سودانايل:
2025-12-12@10:27:11 GMT

الإعيسر والإستراتيجية الإعلامية

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

أن الإتفاق على عمل إستراتيجية إعلامية، يحتاج إلي التعرف الكامل برؤية القيادة السياسية التي تدير بها البلاد و الإزمة و الحرب، و أيضا تحتاج إلي التعرف بشكل عام على الرؤية الإستراتيجية للقيادة العسكرية، و أيضا الإدراك للعلاقة العضوية بين الشعب و الجيش، و كل المكونات العسكرية التي تقاتل تحت رأية الجيش، إلي جانب التعرف على السياسة الخارجية.

لكي تتيح للذين يعملون من أجل صياغة هذه الإستراتيجية أن يكونوا مستوعبين للرؤية العامة لسياسة المرحلة، و أي إستراتيجية تفصل على الفترات الزمنية " سياسة قصيرة الأجل و متوسطة و بعيدة الأجيل، هذا التفصيل الزمني تحكمه الأجندة و ترتيب أولوياتها و تحدد الأدوات، و أيضا تحتاج إلي الوضوح الكامل بعيدا عن الغموض..
أن المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الإعلام خالد الإعيسر يعتبر بداية لسياسة إعلامية جديدة، و كانت البداية موفقة؛ أن تأتي بالذين يمثلون عدد من الوزارات و تدلي برؤيتها و تقدم تنويرا كاملا لمجريات الأحداث، و يتحدثون دون قيود تحكمهم، يؤكد أن القيادة العسكرية و السياسية التي تقود البلاد في هذه الفترة الحرجة للبلاد، اقتنعت أن التحالف الذي يربطها مع أغلبية الشعب يجب أن تملكه المعلومة.. و المؤتمر الصحفي الذي تم فيه تقديم معلومات حتى استخبارتية كان الهدف منه هو أقناع الشارع أن هناك سياسة جديدة تحتاج إلي استنفار كل الشعب أن يسندها و يقف معها.. لذلك كان الإعيسر واضحا في حديثه عن الدول المشاركة بفاعلية في الحرب، و التي تمد الميليشيا بالسلاح و المرتزقة وتفتح أجوائها لتمرير السلاح.. ثم انتقل للحديث عن القنوات التلفزيونية الأجنبية، و عملها في السودان، و قدم لها شرطا أن تقوم بالدور المهني غير المنحاز، و بموجب هذا الدور المهني تفتح لها كل أبواب الولايات و المناطق التي تريد أن تذهب إليها من أجل رسالتها الإعلامية.. أما إذا أظهرت أنها تريد فقط أن تخدم الميليشيا أو الدول التي تدعم الميليشيا سوف يطلب منها أن تغادر البلاد إلي غير رجعة..
أن الإسترايجية الإعلامية بالفعل تحتاج إلي الوضوح الكامل، لآن الهدف الأول منها هو توعية الجماهير، ثم نقل الحقائق إلي الرأي العام الإقليمي و الدولي.. كما يجب متابعة الإعمال السياسية و غيرها التي تدار من قبل دول الإقليم و المنطقة العربية و الأفريقية و الدولية المتعلقة بالشأن السوداني، حيث ماتزال هناك دولا خارجية تمد أنفها في الشأن الداخلي السوداني، و تريد أن ترتبه حسب أجندتها، و تختار له قيادات سياسية تخدم هذه الأجندة... من حق أي سوداني يقف الموقف الذي يريد أن يقفه حسب قناعاته، و يقدم أراءه هذا حق ديمقراطي.. لكن المشاركة في أي عمل ذو تمويل خارجي و تنظمه دول داعمة للميليشيا لابد أن يقدم المشارك أو المشاركين فيه إلي المساءلات القانونية.. و أي مواطن أو مواطنة مشاركين مع الميليشيا و داعمين لها و خادمين لها سياسيا أو غير ذلك، و مساعدين لها هؤلاء لابد أن يطالهم القانون..
أن الإستراتيجية الإعلامية بقدر ما تخدم الوطن و المواطن في التبصرة أيام الحرب، أيضا لابد أن تكون هناك أراء واضحة أيضا عن سياسة ما بعد الحرب.. حسب ترتيب جدول الأولويات، باعتبار أن تقديم الرؤية المتكاملة هي التي تخلق الحوار الجاد و المفيد من أجل الوعي السياسي، و أيضا من أجل سد الثغرات التي يحاول الدخول منها الذين يعملون من أجل التخزيل، هؤلاء أصحاب "الشعارات الفاسدة" التي تهدف لشق الصف الوطني..
أن نجاح الإسترايجية الإعلامية يعتمد على القيادات الإعلامية الواعية و المدركة لدورها الوطني، في مرحلة تشكل أكبر تحدي للوطن في وحدته و استقراره و نهضته، و واعية أيضا للعملية السياسية التي يجب أن تؤسس على منهج ديمقراطي يقبل الرأي و الرأي الأخر و لكنه لا يتخطى قواعد تشكل لحمة الإستراتيجية " وحدة الوطن و استقلاله و عدم التعاون مع الدول التي تشكل تحديا لوحدته" أن الخطاب الذي قدمه وزير الإعلام يعتبر مرحلة جديدة في مسار االعمل الإعلامي المخطط و المبرمج، و أيضا في مسار الوطن أثناء الحرب و بعد الحرب.. حقيقة أن الحرب بقدر أنها قد بينت أن أغلبية شباب السودان مدرك لدوره الوطني و مستعد أن يدفع فيه الغالي و النفيس، و لا يتردد أن يقدم أرواحه فداء للوطن.. أيضا بينت الأماكن الرخوة في المجتمع التي ينفذ من خلالها الأعداء و الذين يباعوا في أسواق النخاسة السياسية بالمال.. لذلك أصبحت الأشياء واضحة و بينة.. نسأل الله حسن البصيرة..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تحتاج إلی من أجل

إقرأ أيضاً:

السفير خطابي : لا حوار مع المتعصبين ..ويستعرض الاستراتيجية الإعلامية الجديدة

" نفي الاختلاف قد يكون أعقد وأخطر من الخلاف ذاته".. بهذه الكلمات القوية، لفت السفير أحمد رشيد خطاب، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أنظار الحضور في افتتاح منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي بطرابلس، داعيًا إلى تحول جذري في طبيعة الحوار مع العالم.

وشدد على دعوة العالم العربي إلى إجراء "حوار صريح مع الغرب"، يتحرر من رواسب الماضي، ويهدف إلى تبديد الصور النمطية والأحكام المسبقة. وأكد أن وسائل الإعلام العربية تتحمل مسؤولية أساسية في تقديم صورة واقعية ولائقة عن الشخصية العربية للرأي العام الدولي، خصوصًا في ظل التطورات المتلاحقة للقضية الفلسطينية.
جاء التصريح في كلمة محورية  خلال افتتاح المنتدى، الذي انطلق تحت رعاية رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، بمشاركة نخبة من الوزراء والمسؤولين والإعلاميين العرب والدوليين.

وحذر خطابي، خلال كلمته من استمرار حوار "المفاضلة أو التعصب"، مؤكدًا أن المصداقية مشروطة بالثقة والاحترام المتبادل، قائلا :" أن العالم العربي الذي قدم نموذج الأندلس التاريخي للتعايش، مدعو اليوم لحوار صريح وحر مع الغرب، لتفكيك الصور النمطية التي تستهدف هويتنا"، هكذا حدد المسؤول العربي الكبير المهمة الملحة.

وقال خطابي موجهًا كلمته لوسائل الإعلام: "مسؤوليتكم تاريخية في تقديم صورة لائقة عن الشخصية العربية، عبر محتوى منفتح يواكب قضايانا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في ظل الاعترافات الدولية المتتالية والمأساة الإنسانية في غزة".

جاء هذا النداء من على منصة المنتدى الذي يناقش في ثلاث جلسات حيوية، أسئلة الهوية وتحديات الذكاء الاصطناعي ومستقبل المحتوى الرقمي، وسط حضور لافت لوزراء إعلام وسفراء ومؤسسات دولية مثل "الإيسيسكو"، في رسالة واضحة على عودة العاصمة الليبية إلى واجهة الفعل الإعلامي العربي والدولي.

وفي بداية كلمته، قدم السفير خطابي شكر جامعة الدول العربية للدولة الليبية على "كرم الضيافة وحسن التنظيم"، مشيراً إلى أن المنتدى يأتي في إطار تنفيذ الخطة التنفيذية للاستراتيجية الإعلامية العربية، التي تركز على ثلاثة أهداف رئيسية: القضية الفلسطينية، ومحاربة التطرف والإرهاب، وتثمين مقومات الهوية العربية.

أكد خطابي أن مصداقية أي حوار إعلامي أو فكري تبقى رهينة في المقام الأول بالثقة المتبادلة والاحترام المتبادل، محذراً من أنه لا جدوى من حوار قائم على منطق المفاضلة والاستعلاء والتعصب. 
 

وطالب الخطابي بـ"حوار مقدام مع الغرب"، يكون متحرراً من رواسب وجروح وتصدعات الماضي لتبديد الصور النمطية والأحكام المسبقة والاسقاطات. ووجه انتقاداً لتيارات متطرفة تعمد عبثاً ازدراء قيمنا الروحية وتشويه كينونتنا المجتمعية.

حدد السفير مسؤولية جوهرية وسائل الإعلام في نقل صورة مجدية ولائقة عن الشخصية العربية للرأي العام الدولي، من خلال تسويق محتوى إعلامي وفق رؤية منفتحة وحداثية ملتزمة بالقضايا العربية. وخص بالذكر القضية الفلسطينية، مشيراً إلى الزخم التضامني الدولي والموجة الاعترافات بدولة فلسطين في ظل التداعيات الإنسانية التراجيدية للحرب على غزة.

كما أبرز دور المنصات الرقمية والإعلام في تقديم مقاربات واقعية لقضايا شائكة مثل الإرهاب والتطرف والهجرة، منتقداً تحويل هذه الملفات إلى أوراق انتخابية لقوى شعبوية تحاول تبخيس الهوية الثقافية العربية.

من "تحالف الحضارات" إلى خطة 2031

كشف خطابي عن استمرار الجهود العربية المؤسسية منذ أكثر من عقدين، من خلال انضمام الجامعة العربية إلى مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة. وأعلن عن إعداد مشروع الخطة الاستراتيجية الموحدة للأعوام 2026-2031، والتي تشمل محاور حيوية ترتبط بالإعلام والهجرة والشباب والمرأة والتنمية المستدامة.

وأوضح أن هذه الجهود تهدف إلى نشر ثقافة السلام والتسامح ونبذ الكراهية والإقصاء، منسجمة مع المواثيق الدولية وعلى رأسها إعلان "كاشكايش" الذي توج أعمال مجموعة تحالف الحضارات في البرتغال نوفمبر 2024.
 

خطاب عربي متماسك وأدوات حديثة

وأكد  رئي قطا الإعلا والاتصا بجامع الدو العربي  على أن المدخل القويم لأي حوار هادف يمر حتماً عبر تجانس وتماسك خطابنا الإعلامي العربي، مع الأخذ بعين الاعتبار "المتطلبات المهنية واستخدام اللغات الأجنبية وأدوات التواصل الحديثة" لضمان انتشاره عالمياً.

ينعقد المنتدى في إطار متابعة تنفيذ الخطة الإعلامية العربية الاستراتيجية، التي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب، حيث يرتكز محورها على خمسة أبعاد استراتيجية هي: ترسيخ مركزية القضية الفلسطينية وقضية القدس، وتعزيز مقومات الشخصية العربية، ومحاربة نزعات الإرهاب والتطرف، والنهوض بالإعلام التنموي، وتشجيع الابتكار والجودة الإعلامية.

ويتناول المنتدى، عبر ثلاث جلسات عمل، عددًا من المحاور الحيوية، وهي: الهوية العربية وصناعة المحتوى الإعلامي، والتدريب المهني للإعلاميين وتطوير المحتوى الرقمي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي. كما خُصصت جلسة خاصة ضمن منتدى الاتصال الحكومي لمناقشة القضية الفلسطينية.

 

جلسة خاصة بالقضية الفلسطينية

وعلى صعيدٍ متصل، عُقدت على هامش المنتدى جلسة نقاش حول "الإعلام العربي ومركزية القضية الفلسطينية"، شارك فيها وزير الإعلام الجزائري زهير بو عمامه، ووزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، إلى جانب السفير أحمد رشيد خطابي.

وتزامنًا مع أعمال المنتدى، انطلقت فعاليات "أيام طرابلس الإعلامية 2025"، والتي تتضمن ورش عمل نوعية ومعارض متخصصة. ومن المقرر أن تشهد يوم الجمعة الافتتاح الرسمي للمتحف الوطني الليبي في "قصر السرايا الحمراء" بحلّة جديدة، بعد تجهيزه بأحدث التقنيات التفاعلية وعرض مقتنيات أثرية نادرة تم استرجاعها.

كيانات دولية جديدة

ويشارك في أعمال المنتدى حشد من الإعلاميين والأكاديميين والخبراء والمؤثرين وصناع المحتوى، بالإضافة إلى شخصيات حكومية ودبلوماسية. كما يضم للمرة الأولى مشاركة بصفة مراقب لكل من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بعد انضمامهما لمجلس وزراء الإعلام العرب في دورته الأخيرة بالقاهرة.

ومن المقرر أن تخرج جلسات المنتدى بتوصيات عملية تُرفع إلى مجلس وزراء الإعلام العرب لاعتمادها، في خطوة تهدف إلى توحيد الخطاب الإعلامي العربي وتعزيز تأثيره العالمي.

مقالات مشابهة

  • السفير خطابي : لا حوار مع المتعصبين ..ويستعرض الاستراتيجية الإعلامية الجديدة
  • ألغاز الاغتيالات السياسية
  • اليوم.. أربيل تحتضن اجتماعا ثلاثيا للمكونات السياسية العراقية بهدف حسم الرئاسات
  • تأجيل محاكمة الإعلامية منى عبدالوهاب في اتهامها بسرقة برنامج
  • تأجيل محاكمة الإعلامية منى عبد الوهاب بتهمة سرقة فكرة برنامج لـ2 أكتوبر
  • انطلاق منتدى طرابلس للاتصال الحكومي ضمن أيام طرابلس الإعلامية
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • توجيه عاجل من مدبولي للوزراء والمكاتب الإعلامية للوزارات
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • المسيرة القرآنية .. إعصار الوعي الذي حطم أدوات التضليل ونسف منظومة الحرب الناعمة للعدوان