ما زال الإسرائيليون يصدرون تفسيراتهم لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، بين مرحب به، كونه يمهد الطريق لعودة عشرات آلاف المستوطنين الى مستوطناتهم في الشمال المحتل، ومتحفّظ عليه لأنه لم يسفر عن تسجيل هزيمة بحزب الله، ورافض له كونه لم ينجح في استثمار ما يصفونها بـ"الإنجازات" العسكرية، وتحويلها الى نتائج سياسية.



وترصد "عربي21" أهم التعليقات التي أعلنها عدد من كبار المحللين الإسرائيليين، والتي وردت في وسائل الإعلام العبرية.

يارون أبراهام المراسل العسكري للقناة 12، أكد أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطابه المتلفز لم يدع مستوطني الشمال للعودة لمنازلهم، وهذا ليس من قبيل الصدفة، لأن الاحتلال لا ينوي القيام بذلك بعد توقيع الاتفاق، بل السماح للعملية الطبيعية بأن تأخذ مداها في التطور الميداني، رغم أن نتنياهو سبق له أن طالب مستوطني الجنوب بالعودة لمنازلهم خلال الحرب على غزة، رغم أن هناك مستوطنات لم يعد إليها أحد، لأنها لا زالت تشهد آثار الدمار من الحرب، ولا يزال المستوطنون في الجنوب يخشون العودة لمنازلهم".

وأضاف أن "هناك كلمة واحدة كانت تحوم فوق كل خطاب نتنياهو وهي "ترامب"، نتنياهو ينتظر ترامب، الذين يريد إغلاق الجبهات القتالية، وعدم الاستمرار في فتحها، لست متأكداً من تصريح نتنياهو بأنه إذا رأينا بعد 60 يوماً خروقات من حزب الله فيمكننا العودة للقتال بكل قوة، لأنه يعلم نوايا الإدارة المقبلة".

عاميت سيغال مراسل الشئون الحزبية أكد أن "وقف إطلاق النار في لبنان الذي أعلنه نتنياهو لا يشبه وقف إطلاق النار في غزة، الذي انتهى بعد إطلاق سراح أكثر من مائة مختطف قبل عام من اليوم عندما هاجمت إسرائيل غزة مرة أخرى، ولم يكن عبثاً أنه لم يتحدث عن القضاء على حزب الله، بل سرد أسباب الاتفاق اليوم المتمثلة بالتسليح وتجديد القوات، لكن السبب الأول هو التهديد الإيراني، وهو لن يذهب لأي مكان، مما يعني أننا مقبلون على فترة طويلة جداً من الهدوء في لبنان".



دفنا ليئيل مراسلة الشئون السياسية أشارت أن "تصريح نتنياهو تم تسجيله وتحريره دون أي أسئلة من الصحفيين، وهذا عار، نحن في حرب مستمرة منذ فترة طويلة، وتؤثر على كل الجمهور الإسرائيلي، وكان من الممكن طرح أسئلة مشروعة في أمسية كهذه، مما سيتعين عليه أن يشرح في المستقبل القريب لماذا هذا الاتفاق مع لبنان، وادعاؤه بأننا نستطيع الاستمرار في التصرف متى نشاء غير موجود في الاتفاق، مع العلم أن سبب تمسكه بالاتفاق هو الضغوط السياسية التي لا يتوقع أن تتراجع بعده".

أوهاد حمو مراسل القناة في الأراضي الفلسطينية، ذكر أن "الاتفاق مع لبنان يتزامن مع عدم تغير شيء في مطالب حماس لإبرام صفقة تبادل معها، ووقف الحرب في غزة، ولسوء حظ الإسرائيليين، لا أرى أن أي شيء سيتغير في هذا الصدد، لدى حماس ورقة واحدة فقط وهي الأسرى للمطالبة بوقف الحرب وانسحاب الجيش من غزة، وأعتقد أننا سنستمر بسماع هذا الطلب منها حتى عندما تكون وحيدة ومعزولة، دون إسناد حزب الله".

التركيز على إيران
نير دفوري المحلل الأمني زعم أن "تصريح نتنياهو بأن جبهة الشمال يجب أن تغلق من أجل تركيز العمل على إيران كلام صحيح، لأنها رأس الأفعى، وهي المشكلة الأكبر والمركزية التي تواجه إسرائيل، لكن كل ما قاله عن لبنان يحدث بالفعل في غزة، ويجب أن نتذكر أنه يمكن التوصل لاتفاق في غزة وإطلاق سراح المختطفين، والعودة للقتال، إذا لزم الأمر واضطررنا لذلك، وطالما أن القيادة اتخذت قراراً على الساحة الشمالية، فإنها باتت مطالبة أيضاً باتخاذ قرار مماثل على الساحة الجنوبية، وإعادة المختطفين".

وفي سياق متصل، قال موقع "كالكاليست" العبري، إنه بعد ما يقرب من 14 شهرا من القتال في الشمال، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مؤكدا أن حل حزب الله لا يظهر في الاتفاق، وإنما ينص الاتفاق فقط على أنه لن يعمل في جنوب لبنان.

وتابع الموقع: "بالإضافة إلى ذلك، ليس هناك التزام بعدم عودة رجال حزب الله إلى محيط الحدود. في المقابل، ورد في خطاب الضمانة الأمريكية -الاتفاق الجانبي في الحقيقة- أنه سيسمح بتحليق طائرات استخباراتية إسرائيلية، لكن سيمنع الطائرات من اختراق حاجز الصوت".

واستعرض الموقع العبري النقاط التفصيلية للاتفاق، والتي تمحورت حول 13 نقطة، إضافة إلى الرسالة الأمريكية التي منحت تل أبيب حق الرد بحال انتهاك الاتفاق.

من جانبه، ذكر الكاتب آفي يسسخروف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن هذه المرة لن يستطيع حزب الله الادعاء أنه "انتصر"، مضيفا أن "الغالبية العظمى من اللبنانيين يعرفون جيدا أن المنظمة تعرضت لضربة قاصمة في الحرب الأخيرة".



وتابع قائلا: "لم يكن الأمر مقتصرًا على تصفية القادة، وعلى رأسهم حسن نصر الله، نائبه وأعضاء مجلس الجهاد لحزب الله، بل أيضًا بالطبع على عملية "الصافرة" الذكية التي تركت حزب الله بلا دفاعات تقريبًا، وفي حالة من الضعف الشديد".

وأكد أن "هذا الهجوم استمر. فقد تمكن سلاح الجو من تدمير مستودعات الصواريخ طويلة المدى والمتوسطة المدى. وكانت قدرة الاستخبارات على تحديد أماكن عناصر حزب الله على مستوى مسؤولي فرق فما فوق، بما في ذلك أولئك الذين كانوا يتعاملون مع تهريب الأسلحة من إيران عبر سوريا".

وأردف قائلا: "القائمة طويلة، ويجب هنا توجيه كلمة شكر إلى جهاز الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، الذي تعرض العام الماضي لانتقادات (مستحقة) بسبب فشله في جمع المعلومات الاستخباراتية قبل 7 أكتوبر 2023. ومع ذلك، في الساحة اللبنانية، قام بعمل لا يقل عن كونه مميزًا".

وختم قائلا: "هذه المعركة ستُدرس في الأكاديميات العسكرية في كل الدول الغربية والشرقية: كيف تمكنت إسرائيل، من خلال مزيج من الحيلة، التكتيك والاستخبارات الدقيقة (إلى جانب روح القتال والتضحية من قبل الجنود) من حسم المعركة منذ اللحظة التي اتخذت فيها هذا القرار".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية لبنان الاحتلال الحرب حزب الله لبنان حزب الله الاحتلال الحرب الهدنة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

محللة إسرائيلية: هناك رقابة عسكرية وإخفاء للمعلومات حول محاولات انتحار الجنود 

#سواليف

كشف المحللة الإسرائيلية لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، تشين أرتزي، عن مجموعة من التفاصيل التي تخضع لرقابة شديدة ويمنع الإفصاح عنها أو تسريبها للإعلام.

وأكدت سرور أن “هناك رقابة عسكرية وإخفاء للمعلومات حول #محاولات #الانتحار بين #الجنود #النظاميين و #الاحتياطيين وحجب بيانات الاعتماد على #الأدوية _النفسية بين عناصر #جيش_الاحتلال وعدم الإفصاح عن المشاكل التشغيلية مثل الأعطال، الانضباط، الإرهاق، والتعب”.

وأشارت إلى أن “العاملين في الميدان يعيشون هذا الواقع لكن البيانات تخفى عن الرأي العام”، مؤكدة أنه “يتم تسليط الضوء على الجنود القتلى في الدعاية الرسمية، بينما تحجب قصص الانتحار والمعاناة النفسية، وسط غياب الشفافية حول الأعداد الحقيقية للجنود الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة أو يرفضون العودة للقتال”.

مقالات ذات صلة الأربعاء .. أجواء صيفية اعتيادية 2025/07/30

وقالت إنه “يجري الاعتماد على شهادات الأهالي لكشف الحقائق بسبب سياسة التعتيم العسكري”، مشيرة إلى أن مجلس الحرب يركز على الجوانب العسكرية (الاستراتيجية، الأسلحة، التداعيات الدولية)، لكنه يتجاهل التكاليف النفسية والاجتماعية على الجنود وعائلاتهم.

وأضافت أن “الجنود يرسلون إلى الخطوط الأمامية بعد تدريب قصير وغير كاف، ما يزيد من مخاطر الإصابة النفسية والجسدية، فيما الاحتياطيون يجندون فجأة دون تهيئة، مما يفاقم معاناتهم”.

وتؤكد المحللة الإسرائيلية أن “هناك ارتفاعا في معدلات العنف الاقتصادي، النفسي، الجسدي، الجنسي في العائلات التي يخدم فيها أحد الزوجين أو كليهما في الجيش، مشيرة إلى أن 30% من الأسر التي يخدم فيها الزوجان تعاني من العنف، و24% من هذه الأسر تعرضت لعنف جسدي أو جنسي مقارنة بـ 3% لدى الأسر غير العسكرية”.

وأوضحت أن “غياب تحديث البيانات الرسمية، حيث تعود آخر الإحصاءات إلى 9 أشهر مضت، وأن الدولة تتعامل مع التضحيات العسكرية كعبء عام، لكن التعامل مع تبعاتها يترك للعائلات بشكل فردي، وسط انهيار التضامن الاجتماعي بين الحكومة والإسرائيليين، خاصة مع تهميش معاناة عائلات الجنود والضحايا”.

وأكدت سرور استحالة استمرار الحرب على غزة تحت الظروف الحالية قائلة: “الحرب لا يمكن أن تستمر لمدة عامين بجيش منهك، يعاني من أزمات نفسية وتشغيلية” موضحة أن إهمال التكاليف طويلة المدى (النفسية، التعليمية، المهنية) يهدد استدامة المجهود الحربي.

وأضافت أن الوعود الحكومية غير واقعية مثل تحرير الأسرى وإعادة بناء غزة والنصر الكامل وهي تفتقر إلى آلية تنفيذ واضحة.

وكشفت عن أزمة منهجية في التعامل مع الحرب، حيث أن التركيز على الإنجازات العسكرية يخفي الكوارث الإنسانية، وأن الرقابة تعمق الفجوة بين الواقع والخطاب الرسمي، إضافة إلى أن إهمال الصحة النفسية والاجتماعية للجنود، يهدد تماسك الجيش والجمهور الإسرائيلي، وسط تهرب لحكومة الاحتلال من مسؤولياتها تجاه الإسرائيليين، مما يفاقم الانقسام واليأس.

مقالات مشابهة

  • ليلة النار في لبنان.. غارات إسرائيلية توقع قتلى وتصعد التوتر
  • ترامب يعتقد أن نتنياهو يسعى لإطالة الحرب في غزة
  • لبنان.. غارات إسرائيلية على مواقع في الجنوب والبقاع
  • في خرق واضح للتابوهات السياسية.. شخصيات إسرائيلية بارزة تدعو لفرض عقوبات قاسية على حكومة نتنياهو بسبب تجويع غزة
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • الكرملين ردا على تعليقات ترامب: روسيا اكتسبت مناعة من العقوبات
  • حزب الله يوزع معدات استعداداً لاستئناف الحرب على قرى شيعية بجنوب لبنان
  • فريدمان: نتنياهو خدع ترامب في غزة ولن يحقق النصر الكامل
  • محللة إسرائيلية: هناك رقابة عسكرية وإخفاء للمعلومات حول محاولات انتحار الجنود 
  • رؤساء جامعات إسرائيلية يطالبون نتنياهو بحل مشكلة الجوع في غزة