بوابة الفجر:
2025-06-22@01:25:53 GMT

مؤمن الجندي يكتب: حبيس السطور الأولى

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

في كل منا بذرة للحلم، تلك الشرارة الصغيرة التي تلتمع في قلب الظلام وتدفعنا لمواصلة السير، مهما كانت العواصف تزمجر حولنا.. لكن بعض الأحلام تشبه الرياح الهوجاء، لا تعرف مسارها ولا تملك قيادتها، تسير عابثة، متخبطة بين المروج والصخور، حتى تنتهي إلى لا شيء، فهناك من يروض حلمه، يجعله كفرس مطيع، يسير به نحو المجد! وهناك من يترك الحلم يقوده، كطائر عالق بين عاصفتين، ينزلق نحو الهاوية دون أن يدرك.

مؤمن الجندي يكتب: سفير جهنم مؤمن الجندي يكتب: رهبة الضوء الأخير

في الحياة، لا تكفي الموهبة وحدها، الموهبة نار، لكنها تحتاج إلى عقل يضبط اتقادها حتى لا تحرق صاحبها قبل أن تضيء دربه! هناك من يُولد ليرسم على صفحات الأيام قصة نجاح، وهناك من تظل سيرته حبيسة السطور الأولى، لا يكملها أبدًا، لأن الأخطاء تتكرر والفرص تضيع، وكأن الزمن نفسه يرفض أن يمنحه فرصة أخرى.

إمام عاشور.. نجم يحترق بوهج موهبته

إمام عاشور، الفتى الذي خُلق ليكون نجمًا، لم يتعلم بعد أن الموهبة كنز، لكنها تحتاج إلى عقل حكيم ليديرها! في كل مرة يقترب فيها من الحلم، تأتيه زلاته لتحوله إلى أسيرٍ في سجنه الخاص، سجن الغضب والانفعال.. مشادته الأخيرة مع زميله محمد الشناوي ليست سوى فصل آخر في رواية يكتبها بنفسه، رواية صاخبة، مليئة بالعثرات التي تصر على التشبث بمسيرته.

عندما اختار الأهلي، اختار التاريخ والجماهير والمسؤولية.. لكنه نسي أن هذا النادي لا يتحمل الطيش، ولا يقبل أن يُلقى على اسمه ظلال أخطاء فردية! إدارة الأهلي كانت صارمة في التعامل مع أزمته الأخيرة، وكأنها تريد أن تضعه أمام مرآة الحقيقة: "إما أن تُصلح نفسك، أو أن تظل مجرد نجم عابر، يضيء لحظة، ثم يخبو للأبد."

في النهاية، الحياة لا تُعيد فرصها بسهولة، والزمن يمضي كأنه طائر يرفرف بعيدًا، يترك خلفه من لا يملك القدرة على الطيران! رسالة لمن يهمه الأمر.. هل تدرك أن النجوم لا تشتعل مرتين؟ وهل تعلم أن الحلم بلا انضباط يتحول إلى كابوس، وأن الموهبة بلا عقل تهدر كالماء بين الأصابع؟ الأيام وحدها ستجيب، لكنها لن تنتظر طويلًا!

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: امام عاشور محمد الشناوي الأهلي غرامة إمام عاشور الدوري المصري مؤمن الجندی

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: الرجاء.. نور القلب حين يضيق العالم

في زحمة الحياة وتناوب مشاهد الفقد والخيبة، يطلّ الرجاء كنسمة خفيفة على قلب أثقلته الحيرة، ويأتي كالضوء في آخر النفق حين تشتدّ الظلمة ولا يبقى للمرء سوى انتظارٍ صامت لما لا يُعرف توقيته، لكنه يؤمن بوقوعه. الرجاء ليس ترفًا روحيًّا، بل هو ضرورة وجوديّة، تعيد التوازن إلى روح الإنسان كلما مالت كفة الخوف، وأثقلته الكروب، وداهمه العجز.

الرجاء في حقيقته ليس انتظارًا سلبيًّا، بل هو توق إلى الجمال الإلهي، توقٌ لا ينبع من غفلة عن عظمة الله، بل من معرفة باسمه الرحيم، ومن امتلاء القلب بإحساس عميق بأن الله لا يردّ سائلاً، ولا يُخيّب آملًا، ولا يُدير وجهه عمّن طرق بابه متذلّلًا. إنه شعور رقيق يتسرّب إلى القلب كما تتسرّب الحياة إلى البذور تحت التراب، فينمو الإيمان دون ضجيج، وتثمر النفس طمأنينة دون أن تُدرَك كيفيتها.

ليس الرجاء كما يتصوّره البعض، تحليقًا في سماء الأوهام، بل هو فعل وجدانيّ ينمو على أرض الوعي بصفات الله، ويجعل القلب معلقًا بما عنده، دون أن ينكسر إن أبطأ العطاء أو تأخر الفرج. وهو أيضًا مجاهدة، لأن الحفاظ على الرجاء وسط الألم يحتاج إلى قوة أعظم من تلك التي يملكها الإنسان حين تسير الأمور كما يشتهي.

من عرف الله بحقّ، لم ييأس، وإن ضاقت عليه السبل. بل رأى في كل انغلاق فرصة لافتتاح باب من أبواب الله، وفي كل وجع نداءً للعودة، وفي كل انكسار معنى خفيًّا يُعلِّم النفس كيف تتجرد من حولها وقوتها، وتتوكل على من بيده مفاتيح الغيب. الرجاء هو الحياة حين تتيبس الأرواح، وهو المعنى الذي يجعل من الانتظار عبادة، ومن الصبر حُسن ظن، ومن التوجّه إلى الله لحظة سكينة لا يوازيها شيء.

العجب في الرجاء أنه لا يتناقض مع الخوف، بل يكمله. فالعبد لا يُقبل على الله مغترًّا برجائه، ولا ينصرف عنه يائسًا لخوفه، بل يسير بين جناحين من رجاء وخوف، فيسمو، ويستقيم. ومتى مال القلب إلى أحدهما دون الآخر، اختلّ السير واضطرب الطريق. أما من أيقن أن الله أرحم به من نفسه، وأن رحمته تسبق غضبه، فإنه لا ييأس، ولا يختنق حين تتعاظم عليه الأمور.

وليس الرجاء مقصورًا على لحظات الشدّة، بل هو ديدن المحبّين في صفائهم، يعبدون الله لا لرهبة ولا لرغبة، بل لأنهم يحبونه، ويرجون لقاءه، ويشتاقون إلى قربه. يعيشون على وعده، ويسكنون في أملهم بما عنده، ولو فقدوا كل شيء في الدنيا، فإنهم لا يفقدون الرجاء في الله، لأنه أثمن ما في قلوبهم، ومصدر عزائهم في دنيا فانية.

ما أصدق الرجاء حين يخرج من عين باكية، أو قلب منكسر، أو روح متعبة، تقول في سرّها: “يا ربّ، لا أحد لي سواك”، وتنام على يقينٍ أن الله لن يخيّب دعاءً خرج من أعماق الألم، ولن يردّ يدًا ارتفعت إليه متطهّرة من حول البشر. هو لسان الفطرة حين تصمت الفلسفات، وصرخة القلب حين تعجز العقول، ووعد لا يخلفه الكريم إذا قال للشيء: “كن”.

وفي ختام هذا البوح، لا نملك إلا أن نرفع أكفّ الرجاء بالدعاء:

اللهم إنّا نسألك رجاءً لا يخيب، وأملًا لا يخفت، وقلبًا إذا اشتدّ عليه البلاء، لم يزد إلا تعلقًا بك. اجعلنا من الذين لا يرجون غيرك، ولا يسألون سواك، ولا يطمئنون إلا إليك. اللهم إن ضاقت بنا الدنيا، فافتح لنا أبواب رحمتك، وإن قست علينا الأيام، فالِن قلوبنا بحبك، وإن اشتدّ الظلام، فكن أنت النور الذي لا ينطفئ. آمين.

ايامكم رجاء لا ينقطع، وأمل لا يُخذل، وسكينة لا تفارق أرواحكم أبدًا.

طباعة شارك الرجاء الإيمان الجمال الإلهي

مقالات مشابهة

  • أحمد الجندي يفوز بجائزة أفضل لاعب فردي في استفتاء الأفضل
  • د. محمد بشاري يكتب: الرجاء.. نور القلب حين يضيق العالم
  • مؤمن الجندي يكتب: حين تنام الموهبة على رصيف الأهمال
  • المهدي: الوادي الجديد.. محافظة الحلم القادرة على نقل مصر إلى آفاق تنموية جديدة
  • الشيخ خالد الجندي: الإسلام واجه التنمر حتى ضد الحيوانات من أكثر من ١٤٠٠ سنة
  • خالد الجندي: الكلب مخلوق له حرمة .. والخلاف حول نجاسته لا يبرر إيذاءه
  • الشيخ خالد الجندي: الإسلام يحث على الترحم والرفق بجميع المخلوقات
  • محمد صلاح يفصح عن رغبته في الكرة الذهبية
  • محمد صلاح يؤكد: الكرة الذهبية حلم كبير وأسعى لتحقيقه من أجل مصر
  • فيديو.. محمد صلاح يفصح عن سبب رغبته في الكرة الذهبية