صحابة في الظل.. حارس خاتم النبي.. سيدنا معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
سيدنا معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي هو أحد الصحابة الذين لا يحظون بالكثير من الشهرة رغم مكانتهم الكبيرة في تاريخ الإسلام، وكان من المهاجرين الأوائل ومن حلفاء بني عبد شمس، وشارك في العديد من الأحداث الهامة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له دور بارز في بعض المهام المهمة.
مكانته ووظائفه
كان معيقيب بن أبي فاطمة أمينًا على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مهمة عظيمة تدل على ثقة النبي به، كما استعمله سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مهمة "الفيء" أي الأموال التي تُجمع من الغنائم، كما وُلي منصب "بيت المال" في عهد الخليفة الثاني سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
هجرته وتاريخ صحبته
روى معيقيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين فقط، ولكنه كان من الصحابة الذين نقلوا العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأجيال القادمة. من بين من رووا عنه حديثه حفيده إياس بن الحارث بن معيقيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
لقد كان لسيدنا معيقيب هجرة إلى الحبشة، حيث كان من بين الصحابة الذين فروا من الاضطهاد إلى أرض الحبشة في بداية الدعوة، كما يُقال أنه قدم مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى المدينة بعد حادثة مؤتة.
تعامله مع مرض الجذام
من بين أبرز الأحداث في حياة معيقيب بن أبي فاطمة هو ابتلاؤه بمرض الجذام. كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهتم به كثيرا ويبحث له عن علاج، فأرسل إليه الأطباء من كل مكان. جاء إليه رجلان من أهل اليمن وأخبرا عمر أنهما لا يستطيعان علاج الجذام تمامًا، ولكنهما سيوفران له دواء يمكنه أن يوقف تدهور حالته.
وكان العلاج عبارة عن حنظل يضعه الأطباء على قدميه، حتى بدأ معه تحسن ملحوظ، ولم يزداد مرضه بعد ذلك أبدًا. استمر معيقيب في معاناته مع المرض ولكنه ظل متماسكًا، وظل في حالة مستقرة حتى وفاته.
وفاته
عاش معيقيب بن أبي فاطمة حتى خلافة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. يُقال أنه توفي في السنة الأربعين من الهجرة، وقد كانت حياته مثالًا للصبر والإيمان في مواجهة الابتلاءات. ورغم قلة الأحاديث التي وردت عنه، إلا أن سيرته الطيبة ومساهماته في خدمة الدين واهتمام الخليفة عمر بن الخطاب به تظل نموذجًا مشرفًا للصحابة الذين خدموا الإسلام بكل إخلاص.
سيدنا معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي هو مثال للصحابي الذي خدم الإسلام بإخلاص، وعُرف بصدقه وأمانته في أداء المهام التي كلفه بها النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أنه ليس من أكثر الصحابة شهرة، لكنه في نفس الوقت قدم نموذجًا من التضحية والصبر والولاء للإسلام، ما يجعله قدوة للمسلمين في كافة العصور.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة النبی صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه
إقرأ أيضاً:
جوهرة الكون وسيدة الفطرة
الحمد لله العلي الأعلى، الذي قدَّر فهدى، فاصطفى من مخلوقاته وعباده من يشاء، واختصهم بالاجتباء وخصهم بالفضل العظيم والعطاء، فكذلك هو الاصطفاء.. إنها سنة الله التي بها قضى، ولعباده رحمة منه ارتضى، فلا تبديل لها ولا تحويل، وعلينا الطاعة والتسليم والولاء.
فكما فضَّل من ملائكته الروح، ومن الروح جبريل وميكال، وفضَّل سهيل والثريا من النجوم، وفضَّل جبلَ أُحُد على سائر الجبال، واختص مكة وجعلها أُمَّ القرى، والمدينة وجعلها أُمَّ المدائن، واختص الذهب والفضة على سائر المعادن، ومن الأحجار الدُّر والياقوت والمرجان، واصطفى من الحشرات النحلة فأخرج من بطونها ما فيه للناس شفاء وأطيب غذاء.
ولم يكن الإنسان بمنأى عن سُنَّةِ التفضيل والاصطفاء؛ فقد خَصَّ الإنسان بالإجلال والإكرام وأسجد له الملائكة الكرام، فاصطفى من بني آدم الرسلَ والأنبياء، وخاصته من عباده النجباء والأولياء، وأعلام الهدى.
ثم اصطفى من أنبيائه خيرَهم وأشرفَهم وأعظمَهم مقامًا عند الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، صلوات الله عليه وعلى آله الأتقياء.
وتوجّـهوا بمقام خاتم الأنبياء، ثم اصطفى له ابنَ عمه وأخاه عليًّا المرتضى وزيرًا ووارثًا للدين وسيد الأوصياء، ومن بعده ذريته من علي وفاطمة الزهراء، أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، وأورثهم القرآن ليكونوا قادة للأُمَّـة وأعلامًا للهدى.
وكذلك اصطفى للأمم سادةً أصفياء، فقال عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي سيد العرب، وسلمان سيد الفرس، وصهيب سيد الروم، وبلال سيد الحبش».
وفي النساء اصطفى الله سبحانَه وتعالى نماذج للطُّهر والعفاف وزكاء النفس والنقاء والجهاد والإنفاق والبذل والعطاء والصبر على الابتلاء؛ فضرب الله مثلًا للأُم بأُمِّ موسى والسيدة مريم العذراء، وللزوجة بامرأة فرعون وخديجة الكبرى، والأخت بأخت موسى وزينب الحوراء، وللبنت بفاطمة البتول الزهراء بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لتكون صاحبة المقام العظيم، وجوهرة الكون، وسيدة نساء العالمين في الدنيا والآخرة.
إنها بضعةُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهي جزء منه تتأثر بما يتأثر به، فتبكي إذَا بكى، وتفرح إذَا فرح، وتحزن إذَا حزن، وتتألم إذَا تألم، إذَا قام لله قامت، وَإذَا سجد سجدت، وَإذَا أنفق أنفقت، وَإذَا زكى زكت، وَإذَا مات ماتت.
فلما انتقل سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، ما كان لبضعته أن تحيا بدونه، فكانت أولَ مَن يلحقُ به من أهل بيته.
لم يسمِّها رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بأُمِّ أبيها لأنها حلت محل أمه بحنانها وعطفها ومحبتها ورعايتها لأبيها فحسب، بل لأنها مثَّلت الفطرةَ الحقيقية التي فطر الله الإنسان عليها، لم تتأثر بمتغيرات الدنيا، ولم تدنس فطرتها بأهواء ورغبات الدنيا.
ظلت على فطرتها السليمة، لأنها منذ ولدت نشأت في حُضن أمها خديجة الكبرى، وحظيت برعاية وحنان وتربية والدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الإسلام ومنهج القرآن، فطرة الله التي فطر الناس عليها، ولذلك فهي سيدة الفطرة.
وفي ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء واليوم العالمي للمرأة المسلمة، طوبى لمن أسلم وجهَه لله وآمن واتَّقى، وبآيات الله التي في كتابه تتلى سمع وأطاع، وبأمر الله امتثل، ولفضله شكر، ولآياته تذكر فاعتبر، فازداد إيمانًا وتسليمًا، وأطاع ربه ولأوليائه أطاع وامتثل.
فصلوات الله وسلامه عليها في الأولين وفي الآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وعلى أبيها وأمها وبعلها وابنيها، وعلى بضعتها وفلذة كبدها زينب الحوراء.
السلام عليك يا مولاتي كوثر أهل المودة الأتقياء.
السلام عليك يا جوهرة الكون وسيدة الفطرة، يوم ولدت ويوم مماتك ويوم تبعثين حية في موكب العظماء.
فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم.
والحمد لله رب العالمين