د. عبدالله الأشعل **

 

من المُفيد أن نُبدى مُلاحظات أولية على الاتفاق كما تداولته الأطراف.

الملاحظة الأولى: أن الاتفاق يمثل انتصارا لحزب الله على إسرائيل ولكن نتنياهو حاول كعادة الصهاينة أن يظهر بمظهر المُنتصر فقال إنه قبل الاتفاق بعد أن أجهز على حزب الله ويتفرغ الآن لإيران ولحماس.

الملاحظة الثانية: أن الاتفاق عبارة عن مجموعة إملاءات أمريكية على الحكومة اللبنانية أملاً فى أن تتصارع مع "حزب الله" على أساس أن الاتفاق صيغ ووقع مع الحكومة اللبنانية؛ وهي ضمن اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق مع إسرائيل وأمريكا وتم استبعاد حزب الله كطرف فى الاتفاق وكان يجب أن يكون طرفا على أساس أن الصراع العسكرى بين الحزب وإسرائيل ولكن الحكومة اللبنانية هي المسؤولة دوليًا ومحليًا عن حياة سكان لبنان الذين ركزت إسرائيل على إبادتهم حتى يثوروا على الشيعة وحزب الله وإيران لصالح إسرائيل وحتى تحدث حرب أهلية في لبنان.

الملاحظة الثالثة: أن الاتفاق ألزم الحكومة بتنفيذ الاتفاق والقرار 1701 ولكنه لم يلزم إسرائيل بشيء سوى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في لبنان. ونذكر أنَّ حزب الله هو الذي حرر لبنان من إسرائيل دون أن يطلق الجيش طلقة واحدة وهو الذي ألزم إسرائيل حدودها تجاه لبنان وكان السبب في المحافظة على استقلال لبنان.

الملاحظة الرابعة: أن حزب الله له صفتان: عسكرية وهو أنه مقاوم وسياسية من حيث إنه يمثل الشيعة في مجتمع مغرق في الطائفية وهو جزء من التركيبة الطائفية والسياسية والحكم في لبنان. وتريد إسرائيل أن يتخلى عن المقاومة ويحتفظ بالصفتين الطائفية والسياسية، حتى تستقر إسرائيل وتنعم بالحماية الأمريكية والوسط العربي المجاور مع إسرائيل.

الملاحظة الخامسة: أن علاقة حزب الله بإيران مؤكدة وإيران ساهمت فى إنشاء الحزب وتتولى تسليحه، حتى يناهض إسرائيل عدوها الوجودي وحتى يدافع عنها مادام حليفاً لإيران ولكن الحزب فيما اعتقد أنَّه ليس تابعاً لإيران وهو ليس ذراعًا لإيران وتوجهه إيران وتملي عليه.

الملاحظة السادسة: إسرائيل مجموعة من اللصوص الصهاينة وفدوا إلى فلسطين لكي يبيدوا سكان المنطقة العرب بينما المقاومة تدافع عن لبنان نفسها ومن مصلحة كل مواطن لبناني أن يفخر بالمقاومة خاصة وأن لبنان الصغير فى مساحته الأبيّ فى عروبته تحمَّل كثيرًا لمجرد مجاورته لفلسطين الجريحة وإسرائيل تود أن يكون لبنان امتدادا لها، ومقاومته تتعرض للكثير من الضغوط وتأمل إسرائيل فى إبرام اتفاق كما فعلت مع مصر والأردن، علمًا بأن الصهاينة لا يحترمون عهدًا أو اتفاقًا.

الملاحظة السابعة: أن الاتفاق يهدف إلى إخضاع الدولة اللبنانية مقابل توقف أعمال الإبادة الإسرائيلية، والوقيعة بين الجيش وحزب الله وإسرائيل تملك الكثير من الوسائل لعمل ذلك.

الملاحظة الثامنة: إسرائيل تريد الجيش اللبناني أن ينزع سلاح حزب الله وتريد من دول في المنطقة أن تنزع سلاح حماس تأمينًا لإسرائيل الكبرى.

الملاحظة التاسعة: أن الولايات المتحدة هي التي تستخدم إسرائيل لإبادة العرب، ومع ذلك فهي ترأس لجنة ضمان التنفيذ وهي التي تمد إسرائيل بالسلاح وتخطط لها جرائمها وهي التي تقف بكل قواها لحماية إسرائيل من عقوبات المجتمع الدولي واستخدمت واشنطن  الفيتو مرارا لصالح إسرائيل واستمرار الإبادة وهي التي أعاقت ولا تزال تعيق وقف إطلاق النار في غزة؛ فواشنطن لا تصلح وسيطًا ولا تصلح لأي دور وهي متهمة مع إسرائيل وبايدن مجرم حرب قبل نتنياهو.

الملاحظة العاشرة: انتهت إسرائيل وواشنطن من مرحلة الإبادة في لبنان وبدأت بالاتفاق المؤامرة على كل لبنان، ثم تربصت إسرائيل بالعائدين، فأرهبتهم وقتلت عددًا منهم وهي بكامل قوتها. وإذا أصرت إسرائيل علي نزع سلاح المقاومة فالأولى نزع سلاح المُعتدي وليس المدافع من الناحية القانونية.

الملاحظة الحادية عشرة: عجزت إسرائيل عن القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان، كما ظنت إسرائيل أنها قضت على نظرية وحدة الساحات، وأشاعت أن حزب الله ضحى بالساحات الأخرى ضد إسرائيل.

والرد على ذلك هو أن أننى أشك أن إسرائيل قضت على وحدة الساحات وقد ترك الأمين العام لحزب الله الباب مفتوحًا لاستمرار التضامن مع فلسطين ولكن بوسائل مرنة.

وأخيرًا.. أنهت إسرائيل مرحلة الحرب التي أنهكت جيشها واقتصادها ولطخت سمعتها وعرضتها للإحراج وهو نصر لحزب الله وبدأت إسرائيل بالاتفاق مرحلة تفجير لبنان ونجاح المؤامرة أو فشلها تتوقف إلى حد  كبير على عقلانية كل الأطراف اللبنانية.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لبنان.. إسرائيل منعت تفتيش مبنى بضاحية بيروت قبل قصفه

قال مسؤول عسكري لبناني، الجمعة، إن إسرائيل حالت دون قيام الجيش بتفتيش موقع في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل قصفه ليل الخميس.

وشنّت إسرائيل غارات على الضاحية الجنوبية التي تعد معقلا لحزب الله، للمرة الرابعة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين حيّز التنفيذ أواخر نوفمبر، بعد نزاع امتد لأكثر من عام على خلفية الحرب في غزة.

وأكّد الجيش الإسرائيلي ضرب أهداف تابعة لـ"الوحدة الجوية" في حزب الله خصوصا منشآت لإنتاج الطائرات المسيّرة، بعدما أصدر المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي إنذارا بإخلاء محيط مبان في الضاحية تمهيدا لقصفها.

ونقلت وكالة فرانس برس عن المسؤول العسكري اللبناني قوله: "أرسل الإسرائيليون خلال النهار رسالة مفادها أن هناك هدفا في الضاحية الجنوبية لبيروت يستفسرون عنه (للاشتباه) بأنه قد يحتوي أسلحة".

وأضاف: "استطلع الجيش اللبناني المكان الذي كان مشروع أبنية مدمرة، ورد الجيش عبر الميكانيزم (آلية وقف إطلاق النار ولجنة الإشراف على تطبيقه) بأن المكان لا يحتوي على شيء".

وفي حين أشار إلى أن الإسرائيليين لم يبعثوا بأي رسالة عبر لجنة الإشراف بشأن المواقع التي يعتزمون استهدافها خلال الليل، أوضح: "عندما انتشر بيان أفيخاي أدرعي، حاول الجيش (اللبناني) أن يتجه إلى أول موقع أشار إليه لكن ضربات إسرائيلية تحذيرية حالت دون أن يكمل الجيش اللبناني مهمته".

وتضم اللجنة لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، وتتولى مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الساري بين إسرائيل وحزب الله منذ أواخر نوفمبر.

وحذر الجيش اللبناني في بيان، الجمعة، من أن "إمعان العدو الإسرائيلي في خرق الاتفاقية ورفضه التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، ما هو إلا إضعاف لدور اللجنة والجيش، ومن شأنه أن يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية".

مقالات مشابهة

  • في عدوان إسرائيلي جديد : دمار واسع في ضاحية بيروت... وإسرائيل تهدد بضربات جديدة
  • لبنان.. إسرائيل منعت تفتيش مبنى بضاحية بيروت قبل قصفه
  • إسرائيل تهدد بيروت: لا هدوء في لبنان ما لم يُنزع سلاح حزب الله
  • إسرائيل تحدد "شرطا" لوقف الهجمات على لبنان
  • حروب الرهانات اللبنانية... مفتوحة!
  • رئيس الحكومة اللبنانية: نواصل الإصلاح وإعادة الإعمار رغم التحديات
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • تصعيد خطير في لبنان.. إسرائيل تقصف عمق الضاحية الجنوبية لبيروت
  • رسالة عراقجي اللبنانية: السلاح شأن داخلي ولا علاقة لنا به
  • هذه مقررات اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية