تتمثل مشاعر الإنسان في مواضع محددة من الجسد، فمثلا يرتفع معدل ضربات القلب والتعرق وانقباض عضلات الوجه ليظهر الشعور بالغضب أو الحب، وعادة ما تمثل تلك المشاعر في الجزء العلوي من الجسد (القلب أو المعدة).

حاليا يقوم العلماء بدراسة هذه التمثيلات في البشر المعاصرين، وظهرت لهم ارتباطات إحصائية واضحة، فعلى سبيل المثال ارتبطت التعبيرات العاطفية مثل "أنا سعيد" بالإشارات إلى مناطق محددة في الجسم (على سبيل المثال، "شعرت بالخفة في قلبي")، وهذه الارتباطات بدا أنها عامة، أي موجودة في الكثير من الثقافات الحالية.

ولكن هل شعرنا دائمًا بهذه المشاعر بنفس الطريقة أو عبرنا عنها على الأقل؟ قام فريق متعدد التخصصات بدراسة مجموعة كبيرة من النصوص القديمة لمعرفة كيف اختبر الناس في منطقة بلاد ما بين النهرين القديمة (داخل العراق الحديث) المشاعر في أجسادهم منذ آلاف السنين.

خرائط تمثيلات السعادة (جامعة ألتو-جوها لاناكوسكي) الكبد والقدمان

وبحسب الدراسة التي نشرت في 4 ديسمبر/كانون الأول الحالي بدورية "آي-ساينس"، قام الفريق بتحليل مليون كلمة من اللغة الأكادية القديمة من 934-612 قبل الميلاد في شكل نصوص مسمارية على ألواح طينية.

اللغة الأكادية هي إحدى أقدم اللغات المكتوبة في التاريخ، تعود جذورها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت تُكتب بنظام الكتابة المسمارية، وهي تنتمي إلى العائلة اللغوية السامية الشرقية، مما يجعلها قريبة من اللغات السامية الأخرى كالعربية والآرامية.

إعلان

وللتوصل إلى تلك النتائج، قام العلماء بمقارنة الألفاظ الأكادية التي تعبر عن المشاعر بتلك المستخدمة حاليا، وبناء على نمذجة حاسوبية قام العلماء برسم خرائط للجسد، تبين الاحتمالات الإحصائية لمواقع العواطف.

خرائط تمثيلات الغضب (جامعة ألتو-جوها لاناكوسكي)

وفي حين يشعر الإنسان الحديث بالغضب في الجزء العلوي من الجسم واليدين، في بلاد ما بين النهرين، كان الغضب مرتبطًا بالقدمين على وجه التحديد، بحسب نتائج الدراسة.

وتتعلق إحدى النتائج الأكثر إثارة للاهتمام بالمكان الذي شعر فيه القدماء بالسعادة، والذي كان يتم التعبير عنه غالبًا من خلال كلمات تتعلق بالشعور "بالانفتاح" أو "التألق" أو "الامتلاء" في الكبد، على عكس الإنسان الحديث الذي يعبر عن السعادة عادة بشيء متعلق بالقلب.

ويشير ذلك إلى أهمية القيام ببحوث أعمق للتمثلات الجسدية لعواطف البشر وارتباطها بالثقافة، ويوضح أن العواطف ليست بيولوجية فحسب، بل إنها تتشكل بعمق من خلال السياقات الثقافية والتاريخية، حيث نسب الناس عواطفهم إلى أجزاء الجسم بناءً على فهمهم لعلم التشريح وثقافتهم ومعتقداتهم في ذلك الزمن البعيد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

شمس الكويتية تكشف كواليس “طز”: أغنية من القلب ورسالة لكل طاقة سلبية

طرحت الفنانة شمس الكويتية أغنيتها الجديدة بعنوان “طز”، التي تصدّرت قوائم التريند محققة أكثر من 2 مليون مشاهدة على “يوتيوب”، ولاقت رواجًا كبيرًا على منصات الأغاني.

الأغنية جاءت باللهجة العراقية، بينما اختارت شمس اسمًا باللهجة المصرية لتقريبه من الجمهور، مؤكدة أن كلمة “طز” تعبّر عن رفضها للطاقة السلبية والحاسدين.

وأوضحت شمس أنها تغني للتعبير لا لإرضاء الجميع، مشيدة بتفاعل الجمهور المصري وحبهم للفن الأصيل.

كما أشارت إلى استخدامها تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفيديو كليب، موضحة أنها تحرص على الحفاظ على الجانب الإنساني والعفوي في أعمالها الفنية.

ونستعرض المزيد من التفاصيل من خلال الفيديو جراف التالي.

طباعة شارك شمس الكويتية أعمال شمس الكويتية أغنية طز اللهجة المصرية الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • نائب يطالب وزير الخارجية بايداع خرائط المجالات البحرية إلى الأمم المتحدة
  • شمس الكويتية تكشف كواليس “طز”: أغنية من القلب ورسالة لكل طاقة سلبية
  • سرطان بالكبد| مفيدة شيحة تكشف مفاجأة عن مرض نجل فيروز الراحل
  • واشنطن بوست: أهل غزة يتضورون جوعا فما أثر الجوع على جسم الإنسان؟
  • التربية تكشف نمط الأسئلة لامتحانات توجيهي 2008
  • تحذير من الأطباء: الحكة بعد الاستحمام قد تكشف أمراضًا خطيرة
  • الحشيش يهدد حياتك.. خطر صامت على القلب والمخ والأوعية الدموية
  • كيف يقي المغنيسيوم الإنسان من حصوات الكلى والأمراض المزمنة؟
  • «اشتراك بالكبد وغشاء القلب».. بدء ثالث مراحل عملية فصل التوأم السيامي السوري
  • علامات قصور القلب التي تظهر في كاحليك.. تعرف عليها