تقرير بواشنطن بوست: السودان يعيش أسوأ كارثة جوع في العالم
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
وصف كاتب أميركي الحرب المستعرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، بأنها حدث مأساوي منسي وسط صراعات تعصف بالشرق الأوسط وأوكرانيا، وأفاد إيشان ثارور في عمود رأي بصحيفة واشنطن بوست، أن القتال المستمر لأكثر من 19 شهرا ألحق دمارا بواحدة من أكبر الدول الأفريقية، وتسببت في كارثة إنسانية وأسوأ أزمة في العالم.
وقال إن حوالي 26 مليون شخص باتوا في حاجة إلى مساعدات غذائية في بلد يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم.
أسوأ كارثة جوع
وأضاف أن أليكس ماريانيللي، المدير القُطري بالإنابة للسودان في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أخبره أن ما يحدث في السودان هو "أسوأ كارثة جوع على كوكب الأرض اليوم".
وأوضح الكاتب المختص بالشؤون الدولية في الصحيفة الأميركية، أن الحرب أدت إلى انهيار اقتصادات المجتمعات المحلية، وإعاقة تدفق السلع عبر البلاد وهذا أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية التي لم تعد متيسرة لكثير من السودانيين العاديين.
وأشار إلى أن التعقيدات التي تكتنف إيصال وتوزيع المساعدات في بلد مترامي الأطراف تغمره فسيفساء من المليشيات المتناحرة هائلة.
ومما "يزيد الطين بلة" برأيه أن النظام العالمي "الفاشل" لا يبالي بما يحدث هناك. ونقل ثارور عن بيان أصدره الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، مؤخرا بعد زيارته للسودان، وصفه لما يحدث في تلك الدولة بأنها "أسوأ أزمة في العالم"، لكنها تُقابل "بصمت مطبق"، قائلا "علينا أن نوقظ العالم (من سباته) قبل أن تجتاح المجاعة جيلا من الأطفال".
مجازر واغتصاب جماعي
وأعرب كاتب المقال عن أسفه لأن إحلال السلام لا يبدو وشيكا، لأن طرفي الصراع يتلقيان دعما من شبكة من القوى الخارجية.
واتهم قوات الدعم السريع، على وجه الخصوص، بارتكاب سلسلة من الفظائع، بما في ذلك مجازر بحق المدنيين واغتصاب جماعي للنساء وعنف جنسي على نطاق واسع.
ونقل عن ماريانيللي القول إن البلبلة والفوضى في ساحات المعارك "أعاقت بشدة" قدرة برنامج الأغذية العالمي على الإسراع في إيصال الإمدادات إلى المجتمعات المحلية المحتاجة، مشيرا إلى أن الرحلة البرية من شرق السودان إلى غربه قد تستغرق أسابيع، وخلال موسم الأمطار، يمكن أن تغمر المياه الطرقات العادية وهذا يجعلها غير سالكة.
ووفقا للمقال، فإن "الحرب الأهلية" خلقت مشاكل جديدة لا تعد ولا تحصى، حيث تكافح منظمات الإغاثة لتأمين ممر آمن لشاحناتها من خليط من الجماعات المسلحة والمجتمعات "الجائعة" التي تحرس نقاط التفتيش عبر آلاف الكيلومترات من الأراضي السودانية.
قصف مخيم للنازحين
واستشهد ثارور بالتقارير الإعلامية التي أفادت بأن قوات الدعم السريع قصفت مؤخرا مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور المنكوب بالحرب، حيث أعلن مسؤولو الإغاثة أن المجاعة منتشرة بالفعل.
ووصف ميشيل أوليفييه لاشاريت، رئيس عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، في بيان، الوضع في المخيم بأنه "يتسم بالفوضى العارمة" مع "سقوط ضحايا وحالة من الذعر والنزوح الجماعي".
غير أن كاتب المقال يقول إن كل تلك البيانات التي تبدي القلق، أخفقت في حث المجتمع الدولي على بذل جهد حقيقي لفرض وقف إطلاق النار.
وختم مقاله بعبارة لماريانيللي -الذي كان يتحدث إليه من قاعدة عمليات برنامج الأغذية العالمي في مدينة بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر– جاء فيها أن الحرب في السودان "تبدو منسية، على الأقل من ناحيتنا هنا. وأود أن يدرك العالم في عام 2024، ما يحدث فعلا".
المصدر : واشنطن بوست
الجزيرة نت
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی العالم
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث حاليا في قطاع غزة
حذر خبراء الأمن الغذائي العالمي المدعومون من الأمم المتحدة عن أسوأ سيناريو للمجاعة "يحدث حاليا" في قطاع غزة.
ويقول تقييم جديد صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إن هناك أدلة متزايدة على انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض، الذى يؤدي إلى ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع بين السكان البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة.
وأن"أحدث البيانات تشير إلى أن استهلاك الغذاء في معظم أنحاء قطاع غزة وصل إلى حد المجاعة، وأن سوء التغذية الحاد في مدينة غزة وصل إلى حده الأقصى".
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه يجب اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الأعمال العدائية والسماح باستجابة إنسانية واسعة النطاق دون عوائق ومنقذة للحياة.
ولا يصنف التقرير رسميا غزة على أنها في حالة مجاعة، قائلا إن ذلك لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال التحليل الذي سيتم إجراؤه "دون تأخير".
وكانت وكالات الأمم المتحدة قد حذرت بالفعل من أن هناك مجاعة جماعية من صنع الإنسان في غزة وألقت باللوم على إسرائيل، التي تسيطر على دخول جميع الإمدادات إلى القطاع.
وتصر إسرائيل على عدم وجود قيود على تسليم المساعدات وأنه "لا يوجد مجاعة".
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة يوم الاثنين إن 14 شخصا آخرين لقوا حتفهم نتيجة سوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 إلى 147 حالة، بينهم 88 طفلاً، وفقاً للوزارة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الأحد أيضًا عن تسجيل 63 حالة وفاة ناجمة عن سوء التغذية في غزة هذا الشهر، من بينهم 24 طفلًا دون سن الخامسة. وأشارت إلى أن جثث معظم القتلى بدت عليها "علامات واضحة على الهزال الشديد".