دبي (الاتحاد)
شهدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، جلسة رئيسة استضافت إليزا ريد، السيدة الأولى السابقة لأيسلندا، التي استعرضت فيها جانباً من رحلتها في السرد القصصي ورؤيتها لأهميته في التغيير الاجتماعي كأداة قوية لنشر الإلهام والإيجابية ونقل المعارف والأفكار بين الثقافات المختلفة.


وخلال الجلسة الحوارية الرئيسة التي عقدت تحت عنوان «السرد القصصي من أجل التغيير الاجتماعي» في ثاني أيام منتدى المرأة العالمي - دبي 2024، حضرتها منى غانم المرّي، نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة، وأدارت الحوار في الجلسة هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، قالت إليزا ريد إن السرد القصصي يحظى لديها بأهمية بالغة لأنه يشكل أداة فريدة في سرد ما يجمعنا كأشخاص عبر الثقافات وعبر التاريخ.

أخبار ذات صلة امتحان الفيزياء.. دون عقبات أو مشاكل تقنية السيدة الأولى لباكستان: الإمارات نموذج يحتذى به في تمكين المرأة

واستعرضت ريد عدداً من القصص المهمة التي أثرت في مسار حياتها.
وقالت إن الهدف من السرد هو أنه عندما تأتي الفرصة وإن كانت غير متوقعة حتى إذا كانت صعبة أو بعيدة المنال، فإنه يجب الاستفادة منها في اتخاذ القرار الصحيح، الذي من خلاله يمكن أن نلهم الأشخاص من حولنا.
وأشارت في حديثها إلى أهمية السرد القصصي وكيف يمكن أن يشكل أداة مهمة من أجل تحديد المناصرة للتغير الاجتماعي، وتجربتها في الاستفادة من السرد القصصي لإبراز تجربة أيسلندا في سد الفجوة بين الجنسين لتصبح اليوم إحدى الدول الأهم في مجال المساواة بين الجنسين.
وأوضحت أن السرد القصصي يعد بمثابة أداة قوية جداً للتغير الاجتماعي، مشيرةً إلى أن أحد الأسباب لذلك أن لدى كل شخص منا القدرة على استخدام هذه الأداة، بغض النظر عن المركز والمكانة، لسرد قصة فريدة ومميزة، يمكن من خلالها أن يسهم بها في تغيير العالم، مشيرةً إلى أهمية المساعدة في سرد هذه القصص إلى العالم والتذكير بأن لدينا صوتاً والتزاماً باستخدام هذا الصوت من أجل الخير.
وأضافت أنه في الوقت الذي تشكل فيه البيانات والأدلة أهمية كبيرة لمعرفة أين علينا أن نتوجه، علينا أن نتذكر دوماً أن العواطف التي تنتابنا عندما نقرأ ونستمع إلى قصص تكون أكثر تأثيراً واستدامة من الإحصائيات والبيانات.
وفي ختام حديثها شددت إليزا ريد على أهمية الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل متنفساً للسرد القصصي، من خلال نشر الإلهام والإيجابية وإعلاء قيم التسامح، لأنه مهما كان هناك اختلاف يبقى هناك ترابط دوماً بين ثقافة وأخرى، مشيرةً إلى أنه حتى لو كانت هذه المنصات توفر الكثير من الفرص عبر الصور والموسيقى والأصوات، لكن الأساس هو التسامح والتفاهم المشترك، وأن من المهم جداً سرد القصص عبر الثقافات المختلفة لأن القيم التي تجمعنا هي نفسها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: منتدى المرأة لطيفة بنت محمد بن راشد منتدى المرأة العالمي أيسلندا الإمارات لطيفة بنت محمد دبي السرد القصصی

إقرأ أيضاً:

مطبخ الرواية.. رحلة أدبية عبر عوالم الطعام بين التراث العربي والحداثة الغربية

في كتابه "مطبخ الرواية.. الطعام الروائي من المشهدية إلى التضفير" يتنقل بنا الأكاديمي والكاتب المغربي الدكتور سعيد العوادي بين فصول وصفحات عدد من الروايات العربية والأجنبية، متوقفا عند عوالم الطعام في تلك الروايات، مبينا كيف أن فن الرواية يصنع عالما متخيلا يتفاعل مع عالم الواقع، وراصدا حضور الطعام في الأدب الروائي.

وفي مقدمة كتابه يقول العوادي إن الروايات التي يستعرضها الكتاب تضمنت مطابخ متنوعة تزخر بصنوف من الموائد تهيج الحواس، وتكاد تتراءى للقارئ صور جلسات تناول الطعام وارتشاف الكؤوس وألوان الملذات، ويسمع صرير احتكاك الشوكات بالسكاكين وقرقرة الأشربة ونشيش الطهي، ويشم الروائح وتوابل المطبخ وأريج الفواكه، ويتذوق لذيذ المشهيات، فتخلق في نفسه حالات سيكولوجية متباينة، كأن توقظ ذكرى مطمورة أو تومض فكرة منطفئة.

وبحسب مقدمة الكتاب، فلا غرابة في ذلك ما دمنا نوسع الدائرة الوظيفية للطعام، فلا تنحصر في الوظائف البيولوجية، بل تميل إلى الامتداد في الوظائف الأنثروبولوجية والسوسيولوجية والثقافية، حيث يجسر الطعام علاقات راسخة مع أسئلة الوجود والهوية والطبقية والجندر، وغير ذلك.

الأكاديمي والكاتب المغربي الدكتور سعيد العوادي (الجزيرة) الذاكرة السردية

ونتعرف من كتاب "مطبخ الرواية.. الطعام الروائي من المشهدية إلى التضفير" على أن لكل طعام أو شراب ذاكرته السردية الخاصة التي تحمل معها تنوعا من العلاقات الإنسانية المتجذرة في الزمان والمكان، وكأن كل مفردة من مفردات الطعام والشراب هي عنوان الرواية الكاملة الأركان، وإذا ما اخترقت العالم السردي التخيلي رفدته بتجربة إنسانية منحته العمق والفرادة.

وننقل من الكتاب قول مؤلفه:

"أفلا تكون الرواية الجيدة هي الأخرى طبقا سرديا يتفنن فيه الروائي الطباخ بانتقاء مقادير شخوصه وأحداثه وأمكنته وأزمنته، مع إضافة ما يوائم ذلك من توابل سردية، ثم يطبخها على نار الخبرة والتجربة؟"

وتشير نصوص الكتاب إلى أن النقد الروائي لم يحفل بـ"أطعمة الرواية" ولم ينسجم معها، بدليل خلو مدونته الواسعة من أي كتاب تفصيلي استقل بتناول هذا المكون الحيوي بأي صيغة، سواء أكانت وصفية أم تاريخية أم تأويلية.

يحلل الكتاب حضور الطعام في الرواية كرمز للهوية والثقافة والرسالة في الأدب العربي والعالمي (مولدة بالذكاء الاصطناعي-الجزيرة) نظرة ذكورية

وأرجع الكتاب سبب ذلك إلى النظرة الذكورية التي تحكمت في التناول النقدي للنصوص الأدبية، الأمر الذي جعل كثيرا من النقاد ينظرون إلى "الروايات الطعامية" على أنها أدب من الدرجة الثانية أو الثالثة، وذلك بحسب نصوص الكتاب.

إعلان

وتشير نصوص الكتاب إلى أن البعض رأى في مشاهد الطعام والشراب "شأنا نسائيا خالصا"، وكأنه موضوع مبتذل لا يليق بوقار النقد أن يخوض فيه ويعتني بتفاصيله.

مقاربة موضوعاتية

وجاء كتاب "مطبخ الرواية.. الطعام الروائي من المشهدية إلى التضفير" في إطار سعي مؤلفه إلى سد الفراغ في الدراسات النقدية التي تتناول موضوع الطعام في السرديات الأدبية، وذلك عبر اعتماد مقاربة موضوعاتية منفتحة على القراءة الثقافية والتناول البلاغي الموسع.

وقد توزعت مادة الكتاب على 3 فصول، فحمل الفصل الأول عنوان "روافد الطعام الروائي"، وعمل فيه المؤلف على تحديد المراجع التي استندت إليها الرواية العربية في الأفق التراثي العربي من خلال نماذج سردية من أخبار الطفيليين وأخبار البخلاء وأدب المقامات.

واستحضر المؤلف كذلك في الفصل الأول من الكتاب الأفق الحديث الغربي والأميركي اللاتيني، وذلك من خلال التركيز على 4 أعمال روائية مهمة، هي: "طعام.. صلاة.. حب" للروائية الأميركية إليزابيث جيلبرت، و"ذائقة طعام هتلر" للروائية الإيطالية روزيلا بوستورينو، و"كالماء للشوكولاتة" للروائية المكسيكية لاورا إسكيبيل، و"أفروديت" للروائية التشيلية إيزابيل الليندي.

الروائي العربي له تجاربه الخاصة فهو يعيش في وطن كبير يزخر بمخزون ثقافي متنوع تشكل ثقافة الطعام إحدى لبناته المعبرة عن احتفاء استثنائي بقيمة الكرم (مولدة بالذكاء الاصطناعي-الجزيرة)

وجاء الفصل الثاني من الكتاب بعنوان "الرواية العربية والطعام المشهدي"، وتتبع فيه المؤلف المحطة الأولى من السرد الروائي العربي، ورصد فيه الحضور المشهدي للتوصيفات الطعامية وما تعبر عنه من دلالات ومقاصد تتصل بـ3 أنساق كبرى، هي: "الطعام هوية"، و"الطعام رسالة"، و"الطعام سلاح".

وتوقف المؤلف في هذا الفصل عند 6 روايات تمثل 4 فضاءات عربية، فمن مصر تناول رواية "بين القصرين" لنجيب محفوظ، ورواية "الإفطار الأخير" لهشام شعبان، ومن المغرب استعرض رواية "بعيدا من الضوضاء.. قريبا من السكات" لمحمد برادة، ورواية "جيران أبي العباس" لأحمد التوفيق، ومن سوريا تناول رواية "المهزومون" لهاني الراهب، ومن تونس اختار رواية "الطلياني" لشكري المبخوت.

أما الفصل الثالث من الكتاب فحمل عنوان "الرواية العربية والطعام التضفيري"، وفيه توقف المؤلف عند تعاظم الاهتمام باللون الطعامي في السرد الروائي العربي، وكيف غدا موضوعا يضفر السرد والوصف والشخصيات والفضاء واللغة.

وتناول فيه حضور الطعام في 3 نصوص روائية، هي: "كحل وحبهان" للروائي المصري عمر طاهر، ورواية "برتقال مر" للروائية اللبنانية بسمة الخطيب، ورواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" للروائي الليبي محمد النعاس.

إعلان ثقافة الطعام

وتدلنا صفحات الكتاب على أن الرواية العربية لم تكن بمنأى عن التفاعل النصي مع السرديات العربية القديمة والروايات الأجنبية الحديثة والمعاصرة، بل اتخذت منهما رافدين مركزيين لبناء منجز سردي يطمح من خلاله الروائيون الجادون إلى إنتاج "نص ثالث" يراعي حاجات الخصوصية وضرورات التميز.

كما أن الروائي العربي نفسه له تجاربه الخاصة كإنسان مع عوالم الأكل والشرب، فضلا عن أنه يعيش في وطن كبير يزخر بمخزون ثقافي متنوع، تشكل ثقافة الطعام إحدى لبناته المعبرة عن احتفاء استثنائي بقيمة الكرم الآتية من ماض صحراوي بعيد.

وعدّ الكتاب "وصف الطعام وتسريده" واحدا من أشكال التفاعل النصي الذي أقامته الرواية العربية مع ماضي السرد العربي من جهة وحاضر الرواية الأجنبية من جهة أخرى، حيث عمل الروائيون العرب على دمجه في عوالمهم السردية للنهوض بغايات جمالية (إستيتيقية) وثقافية وفكرية متعددة.

اعتنى السرد العربي القديم بثيمة الطعام فجعلها مؤطرة بأنماط سردية تراثية مختلفة (مولدة بالذكاء الاصطناعي-الجزيرة) حضور وازن

ولفتت نصوص الكتاب إلى أن المطّلع على المدونة التراثية العربية في تنوعاتها اللغوية والتاريخية والعلمية والاجتماعية والأدبية يلاحظ بوضوح مدى الحضور الوازن لخطاب الطعام الذي لا ينحصر في وصف المآكل والمشارب، بل يميل إلى فتح آفاق رحبة للتشابك مع قضايا الهوية العربية الإسلامية حين تصنفه المدونة التراثية إلى حلال وحرام وتسيجه بمنظومة من الآداب والقيم.

كما يتداخل مع قضايا المثاقفة المتجلية في ارتحال الأطعمة والأشربة بين الفضاءات العربية وغير العربية، ومع قضايا التدافع الحضاري التي جعلت من بعض الاختيارات الطعامية للأمم وسيلة للازدراء والتحقير.

وأبرز الكتاب كيف اعتنى السرد العربي القديم بثيمة الطعام، فجعلها مؤطرة بأنماط سردية تراثية مختلفة، مثل: الأخبار والرحلات والمنامات والمقامات، والتمس لها ساردون، وشخصيات كريمة معطاءة أو بخيلة مقترة أو طفيلية شرهة، وأسبغ على الفضاءات أوصافا تتنوع بين التمطيط والتقليص.

إعلان

وسرد الأكاديمي والكاتب المغربي الدكتور سعيد العوادي في خاتمة كتابه مجموعة من النتائج جاء من بينها:

ضرورة انكباب النقد على تجلية التوظيف الطعامي في الخطاب الروائي، وتجاوز "تلك الرؤية التبخيسية"، لأن الطعام يتجاوز في الرواية بعده البيولوجي/البطني، ليلامس أبعادا اجتماعية وثقافية وسياسية، بل يمكن أن يكون مدخلا قرائيا منتجا لعدد من الروايات العربية. استفادة "الرواية الطعامية العربية" بنسب متفاوتة من السرد العربي القديم الذي عني عناية بارزة بحق الطعام، والمؤمل أن توسع هذه الرواية بعض المفاهيم التي تنتمي إلى الحقل الطعامي العربي، مثل مفهوم "التطفل" الذي يمكن أن يتسع للتعبير عن مظاهر تطفل شامل نعيشه اليوم، كتطفل الميديا وتطفل الأشخاص على الحياة الفردية، وغير ذلك. إمكانية توسيع مفهوم الكرم إلى الدلالة على مطلق التآزر الذي تحتاجه الإنسانية في سياقها الحالي المليء بأزمات الفقر والأوبئة. تطور الحضور الطعامي في الرواية العربية بتأثير من نظيرتها الغربية.

مقالات مشابهة

  • الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات تؤكد دعم مصر في رحلتها نحو تنفيذ رؤية 2030
  • جمعية السرد.. خطوة نوعية لتعزيز المشهد الروائي والمسرحي في سوريا
  • غروسي من دمشق: تعاونٌ جديد بين سوريا والوكالة الذرية لفتح صفحة نووية سلمية
  • مناقشات لاستئناف العمل بمصنع أسمنت مصراتة
  • تجمع لافت لعشرات الحمام تحت شجرة بجوار مسجد السيدة عائشة.. فيديو
  • برعاية السيدة انتصار السيسي.. محافظ قنا يشهد ندوة توعوية ضمن مبادرة «معًا بالوعي نحميها»
  • أهم العوامل التي تؤثر على استحقاق المستفيد في الضمان الاجتماعي
  • متحديةً الحصار البحري والبري.. سفينة مادلين تواصل رحلتها في اتجاه غزة
  • وزير الزراعة: أهمية تطوير هذا القطاع لبناء دولة حديثة قادرة على تأمين الرعاية الصحية لمواطنيها
  • مطبخ الرواية.. رحلة أدبية عبر عوالم الطعام بين التراث العربي والحداثة الغربية