تزامناً مع خطاب رامافوزا أمام البرلمان الجزائري.. قيادات في الحزب الحاكم بجنوب أفريقيا تدعو إلى تعزيز العلاقات مع المغرب
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
زنقة 20 | متابعة
دعت فصائل في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، في مذكرة قدمتها الأربعاء لأمانة الحزب في جوهانسبرغ، إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب والاعتراف بالدعم القيم الذي قدمه فيما يخص مكافحة الميز العنصري.
و قال الموقعون على هذه المذكرة، “إننا ندعو حزب المؤتمر الوطني إلى الاعتراف بالدعم الريادي الذي قدمه المغرب في مكافحة الميز العنصري، كما أقر بذلك الرئيس نيلسون مانديلا في خطاباته وكتبه ومجلاته، ومن خلال العديد من الزيارات للمغرب”.
وذكروا، في هذا الصدد، بأنه وقتها، وقبل استقلال الجزائر وإرساء برامج التدريب في هذا البلد، كان عناصر جيش التحرير الجزائري وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، بما فيهم نيلسون مانديلا نفسه، قد تلقوا تدريبا في المغرب.
وأشار الموقعون إلى أنهم يعتبرون أن هذا الدعم البين الذي قدمته المملكة يتمثل أيضا في المساعدة المالية والعسكرية للمؤتمر الوطني الإفريقي، وإنشاء جناحه العسكري “أومخونتو وي سيزوى” (uMKhonto WeSizwe). ويتجلى أيضا في الدعم السياسي من خلال استقبال مكتب المؤتمر الوطني الإفريقي والتعبئة السياسية خلال إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، التي يعد المغرب عضوا مؤسسا لها، بعد مؤتمر الدار البيضاء، والذي قدم، على الخصوص، دعما قويا وواضحا لمناهضة الاستعمار والميز العنصري، حسب الموقعين على المذكرة.
كما شددوا على أنه يتعين على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وجنوب إفريقيا البحث عن سبل لتحسين انخراطهما الاستراتيجي مع المغرب، من أجل تنسيق السياسات والبرامج لصالح الشعوب الإفريقية وتحقيق أهداف أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي والأجندة التقدمية للبلدين.
وشدد الموقعون على أن المغرب يعد، اليوم، فاعلا اقتصاديا مهما في القارة وموطنا لاستثمارات وشركات جنوب إفريقية مهمة، مضيفين أن زيادة التعاون بين البلدين يمكن أن تساعد في تحقيق المصالح الاقتصادية الوطنية لشعبي البلدين وتحرير إمكانيات منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وبخصوص قضية الصحراء، أكدت فصائل المؤتمر الوطني الإفريقي أن غالبية الدول الإفريقية تدعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. ولذلك، فإنها تحث جنوب إفريقيا على الدعوة باستمرار إلى تسوية سلمية للنزاع حول الصحراء المغربية والامتناع عن دعم الأطراف التي تدعو إلى القيام بأعمال عسكرية.
وتابع الموقعون بالقول إنه “يتعين على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وجنوب إفريقيا دعم توصيات قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 2756 المعتمد في 30 أكتوبر 2024، والذي يدعو المغرب والجزائر وموريتانيا و البوليساريو إلى التفاوض بحسن نية وبروح التوافق والجلوس إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الأطراف”.
وتضيف المذكرة أنه يتعين على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وجنوب إفريقيا تقييم واستخلاص الدروس من الدعم الدولي الكبير لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، التي تهدف إلى تسوية هذا النزاع المفتعل، موضحة أن “أكثر من 110 من البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة تدعم هذه المبادرة”.
وخلصت المذكرة إلى أنه “يجب على جنوب إفريقيا أن تدعو الجزائر وموريتانيا و+البوليساريو+، بناء على طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى دراسة المقترح المغربي للحكم الذاتي، المقدم سنة 2007 من أجل تسوية نهائية للنزاع”.
وبالموازاة مع تسليم هذه المذكرة إلى أمانة المؤتمر الوطني الإفريقي، تجمع متظاهرون أمس الأربعاء أمام مقر الحزب في جوهانسبرغ، للتعبير، على حد قولهم، عن استيائهم إزاء المقاربة الدبلوماسية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي تجاه المغرب.
و يأتي هذا تزامنا مع الزيارة التي يقوم بها الرئيس الجنوب أفريقي، سيريل رامافوزا، إلى الجزائر لمدة ثلاثة أيام؛ لإلقاء خطاب أمام البرلمان الجزائري.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: حزب المؤتمر الوطنی الإفریقی جنوب إفریقیا
إقرأ أيضاً:
ماكرون يشيد بريادة المغرب في مجال الاقتصاد الأزرق خلال قمة "إفريقيا من أجل المحيط"
في افتتاح قمة « إفريقيا من أجل المحيط » التي انعقدت يوم الإثنين في نيس، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالمبادرة المغربية في تطوير الاقتصاد الأزرق في القارة الإفريقية. القمة التي ترأستها الأميرة للا حسناء، ممثلة للمغرب، تناولت قضايا حيوية تتعلق بالمحيطات والتنمية المستدامة في القارة.
ماكرون أكد على التزام المغرب القوي في مجال حماية المحيطات ومحاربة التلوث البلاستيكي وتعزيز التعاون الإقليمي. وقال إن « المغرب أصبح نموذجًا يحتذى به في إدارة الموارد البحرية، وأن رؤيته في هذا المجال تشكل خطوة هامة في الاتجاه الصحيح ».
كما أشاد الرئيس الفرنسي برسالة المغرب إلى المشاركين في القمة، التي تلاها الأميرة للا حسناء، معتبرًا أنها تعكس استراتيجية واضحة تركز على الحكامة المستدامة للمحيطات وسبل الاستفادة المتوازنة من الموارد البحرية في إفريقيا.
ماكرون تحدث أيضًا عن المبادرة الأطلسية التي أطلقها المغرب لضمان وصول الدول غير الساحلية إلى المحيطات، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعكس الفهم العميق للمغرب لأهمية تعزيز الروابط بين الدول الإفريقية. وأضاف أن هذا التوجه يتجسد في مشروعات البنية التحتية البحرية، مثل ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح واحدًا من أكبر الموانئ في البحر الأبيض المتوسط.
وتناول الرئيس الفرنسي أيضًا مشروع ميناء الداخلة الذي سينطلق العام المقبل، معتبرًا إياه خطوة استراتيجية نحو تعزيز قدرة إفريقيا على الاستفادة من محيطاتها بشكل أفضل.
ماكرون شدد على أن قمة « إفريقيا من أجل المحيط » التي تجمع المغرب وفرنسا ليست مجرد لقاء تقليدي، بل تعكس التعاون المستمر بين البلدين في المجالات الأساسية مثل التنمية المستدامة وحماية البيئة.
القمة تركز على تعزيز الحكامة البحرية المستدامة، والتوصل إلى حلول لتمويل البنية التحتية البحرية القادرة على الصمود، بالإضافة إلى تعزيز الروابط بين الدول الساحلية وغير الساحلية.