شهد الإنتاج الصناعي الألماني تراجعا جديدا في أكتوبر/تشرين الأول مع استمرار معاناة القطاع، بسبب موجة من تسريحات العمال واحتمالات فرض أميركا -مع قدوم الرئيس المنتخب دونالد ترامب– تعريفات جمركية تهدد بتفاقم الأزمة.

ووفقا لوكالة الإحصاءات الألمانية "ديستاتيس"، انخفض الإنتاج بنسبة 1% على أساس شهري، وهو أداء أضعف من التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع بالنسبة نفسها، بحسب استطلاع أجرته وول ستريت جورنال.

تراجع واسع النطاق

وفي أكتوبر/تشرين الأول، قادت الطاقة الانخفاض حيث هبط إنتاجها بنسبة 8.9%، في حين استمر قطاع السيارات، أحد أعمدة الصناعة الألمانية، في التراجع مع انخفاض الإنتاج بنسبة 1.9%.

قطاع السيارات يعاني من تهديدات بتسريحات العمال في شركات عديدة من بينها فولكس فاغن وفورد وبوش (رويترز)

ويعاني قطاع السيارات -الذي يواجه بالفعل ضغوطًا كبيرة- من تهديدات بتسريحات العمال في شركة فولكس فاغن، إلى جانب إعلانات سابقة عن تخفيض الوظائف في شركتي فورد وبوش ومُصنّع قطع السيارات شيفلر.

ويهدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بتعريفات جمركية جديدة، مما يزيد الضغط على القطاع الصناعي الألماني، بحسب الصحيفة.

وفي الوقت ذاته، أدى انهيار الحكومة الائتلافية الألمانية في نوفمبر/تشرين الثاني إلى تعزز حالة عدم اليقين الاقتصادي.

الصناعة في أدنى مستوياتها

ولا يزال الإنتاج الصناعي في ألمانيا أقل بكثير من مستوياته التي كان عليها قبل جائحة كورونا، حيث لم يتعافَ القطاع الصناعي -كثيف استهلاك الطاقة- بعد من ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب وول ستريت جورنال.

كما ساهمت المنافسة الصينية في صناعة السيارات والتباطؤ الاقتصادي بالصين في زيادة التحديات أمام الصادرات الألمانية.

إعلان

وصرح كارستن بريزسكي، رئيس الأبحاث العالمية في "آي إن جي"، لوول ستريت جورنال "لا يزال هناك غياب لأي بوادر لنهاية الركود الصناعي في ألمانيا." وأضاف: "هذه بداية ضعيفة جدا للربع الرابع، مما يزيد من احتمالات حدوث ركود شتوي في ألمانيا".

انهيار الحكومة الائتلافية الألمانية في نوفمبر/تشرين الثاني أدى إلى تعزز حالة عدم اليقين الاقتصادي (رويترز) توقعات قاتمة لعام 2024

ويتوقع أن ينكمش أكبر اقتصاد في أوروبا خلال عام 2024، مع استمرار التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو ككل، بحسب الصحيفة.

ودفع هذا التباطؤ البنك المركزي الأوروبي إلى تسريع خفض أسعار الفائدة منذ الصيف الماضي، ومن المتوقع أن يخفض البنك معدله الرئيسي الأسبوع المقبل، مما قد يمنح الشركات دفعة صغيرة.

على الرغم من ذلك، تبدو التوقعات للقطاع الصناعي الألماني ضعيفة على المدى القصير. فقد انخفضت الطلبات الجديدة في التصنيع بنسبة 1.5%، مع استمرار قطاع السيارات والآلات في كونهما عقبات رئيسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الصناعی الألمانی قطاع السیارات

إقرأ أيضاً:

انخفاض مبيعات غوتشي 25% في الربع الثاني مع استمرار تحديات كيرينغ

أعلنت شركة كيرينغ Kering الفرنسية، المالكة لعلامة غوتشي Gucci، عن نتائج الربع الثاني من العام الحالي والتي جاءت أسوأ من المتوقع.

وأشارت إلى استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي في ظل استمرار المشكلات التي تواجهها مجموعة السلع الفاخرة المتعثرة.

وانخفضت مبيعات دار الأزياء الفاخرة بنسبة 15% على أساس سنوي، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 3.7 مليار يورو (4.27 مليار دولار)، وهي أيضاً أقل من توقعات محللي LSEG البالغة 3.96 مليار يورو.

وتراجعت مبيعات Gucci، التي تُشكل ما يقرب من نصف إجمالي إيرادات المجموعة، بنسبة 25% خلال الربع الثاني لتصل إلى 1.46 مليار يورو.

وأقرّ رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Kering، فرانسوا هنري بينولت، بأن النتائج كانت مخيبة للآمال،لكنه أشار إلى الجهود المبذولة لتصحيح مسار عملاق السلع الفاخرة المتعثر.

وقال بينولت في بيانٍ مُرفقٍ بنتائج الأعمال: "على الرغم من أن الأرقام التي نُعلن عنها لا تزال أقل بكثير من إمكاناتنا،فإننا على يقين من أن جهودنا الشاملة خلال العامين الماضيين أرست أسساً متينة للمراحل التالية من تطور Kering".

وأيضاً قالت الشركة: "في ظل بيئة اقتصادية وجيوسياسية لا تزال غامضة، تُواصل Kering تطبيق استراتيجيتها بهدفتحقيق مسار نمو مُربح على المدى الطويل".

وأوضحت المجموعة، التي تمتلك أيضاً علامتي سان لوران Saint Laurent، وبوتيغا فينيتا Bottega Veneta، أنالخسائر شملت جميع الأسواق، وعلى رأسها منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقال المحلل في شركة Third Bridge، يانمي تانغ، في تعليقاتٍ أُرسلت عبر البريد الإلكتروني قبل إعلان نتائج الأعمال: "تواجه Kering واقعاً صعباً، مع معاناة سوقيها الرئيسيتين للسلع الفاخرة، الصين والولايات المتحدة، من ضغوط"،بحسب CNBC.

وانخفض سعر سهم Kering بنسبة 8% منذ بداية العام الحالي، مع تشكيك المستثمرين في قدرة الشركة على تحسين أدائها بعد عدة أرباع متتالية من المبيعات الضعيفة.

قيادة جديدة قبل نهاية الربع الحالي

وأدى تعيين لوكا دي ميو، الخبير المخضرم في صناعة السيارات، رئيساً تنفيذياً للمجموعة في شهر يونيو، إلى زخم إيجابي، ومن المقرر أن يدخل تعيينه حيز التنفيذ في 15 سبتمبر.

 وقالت رئيسة أبحاث السلع الفاخرة الأوروبية فيBarclays، كارول مادجو، لقناة CNBC الأسبوع الماضي: "يتمتع [دي ميو] بسجل حافل في تحسين أداء الأعمال، وكذلك في بناء العلامات التجارية".

ومع ذلك، يواجه الرئيس التنفيذي الجديد مهمة صعبة، في ظل احتمالات تعرض القطاع لفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 15% على الصادرات إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مخاوف أوسع نطاقاً بشأن إنفاق المستهلكين، لا سيما السوق الصينية الرئيسية.

ويرى محللون أن التحدي الأكبر سيتمثل في إنعاش صورة الشركة وجاذبيتها، بما في ذلك تحت قيادة المدير الفنيالجديد لشركة Gucci، ديمنا غفاساليا، مع الحفاظ في الوقت نفسه على عدم تنفير المستهلكين الحاليين.

وقال المحلل يانمي تانغ: "أصبحت جاذبية المنتجات الآن مشكلة أكبر بالنسبة لشركة Kering من أي تهديد بالرسوم الجمركية". 

وأضاف: "يمكن للعلامات التجارية المرغوبة مثل هيرميس Hermès رفع الأسعار دون الإضرار بالطلب، لكن علاماتتجارية مثل Saint Laurent وGucci لا تتمتع حالياً بهذا المستوى من قوة التسعير.

وقالت كارول مادجو: "أعتقد أن إضفاء لمسة جديدة، لمسة عصرية لم نشهدها من قبل، هو ما قد يجعل Gucci عظيمةمجدداً".

طباعة شارك شركه Gucci السوق الفرنسي الصين الولايات المتحده

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: اعتراض مسيرة في منطقة غلاف غزة
  • انخفاض أرباح الشركات الصينية المملوكة للدولة خلال النصف الأول
  • انخفاض مبيعات غوتشي 25% في الربع الثاني مع استمرار تحديات كيرينغ
  • ستاربكس تعلن تراجع مبيعاتها العالمية
  • انخفاض أسعار الوقود في إسرائيل بدءًا من فجر الجمعة
  • صندوق النقد يرفع توقعاته بـ نمو الاقتصادي العالمي بنسبة 3% في عام 2025 و2026
  • المستشار الألماني: حل الدولتين السبيل لإنهاء الصراع في غزة
  • تراجع الأورو ومؤشر الدولار يواصل مكاسبه
  • هيئة النقل: تأجير السيارات يسجّل أكثر من 1,5 مليون عقد خلال الربع الثاني
  • انخفاض أسعار الذهب عالميًا بعد اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي