مسؤول روسي عن منح حق اللجوء للأسد: موسكو لا تخون أصدقاءها
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
علق المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة ميخائيل أوليانوف، الأحد، عن منح موسكو "حق اللجوء الإنساني" للرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته، بأن "روسيا لا تخون أصدقاءها في المواقف الصعبة".
وكان مصدر بالكرملين الروسي قد أفاد لوكالة "ريا نوفوستي" الرسمية" بأن "بشار الأسد وأفراد عائلته وصلوا موسكو وتم منحهم اللجوء لدواع إنسانية".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان، الأحد، إن بشار الأسد ترك منصبه وغادر البلاد بعد أن أصدر أوامره بتسليم السلطة سلمياً.
ولم تذكر الوزارة في البيان مكان الأسد حالياً ،وأضافت أن روسيا لم تشارك في المحادثات بشأن رحيله.
وفي وقت سابق الأحد، قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي إن سقوط الأسد يثير "العديد من الأسئلة".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوليانسكي قوله: "نحن في نيويورك نتابع الوضع عن كثب والجميع، وليس نحن فقط، لديه العديد من الأسئلة عما يحدث وما حدث".
وأضاف: "سنستوضحها في الأيام المقبلة ونتعامل بوضوح مع الوضع، جنباً إلى جنب مع وجود الأمم المتحدة هناك".
وطلبت روسيا إجراء مشاورات طارئة مع مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا. وقال دميتري بوليانسكي إن مشاورات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، بناء على طلب روسيا، قد تجرى في التاسع من ديسمبر.
وأضاف على تليجرام: "فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في سوريا، والتي لم يتم بعد فهم عمقها وعواقبها على هذا البلد والمنطقة بأكملها، طلبت روسيا إجراء مشاورات مغلقة عاجلة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وعلى وجه الخصوص، من المهم أن نفهم ما هو".
وتابع: "يحدث ذلك في ظل الظروف الجديدة المحيطة بقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل (أوندوف)، ونتوقع أن تجرى المشاورات بعد ظهر يوم الاثنين 9 ديسمبر بتوقيت نيويورك".
وظهرت تساؤلات بعد إعلان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد فصائل المعارضة المسلحة، بشأن مكان وجوده: "أين ذهب الأسد؟ بعد أن راجت أنباء على أنه غادر البلاد.
وظهرت خلال الساعات الماضية، العديد من التكهنات بشأن مصير الرئيس السوري الذي استمر حكمه 24 عاماً، فالبعض تحدَّث عن أنه لا يزال متواجداً داخل البلاد، فيما أشار آخرون إلى أنه غادرها إلى وجهة "غير معلومة".
ولم يتحدث الأسد علناً منذ التقدم المفاجئ الذي أحرزته فصائل المعارضة المسلحة قبل أسبوع عندما سيطرت فصائل المعارضة المسلحة على حلب بالشمال في هجوم مباغت، قبل السيطرة على عدد من المدن وسط انهيار خطوط المواجهة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا روسيا موسكو بوتين الأسد المزيد المزيد الأمم المتحدة بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
الرئيس العليمي يحذر من موسكو من خطر التمدد الإيراني ويصحح سرديات مغلوطة بشأن الحوثيين
حذر الرئيس اليمني من أن التمدد الإيراني لا يهدد اليمن وحده، بل يخلّ بالتوازن في كامل منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
وانتقد الرئيس في جلسة حوارية نظمها معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، غياب الفهم الدقيق لطبيعة الأوضاع في اليمن، و شيوع سرديات مضللة داخل بعض الدوائر الدولية، ومن بينها للأسف بعض مراكز التفكير وصناعة القرار التي لا تزال تنظر إلى الحالة اليمنية بعدسة ضبابية، أو تراها جزءا من صراع جيوسياسي يمكن احتواؤه بتنازلات شكلية.
وذكر أن من بين هذه السرديات المغلوطة، الادعاء بأن جماعة الحوثي تمثل “جماعة مظلومة” يمكن استيعابها عبر تسوية سياسية.
واستدرك قائلا: لكن الحقيقة أن ما نواجهه هو تنظيم عقائدي مسلح، يستمد مشروعيته من فكرة "الحق الإلهي"، ويرفض الاعتراف بأي صيغة للدولة المدنية، أو المواطنة المتساوية.
واعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن الأخطر من ذلك، هو تصنيف الحوثيين كـ"تهديد عابر" ارتبط بتداعيات الحرب في غزة.وأكد بان هذا تصور خاطئ ومضلل.
وأوضح أن المليشيات الحوثية ليست تهديداً مؤقتاً، بل خطر دائم وبنيوي على اليمن، والمنطقة، والممرات الملاحية الدولية.
ولفت الرئيس إلى أن اختطاف السفن، وزراعة الألغام البحرية، والقرصنة في البحر الأحمر لم تبدأ في 2024، بل كانت منهجاً حوثياً متكرراً منذ سنوات، حتى في ذروة الهدن والمفاوضات.
وأكد أن الحوثيين لا يختلفون في سلوكهم الإجرامي عن التنظيمات، أو الجماعات التي تدينها موسكو نفسها، بما في ذلك استهداف المطارات والموانئ، وتفخيخ المساجد والمدارس والمستشفيات، وازدراء عمل النساء، وتجنيد الأطفال، وتحويل البنية المدنية إلى أهداف عسكرية.
وأضاف "رغم كل ذلك، يتلقى الحوثيون حوافز وتنازلات من بعض الأطراف الدولية، بينما تُتهم الحكومة الشرعية التي تمثل الإطار الدستوري للدولة، بالضعف أو الانقسام، في تجاهل تام لحقيقة أنها تسيطر فعلياً على نحو 70% من الجغرافيا اليمنية، وتضم تحت مظلتها كافة التيارات الوطنية.
وقال إن المطلوب اليوم هو استعادة منطق الدولة في مقابل مزاعم الولاية والاصطفاء الالهي، والانتصار للمؤسسات الشرعية في مواجهة الجماعات اللاشرعية، وهو المبدأ ذاته الذي لطالما تبنته روسيا في حربها ضد الإرهاب في أماكن عدة من العالم.
وجدد رئيس مجلس القيادة التأكيد على موقف اليمن الواضح إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ومع ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، معربا عن رفضه لأن يستخدم هذا الموقف لتبرير سلوك إيران في منطقتنا، أو تمرير أجندتها عبر وكلائها، كما هو الحال في اليمن.
وأشار إلى أن ما يبعث على القلق أيضا هو العلاقة الوثيقة بين جماعة الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الاجرامية، التي تتقاسم مع الجماعة المفاهيم، و المنفعة، والتعاون اللوجستي، بما يشير إلى إعادة تشكّل منظومات الإرهاب العابرة للحدود.
وأكد الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أهمية منح العلاقات اليمنية الروسية العريقة حقها من الدراسة، والتحليل، والإنصاف.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي " أن العلاقات بين اليمن وروسيا ليست عابرة أو طارئة، بل هي واحدة من أقدم العلاقات التي أقامتها دولة عربية مع الاتحاد السوفيتي، وواحدة من أصدقها وأعمقها أثراً في وجدان اليمنيين.
وأوضح أن اليمن كانت من أوائل الدول العربية التي فتحت نافذتها على موسكو في عشرينيات القرن الماضي، حين أبحرت أول سفينة سوفييتية إلى الحديدة محملة بالمواد الأساسية.
أضاف"منذ تلك اللحظة، لم تكن العلاقة مجرد تبادل تجاري، بل كانت شراكة، وتضامن تاريخي، وجسر علمي وثقافي امتد عبر العقود.
وأشار إلى أنه حين أسقط اليمن الإمامة بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، كانت موسكو أول من اعترف بالجمهورية الوليدة، وعندما نال جنوب اليمن استقلاله، كان الاتحاد السوفيتي حاضراً منذ اللحظة الأولى داعما لبناء الدولة ومدنيتها.
وتحدث الرئيس عن دور روسيا في تأسيس منشآت البنية التحتية اليمنية: من الموانىء إلى مصانع الاسمنت، إلى الجامعات والمعاهد التي تخرّج منها عشرات ألآف اليمنيين، الذين ما زالوا حتى اليوم يحملون في وجدانهم ذكرى موسكو، ويحفظون كلماتها.
وأضاف "و كما كانت روسيا حليفا في لحظة البناء، فإننا على ثقة بأنها ستكون شريكا في لحظة الصمود والتعافي".
وتابع "نحن نواجه مشروعاً طائفيا ثيوقراطيا لا يعترف بالدولة ولا بالقانون، ويتبنى أفكار الولاية والحق الإلهي في حكم البشر، وهي ذات الأفكار التي لطالما وقفت روسيا ضدها في ساحات متعددة دفاعاً عن الدولة المدنية".
حضر الجلسة الحوارية، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني، ومستشارو رئيس مجلس القيادة الرئاسي للدفاع والأمن الفريق محمود الصبيحي، والتنمية والإعمار المهندس عمر العمودي، والشؤون الثقافية مروان دماج، وسفير اليمن لدى روسيا الاتحادية أحمد سالم الوحيشي، ومدير مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن صالح المقالح.