اكتشاف جديد يحل لغز انهيار أقدم حكومة في التاريخ
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
توصلت دراسة حديثة إلى أن العديد من الأوعية الطينية الغريبة التي تم العثور عليها في موقع أثري يعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد في كردستان قدّمت أدلة جديدة حول نشوء وانهيار أقدم الحكومات في العالم.
وتجري الحفريات في موقع "شاخي كورا" في كردستان العراق منذ عام 2019، حيث تم اكتشاف مجموعة من الهياكل المعمارية التي تعود لعدة قرون.
وكان علماء الآثار قد اكتشفوا في مواقع أوروك سابقًا مجمعات معمارية ضخمة تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، بالإضافة إلى آلاف الألواح الطينية التي تحتوي على بعض من أقدم النصوص المكتوبة. أما في موقع "شاخي كورا"، فقد عثر الباحثون على أكثر من دزينة من الأوعية الطينية البسيطة والخشنة الصنع داخل الهياكل المؤسسية، وهي مشابهة لتلك التي تم العثور عليها في أوروك ومواقع معاصرة أخرى.
ووفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة "الأنتيكويتي" يوم الأربعاء، كانت هذه الأوعية تستخدم لتوفير وجبات جماعية على نطاق واسع، ربما للعمال الذين كانوا يعملون في هذه المباني المؤسسية. كما تشير بقايا العظام الحيوانية والمواد الأخرى التي تم جمعها وتحليلها من هذه الأوعية إلى أن الوجبات كانت عبارة عن يخنات لحم دسمة.
تظهر الأدلة التي تم العثور عليها في مناطق أخرى من الموقع أن بعض أجزاء المكان ربما كانت تؤدي وظائف طقسية، مما يشير إلى تعقيد في التنظيم الاجتماعي. ووفقًا للباحثين، فإن هذه الاكتشافات تبرز دور الأوعية الطينية في دعم أولى المؤسسات الحاكمة، التي كانت قادرة على توفير الوجبات الكبيرة الحجم كجزء من نظام الدفع مقابل العمل.
الدراسة كشفت أيضًا عن أدلة على أن هذه الهياكل الحاكمة تم التخلي عنها في وقت لاحق "دون وجود علامات على الإطاحة العنيفة أو الضغوط البيئية"، مما يشير إلى أن المجتمع قد رفض هذا الشكل من الحكم المركزي.
وقالت الدكتورة كلوديا غلاتز، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة غلاسكو، إن "حفرياتنا في شاخي كورا توفر نافذة إقليمية جديدة وفريدة لفهم تطور، وفي النهاية رفض، بعض من أوائل التجارب في التنظيم المركزي، وربما الحكومي، الذي يشبه الدولة". وأضافت أن هذا يعيد التأكيد على أن الحكومات الهرمية ذات السيطرة المركزية لم تكن حتمية في تطور المجتمعات المبكرة.
وتشير النتائج أيضًا إلى أن الحكومات المركزية القوية لم تكن دائمًا مقبولة في المجتمعات المعقدة المبكرة، إذ وجدت المجتمعات المحلية طرقًا لمقاومة هذه الأنماط من الحكم المركَزي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اكتشاف اكتشاف أثري التی تم إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفاجأة بشأن اكتشاف أكبر مخزون من الذهب في باطن الأرض.. ما القصة؟
أظهرت دراسة علمية حديثة نتائج مثيرة تُعتبر إنجازًا كبيرًا في فهمنا لتاريخ الأرض ومعادنها الثمينة وبالأخص الذهب، حيث أشارت الدراسة إلى أن معادن ثمينة، مثل الذهب، تتسرب من نواة الأرض إلى طبقات الغلاف الصخري، لتصل في النهاية إلى سطح الأرض عبر الحمم البركانية.
أكبر مخزون ذهب في التاريخاستندت هذه الدراسة إلى تحليل نظائر المعادن الموجودة في الصخور البركانية المنبعثة من أحشاء الأرض، وتحديدًا من مناطق تقع أسفل الغلاف الصخري.
النتائج أظهرت أن هذه الصخور تحتوي على معادن ثمينة مصدرها نواة الأرض. وقد عبر الجيوكيميائي نيلس ميسلينج من جامعة جوتينجن في ألمانيا عن دهشته، حيث قال: "عندما ظهرت النتائج الأولية، أدركنا أننا حرفيًا اكتشفنا ذهبًا".
وفقًا للتقديرات، يتواجد أكثر من 99% من ذهب الأرض في النواة المعدنية، وكمية الذهب هذه تكفي لتغطية اليابسة بطبقة بسمك 50 سنتيمترًا.
كيف وصل الذهب إلى القشرة الأرضية؟في بدايات تكوّن الأرض، كانت العناصر الثقيلة مثل الذهب تغرق إلى داخل النواة نتيجة لعملية تُعرف باسم "كارثة الحديد". ولاحقًا، ساهمت النيازك التي اصطدمت بالأرض في إضفاء كميات إضافية من الذهب إلى سطح الكوكب. ولكن السؤال المحير هو: هل الذهب الموجود على السطح قادم من النواة أم من الفضاء؟
رغم وجود أدلة سابقة تشير إلى تسرب الهيليوم البدائي ونظائر الحديد الثقيلة من نواة الأرض، لم يكن واضحًا حتى الآن ما إذا كانت المعادن الثقيلة الموجودة على السطح مستمدة من النواة أو من الفضاء.
لكن الباحثين أضافوا خطوات جديدة في هذا السياق، حيث أوضحوا أن هناك فروقات دقيقة في نظائر عنصر الروثينيوم، وهو معدن ثقيل ثمين، بين النواة والأرض.
عند تحليل عينات من الصخور البركانية في جزر هاواي، اكتشف الفريق نسبة مرتفعة من نظير "الروثينيوم-100"، والذي يعتقد أنه تسرب من نواة الأرض، مما يقوي نظرية تسرب المعادن. وتعكس النتائج أن جميع العناصر المحبة للحديد التي انجذبت إلى النواة في بداية تكوّن الأرض تتسرب منها الآن، وتشمل: الروثينيوم، والبلاديوم، والروديوم، والبلاتين، والذهب.
تحديات الوصول إلى النواةعلى الرغم من هذا التسرب، يبقى المعدن غير قادر على الوصول إلى السطح بمعدلات كبيرة. إضافة إلى ذلك، يعد حفر 2900 كيلومتر للوصول إلى نواة الأرض مهمة شبه مستحيلة في الوقت الحالي.
اختتم الجيوكيميائي ماتياس فيلبولد من جامعة جوتينجن القصة بالتأكيد على أهمية النتائج، حيث قال: "تُظهر نتائجنا أن نواة الأرض ليست معزولة كما كنا نظن. نحن نؤكد الآن أن كميات ضخمة من الصخور المنصهرة تتشكل عند الحد الفاصل بين النواة والوشاح، وتتصاعد إلى السطح لتشكل جزرًا بركانية مثل هاواي".