من غزة إلى بغداد.. هل تنقل إسرائيل معركتها إلى أرض الرافدين؟
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
28 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: مع استمرار التصعيد السياسي والعسكري في المنطقة، تبدو الأجواء أكثر توتراً مع انتشار أنباء تفيد بأن وقف إطلاق النار في غزة قد يمنح إسرائيل مساحة أكبر للتفرغ لمواجهة خصومها في العراق. معلومات متداولة عبر تقارير ومصادر إعلامية متعددة تشير إلى أن إسرائيل قد تنقل تركيزها إلى الفصائل العراقية، التي اتهمتها تل أبيب مؤخراً بتنفيذ هجمات على أراضيها، في تصعيد علني وغير مسبوق داخل مجلس الأمن الدولي.
التوقعات تشير إلى مواجهة طويلة الأمد قد تتطور بشكل أكبر بين إسرائيل والفصائل العراقية، خصوصاً في ظل تصريحات بعض قيادات تلك الفصائل التي أكدت أنها ستواصل عملياتها ضد إسرائيل حتى بعد انتهاء وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
تغريدة لمستخدم على منصة “إكس” تحدثت عن هذا السيناريو بقولها: “إسرائيل لن تتوقف عند حدود غزة أو لبنان، العراق الآن في مرمى النار” .
مصادر أمنية عراقي تحدثت عن مخاوف من أن تتجاوز الاستهدافات الإسرائيلية المواقع التقليدية، مثل معسكرات الفصائل والمقرات العسكرية، إلى استهداف البنية التحتية الحيوية مثل الحقول النفطية، والتي تعد من الركائز الاقتصادية للعراق.
وفي منشور على فيسبوك، علّق أحد الناشطين قائلاً: النفط العراقي قد يكون السلاح الصامت الذي تطاله النيران في أي لحظة، والعراق بلا غطاء دولي حقيقي.
على الجانب الآخر، أصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر توجيهات لميليشيا “سرايا السلام” التابعة له بتغيير مواقعها العسكرية خلال فترة زمنية محددة، مما أثار تساؤلات حول علاقة هذه الخطوة بالتهديدات الإسرائيلية المحتملة.
وفق تحليلات، يبدو أن الصدر يتوقع هجوماً إسرائيلياً محتملاً ويعمل على تقليل خسائره الميدانية.
محللون أمنيون أكدوا أن هذا التحرك يعكس قراءة مسبقة لتحركات إسرائيلية قد تكون على وشك التنفيذ، خاصة مع تصاعد الخطاب العدائي ضد العراق.
في سياق متصل، الولايات المتحدة لم تُبدِ حتى اللحظة أي موقف واضح تجاه احتمال تصاعد الاستهدافات الإسرائيلية في العراق.
بينما يرى محللون أن الصمت الأمريكي قد يعني ضوءاً أخضر لإسرائيل لتنفيذ عملياتها، كتغريدة قالت: “صمت واشنطن عن تحركات إسرائيل يشبه سكوتها أثناء ضرب بغداد عام 2003، التاريخ يعيد نفسه ولكن بأدوات مختلفة” .
تحليل استباقي لتطورات الأحداث يشير إلى أن إسرائيل قد لا تكتفي بضرب أهداف محدودة في العراق، بل قد تسعى لتوجيه ضربات موجعة تهدف إلى إضعاف نفوذ الفصائل المسلحة وتقليص قدراتها العسكرية فيما خبراء عسكريون يعتقدون أن استهداف الحقول النفطية، إذا حدث، سيكون بمثابة إعلان حرب اقتصادية، مما قد يدفع بغداد إلى اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بمستقبل علاقاتها الدولية، أو حتى السعي لتحالفات جديدة قد تشمل دولاً إقليمية معارضة للهيمنة الإسرائيلية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
بغداد تحذر دمشق
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن حكومته تُنسّق مع الحكومة السورية الجديدة، لا سيما في الملفات الأمنية، لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي وصفه بـ"العدو المشترك" والموجود بشكل واضح في الأراضي السورية.
وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" نُشرت اليوم الثلاثاء، أوضح السوداني أن بغداد حذّرت دمشق من الوقوع في الفراغ الأمني الذي أعقب سقوط نظام صدام حسين عام 2003، والذي أدّى إلى تصاعد العنف الطائفي وصعود الجماعات المتطرفة المسلحة في العراق.
ودعا السوداني القيادة السورية إلى إطلاق "عملية سياسية شاملة" تضم كافة المكونات والطوائف، مشددًا على أن العراق لا يؤيد تقسيم سوريا أو وجود أي قوات أجنبية على أراضيها، في إشارة غير مباشرة إلى الغارات الإسرائيلية المتكررة جنوب البلاد.
وعن تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أكد رئيس الوزراء العراقي أن بلاده حريصة على تجنّب الانجرار إلى صراع أوسع. وكشف أن الأجهزة الأمنية العراقية أحبطت 29 محاولة لإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من داخل العراق باتجاه إسرائيل أو نحو قواعد تضم قوات أميركية، وذلك لتجنّب إعطاء مبرر لتل أبيب لتوسيع نطاق الحرب.
وحول مستقبل الوجود العسكري الأميركي، أشار السوداني إلى أن المرحلة الأولى من انسحاب قوات التحالف الدولي ستُستكمل في سبتمبر/أيلول المقبل، مؤكدًا أن بغداد وواشنطن ستجتمعان نهاية العام الجاري لترتيب العلاقة الأمنية الثنائية.
وأضاف أن استمرار وجود قوات التحالف وفّر "مبررًا" لبعض الجماعات العراقية لحمل السلاح، مضيفًا أنه "بمجرد اكتمال الانسحاب، لن يكون هناك أي مبرر لوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة".
وفي الجانب الاقتصادي، أعرب السوداني عن تطلعه إلى استثمارات أميركية في قطاعات النفط والغاز والذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن تعزيز التعاون الاقتصادي بين بغداد وواشنطن "يساهم في الأمن الإقليمي، ويجعل البلدين عظيمين معًا"، على حد تعبيره.
ويأتي هذا التصريح في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل العراق لإعادة النظر في استمرار وجود القوات الأجنبية، وسط تصاعد التوتر الإقليمي وتباين المواقف بشأن طبيعة العلاقة الأمنية المستقبلية مع واشنطن.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن