من هو العلامة السعودي الذي وثّق جغرافية الجزيرة العربية؟
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
وبدأت رحلة أحمد الجاسر (1910 ـ 2000)، وهو سعودي نجدي مع الجغرافيا والترحال، ولقبوه بعلامة الجزيرة العربية، وظل يكره هذا اللقب، ويقول: "كأنكم تزعمون أن الناس في جزيرة العرب جهلة، والأمر بخلاف ذلك".
ارتحل الجاسر في جزيرة العرب طولا وعرضا، ولم يدع بلدا عربيا إلّا زاره وأقام فيه مدة تطول أو تقصر.
تجمع كتاباته بين التوثيق والطرفة، ويقول إنه لم يملك نقودا لدفع أجرة الحافلة في تونس، فدفع عنه الأجرة رجل تونسي.
وفي بيروت التي أقام فيها زمنا، كان للجاسر مكتبة عامرة بالمخطوطات، فاحترقت فذاب حسرة عليها، ولكن السعي وراء المخطوطات الجغرافية ظل هاجسه حتى النهاية.
عرف الجاسر بشغفه واندفاعه بالمخطوطات، ويتكلم عن المخطوطات القديمة كأنه يناجي أحباءه.
ويتحدث الدكتور إبراهيم الدويري عن جانب مهم من جوانب ثقافة الجاسر، وهو علاقاته بالعلماء، فهو ينزل في كل بلد على قوم لهم بالعلم صلة متينة، يتاجر معهم، حيث يعطيهم علما ويأخذ منهم علما.
وعندما يبخل عليه الباخلون بالعلم أو بمخطوطة نادرة، يأخذهم بالحيلة أو بحسن التأتي، وكان الجاسر رجلا صريحا ولا يعفي الباخلين بعلمهم أو بمخطوطاتهم من النقد.
وثّق الجاسر جغرافية الجزيرة العربية، واهتم خصوصا بالجغرافيا التاريخية، درس الأماكن التي كان فيها قوم عاد وثمود وأصحاب الرس وقوم مدين، وهو عالم متين لا يأخذ بالخرافة، ولا يرضى ما يرضىاه الكثيرون من العلم الزائف.
ويقول: "ان كثيرا من التاريخ خرافة، وإن الأنساب خرافة الخرافة"، وكان عالما بالأنساب يهتم بها، بغرض الدراسة الاجتماعية لا لغرض رفع قوم عن قوم، وله في دراسة الأنساب 3 مجلدات.
وكان الجاسر عضوا عاملا في مجمع القاهرة، وعضوا بالمراسلة في معظم المجامع الأخرى.
تميز العالم السعودي- بحسب ما جاء في برنامج "تأملات"- بالأمانة العلمية والتدقيق على أفضل ما عرفته التقاليد الأكاديمية الحديثة، وكان من أفصح الناس لسانا وأبلغهم بيانا.
وتوفي الجاسر عام 2000، وترك حصيلة علمية على هيئة مؤلفات وتحقيقات.
26/11/2024-|آخر تحديث: 26/11/202407:33 م (بتوقيت مكة المكرمة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تنظم ورشة خاصة بتفعيل الأوعية والاهتمام بالمصارف الوقفية
الثورة نت/..
نظمّت الهيئة العامة للأوقاف مع الجهات المساندة للجانب الوقفي، اليوم في صنعاء، ورشة بعنوان “من أجل تفعيل الأوعية والاهتمام بالمصارف الوقفية”.
وفي افتتاح الورشة أكد النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، أهمية الورشة التي ستؤسس لمرحلة جديدة ستركز على دعم المبرات الوقفية والحفاظ على ما تركه الواقفون.
وأشار إلى أهم الإشكالات التي تعاني منها الأوقاف، بما فيها الجهل بحقوق الوقف، ومحاولات التصرف في الأعيان الوقفية، من قبل قاصري الوعي، وازدحام المقابر، ومشاكل الأوقاف المندثرة والمهملة والمجهولة.
وشدد العلامة مفتاح، على ضرورة تجريم الاعتداء على الأوقاف واعتبارها من الجرائم المخلة بالسلم الاجتماعي كونها تمس المصالح العامة للفقراء والمرض، والمحتاجين، مؤكدًا ضرورة التوعية وتعزيز ثقافة الوقف وإعداد خطة وطنية توعوية تستخدم كل الوسائل الإعلامية وتتعاون فيها كافة الجهات ويكون المسؤولون هم القدوة في ذلك.
من جهته تحدث نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، عن دور الوقف في التنمية وأهميته خلال المرحلة والذي باستطاعته التغلب على الكثير مما يعانيه اليمن في الجوانب الصحية والاجتماعية والخدمية، في حال تحمل الجميع للمسؤولية في التعاون مع الأوقاف وحمايتها، ودعم الاستثمار الوقفي.
وحث محافظي المحافظات ومدراء المديريات على التعاون في دعم الأوقاف واستعادة أموالها وتنمية إيرادتها، مضيفًا “إذا ارتفع الجانب الإيرادي الوقفي في أي محافظة أو مديرية، سيعود للمحافظة والمديريات ذاتها”.
بدوره أعرب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي، عن الأمل في مبادرة كافة المسؤولين في التعاون مع الأوقاف مهما كانت العوائق التي سيواجهونها، خدمة لأموال الله.
وفي الورشة التي حضرها محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي، استعرض رئيس هيئة الأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، ما حققته الهيئة خلال المرحلة السابقة في البناء الداخلي للهيئة والمشاريع الاجتماعية والخيرية.
وتطرق إلى المستوى الذي وصلت إليه الهيئة في المرحلة السابقة، وما تحتاجه وتأمل تحقيقه في المرحلة المقبلة، وطموح قيادة الهيئة في إحياء سنة الوقف وتشجيع المستطيعين على التبرع بوقفيات جديدة، وتفعيل الاستثمار الوقفي حتى ينمو ويتضاعف خيره.
وتحدث العلامة الحوثي، عن المعوقات والتحديات التي تواجه الهيئة، مثمنًا دعم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى للأوقاف بما في ذلك تشكيل لجنة برئاسة الدكتور محمد المداني لمساندة الأوقاف بصورة عامة.
ودعا الجهات الرسمية والشعبية إلى الاهتمام بالمورد الوقفي المهم لما فيه من فائدة على المجتمع، لافتًا إلى حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع، وفي المقدمة قيادة الهيئة والعاملين فيها كخدام مكلفين بإعادة الوقف لما أُوقف له.
وفي الورشة التي حضرها نائب وزير الداخلية اللواء الركن عبدالمجيد المرتضى، ومسؤول التعبئة بوزارة الدفاع اللواء ناصر اللكومي، استعرض وكلاء هيئة الأوقاف لقطاع المساجد الدكتور عبدالله القدمي، وقطاع الاستثمار الدكتور محمد الصوملي، وقطاع الأعيان محمد جحاف، إنجازات قطاعات الهيئة في جوانب البناء المؤسسي الداخلي والنجاحات في المجالين الخدمي والخيري.
حضر الورشة وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، ووكيل هيئة الزكاة أحمد مجلي، وأمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري.