بوابة الوفد:
2025-06-01@07:40:57 GMT

احذر هذا الفعل وإياك أن تقع فيه.. فالعواقب صعبة

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

الغفلة هي حالة من الانشغال عن الحقائق الكبرى للحياة والانغماس في أمور الدنيا على حساب القيم الروحية والأخلاقية.

 

إنها داء خفي يتسلل إلى القلوب، فيُبعد الإنسان عن ذكر الله وتذكر الآخرة، ويجعله يعيش حياة فارغة من المعنى الحقيقي.

معنى الغفلة:


الغفلة تعني الإعراض عن الحقيقة وعدم الانتباه إلى الغاية التي خُلق الإنسان من أجلها.

وهي ليست مجرد نسيان لحظي، بل هي حالة مستمرة من الإهمال وعدم الاكتراث بما هو أهم. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ" [الأنبياء: 1]، مشيرًا إلى خطورة الانشغال بالدنيا والغفلة عن الحساب والآخرة.

أسباب الغفلة:
تتنوع أسباب الغفلة بين النفسية والاجتماعية والروحية، ومنها:

1. الانشغال بالدنيا: حيث يطغى السعي وراء المال والشهرة والنجاح على التفكر في الغاية من الحياة.


2. اتباع الشهوات: يجعل الإنسان أسيرًا لرغباته، فينسى حقوق الله وواجباته.


3. رفقة السوء: قد تدفع الإنسان إلى التهاون في أمور الدين والابتعاد عن القيم.


4. قلة ذكر الله: يؤدي الابتعاد عن العبادات والذكر إلى قسوة القلب وابتعاده عن الحق.

 

علامات الغفلة:
من أبرز علامات الغفلة:

الانشغال الزائد بالماديات دون اهتمام بالقيم الروحية.

ضعف الإحساس بالذنوب وعدم الندم عليها.

قسوة القلب وعدم التأثر بالقرآن أو المواعظ.

ضياع الوقت في أمور تافهة دون فائدة.


آثار الغفلة:


الغفلة تترك آثارًا سلبية على حياة الفرد والمجتمع، منها:

1. فقدان الهدف: يعيش الإنسان بلا غاية واضحة، فيشعر بالفراغ والضياع.


2. فساد القلب: تصبح القلوب قاسية وغير قابلة للتأثر بالمواعظ.


3. انتشار الفساد: تضعف القيم الأخلاقية والدينية، مما يؤدي إلى انتشار الظلم والانحراف.


4. الندم في الآخرة: حيث يندم الإنسان على تفريطه في الدنيا بعد فوات الأوان.

 

علاج الغفلة:
يمكن مواجهة الغفلة والتغلب عليها من خلال خطوات عملية:

1. ذكر الله: الحرص على الأذكار اليومية وتلاوة القرآن ينعش القلب ويعيده إلى الطريق الصحيح.


2. التفكر في الآخرة: استحضار مشهد الحساب والجنة والنار يساعد على تصحيح المسار.


3. مصاحبة الصالحين: لأنهم يذكرونك بالله ويعينونك على الطاعات.


4. العبادات المنتظمة: الصلاة والصيام والصدقة تُبقي الإنسان قريبًا من ربه.


الغفلة هي عدو خفي يجب أن نحذر منه جميعًا. إنها تسلبنا المعنى الحقيقي للحياة وتبعدنا عن طريق الحق. يقول الله تعالى: "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ" [الذاريات: 55]، فالتذكير والإصرار على العودة إلى الله هما السبيل للخروج من دائرة الغفلة وإعادة التوازن لحياتنا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غفلة الله والديني الاخلاقيه الفرد والمجتمع خطوات عملية الاهمال الأخلاق اليوم القران الكريم الحياة الانغماس

إقرأ أيضاً:

لِمَ نخاصم التفكير الاستراتيجي؟

التفكير أساس المخلوق الآدمي:

الآدمي مكرم ومخلوق كنموذج مفكر عاقل، نجاحه في مسيرة الحياة هو نجاح منظومته العقلية وليس أي شيء آخر، فليس هو ناجح إن أشبع غريزته كحب السيادة والتملك والنوع ما لم يك بطريق صائبة، وليس هو ناجح إن وفر أسباب الرفاهية، بل النجاح هو في رضا الله من خلال تحقيق فاعلية المنظومة الإصلاحية أو في مسار الحياة، فحسن التفكير وسلامته هو معيار للمنظومة العقلية ودليل عليها ولها.

التفكير الاستراتيجي والتاريخ:

في الحديث عن التفكير الاستراتيجي لا نتحدث عن استراتيجية الحروب، فالحرب لها معاملها في الإدارة للمعارك والتحضير لها، ويمكن أن تنجح فتنتصر أو تخسر فلا استخلاص منها بشكل مباشر وإنما يرتبط مع عدة معاملات لتقيَّم، إننا نتحدث عن أمر أعم من استراتيجية الجيوش، نتحدث عن تفكير محكم شامل، وفي التاريخ والحاضر أمثلة نستلّ منها ما يفيد كعبرة ونموذج.

هنالك حسم في تقديم أولوية التفكير، وتأخير الأساليب العنيفة، وهذا يعني ضبط رد الفعل والتوجه لتقوية الأدوات
في التفكير الاستراتيجي هنالك حسم في تقديم أولوية التفكير، وتأخير الأساليب العنيفة، وهذا يعني ضبط رد الفعل والتوجه لتقوية الأدوات، ليس إلغاء خيار العنف أو الحرب نهائيا بل وضعه في التخطيط وليس رد الفعل، في الوسائل إلى الغايات وليس في الشعارات.

أمثلة على أثر التفكير الاستراتيجي في السياسة:

سأذكر هنا عدة أمثال من التاريخ وليس الغاية تقييمها وإنما اخذ العبرة منها:

1- ما بعد معركة الزلاقة لم يخطط بشكل جيد للحفاظ على وحدة الأندلس، فتعاظمت مع الضعف التباينات والتمزق إلى أن فُقدت الأندلس بمساعدة الطامعين والطامحين.

2- ضعف الإدارة وإعداد القادة العباسيين جعلهم يرضون بحكم شكلي للأطراف وترك تلك البلاد تواجه لوحدها هزة عنيفة مثل المغول، بدل أن تصرف الأموال لتمكينهم من الإدارة المباشرة بحيث يتحسسوا الخطر المغولي ويضعوا له الخطط للقضاء عليه.

3- دخول العراق للكويت، ومقابلة إيران، هذا ليس تفكيرا استراتيجيا من الحكومات الثلاث، فالخسائر كبيرة وهم ليسوا وحدهم في العالم أو يملكون القرار النهائي، لهذا كانت الحروب تدار لتستنزف المنطقة، وليست واقعة ضمن التفكر الاستراتيجي وإنما تم الاكتفاء باستراتيجيات الحروب.
4- أسلوب الكويت نفسها في قبول التوسع دون إرادة دولة جارة أكبر لم تستقر لأحد، في تصور أن التوسع سيكون تحصيل حاصل واستثمار المنطقة وحرمانها من منفذها البحري، هذا ليس تفكيرا استراتيجيا، وكان بالإمكان اتباع أساليب أخرى وتحصيل نتائج متوازنة للبلدين، لأننا سنخلق مشكلة تعبر إلى الأجيال فهنالك وثائق وهنالك محاكم وكان لا بد اعتماد الوثائق.

5- ما يجري الآن في غزة من إبادة جماعية وجرائم حرب سيكون له بعده من أحداث تاريخية، تنفيذ رغبات عقلية عدمية لا تحترم الإنسانية ولا تعتبر أن الإنسان في فلسطين بشر وأن هناك من يقاتل دفاعا عن أرضه وحريته، ليُقترح تهجيره وتسكين المهاجر، هذا ليس تفكيرا استراتيجيا.

6- خلق الكيان الصهيوني محيطا تتضاعف فيه الكراهية اعتمادا على الظرفية من الحماية من الدول الكبرى، ويسبب مشاكل للمنطقة لكي يثبت أنه قادر على حماية مصالح الغرب ويكون قاعدة متقدمة له، هذا تكتيك ظرفي وليس تفكيرا استراتيجيا.

أمثلة على التفكير الاستراتيجي المفقود في الدولة:
التفكير الاستراتيجي يلغي رد الفعل أو السلوك غير المدروس دون استقراء الواقع ثم التخطيط المحكم لحل بتتابع الخطوات، فردّ الفعل من هذا النوع أو الإهمال للحوادث وآثارها وتركها دون الانتباه للشقوق وترميمها؛ قد يوقع الفرد أو الأمة في أسوأ حال
- في ديمومة النظم: أغلب الدول في عالمنا العربي تقيم أنظمتها على إخضاع الجماهير وغياب الشفافية معها، وترتكز على تثبيتها بدعم وهمي من الخارج الذي لا يعمل إلا على قدر مصالحه، لذا فكلفة البقاء غير المضمون هذا عالية، وهذا ليس تفكيرا استراتيجيا.

- في العراق مثلا تواجه النخبة والحكومة مشكلة المياه بلا منطق أو واقعية، حيث تعتمد روتين أساليب قديمة كانت تفيد حينها ومتاحة، أما اليوم فمواجهة هذا باستثمار النفط لبناء مشاريع مياه ضخمة وإبداع أساليب في نقل تدوير المياه ومعالجتها، وإقامة مشاريع ونظم إدارية عابرة للحدود السياسية، فالبقاء بالكلام عن حصص وغيرها ليس تفكيرا استراتيجيا.

- الدولة منظومة إدارية تنمّيها المهارات وليست روتينية تنجز المعاملات، أو تترك الحبل على الغارب فيتوسع الإهمال يوظف ليكون بيئة للفساد، فالتفكير الاستراتيجي أن تكون هنالك منظومة إعداد وتطوير وتفكير بمشاريع واستثمار الموارد الطبيعية وتحويلها إلى موارد مالية أخرى وصناعات تستوعب النمو السكاني.

خاتمة الكلام:

إن التفكير الاستراتيجي يلغي رد الفعل أو السلوك غير المدروس دون استقراء الواقع ثم التخطيط المحكم لحل بتتابع الخطوات، فردّ الفعل من هذا النوع أو الإهمال للحوادث وآثارها وتركها دون الانتباه للشقوق وترميمها؛ قد يوقع الفرد أو الأمة في أسوأ حال، وكلما تطورت وسائل الاتصالات والمواصلات وامتدت المصالح يصبح من يقرر بانفعال الحدث ولا يخطط ضحية سهلة لمن يخطط ويعمل ويستقرئ ويستشرف الأحداث والحاجات التي ينبغي تطوير صناعتها أو ما يمكن ابتكاره.

أحد أطر التعريف أن التفكير الاستراتيجي هو استخدام المنظومة العقلية في إيجاد البدائل بعد استيعاب الصدمة والتخطيط المحكم لأمور إبداعية ليست معروفة سابقا، أو معروفة لكنها لا تستخدم في بلد ما.

مقالات مشابهة

  • نصائح تساعدك على الخشوع في الصلاة.. الإفتاء توضحها
  • نائب رئيس قومي حقوق الإنسان: نثمن دور الفن في دعم القيم الإنسانية
  • السعودية تحذر الحجاج من الخروج من الخيام بسبب الحرارة
  • الحج والعمرة تصدر تنبيهات هامة لحجاج بيت الله الحرام
  • السعودية تصدر تنبيهات هامة لحجاج بيت الله الحرام
  • مستحبات العشر الأوائل من ذي الحجة.. احذر ترك الأضحية بهذه الحالة
  • فتح الله: مباراة فاركو بروفة لنهائي الكأس..والجماهير سلاح الزمالك أمام بيراميدز
  • 5 أفعال في عشر ذي الحجة عقوبتها مغلظة.. احذر غضب الله
  • لِمَ نخاصم التفكير الاستراتيجي؟
  • الحزن الذي يحرق شرايين القلوب!