تسلم جائزة الشجاعة الاستثنائية في البحر.. "راوات" قبطان الناقلة "مارلين" يروي تفاصيل هجوم الحوثيين على السفينة (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
سلطت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية الضوء على قبطان سفينة النفط "مارلين لواندا" الكابتن أفيلاش راوات التي تعرضت لهجوم حوثي في وقت مبكر من مساء يوم 26 يناير من العام الجاري، واشتعلت النيران فيها لعدة ساعات، بعد تدخل البحرية الأمريكية والفرنسية والهندية.
وذكرت الوكالة في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" أن قبطان وطاقم الناقلة مارلين لواندا، الذين هاجمهم الحوثيون في وقت سابق من هذا العام، حصل على جائزة المنظمة البحرية الدولية للشجاعة الاستثنائية في البحر.
وحصل قبطان وطاقم الناقلة مارلين لواندا، الذين هاجمهم الحوثيون في وقت سابق من هذا العام، على جائزة المنظمة البحرية الدولية للشجاعة الاستثنائية في البحر.
وقالت "في 26 يناير/كانون الثاني، كانت مارلين لواندا في طريقها إلى خليج عدن بحمولة 84 ألف طن من النفتا الروسية المنشأ، متجهة إلى كوريا الجنوبية. في ذلك المساء، ضربت قوات الحوثيين السفينة التي ترفع علم جزر مارشال بصاروخ باليستي مضاد للسفن، مما أدى إلى اندلاع حريق".
وأضافت "حشد القبطان راوات طاقمه في محطة قوارب النجاة بالميناء، حيث دُمر قارب النجاة الأيمن في الانفجار. وفي غضون ذلك، حاربت فرق الإطفاء التابعة للطاقم الحريق باستخدام شاشات الرغوة والخراطيم. وحتى بعد استنفاد جميع إمدادات الرغوة لديهم، وبعد انتشار الحريق إلى خزان مجاور، استمروا في مكافحة الحريق باستخدام مياه البحر وحدها.
يقول راوات "كان ذلك في وقت مبكر من مساء يوم 26 يناير، وكانت سفينة الشحن التي يبلغ طولها 820 قدمًا قد تعرضت للتو للضرب قبالة ساحل اليمن في المياه حيث كانت هجمات الحوثيين - ولا تزال - شائعة. كان هناك حفرة تبلغ مساحتها حوالي 5 أمتار مربعة في سطح الناقلة وكانت النيران مشتعلة. لم يكن لدى راوات أي فكرة عما إذا كانت ضربة أخرى ستتبع أم لا".
كان راوات يتحدث عن أحد أبرز الحوادث في حملة الحوثيين التي بدأت في أواخر العام الماضي والتي لا تظهر أي علامات على التوقف. بدأ المسلحون بملاحقة السفن التي لها أي صلة بإسرائيل قبل توسيع أهدافهم لتشمل القوارب المرتبطة ببريطانيا وأميركا.
وتابع "لقد توقفت عن المشي وبدأت في الجري - نحو الجسر."
أكثر مياه العالم خطورة
وحسب الوكالة فإن رواية راوات المباشرة تقدم إحساسًا بمخاطر الإبحار فيما أصبح من أكثر مياه العالم خطورة. كان الطريق في السابق اختصارًا روتينيًا لجميع التجارة البحرية التجارية تقريبًا بين آسيا وأوروبا. اليوم، تميل معظم الشركات ذات السمعة الطيبة إلى تجنب المنطقة.
يقول راوات "مزق الصاروخ الجزء العلوي من خزان شحن يحتوي على النفتا. كان هذا النفط يحترق الآن. في المجموع، كانت الناقلة، مارلين لواندا، تحمل حوالي 700000 برميل من المنتج البترولي، والذي يستخدم في صناعة البنزين والبلاستيك".
وأضاف "إذا امتد الحريق إلى الخزانات المجاورة، فقد تشتعل السفينة بأكملها".
أصدر راوات بثًا استغاثة. بدأ في إبطاء سفينته ومناورتها بحيث كانت الرياح تدفع النيران - التي كان ارتفاعها "أكثر من 10-15 مترًا" - في اتجاه أكثر أمانًا.
حاربوا الحريق بنظام غاز خامل ورغوة، لكن الأخيرة نفدت قريبًا. قال راوات إنهم استمروا في العمل بمياه البحر. ساعدتهم فرقاطات فرنسية وأمريكية. ومع ذلك، اشتعلت النيران.
وكأن هذا لم يكن كافيًا، كان راوات يعلم أيضًا أن المياه قبالة الصومال هي نقطة ساخنة سيئة السمعة للقرصنة. وكانت سفينته المنكوبة تتجه نحو ساحل الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
الإنقاذ الهندي
كان راوات على اتصال بالشركة التي وظفت طاقم مارلين لواندا وكذلك مالك الشحنة، عملاق تجارة السلع ترافجورا جروب. قيل له أنه يمكنه التخلي عن سفينته. لم يفعل.
مع استمرار الحريق، وراوات وطاقمه ما زالوا على متن السفينة، وصلت البحرية الهندية إلى مكان الحادث. في النهاية، وبمساعدة البحرية، تم سحب لوحة معدنية ضخمة، مزودة بسلاسل، فوق خزان الشحن المشتعل، مما أدى إلى حرمان النار من الأكسجين. تم استخدام المزيد من الرغوة ومياه البحر. أخيرًا، تم إخماده.
يقول التقرير "كانت السفينة مشتعلة لمدة 20 ساعة تقريبًا. وانتهى الأمر براوات إلى أن يظل مستيقظًا لمدة 36 ساعة تقريبًا. وببقائه على متن السفينة، منع ما كان يمكن أن يكون كارثة بيئية وأمن السفينة وحمولتها".
في الثاني من ديسمبر، تلقى الكابتن راوات وطاقم السفينة مارلين لواندا جائزة الشجاعة الاستثنائية في البحر من المنظمة البحرية الدولية، وهي الهيئة التنظيمية العالمية لصناعة الشحن.
وقال راوات: "نسيت أن الشخص يحتاج إلى النوم. كان الأمر مخيفًا للغاية، بصراحة. إذا أغمضت عيني، يمكنني رؤية النار في الجزء الخلفي من ذهني".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحوثي البحر الأحمر السفينة مارلين الملاحة الدولية مارلین لواندا فی وقت
إقرأ أيضاً:
ماهو سر الصيحات الكبيرة التي اخترقت حاجز الصوت في ميدان السبعين (تفاصيل خطيرة)
شهد ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، ومعه عدد من الساحات اليمنية الأخرى، مشهداً استثنائياً من الزخم الجماهيري والموقف الشعبي الصلب تجاه غزة والقضية الفلسطينية، في مسيرة مليونية حملت شعار: “ثباتاً مع غزة وفلسطين.. ورفضاً لصفقات الخداع والخيانة”، لم تكن الحشود وحدها رسالة اليوم، بل الشعارات والهتافات التي ترددت في الأجواء وتحت زخات المطر رسمت ملامح وعي شعبي يتجاوز اللحظة ويؤسس لخطاب مقاوم متجذر في الثقافة اليمنية المعاصرة.يمانيون / خاص
رسالة سياسية وشعبية
في لحظة إقليمية تشهد فيها الأوضاع في غزة والقضية الفلسطينية حالة غير مسبوقة من التآمر والصمت، برز المشهد اليمني كصوت يملأ الأفاق ، ليعيد للأمة ماء وجهها ، الحشود التي ملأت ميدان السبعين رغم الأحوال الجوية الصعبة، لم تكن مجرد تظاهرة تضامنية عابرة، بل تمثل، تعبيراً عن الإجماع الشعبي على مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان اليمني، ورسالة قوية موجهة داخلياً وخارجياً مفادها أن اليمن، رغم ظروفه، لا يزال حاضناً لمشروع المقاومة، في تحد عملي لمحاولات تطبيع العلاقات العربية مع العدو الإسرائيلي.
دلالات الشعارات والهتافات
تنوّعت الشعارات التي رددتها الحشود، وعبّرت في مجملها عن دلالات وأبعاد في مقدمتها البُعد الديني والرسالي
والذي مثله شعار (مع غزة من أجل الله.. وجهاداً في سبيل الله) يعكس ربطاً مباشراً بين النضال مع الشعب الفلسطيني والواجب الديني، وهو ربط يقوّي من الحافز الشعبي ويجعل من الموقف المساند أمراً أخلاقياً ودينياً لا سياسياً فقط، وكذلك بعد التضامن العابر للحدود، والذي تجلى في هتافات مثل (كل الساحات اليمنية.. غزاوية فلسطينية) و(يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم)، والتي تعكس تحوّلاً في الشعور الجمعي، من تعاطف إلى اندماج رمزي وسياسي مع القضية، مما يرسّخ أيضاً بعداً أممياً ومشتركاً.
كذلك شعارات مثل (من يخذل غزة كي يسلم .. الدور سيأتيه ويندم) و(يا أمة.. غزة تعنيكم.. عاقبة الصمت ستخزيكم) تعبّر عن حالة غضب شعبي تجاه الأنظمة التي باتت تتعامل مع الكيان الإسرائيلي كحليف، مع تحميل تلك الأنظمة مسؤولية تاريخية وأخلاقية عن الجرائم المرتكبة.
كذلك الهتافات المؤيدة للعمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي تعبّر عن التأييد الشعبي للموقف العسكري، بل وتمنح التفويض لمزيد من التصعيد، وهذا يبرز في هتافات مثل (الجهاد الجهاد.. حي حي على الجهاد).
المعادلة اليمنية الفلسطينية .. مصير مشترك ومقاومة مشتركةلم تعد فلسطين في الوجدان اليمني مجرد قضية تضامن، بل باتت جزءاً من معادلة مصير مشترك ومقاومة واحدة، اليمن، الذي يرزح تحت حصار عدواني منذ سنوات، يرى في صموده نموذجاً مكافئاً لما يجري في غزة، وتجلّى ذلك في التكافؤ الرمزي بشعار تردد عالياً : (في غزة لله رجال.. معجزة في الاستبسال) يقابلها شعور يمني مشابه بالبطولة تحت الحصار، وهي مفردات الجهاد والصبر التي صارت جزءاً مشتركاً في الخطابين اليمني والفلسطيني.
رفض وإدانة التخاذل العربي والإسلامي
أحد أبرز أبعاد التظاهرة كان في الهجوم على الأنظمة العربية المتخاذلة وإدانتها، حيث وُجّه الخطاب مباشرة إلى الشعوب والضمائربشعار مجلل : (يا عرب يا مسلمين.. أين النخوة أين الدين) في تعبير صريح عن الغضب من خذلان الأنظمة العربية،
وكان شعار (أمريكا والصهيونية.. هم أعداء الإنسانية) تتويجاً للزخم الهادر الذي يعكس اتساع وعي الجماهير بأن المعركة تتجاوز حدود الجغرافيا.
ختاماً .. الميدان الذي ارتج بهتافات الملايين ونزل عليه الغيث الإلهي
رغم الأمطار الغزيرة، بقي ميدان السبعين يهتف لفلسطين، وكأن السماء أرادت أن تشهد على صدق النداء، لقد قدمت صنعاء مشهداً شعبياً نادراً، يبرهن أن القضية لا تموت ما دامت الشعوب تنبض، وأن الهتاف لا يزال يملك القدرة على إحداث الصدى في زمن الصمت والخيانة.