زين العابدين صالح عبد الرحمن
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي " لقناة القاهرة الأخبارية" أن مصر بصدد استضافة جولة ثانية لمؤتمر القوى السياسية المدنية، على أن تشارك في الجولة الثانية كافة الفصائل و القوى السياسية السودانية، و أن القاهرة ستقدم كل ما يسهم في إعادة الاستقرار للسودان و وقف الحرب و حقن دماء السودانيين.
أن عقد جلسة حوار بين الأطراف السودانية المدنية، مسألة مهمة، و يجب أن يسمع المجتمع السوداني ما هي الأجندة التي تحملها القوى السياسية بهدف تحقيق الأمن و الاستقرار في البلاد.. خاصة أن هناك قوى سياسية جعلت نفسها مطية للنفوذ الخارجي، و هؤلاء كانوا جزءا من الحرب، و شاركوا الميليشيا في التعدي على المواطنين الأمنين، هؤلاء لابد أن تطالهم المساءلات القانونية مثلهم مثل قيادات الميليشيا المسؤولين على كل عمليات الإبادة الجماعية و التعدي على ممتلكات المواطنين و الاغتصابات التي تمت، و التهجير القسري..
القضية الأخرى: أن هناك قيادات سياسية تتلون حسب المصالح الخاصة التي تسعى إليها، و هؤلاء لن يصبحوا مفيدين لآ للعملية السياسية و لا لعملية إعادة التعمير في البلاد.. أن الحوار يجب أن تكون له أجندة واضحة، و ليست مرتبطة بالحكم دون شرعية دستورية، أي حديث عن فترة انتقالية تشارك فيها قوى سياسية دون انتخابات، هي عودة مرة أخرى إلي العنف في البلاد.. و أي أجندة تطرح بهدف عودة الميليشيا مرة أخرى لكي تلعب دورا عسكريا أو سياسيا مسألة غير مقبولة لقطاع واسع من السودانيين، و خاصة الشباب الذين وقفوا مع القوات المسلحة في ميادين القتال كتفا بكتف..
أن السودان بعد الحرب سوف تتغير فيه كل الأجندة السابقة، و أيضا الشعارات التي كانت مرفوعة و الفارغة من المضامين، التي تكشف عن عجز القيادات التي قادت العملية السياسية قبل الحرب، أن انتصارات الجيش في العديد من مناطق العمليات الآن، و تصريحات قيادات الجيش لابد من سودان خالي من أثار الميليشيا، يؤكد أن الهدف هو كسر شوكة الميليشيا، و إبعادها تماما من أي دور في المستقبل.. أن تحقيق هذا الهدف هو وحده الذي يعبد الطريق إلي السلام الاجتماعي و الأمن في البلاد و تحقيق شعار عملية التحول الديمقراطي.. و هزيمة الميليشيا تعني هزيمة كل الشعارات التي صاحبتها.. الأمر الذي يؤدي إلي بروز قيادات جديدة يصنعها الموقف الوطني و النضالي و التضحيات التي تقدم في ساحة المعارك بهدف بقاء السودان موحدا.. الغريب في الأمر أن الحوارات محصورة فقط في ملف واحد كيف يصل هؤلاء المشاركين في الحوار للسلطة دون أن يكون هناك قولا فصلا للجماهير..
معلوم أن رغبة القاهرة في جمع عدد من القيادات السياسية في حوار سوداني سوداني دون أي مطالبات بالإقصاء لفصيل بعينه فكرة متقدمة حتى على أفكار قيادات سودانية تقف في منطقة أوسطى، و هي الخطوة التي نجح فيها مؤتمر القاهرة في يوليو الماضي، و لكن للأسف بعد ذلك الحوار ذهبت مجموعة تنادي بالتدخل الدولي في السودان، و تنادي أيضا بتدخل تحت البند السابع، و كلها دعوات كانت تقف وراءها دولة الأمارات بتنفيذ بريطاني و دعم أمريكي، مثل هذه الأجندة الخارجية التي توظف فيها قيادات سودانية تشارك في مثل هذه الحوارات دون أن تقدم لها مساءلة من قبل القيادات الأخرى، تبين حالة الضعف السياسي التي تعاني منه القوى السياسية، و تبين أن الحوارات تنتهي بإنتهاء الحوار دون أي هدف يمكن يسهم في تغيير في المسرح السياسي مستقبلا.. و لكن أيضا يمكن القول أن الحوار مفيد لأنه يكشف أجندة القوى السياسية، و أيضا يكشف كيف تفكر هذه القيادات.. نسأل الله حسن البصيرة
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى السیاسیة أن الحوار فی البلاد
إقرأ أيضاً:
محمد السادس يمدّ يده للجزائر.. ملك المغرب يدعو لحوار صريح ومسؤول ويجدد موقفه من ملف الصحراء
أدلى الملك المغربي محمد السادس بتصريحات تفتح الباب أمام الجزائر لحلّ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين حيث دعا إلى حوار "صريح ومسؤول أخوي وصادق"، كما جدد دعمه لمبادرة الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء الغربية وأن بلاده تسعى لحل لا غالب ولا مغلوب فيه، وذلك في كلمته بمناسبة عيد العرش. اعلان
وفي كلمته السنويّة المسجّلة التي بثها التلفزيون الرسمي بعد مرور 26 عاماً على اعتلائه العرش خلفاً لوالده الحسن الثاني، أكد العاهل المغربي التزام بلاده بالانفتاح على محيطها الجهوي وخاصة الجوار المباشر.
وقال: "بموازاة مع حرصنا على ترسیخ مكانة المغرب كبلد صاعد، نؤكد التزامنا بالانفتاح على محيطنا الجهوي، وخاصة جوارنا المباشر، في علاقتنا بالشعب الجزائري الشقيق".
كلمة ملك المغرب محمد السادس التي بثّها التلفزيون الرسمي في البلاد العلاقة مع الجزائر: دعوة للحواروأضاف: "بصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك".
وتابع قائلا: "لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين".
وأردف الملك محمد السادس بالقول: "إن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف، كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة".
في أغسطس/ آب 2021، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب بسبب ما وصفتها بـ"أفعال عدائية متواصلة" من المغرب ضد الجزائر.
قال حينها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن "قطع العلاقات الدبلوماسية لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يتضرر المواطنون الجزائريون المقيمون بالمغرب والمغاربة المقيمون بالجزائر من هذا القرار".
Related المغرب يمنع وفدًا برلمانيًا أوروبيًا من دخول العيون بالصحراء الغربية الجزائر تأسف لدعم بريطانيا مقترح المغرب بشأن الصحراء الغربيةبعد اعترافه بسيادتها على الصحراء الغربية.. ماكرون يزور المغرب لتعزيز المصالحة والتبادل التجاري قضية الصحراء الغربيةوأفاد العاهل المغربي بأن المملكة تعتز بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع حول الصحراء الغربية.
وصرح بأن الرباط حريصة على إيجاد حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
وتقدم الملك بالشكر للمملكة المتحدة والبرتغال بعد إعلانهما مؤخرا تأييد المقترح المغربي، لتنضما بذلك إلى قائمة دول غربية بارزة مثل الولايات المتحدة في 2020 وفرنسا في 2024.
في المقابل، تواصل جبهة البوليساريو، بدعم جزائري، المطالبة باستقلال الإقليم الذي صنفته الأمم المتحدة ضمن المناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي، في وقت تدعو فيه مختلف الأطراف المعنية إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2019 "من دون شروط مسبقة" للوصول إلى "حل سياسي دائم ومقبول".
عام 2007، قدم المغرب مبادرة الحكم الذاتي كحل للنزاع حول منطقة الصحراء، حيث تهدف إلى منح الصحراويين حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت السيادة المغربية، وهو ما رفضته البوليساريو وتمسكت بالاستقلال الكامل.
في بيان قطع العلاقات عام 2021، اتهمت الجزائر المغرب بالتخلي عن التعهد الرسمي لتنظيم "استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية الذي التزم به الملك الحسن الثاني والمدون في وثائق رسمية لمنظمتي الوحدة الافريقية والأمم المتحدة، بينما يعيش القادة الحاليون للمملكة على وقع وهم فرض إملاءاتهم على المجتمع الدولي فيما يتعلق بأطروحة الحكم الذاتي المزعومة"، بحسب البيان الجزائري.
الاتحاد المغاربيوجدد ملك المغرب تمسك بلاده بالاتحاد المغاربي، "الذي لن يكون إلا بانخراط المغرب والجزائر مع باقي الدول الشقيقة"، على حد قوله.
ويوم 17 فبراير/ شباط 1989 تأسس الاتحاد المغربي في مدينة مراكش المغربية، ويتألف من 5 دول: المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا، ويهدف إلى فتح الحدود بين الدول الخمس، لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين.
لكن في ظل خلافات بين بعض دوله، واجه الاتحاد منذ تأسيسه عقبات أمام تفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية، ولم تُعقد أي قمّة على مستوى قادته منذ قمة تونس عام 1994.
كما بقيت الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ عام 1994، وسط خلافات سياسية بينهما.
عفو ملكيمن جهة أخرى، كشفت وزارة العدل المغربية عن صدور عفو ملكي استثنائي بمناسبة عيد العرش هذا العام، شمل ما يزيد على 19 ألفا و600 من المعتقلين والملاحقين أمام المحاكم. وهذا العفو الأوسع منذ عام 2009، حين استفاد منه نحو 25 ألف شخص تزامنا مع الذكرى العاشرة لاعتلاء الملك العرش.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة