علماء ..إعادة استخدام هذا الشي يعرض لمخاطر صحية كبيرة !
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
وأكد العلماء أن إضافة الماء أو تسخين هذه الأوعية يتسبب في تسرب جزيئات بلاستيكية نانوية ومواد كيميائية سامة إلى الطعام والمشروبات. وأوضحوا أن البلاستيك المستخدم في هذه المنتجات، المصمم للاستخدام لمرة واحدة، يتفكك بسهولة ويطلق مواد ضارة.
وكشفت شيري ماسون، أستاذة الاستدامة في جامعة ولاية بنسلفانيا، أن البلاستيك يحتوي على نحو 16000 مادة كيميائية، منها 4200 مادة تعتبر "شديدة السمية"، وفقا لوكالة حماية البيئة (EPA).
وأوضحت أن البلاستيك النانوي، الذي يصعب رؤيته بالعين المجردة، قادر على الانتقال إلى الدم والكبد والدماغ عند مروره عبر الأمعاء، ما يشكل تهديدا حقيقيا لصحة الإنسان.
وفي دراسة حديثة نشرتها جامعة كولومبيا، أُثبت لأول مرة أن زجاجة مياه واحدة قد تحتوي على 240 ألف جزيء بلاستيك، وهو اكتشاف يعكس وجود جزيئات بلاستيكية في المياه المعبأة، ما ينفي مزاعم تسويق المياه المعبأة باعتبارها أكثر صحة من مياه الصنبور.
كما أظهرت الأبحاث أن تسخين البلاستيك أو تعريضه للحرارة يمكن أن يزيد من تسرب المواد الكيميائية السامة والجزيئات البلاستيكية إلى الطعام أو المشروبات. وحتى تعرض البلاستيك للشمس يمكن أن يتسبب في تسريب السموم، ما يزيد من خطر التسمم الكيميائي.
وأشار الخبراء إلى ضرورة تجنب تسخين البلاستيك في الميكروويف، خصوصا مع الأطعمة الدهنية مثل اللحوم والأجبان، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في تشوه البلاستيك وذوبانه، وبالتالي تسرب المواد الكيميائية. وبدلا من ذلك، يُوصى باستخدام أوعية آمنة للميكروويف مصنوعة من مواد غير بلاستيكية، مثل الزجاج أو السيراميك.
وينصح العلماء والمختصون بتجنب إعادة استخدام عبوات المياه البلاستيكية وأوعية الوجبات الجاهزة، والبحث عن بدائل أكثر أمانا، مثل الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ، لحماية الصحة والوقاية من الأضرار الناجمة عن الجزيئات البلاستيكية السامة.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
عبر أصدقاء التربة.. علماء ينتجون قمحا غنيا بالحديد والزنك
في وقت تتزايد فيه التحديات المرتبطة بسوء التغذية ونقص العناصر الدقيقة في الحبوب التي تشكل الغذاء الأساسي لملايين البشر في العالم، كشفت دراسة حديثة عن إمكانية تحسين القيمة الغذائية للقمح، من دون اللجوء إلى الأسمدة أو التعديلات الجينية، بل بالاستعانة بكائنات دقيقة تقيم شراكة قديمة مع جذور النباتات، وهي فطريات التربة.
في الدراسة التي نشرت يوم 23 يوليو/تموز في مجلة "بلانتس، بيبول، بلانيت"، سلط باحثون الضوء على قدرة فطريات تعرف علميا باسم الفطريات الجذرية التكافلية -اتحاد تكافلي بين فطر ونبات- على زيادة تركيز الزنك والفوسفور في بذور قمح الخبز، وهو النوع الأكثر استهلاكا عالميا.
رغم أن القمح مصدر رئيسي للغذاء في كثير من الدول، فإن قيمته الغذائية تراجعت تدريجيا بفعل الزراعة المكثفة واستنزاف التربة، ووفقا للمؤلفة المشاركة في الدراسة ستيفان واتس-فاوكس الباحثة في علم النبات بجامعة أديلايد في أستراليا: "هنا تبرز أهمية هذه الدراسة التي توفر، للمرة الأولى، دليلا عمليا على إمكانية تحسين القمح بطريقة طبيعية وآمنة غذائيا".
وتوضح واتس-فاوكس في تصريحات للجزيرة نت "اكتشفنا أن الاستفادة من العلاقة التبادلية بين جذور القمح وهذه الفطريات يمكن أن تعزز امتصاص العناصر الدقيقة من دون زيادة في المركبات المثبطة مثل الفيتات، وهي أحماض مضادة للتغذية، وتعيق امتصاص الزنك والفوسفور في الجسم".
أجرى الفريق تجارب على صنف تجاري من القمح في ظروف خاضعة للرقابة، حيث تم تلقيح التربة بنوعين من الفطريات الجذرية التكافلية. وبعد نمو المحصول، قارن الباحثون محتوى الحبوب من العناصر المعدنية ومركبات الفيتات مع حبوب من نباتات لم تتعرض للتلقيح الفطري.
إعلانكانت النتائج لافتة، بحسب الدراسة، إذ ارتفعت نسبة الزنك والفوسفور بشكل واضح، في حين لم يطرأ أي ارتفاع على مستويات الفيتات التي تعيق امتصاص المعادن، وذلك يعني تحسنا في توافر الزنك والحديد للجسم.
يعني أن المغذيات أصبحت أكثر قابلية للامتصاص في الجسم، وهي نقطة حاسمة عند الحديث عن الأمن الغذائي وجودة التغذية.
وتوضح الباحثة أن "ليس كل ارتفاع في المغذيات يعني استفادة غذائية. فالأهم أن تكون هذه العناصر متاحة حيويا. لقد تحقق ذلك فعلا في هذا النموذج".
تكمن قوة هذه التقنية الجديدة في أنها لا تعتمد على الأسمدة الاصطناعية، ولا تتطلب تعديلات جينية أو تقنيات زراعة عالية التكلفة، بل تقوم على تفعيل علاقة طبيعية بين النبات والتربة، لطالما تطورت عبر آلاف السنين، لكنها لم تستثمر بما يكفي في الزراعة الحديثة.
تقول واتس-فاوكس إن هذه الشراكة الحيوية المهملة قد تكون مفتاحا لإنتاج محاصيل أكثر تغذية واستدامة في آن واحد، خصوصا في المناطق التي يصعب فيها توفير الأسمدة أو تعاني من تدهور التربة.
وتشير الباحثة إلى وجود تحديات عملية، فحتى الآن تم اختبار التقنية في بيئات محدودة وتحت ظروف مخبرية. ويجري الفريق حاليا تصميم تجارب ميدانية على نطاق أوسع، تشمل أنواعا مختلفة من التربة والمناخات الزراعية.
ويخطط الفريق البحثي لاختبار التلقيح الفطري في حقول حقيقية داخل أستراليا، ثم التوسع إلى مناطق أخرى في آسيا وأفريقيا، حيث تتفاقم أزمات التغذية ويكثر الاعتماد على القمح كغذاء أساسي. وتؤكد الباحثة أن الأمر لا يتعلق فقط بإنتاج قمح غني بالمغذيات، بل أيضا بفهم المنظومة البيئية ككل، من التربة إلى المحصول إلى المستهلك.