العودة بعد الكسر: جسد واحد ومشاعر متعددة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
حنين البطوش
استشاريه نفسيه وأسرية وتربوية
الكسر يترك ندبة حتى وإن التئمت الجروح ظاهريًا، فالباطن يحفظ أثر الصدع ، فقد نعود إلى نفس الأماكن ونلتقي نفس الوجوه، لكننا لا نعود نفس الأشخاص، فالعلاقة التي انكسرت كالمرآة مهما حاولنا لصق شظاياها، فإن الانعكاس لن يكون كما كان.
نعود بعد الكسر أجسادنا سليمة وجوهنا تحمل نفس الابتسامة، لكن هل تعود قلوبنا كما كانت؟ ؟
غالبًا ما نعتقد أننا نستطيع تجاوز الجروح وأننا نستطيع أن نبني جسور الثقة من جديد، ولكن الحقيقة هي أن بعض الجروح تترك ندبات عميقة لا تمحى بسهولة.
فالبعض بارعون في تمثيل الأدوار، في لبس أقنعة الابتسامة لكن الحقيقة تكمن في أعماقنا، في تلك اللحظات التي نعتقد أن لا أحد يرانا فيها.
فبعد الخيانة يصبح الثقة كظل يبتعد عنا كلما حاولنا الاقتراب منه وبعد الخلاف يصبح الحوار كجسر هش، قد ينهار في أي لحظة، فنجد أنفسنا نمد أيدينا للسلام، لكن قلوبنا تتردد، قد نبتسم ولكن ابتسامتنا ليست صادقة تمامًا، قد نستمع ولكننا لا نصدق كل ما نسمع، وقد نعفو ولكن العفو لا يمحو الذاكرة.
لماذا؟ لأن الثقة هي كالمرجان الهش، يتشكل ببطء شديد، ويهشّم بسهولة وبمجرد أن يتشقق يصعب إصلاحه، فالتفاصيل الصغيرة، اللمسات الحانية، الكلمات الطيبة، كلها تبني الثقة شيئًا فشيئًا، وعندما تفقد هذه التفاصيل، تفقد الثقة معها.
نحن نبحث عن الأمان في أحضان من خانونا، ونحاول إقناع أنفسنا بأن الماضي ولى، وأن كل شيء على ما يرام، لكن يقال بأن الذاكرة خائنة، تعيد إلينا باستمرار صورًا وأصواتًا تذكّرنا بالألم، فيقال بأن الأوجاع لا تندمل بسهولة، تترك أثرًا عميقًا في نفوسنا، قد نحاول أن ندفنها، ولكنها تظل كامنة بداخلنا، تظهر في اللحظات غير المتوقعة، قد نحاول أن نبني حياة جديدة، ولكن الماضي يظل يطاردنا، والمخاوف لا تختفي بمرور الوقت، والذكريات تبقى محفورة في أعماقنا.
إن القدرة على العودة بعد الكسر تحتاج قوة كبيرة ، ولكنها تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا، علينا أن نكون صبورين مع أنفسنا، وأن نسمح لأنفسنا بالشفاء، علينا أن نتعلم من تجاربنا، وأن نكون أكثر حذرًا في المستقبل.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
سيبقى إنتر دائمًا في قلبي ولكن.. رسالة مثيرة من حكيمي قبل نهائي الأبطال
يستعد النجم المغربي الدولي أشرف حكيمي، لخوض نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، مع فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يواجه ناديه السابق إنتر ميلان الإيطالي، غدًا السبت، على ملعب «أليانز أرينا»، بمدينة ميونخ الألمانية
ولم يخف حكيمي، الذي رحل عن إنتر عام 2021 لينتقل إلى سان جيرمان، تعلقه الشديد بالفريق الإيطالي، الذي فاز معه بالدوري المحلي مرتين، وذلك في حديث أجراه مع محطة «فرانس 2»، أمس الخميس.
وقال حكيمي: «سيبقى إنتر دائما في قلبي، لكنني في باريس سان جيرمان وسأبذل قصارى جهدي للفوز عليهم، إنها مباراة نهائية مميزة للغاية».
وواصل: «لقد كانت خطوة مهمة في مسيرتي، قضيت عاما رائعا بمدينة ميلانو واكتسبت العديد من الأصدقاء هناك».
وتحت قيادة المدير الفني الإسباني لويس إنريكي، وصل حكيمي إلى مستوى رائع هذا الموسم، حيث أحرز 8 أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة لزملائه في جميع المسابقات خلال الموسم الحالي.
وأعرب حكيمي عن امتنانه لمدربه، حيث قال: «لويس إنريكي أوصلني إلى مستوى لعب لم أكن اتوقعه، وساعدني في ذلك حقًا».