الإعيسر والإستراتيجية الإعلامية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أن الإتفاق على عمل إستراتيجية إعلامية، يحتاج إلي التعرف الكامل برؤية القيادة السياسية التي تدير بها البلاد و الإزمة و الحرب، و أيضا تحتاج إلي التعرف بشكل عام على الرؤية الإستراتيجية للقيادة العسكرية، و أيضا الإدراك للعلاقة العضوية بين الشعب و الجيش، و كل المكونات العسكرية التي تقاتل تحت رأية الجيش، إلي جانب التعرف على السياسة الخارجية.
أن المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الإعلام خالد الإعيسر يعتبر بداية لسياسة إعلامية جديدة، و كانت البداية موفقة؛ أن تأتي بالذين يمثلون عدد من الوزارات و تدلي برؤيتها و تقدم تنويرا كاملا لمجريات الأحداث، و يتحدثون دون قيود تحكمهم، يؤكد أن القيادة العسكرية و السياسية التي تقود البلاد في هذه الفترة الحرجة للبلاد، اقتنعت أن التحالف الذي يربطها مع أغلبية الشعب يجب أن تملكه المعلومة.. و المؤتمر الصحفي الذي تم فيه تقديم معلومات حتى استخبارتية كان الهدف منه هو أقناع الشارع أن هناك سياسة جديدة تحتاج إلي استنفار كل الشعب أن يسندها و يقف معها.. لذلك كان الإعيسر واضحا في حديثه عن الدول المشاركة بفاعلية في الحرب، و التي تمد الميليشيا بالسلاح و المرتزقة وتفتح أجوائها لتمرير السلاح.. ثم انتقل للحديث عن القنوات التلفزيونية الأجنبية، و عملها في السودان، و قدم لها شرطا أن تقوم بالدور المهني غير المنحاز، و بموجب هذا الدور المهني تفتح لها كل أبواب الولايات و المناطق التي تريد أن تذهب إليها من أجل رسالتها الإعلامية.. أما إذا أظهرت أنها تريد فقط أن تخدم الميليشيا أو الدول التي تدعم الميليشيا سوف يطلب منها أن تغادر البلاد إلي غير رجعة..
أن الإسترايجية الإعلامية بالفعل تحتاج إلي الوضوح الكامل، لآن الهدف الأول منها هو توعية الجماهير، ثم نقل الحقائق إلي الرأي العام الإقليمي و الدولي.. كما يجب متابعة الإعمال السياسية و غيرها التي تدار من قبل دول الإقليم و المنطقة العربية و الأفريقية و الدولية المتعلقة بالشأن السوداني، حيث ماتزال هناك دولا خارجية تمد أنفها في الشأن الداخلي السوداني، و تريد أن ترتبه حسب أجندتها، و تختار له قيادات سياسية تخدم هذه الأجندة... من حق أي سوداني يقف الموقف الذي يريد أن يقفه حسب قناعاته، و يقدم أراءه هذا حق ديمقراطي.. لكن المشاركة في أي عمل ذو تمويل خارجي و تنظمه دول داعمة للميليشيا لابد أن يقدم المشارك أو المشاركين فيه إلي المساءلات القانونية.. و أي مواطن أو مواطنة مشاركين مع الميليشيا و داعمين لها و خادمين لها سياسيا أو غير ذلك، و مساعدين لها هؤلاء لابد أن يطالهم القانون..
أن الإستراتيجية الإعلامية بقدر ما تخدم الوطن و المواطن في التبصرة أيام الحرب، أيضا لابد أن تكون هناك أراء واضحة أيضا عن سياسة ما بعد الحرب.. حسب ترتيب جدول الأولويات، باعتبار أن تقديم الرؤية المتكاملة هي التي تخلق الحوار الجاد و المفيد من أجل الوعي السياسي، و أيضا من أجل سد الثغرات التي يحاول الدخول منها الذين يعملون من أجل التخزيل، هؤلاء أصحاب "الشعارات الفاسدة" التي تهدف لشق الصف الوطني..
أن نجاح الإسترايجية الإعلامية يعتمد على القيادات الإعلامية الواعية و المدركة لدورها الوطني، في مرحلة تشكل أكبر تحدي للوطن في وحدته و استقراره و نهضته، و واعية أيضا للعملية السياسية التي يجب أن تؤسس على منهج ديمقراطي يقبل الرأي و الرأي الأخر و لكنه لا يتخطى قواعد تشكل لحمة الإستراتيجية " وحدة الوطن و استقلاله و عدم التعاون مع الدول التي تشكل تحديا لوحدته" أن الخطاب الذي قدمه وزير الإعلام يعتبر مرحلة جديدة في مسار االعمل الإعلامي المخطط و المبرمج، و أيضا في مسار الوطن أثناء الحرب و بعد الحرب.. حقيقة أن الحرب بقدر أنها قد بينت أن أغلبية شباب السودان مدرك لدوره الوطني و مستعد أن يدفع فيه الغالي و النفيس، و لا يتردد أن يقدم أرواحه فداء للوطن.. أيضا بينت الأماكن الرخوة في المجتمع التي ينفذ من خلالها الأعداء و الذين يباعوا في أسواق النخاسة السياسية بالمال.. لذلك أصبحت الأشياء واضحة و بينة.. نسأل الله حسن البصيرة..
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: تحتاج إلی من أجل
إقرأ أيضاً:
القصير من الإسكندرية: كلنا خلف القيادة السياسية.. ومصر أولًا وفوق كل اعتبار
في مشهد جماهيري حاشد، شهدت محافظة الإسكندرية، مساء اليوم، مؤتمرًا كبيرًا نظمه حزب الجبهة الوطنية، دعمًا للمهندس إيهاب زكريا عطالله، مرشح الحزب على المقعد الفردي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، وذلك بمنطقة الإبراهيمية، وسط حضور شعبي لافت، ومشاركة واسعة من أبناء المحافظة.
وأعرب السيد القصير، أمين عام الحزب، عن سعادته بلقائه مع أبناء الإسكندرية، قائلًا: “نحن هنا على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية الوطنية التي تسابق الزمن من أجل غدٍ أفضل للجمهورية الجديدة”. وأضاف أن الحضور الكبير يعكس حجم الوعي الشعبي والالتفاف حول الدولة المصرية في وقت تحتاج فيه البلاد إلى وحدة الصف.
وفي كلمته، وجّه القصير التحية إلى أهل الإسكندرية، واصفًا المدينة بأنها “قلب عروس البحر النابض، مدينة الأصالة والوعي والنضال”، مشددًا على أن حزب الجبهة الوطنية جاء ليؤكد دعمه الكامل للدولة المصرية وقيادتها، وتجديد عهد الوفاء لهذا الوطن العظيم، ومشاركة جادة في مسيرة البناء والتنمية.
وأكد القصير أن الحزب يمد يده لكل مواطن شريف يريد الإسهام في مسيرة الوطن، مضيفًا: “نعلن أننا جزء من هذا الوطن العزيز، نشارك في بنائه ونقف خلف قيادته السياسية الواعية، خاصة في ظل التحديات الراهنة”.
وخلال كلمته، وجه القصير ثلاث رسائل رئيسية. الرسالة الأولى أكد فيها أن “مصر أولًا وفوق كل اعتبار”، مشيرًا إلى أن تماسك الجبهة الداخلية هو الضمان الحقيقي لبقاء الدولة، خاصة وسط متغيرات إقليمية ودولية دقيقة، داعيًا المواطنين إلى الثقة في القيادة السياسية ومؤسسات الدولة، وعدم الانجراف وراء الشائعات.
أما الرسالة الثانية، فقد وجّه فيها التحية لجهود الدولة المصرية في دعم القضية الفلسطينية وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، رغم الضغوط الإسرائيلية، مؤكدًا رفض الحزب التام لأي دعوات للتظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج، وواصفًا إياها بالمشبوهة التي لا تمت للقضية الفلسطينية بصلة، بل تستهدف الإساءة للدولة المصرية.
وجاءت الرسالة الثالثة دعوة صريحة للمشاركة في الانتخابات، قائلاً: “مصر تستحق مننا كتير.. النزول والمشاركة واجب وطني، اختار الأصلح، وخلي صوتك لبلدك.. بلدنا تستحق، ومعركة الانتخابات معركة وطن وأمل في مستقبل أفضل”.
وأكد أمين عام الحزب أن “الجبهة الوطنية” ستظل صوتًا حقيقيًا للشعب، وأنها حزب وطني يقف خلف الدولة ويسعى إلى الاستقرار والتنمية، مؤمنًا بدور الشباب والمرأة، ورافضًا الإقصاء، ومُرحبًا بكل صاحب فكر ومشروع. وقال: “نحن لا نطلب المغالبة، بل نسعى للمشاركة مع كل من يؤمن بمصلحة الوطن أولًا، ولا تقارنونا بغيرنا، بل احكموا علينا بالتجربة، فلدينا كفاءات حقيقية، وخطابنا ليس شعارات بل حلول واقعية لقضايا حقيقية”.
وفي حديثه عن مرشحي الحزب، قال القصير إن الاختيارات تمت وفق معايير شفافة، على رأسها أن يكون المرشح ابنًا حقيقيًا للشارع، ملمًّا بقضاياه، ومن هنا جاء اختيار الحزب للنائب إيهاب زكريا عطالله، المعروف بمواقفه الوطنية، وخبراته السياسية، والذي سيبقى مع الناس بعد الانتخابات، ممثلًا حقيقيًا لهم، ومعبرًا عن تطلعاتهم.
وأشار إلى أن الحزب يسعى ليكون منصة حقيقية للشباب والمرأة ولكل من يريد العمل العام من داخل كيان منظم، تحت شعار “مصر للجميع”، دون تفرقة بين مسلم ومسيحي، أو بين رجل وامرأة.
ودعا القصير للتصويت للقائمة الوطنية من أجل مصر، مؤكدًا أنها تحالف وطني واسع يضم 12 حزبًا وعددًا من شباب الأحزاب والسياسيين، يجمعهم هدف واحد هو مصر، مشددًا على أن القائمة ليست قائمة حزبية بل قائمة وحدة وطنية.
واختتم القصير كلمته بقوله: “حزب الجبهة الوطنية تأسس منكم وبكم، وبرنامجه الحزبي جاء من قلب الناس… نحن نرحب بانضمام كل مخلص ومؤمن بأن الوطن يتسع للجميع، وأمانته لا يحملها إلا من يستحق”.
واختتم قائلًا: “تحية من القلب لأهالي الإسكندرية.. انزلوا وشاركوا، اختاروا الأصلح.. مصر أولًا ومصر أخيرًا”.