنده أي بتقديره ووفق ما أراده وليس بحسب توفره المادي.
يحكى أن النبي سليمان عليه السلام، أراد أن يعلم الناس دلالة تكفل الله بأرزاق مخلوقاته، فسأل عن حاجة النملة الواحدة للغذاء سنويا، فقيل له عشرة حبات من القمح، فحبس نملة ومعها عشرة حبات، ولما فتح عنها بعد سنة وجدها لم تستهلك سوى ثمانية، فسألها لماذا أبقيت اثنتين، فقالت عندما كنت طليقة كنت مطمئنة الى ان الله لا ينسى من رزقه أحدا، لكن لما حبستني قطعت عني رزق الله، وخفت ان تنساني فادخرت حبتين لعلهما تقيتانني زمنا.
لا شك أن المرء عندما يستعرض ما مر به في حياته، من حالات ضيق مادي أحيانا وانفراج أحيانا، يجد أن التعاسة التي ذاقها ساعات الشدة امّحت سريعا، قد لا يتذكر الانعامات الكثيرة في الأبواب الأخرى من الرزق التي ساعدت في محوها، لكن لو كان رصده دقيقا للاحظ أن أبواب الفرج كانت دائما أوسع من وأرحب من ابواب الضيق، وبأضعاف مضاعفة.
وهذا كله من فضل المنعم الكريم، الذي لا ينسى من فضله أحدا حتى الكافرين.

مقالات ذات صلة الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة.. نزولٌ حقيقيٌ عن الشجرة أم خداعٌ استراتيجيٌ جديدٌ 2025/07/01

مقالات مشابهة

  • هل يجوز صيام عاشوراء دون تاسوعاء؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل الإصابة بالتوحد من الأعذار المبيحة لترك الجمعة؟.. الإفتاء تجيب
  • ما الواجب على من فاتته صلاة الجمعة لعذر؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يستحق البائع العربون إذا لم يتم البيع؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم صيام يوم تاسوعاء.. الإفتاء تجيب
  • حكم صلاة الصبي المُميِّز في الصف الأول.. الإفتاء تجيب
  • هل يجب تبييت النية في صيام تاسوعاء و عاشوراء؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • نور على نور
  • هل يجوز صيام يوم عاشوراء منفردًا؟.. دار الإفتاء تجيب