8 ديسمبر 2024، يوم مشهود سيظل محفوراً في ذاكرة العالم، وبالأخص الشعب السوري، ذلك اليوم الذي شهد “ليلة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد”، ومن مفارقات القدر أن تحل اليوم، الأحد 8 ديسمبر، الذكرى الـ 56 لميلاد "ماهر الأسد" شقيق الرئيس السوري بشار الأسد والإبن الأصغر للرئيس الراحل حافظ الأسد.

عليها.

مصير ماهر الأسد 

وفي الوقت الذى تأكدت فيه أنباء مغادرة بشار الأسد، سوريا، تتضارب الأنباء حول مصير شقيقه ماهر، أكثر الشخصيات تأثيراً وإثارة للجدل في النظام السوري.

وأفادت تقارير إعلامية، بأن ماهر الأسد، غادر سوريا برفقة عائلة بشار الأسد إلى روسيا قبل أسبوع من سقوط النظام، في خطوة اعتُبرت استعدادًا لمرحلة انهيار باتت متوقعة، بينما ترددت أنباء بأنه رفض مغادرة البلاد والتنحي عن السلطة، وأنه يتواجد حاليًا في مسقط رأسه بمدينة القرداحة، الواقعة في ريف الساحل السوري، والتي تُعتبر المعقل الأساسي لعائلة الأسد.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، في تصريحات متلفزة، إن ماهر الأسد كان لا يزال يحاول التمسك بالسلطة حتى اللحظات الأخيرة، وحاول عرقلة تقدم قوات المعارضة.

كما كشف عبد الرحمن عن أن بشار الأسد كان يتفاوض على مغادرة البلاد مساء السبت، حيث كانت طائرة في مطار دمشق الدولي جاهزة لنقله، بينما أبدى ماهر الأسد رفضه لفكرة التنحي أو مغادرة سوريا.

رسائل رئيس الوزراء السوري 

على صعيد آخر، قال رئيس الحكومة السورية الدكتور محمد غازى الجلالي، إنّه مستعد للتعاون مع الجميع وأى حكومة يختارها الشعب السوري.

وأضاف "غازي" خلال كلمته المُسجلة، اليوم الأحد، أن "أى قيادة يختارها السوريون سنتعاون معها؛ حرصًا على المرافق العامة للبلاد ونمد أيدينا للجميع من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة ومرافقها".

وأهاب "غازي" بجميع المواطنين السوريين بعدم المساس بالأملاك العامة للدولة؛ لأنها تعتبر أملاكًا للشعب السورى العظيم.

ونفى رئيس الحكومة السورية مغادرته للبلاد، ولن يكون ذلك إلّا بصورة سلمية من أجل ضمان عمل المؤسسات ومرافق الدولة العامة ونشر الأمان بين المواطنين.

من هو ماهر الأسد "اليد اليمنى لـ بشار"؟

ماهر الأسد يُعرف بـ"اليد اليمنى" لشقيقة بشار، وأحد أقرب مستشاريه، وهو القائد السابق للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في الجيش السوري، وعضو اللجنة المركزية للفرع الإقليمي السوري لحزب البعث.

ماهر الأسد، متزوج من سيدة سنية من خارج الطائفة العلوية تُدعى "منال توفيق جدعان" وهي من مدينة دير الزور ولديهما ابنتان وابن.

وُلد ماهر الأسد في 8 ديسمبر 1967، وكان يبلغ من العمر عامين عندما أصبح والده رئيسًا لسوريا، تلقى تعليمه في سوريا، ودرس في أكاديمية الحرية ثم درس إدارة الأعمال في جامعة دمشق، وإلتحق بالجيش بعد تخرجه من الجامعة مثل شقيقه الأكبر باسل الأسد.

بعد وفاة شقيقة باسل عام 1994، كان من المرجح أن يكون ماهر، خليفة مُحتمل لوالد حافظ الأسد، لكنه اختار بشار الذي كان يدرس طب العيون في لندن رغم افتقاره للخبرة العسكرية آنذاك، ورجحت تقارير إعلامية ذلك وقتها بأن طباع ماهر الحادة أثرت في القرار لصالح بشار.

وتولى ماهر قيادة لواء في الحرس الجمهوري، وبدأ باكتساب مزيد من الخبرات العسكرية وبناء علاقات شخصية مع ضباطه، وبعد وفاة والده عام 2000، انتخب لعضوية اللجنة المركزية للفرع الإقليمي لحزب البعث في سوريا، ثم تمت ترقيته من رتبة رائد إلى مقدم، ثم أصبح بعد ذلك قائدا للحرس الجمهوري، وهي وحدة قوية قوامها 10 آلاف جندي، كما أصبح قائدا للواء 42 في الفرقة الرابعة التي تعد بديلا لـ"سرايا الدفاع" التي قادها رفعت الأسد، وكان لها دور بارز في أحداث حماة عام 1982.
وبعد أحدث سوريا 2011، فُرضت على ماهر الأسد  عقوبات أمريكية وأوروبية بتهمة تورطه في جرائم حرب، كما اتهمه البعض برعاية شبكة لإنتاج وتهريب مخدرات الكبتاغون.

كما أصدرت جامعة الدول العربية قائمة بأسماء 19 مسؤولا سوريا جمدت أصولهم ومنعتهم من السفر، ومن بينهم ماهر الأسد وابن عمه رامي مخلوف، إضافة إلى شخصيات عسكرية واستخباراتية.

وتمت ترقية ماهر الأسد إلى لواء عام 2017، واستلم قيادة الفرقة الرابعة بأكملها عام 2018 بعد أن ضم إلى صفوفها مليشيات لواء الإمام الحسين (وهي من كبرى الحركات المسلحة التي أسسها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا عام 2016).

وفي 15 نوفمبر 2023، أصدرت فرنسا مذكرة اعتقال بحق ماهر الأسد متهمةً إياه بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وتتعلق التهم بهجمات بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما ومنطقة الغوطة الشرقية في أغسطس 2013، أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد الشعب السوري ماهر الأسد أحداث سوريا سقوط بشار الأسد المزيد المزيد ماهر الأسد بشار الأسد رئیس ا

إقرأ أيضاً:

باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل

أنقرة (زمان التركية) – سيلتقي المسؤولون السوريون والإسرائيليون في العاصمة الأذربيجانية، باكو، لبحث الوضع الأمني في جنوب سوريا.

وأفاد مصدر دبلوماسي في حديثه مع وكالة الأنباء الفرنسية أن اجتماع الوزراء السوريين والإسرائيليين سيُعقد اليوم الخميس.

ويأتي اجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي، رون ديرمر، بعد اجتماع مشابه عُقد في باريس الأسبوع الماضي.

وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الموضوع أن اللقاء سيتم عقب زيارة الشيباني إلى موسكو يوم الخميس.

تُعد زيارة الشيباني إلى موسكو أول اتصال مباشر للإدارة السورية الجديدة مع روسيا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وكانت روسا أحد أبرز الداعمين لنظام الأسد.

ومن الناحية العملية، تُعد إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ عام 1948.

وسيركز اجتماع باكو على الوضع الأمني في جنوب سوريا. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن أجتماع باريس شهد بحث التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في جنوب سوريا.

وجاء اللقاء الأخير بين سوريا وإسرائيل عقب المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا.

وفي بداية المواجهات، اشتبكت العشائر البدوية السنية مع الميليشيات الدرزية، غير أنه خلال فترة قصيرة تدخلت قوات النظام السوري وإسرائيل في الأحداث وزعمت الأخيرة أنها ترغب في حماية الدروز.

وشنت إسرائيل آنذاك غارات جوية على مقرات الجيش في دمشق وبالقرب من القصر الرئاسي.

وأعلنت الولايات المتحدة الداعمة للطرفين وقف إطلاق نار ليلة الثامن عشر من يوليو/ تموز.

وكان المسؤولون السوريون والإسرائيليون اجتمعوا في 12 يوليو/ تموز في باكو قبيل اندلاع الأحداث العنيفة في السويداء.

القواعد الروسية

تحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ عام 1967 وضمت المنطقة في عام 1981 عبر حملة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وبعد عام من حرب 1973، تم توقيع اتفاقية انفصال تؤسس منطقة عازلة بحماية الأمم المتحدة بين سوريا وهضاب الجولان المحتلة.

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، يتمركز الجنود الإسرائيليون في المنطقة العازلة ويشنون مئات الهجمات في سوريا.

وأقرت الإدارة السورية بعقد مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل لخفض التوترات.

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الشيباني سيتوجه الخميس إلى روسيا وسيجتمع بالمسؤولين الروس لبحث عدد من القضايا من بينها القواعد الروسية داخل سوريا والتباحث بشأن شروط استمرار وجود القواعد وحقوق إدارتها.

وترغب موسكو في الحفاظ على القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة “حميميم” الجوية الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية.

وتعرضت موسكو لانتقادات عنيفة لدعمها نظام الأسد عسكريا في الحرب الأهلية في سوريا عام 2015 بشنها الكثير من الغارات الجوية على المناطق الخاصة لسيطرة المعارضة متسببة في مقتل الآلاف من المدنيين.

وبعد الإطاحة بنظام الأسد، لم تقطع الإدارة السورية الجديدة علاقاتها مع روسيا والتقى نائب وزير الخارجية الروسية آنذاك، ميخائيل بوغدانوف،  بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في يناير/ كانون الثاني الماضي في دمشق.

هذا وأوضح المصدر الدبلوماسي أنه من المخطط بحث دعم التعاون الثنائي وإعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية والأمنية والخطوات المتعلقة بالأمن الداخلي والمقاتلين الأجانب خلال زيارة الشيباني إلى موسكو.

Tags: أسعيد الشيبانيالتطورات في سورياالسويداءالعلاقات السورية الروسيةالغارات الاسرائيلية على سورياالمباحثات الروسية الإسرائيليةزيارة الشيباني إلى روسيا

مقالات مشابهة

  • حبشي: غرفة عمليات مركزية بمقر الخارجية لمتابعة سير انتخابات الشيوخ بالخارج لحظة بلحظة
  • تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
  • لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية
  • سعر الدولار الآن مقابل الجنيه.. قائمة كاملة بأسعار البنوك لحظة بلحظة
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك ما نعرفه
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد
  • وزير الخارجية السوري يترأس وفداً إلى موسكو