سلطت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية الضوء على قبطان سفينة النفط "مارلين لواندا" الكابتن أفيلاش راوات التي تعرضت لهجوم حوثي في وقت مبكر من مساء يوم 26 يناير من العام الجاري، واشتعلت النيران فيها لعدة ساعات، بعد تدخل البحرية الأمريكية والفرنسية والهندية.

 

وذكرت الوكالة في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" أن قبطان وطاقم الناقلة مارلين لواندا، الذين هاجمهم الحوثيون في وقت سابق من هذا العام، حصل على جائزة المنظمة البحرية الدولية للشجاعة الاستثنائية في البحر.

 

وحصل قبطان وطاقم الناقلة مارلين لواندا، الذين هاجمهم الحوثيون في وقت سابق من هذا العام، على جائزة المنظمة البحرية الدولية للشجاعة الاستثنائية في البحر.

 

وقالت "في 26 يناير/كانون الثاني، كانت مارلين لواندا في طريقها إلى خليج عدن بحمولة 84 ألف طن من النفتا الروسية المنشأ، متجهة إلى كوريا الجنوبية. في ذلك المساء، ضربت قوات الحوثيين السفينة التي ترفع علم جزر مارشال بصاروخ باليستي مضاد للسفن، مما أدى إلى اندلاع حريق".

 

وأضافت "حشد القبطان راوات طاقمه في محطة قوارب النجاة بالميناء، حيث دُمر قارب النجاة الأيمن في الانفجار. وفي غضون ذلك، حاربت فرق الإطفاء التابعة للطاقم الحريق باستخدام شاشات الرغوة والخراطيم. وحتى بعد استنفاد جميع إمدادات الرغوة لديهم، وبعد انتشار الحريق إلى خزان مجاور، استمروا في مكافحة الحريق باستخدام مياه البحر وحدها.

 

يقول راوات "كان ذلك في وقت مبكر من مساء يوم 26 يناير، وكانت سفينة الشحن التي يبلغ طولها 820 قدمًا قد تعرضت للتو للضرب قبالة ساحل اليمن في المياه حيث كانت هجمات الحوثيين - ولا تزال - شائعة. كان هناك حفرة تبلغ مساحتها حوالي 5 أمتار مربعة في سطح الناقلة وكانت النيران مشتعلة. لم يكن لدى راوات أي فكرة عما إذا كانت ضربة أخرى ستتبع أم لا".

 

كان راوات يتحدث عن أحد أبرز الحوادث في حملة الحوثيين التي بدأت في أواخر العام الماضي والتي لا تظهر أي علامات على التوقف. بدأ المسلحون بملاحقة السفن التي لها أي صلة بإسرائيل قبل توسيع أهدافهم لتشمل القوارب المرتبطة ببريطانيا وأميركا.

 

وتابع "لقد توقفت عن المشي وبدأت في الجري - نحو الجسر."

 

أكثر مياه العالم خطورة

 

وحسب الوكالة فإن رواية راوات المباشرة تقدم إحساسًا بمخاطر الإبحار فيما أصبح من أكثر مياه العالم خطورة. كان الطريق في السابق اختصارًا روتينيًا لجميع التجارة البحرية التجارية تقريبًا بين آسيا وأوروبا. اليوم، تميل معظم الشركات ذات السمعة الطيبة إلى تجنب المنطقة.

 

 

يقول راوات "مزق الصاروخ الجزء العلوي من خزان شحن يحتوي على النفتا. كان هذا النفط يحترق الآن. في المجموع، كانت الناقلة، مارلين لواندا، تحمل حوالي 700000 برميل من المنتج البترولي، والذي يستخدم في صناعة البنزين والبلاستيك".

 

وأضاف "إذا امتد الحريق إلى الخزانات المجاورة، فقد تشتعل السفينة بأكملها".

 

أصدر راوات بثًا استغاثة. بدأ في إبطاء سفينته ومناورتها بحيث كانت الرياح تدفع النيران - التي كان ارتفاعها "أكثر من 10-15 مترًا" - في اتجاه أكثر أمانًا.

 

حاربوا الحريق بنظام غاز خامل ورغوة، لكن الأخيرة نفدت قريبًا. قال راوات إنهم استمروا في العمل بمياه البحر. ساعدتهم فرقاطات فرنسية وأمريكية. ومع ذلك، اشتعلت النيران.

 

وكأن هذا لم يكن كافيًا، كان راوات يعلم أيضًا أن المياه قبالة الصومال هي نقطة ساخنة سيئة السمعة للقرصنة. وكانت سفينته المنكوبة تتجه نحو ساحل الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.

 

الإنقاذ الهندي

 

كان راوات على اتصال بالشركة التي وظفت طاقم مارلين لواندا وكذلك مالك الشحنة، عملاق تجارة السلع ترافجورا جروب. قيل له أنه يمكنه التخلي عن سفينته. لم يفعل.

 

مع استمرار الحريق، وراوات وطاقمه ما زالوا على متن السفينة، وصلت البحرية الهندية إلى مكان الحادث. في النهاية، وبمساعدة البحرية، تم سحب لوحة معدنية ضخمة، مزودة بسلاسل، فوق خزان الشحن المشتعل، مما أدى إلى حرمان النار من الأكسجين. تم استخدام المزيد من الرغوة ومياه البحر. أخيرًا، تم إخماده.

 

يقول التقرير "كانت السفينة مشتعلة لمدة 20 ساعة تقريبًا. وانتهى الأمر براوات إلى أن يظل مستيقظًا لمدة 36 ساعة تقريبًا. وببقائه على متن السفينة، منع ما كان يمكن أن يكون كارثة بيئية وأمن السفينة وحمولتها".

 

في الثاني من ديسمبر، تلقى الكابتن راوات وطاقم السفينة مارلين لواندا جائزة الشجاعة الاستثنائية في البحر من المنظمة البحرية الدولية، وهي الهيئة التنظيمية العالمية لصناعة الشحن.

 

وقال راوات: "نسيت أن الشخص يحتاج إلى النوم. كان الأمر مخيفًا للغاية، بصراحة. إذا أغمضت عيني، يمكنني رؤية النار في الجزء الخلفي من ذهني".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحوثي البحر الأحمر السفينة مارلين الملاحة الدولية مارلین لواندا فی وقت

إقرأ أيضاً:

صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحار

أوردت صحيفة روسية أن حاملة الطائرات "إتش إم إس برينس أوف ويلز"، التابعة للأسطول الملكي البريطاني، دخلت مياه البحر الأحمر بعد عبورها قناة السويس المصرية في 30 مايو/أيار المنصرم متجهة إلى البحر في مغامرة غير مسبوقة.

ونشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" تقريرا أعده فيتالي أورلوف قال فيه إن هذه الخطوة تمثل محطة بارزة في إطار عملية "هايمست"، التي تُعد أضخم عملية انتشار بحري لبريطانيا منذ إرسال حاملة الطائرات "إتش إم إس كوين إليزابيث" إلى المنطقة ذاتها عام 2021.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إزفيستيا: ما أبرز الأسلحة بعيدة المدى التي تعمل أوكرانيا على تطويرها؟list 2 of 2من المهربين إلى الخونة.. 10 قرارات عفو رئاسية مدهشة في تاريخ أميركاend of list

ويضيف الكاتب أن مدة عملية (هايمست) تُقدّر بثمانية أشهر ما لم تطرأ معوّقات؛ إلا أن الثقة بأن الأمور ستسير بسلاسة لا تبدو مؤكدة حتى لدى البريطانيين أنفسهم.

مغامرة غير مسبوقة

وأضاف أن هذه العملية تعد مغامرة غير مسبوقة. فحاملة الطائرات البريطانية التي تُوصف بأنها "الأقل حظا" في سجل البحرية الملكية، والتي لم تُفلح حتى الآن في الابتعاد لمسافات عن موانئها المحلية، أقدمت أخيرا على الإبحار نحو البحر الأحمر، في خطوة تهدف إلى استعراض إرادة "الأسد البريطاني" الحديدية أمام الحوثيين، بل وأمام العالم بأسره.

تأتي هذه الخطوة، حسب التقرير، دعما لمجموعة القتال البحرية التابعة للبحرية الملكية البريطانية، العالقة في البحر الأبيض المتوسط، والتي تُركت لمصيرها بعد انسحاب المجموعة الأميركية المرافقة لحاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" التابعة للبحرية الأميركية.

إعلان

تأخر انطلاق حاملة الطائرات البريطانية "برينس أوف ويلز" من ميناء بورتسموث لفترة مطولة، في ظل سلسلة من الإخفاقات التقنية واللوجستية، ما دفع وسائل الإعلام البريطانية إلى انتقاد المشروع بشكل لافت.

 

حفلة زمن الطاعون

وتقول البيانات الرسمية الصادرة عن لندن: "نحن أمام أول عملية متعددة الجنسيات واسعة النطاق تُنفَّذ تحت قيادة أحدث حاملة طائرات في أسطول جلالة الملك تشارلز الثالث، حاملة الطائرات "برينس أوف ويلز"، وذلك بهدف تعزيز التعاون الدفاعي وإبراز قدرة بريطانيا على الانخراط في العمليات البحرية العالمية".

ويتساءل الكاتب عن الطرف الذي تُوجَّه إليه هذه الاستعراضات العسكرية تحديدا، مجيبا أنها، في المقام الأول، موجهة إلى الصين، التي تمتلك -على سبيل المثال -عددا من المدمرات مثل الفرقاطة "طراز 054" المزوّدة بصواريخ موجهة، يفوق إجمالي عدد قطع الأسطول الملكي البريطاني بأكمله.

ولهذا السبب، وصفت بعض الأصوات البريطانية هذه المهمة بأنها "حفلة في زمن الطاعون"، في إشارة إلى مليارات الإسترليني التي أُنفقت على العملية، رغم الأزمة المالية والاقتصادية العنيفة التي تعصف بالبلاد.

حاملة الطائرات الملكية "إتش إم إس برينس أوف ويلز" في ليفربول العام الماضي (شترستوك) معاقبة الحوثيين

ومع ذلك، الأمر الأكثر إثارة في هذه العملية هو تردد الإدارة البحرية البريطانية حتى اللحظة الأخيرة بشأن القرار النهائي لدخول الأسطول إلى قناة السويس، ثم إلى البحر الأحمر، المنطقة التي يسعى فيها الأميركيون بناء على توجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفترة طويلة وبشكل مؤلم إلى "معاقبة" الحوثيين.

وأبلغت لندن قيادة "أنصار الله" بشكل واضح ومسبق بأنها لن تتدخل في الصراع الجاري في المنطقة. لكن تأثير هذه الرسائل كان محدودا، إذ يعرف العالم جيدا مدى مصداقية البريطانيين، بينما لدى الحوثيين سجل طويل من الخلافات التي لا زالت قائمة.

إعلان

ولم يتراجع الحوثيون أيضا عن تحذيراتهم المتعلقة بمحاولة حاملة الطائرات "برينس أوف ويلز" عبور مياه البحر الأحمر.

وذكر الكاتب أنه في إطار تطورات الأوضاع الإقليمية، وبعد التوصل إلى صيغة تهدئة مع جماعة "أنصار الله"، قررت الولايات المتحدة سحب مجموعة الهجوم البحرية التابعة لها بقيادة حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" من منطقة العمليات، وإعادتها إلى قواعدها.

واعتبر عدد من كبار الضباط في قيادة البحرية الأميركية هذا القرار بمثابة انفراجة، خاصة في ظل ما وُصف بأنه واحدة من أقل العمليات العسكرية الأميركية نجاحا في العقود الأخيرة، رغم محدودية حجمها.

بعد انسحاب الأميركيين

ورغم محاولات استعراض القوة المتكررة، ورغم إعلانات "الانتصار" المتكررة ضدهم، تمكّن "أنصار الله" من فرض واقع جديد على الأرض، انتهى بإجبار القوات الأميركية على الانسحاب من نطاق سيطرتها.

وهكذا، غادرت الولايات المتحدة المنطقة، تاركة خلفها كلا من البريطانيين والإسرائيليين في مواجهة المجهول.

وأورد الكاتب أن المجموعة البحرية البريطانية المتواضعة، بقيادة حاملة الطائرات "برينس أوف ويلز"، كانت تخطط في البداية للعبور بهدوء عبر البحر الأحمر، على أمل أن انشغال الحوثيين بالمواجهة مع مجموعة "هاري إس. ترومان" الأمريكية سيصرف انتباههم عنها.

 

أهلا بريطانيا

بيد أن الانسحاب الأميركي المفاجئ قلب الحسابات رأسا على عقب، ووجد البريطانيون أنفسهم مضطرين لعبور واحدة من أخطر المناطق البحرية بمفردهم، معتمدين فقط على مدمرة واحدة من طراز "تايب 45" متخصصة في الدفاع الجوي والصاروخي.

وللمقارنة، كانت المجموعة الأميركية تضم أربع مدمرات مماثلة تفوق نظيرتها البريطانية من حيث التسليح والإمكانيات ورغم ذلك، واجهت صعوبات كبيرة في التصدي لهجمات الحوثيين، ما يجعل مهمة البريطانيين أكثر خطورة وتعقيدا.

إعلان

وفي ضوء هذه المعطيات، يمكن فهم السبب وراء تردد الأسطول البريطاني في التقدم وفقا للجدول الزمني المعلن، والذي كان من المفترض أن يعبر فيه البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من أسبوع.

وفي ختام التقرير أشار الكاتب إلى أن البحّارة البريطانيون تلقّوا عبر منصات التواصل الاجتماعي، رسالة مقتضبة لكنها شديدة الوضوح من جماعة "أنصار الله" حملت عبارة: "أهلا بريطانيا!"، وقد فُهمت بأنها تحذير مباشر من الجماعة، مفاده أن التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الجانب الأميركي لا تشمل بأي شكل من الأشكال البحرية البريطانية.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تجدد تهديداتها لسفن الوقود التي تصل مناطق الحوثيين بـ "عقوبات قاسية"
  • كمية قياسية من الأعشاب البحرية تضرب البحر الكاريبي والمناطق المجاورة في مايو
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحار
  • اللي سمع غير اللي شاف.. نائب يروي تفاصيل عاصفة الإسكندرية القاسية
  • القوات البحرية تنجح في إحباط محاولة تهريب كميات من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • القوات البحرية تنجح فى إحباط محاولة تهريب كميات من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • بقيمة 190 مليون جنيه.. القوات البحرية تحبط تهريب مخدرات بالبحر الأحمر
  • في ذكرى ميلادها.. مارلين مونرو أسطورة الجمال التي هزّت هوليوود ورحلت في غموض
  • مارلين مونرو: أسطورة الإغراء والغموض التي لا تنطفئ