يمانيون:
2025-08-01@13:19:28 GMT

قراءةٌ في واحدية الأعداء وواحدية المقاومة

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

قراءةٌ في واحدية الأعداء وواحدية المقاومة

د. شعفل علي عمير

أهمُّ ما يمكنُ قولُه في تشابه الأحداث ونتائجها أن الأهداف حركت الأحداث ثم النتائج التي تمخضت عن هذه الأحداث، وهذه أهم ما يمكن قياسها في وقوع حدثَينِ منفصلَينِ في الجغرافيا متحدَينِ في الأهداف والنتائج.

وعند مقارنةِ العدوان على لبنان كحدث والعدوان على اليمن، نجدُ أن أوْجُهَ التشابُهِ تكانُ تكونُ متطابقةً إلى حَــدٍّ كبيرٍ، متشابهةً في قضاياها ومظلوميتها وكذلك في أعدائها.

وهنا لا بد من توضيح معنى أن يكون العدوان الصهيوني هو ذاته العدوان الأمريكي؛ فعلى سبيل المثال تحَرُّك التكفيريين في سوريا؛ دعمًا للهيمنة الاستعمارية، وخدمةً للمشروع الصهيوني كان بدعم ومساندة من نموذج الشر الإجرامي المتفرد وهي الولايات المتحدة الأمريكية الإرهابية ذات النزعة الإجرامية والمنشأ المتوحش القائم على سفك الدماء، ابتداءً من إبادة السكان الأصليين من الهنود الحمر في أمريكا، وما تلتها من جرائمَ في العقود القريبة الماضية في فيتنام وبنما وأفغانستان والعراق واليمن وسوريا وآخرها غزة؛ إذ لا يمكنُ فصلُ السلوك الإجرامي لأمريكا عن الصهيونية المتطرفة؛ فكلاهما يحمل الفكر الصهيوني الشيطاني القائم على مبدأ حروبِ الإبادة الجماعية، وما نشاهده في غزة من إبادة جماعية ليس إلَّا تجسيدٌ لعقيدة هذا الكيان الإجرامي اللقيط بحماية ودعم أمريكي؛ فهما توأم الإرهاب وجسده المتوحش.

وفي سياق تشابه العدوان على لبنان واليمن، نجد ذلك التطابُقَ العجيبَ؛ فالتحالف الذي استهدف اليمنَ هو ذاتُ التحالف الذي اعتدى على لبنان؛ إذن العدوّ واحد والمشغل واحد وكانت النتيجة واحدة؛ فحين شن تحالفُ العدوان على اليمن حربًا ظالمة رافقتها حملةٌ إعلامية كبيرة تكفَّلُ بجبهتها أبواقُ العمالة من قنوات الفتنة؛ لتشويهِ أنصار الله، نجد أن ذات الأبواق سخّرها العدوان على لبنان للقيام بنفس المهمة الموكلة إليهم.

وكما راهن تحالف العدوان على زعزعة الجبهة الداخلية في اليمن وبنفس الأُسلُـوب، راهن على إثارة الفتنة الداخلية في لبنان وخلخلة حاضنة المقاومة.

وفي كلتا الجبهتين فشلت مخطّطاتهم، وعندما يأس الأعداء من تحقيق أهدافهم، لجأوا إلى طلب الوساطة لوقف إطلاق النار؛ خوفًا من هزيمتهم التي كانت قابَ قوسين أَو أدنى في اليمن، وكذلك سارع الكيان الصهيوني لطلب وقف إطلاق النار لذات السبب؛ فقد كان الكيانُ في حربه على لبنان على وشك السقوط.

ولأننا نؤمن بقول الله سبحانَه وتعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} أذعنا للأمر الإلهي في اليمن ولبنان.

ومن يظن أن لبنان لم ينتصر، عليه أن يعلمَ أنه لو كان العدوّ الصهيوني في موقف القوة لما سعى لطلبِ وساطة لوقف إطلاق النار؛ فـ “المنتصر لا يُفاوِض”.

وأخيرًا إنَّ وقفَ إطلاق النار لا يعني بالضرورة وقفَ المعركة؛ فالصراع بين الحق والباطل مُستمرٌّ إلى أن يَزهَقَ الباطلُ وينتصرَ الحَق.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان على إطلاق النار على لبنان

إقرأ أيضاً:

الانسحاب الصهيوأمريكي من مفاوضات الدوحة.. تكتيك تفاوضي أم تمهيد لتصعيد شامل؟..

بقلم: د. محمد أبو طربوش ..

شهدت مفاوضات الدوحة الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة تطورًا مفاجئا مع إعلان انسحاب الوفدين الأمريكي والصهيوني. فتحت هذه الخطوة باب التكهنات حول دوافعها الحقيقية، لا سيما في ظل حالة الجمود السياسي والميداني التي تلف المشهد. 
يضعنا التحليل الاستراتيجي للوضع الراهن أمام سيناريوهين رئيسيين، أحدهما يبدو أكثر ترجيحًا في ضوء المعطيات الحالية.
السيناريو الأول: التصعيد وكسر إرادة المقاومة
يرجّح هذا السيناريو أن الانسحاب ليس مجرد مناورة سياسية، بل خطوة تمهيدية لمرحلة جديدة من التصعيد الوحشي، تهدف إلى فرض الاستسلام على المقاومة.
يتوقع هذا السيناريو أن ترفع الدوائر الصهيوأمريكية وتيرة الإبادةالجماعية ضد المدنيين في غزة بشكل غير مسبوق، مع تنفيذ اغتيالات نوعية لقادة المقاومة في الداخل والخارج في محاولة لشل قدراتهم. بالإضافة إلى ذلك، سيُستخدم الإعلام والحرب النفسية بشكل مكثف لإعادة تشكيل الرواية الدولية وتبرير هذا التصعيد.
وتستند هذه الفرضية إلى قناعة راسخة لدى الأطراف الصهيوأمريكية بأن القوة العسكرية المفرطة هي الأداة الوحيدة لتحقيق أهداف الحرب، بعد أن فشلت الضغوط السياسية والاقتصادية في كسر إرادة المقاومة.
السيناريو الثاني: انسحاب تكتيكي للضغط التفاوضي
أما السيناريو الآخر فيرى أن الانسحاب جزء من لعبة مساومات سياسية تهدف إلى ممارسة ضغط تفاوضي على المقاومة.
يهدف هذا التكتيك إلى إجبار المقاومة على خفض سقف مطالبها، خصوصًا ما يتعلق بوقف العدوان ورفع الحصار الشامل عن غزة. كما يرمي هذا الانسحاب إلى تهيئة الأجواء لإبرام اتفاق هدنة مؤقتة، يكون الهدف الأساسي منها هو استعادة بعض الأسرى والجثامين المحتجزين.
علاوة على ذلك، يسعى هذا السيناريو إلى إعادة ترتيب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي تعاني من انقسامات وتوترات، قبل استئناف أي حرب مستقبلية بشروط محسوبة ومخطط لها بعناية.
ورغم وجاهة هذا الاحتمال من الناحية التكتيكية، إلا أنه يفتقر إلى ضمانات حقيقية تمنع الاحتلال من استغلال أي هدنة لشن غدر جديد واستئناف عدوانه.
مؤشرات ترجّح التصعيد الشامل
توجد عدة مؤشرات قوية ترجّح كفة سيناريو التصعيدالشامل، أهمها استمرار هيمنة منطق القوة العسكرية على القرار الإسرائيلي والأمريكي، مما يعني أن الحلول الدبلوماسية لا تزال ثانوية في حساباتهم.
يضاف إلى ذلك ضعف الضغط الدولي والصمت العربي–الإسلامي الرسمي، ما يمنح الاحتلال هامشًا واسعًا للمضي قدمًا في مخططاته دون رادع حقيقي.
كذلك ، تعيش حكومة نتنياهو أزمة داخلية حادة، ويحتاج رئيس الوزراء إلى تحقيق”نصر وهمي” لإرضاء اليمين الصهيوني المتطرف والبقاء في السلطة.
أخيرًا، أدى الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل إلى تحول واشنطن من وسيط محتمل إلى شريك مباشر في العدوان، مما يقلل بشكل كبير من أي فرصة لتدخل أمريكي ضاغط باتجاه الحل السلمي.
غزة: العقدة الاستراتيجية ومعادلة المقاومة
إن الانسحاب الصهيوأمريكي، سواء كان مناورة تفاوضية أو مقدمة لتصعيد شامل، يعكس أن غزة أصبحت العقدة الاستراتيجية للصراع. وفي كل الأحوال، أثبتت الأحداث أن كسر إرادة شعبها لم يعد خيارًا ممكنًا مهما بلغت شراسة العدوان.
هذه الحرب لا ترسم فقط ملامح صراع دموي، بل هي أيضًا تحدد ملامح مرحلة جديدة في معادلة المقاومة والتحرر في المنطقة.

هاله التميمي

مقالات مشابهة

  • قوات القاسم تعرض مشاهداً لقصف تحشدات العدو الصهيوني بجباليا البلد
  • الانسحاب الصهيوأمريكي من مفاوضات الدوحة.. تكتيك تفاوضي أم تمهيد لتصعيد شامل؟..
  • نعيم قاسم: مسألة السلاح شأن داخلي ولا علاقة لإسرائيل به
  • الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي
  • من الدعوة إلى الدولة: قراءة هادئة في مسار الحركة الإسلامية في اليمن.
  • “الصحفيين” الفلسطينيين: 232 صحفيا وصحفية استشهدوا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على غزة إلى 60,138 شهيدًا
  • ضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثات
  • جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه