لبنان ٢٤:
2025-06-17@03:24:29 GMT

سقوط الأسد يُغيّر لبنان... هل يعيد حزب اللهتموضعه؟

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

كتبت سابين عويس في" النهار": لبنان ينظر بقلق إلى ما سيحمله تغيّر ميزان القوى في سوريا على ساحته، طارحة أكثر من علامة استفهام حيال المشهد الذي سيرتسم في الأيام القليلة المقبلة، عاكساً ملامح المشروع الشرق أوسطي الذي بدأ يرتسم من لبنان إلى سوريا. وهو ما يدعو إلى التساؤل كيف سيتلقف الداخل اللبناني هذه المتغيّرات المتسارعة، وأيّ انعكاسات ستكون لها على ميزان القوى المحلي الذي خضع لعقود للنفوذ السوري بداية ثم الإيراني.

 
التفاوت واضح في مقاربة القوى السياسية في لبنان للمشهد السوري، بين القوى الممانعة التي تدور في الفلك السوري-الإيراني والمسيطرة على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية في البلد، وبين قوى المعارضة، التي بالرغم من تفككها، تلتقي على رفض الوصايتين السورية والإيرانية. 
أول من عبّر عن موقف هذا الطرف، وليد جنبلاط الذي غرّد قائلاً إن "معالم الحرّية بدأت أخيراً تظهر في البلاد بعد انتظار طويل". وفيما يشهد لبنان حالاً من الترقب، يبرز القلق حيال ما ستؤول إليه النتائج لجهة تأثيرها على الداخل اللبناني، وسط المخاوف من أن تتمدد حركة الفصائل إلى ما بعد الحدود السورية اللبنانية وتصل إلى الأراضي اللبنانية، علماً بأن الجيش بادر إلى اتخاذ احتياطاته لهذا الاحتمال عبر نشر وحداته على أبرز النقاط الحدودية المعرّضة للاختراق.  
حسابات الربح والخسارة لا تلعب لمصلحة "حزب الله" الذي قدّم نفسه، منذ دخل المعترك السوري، لاعباً إقليمياً، بل يمكن اعتباره الخاسر الأكبر. فالحزب الذي تلقى ضربات إسرائيلية شديدة أنهكته، بات مهدّداً بقطع أوصاله مع المورد الاساسي له، أي إيران، مع قطع طريقه الاستراتيجي للإمدادات العسكرية براً. ولا بد من أن ينعكس سقوط الأسد تراجعاً كبيراً في نفوذ الحزب، وبالتالي سيؤدي إلى إضعافه سياسياً وعسكرياً في لبنان، ما يمكن أن يفضي إلى كسر القبضة الأمنية التي فرضها على البلاد.  
بتنفيذ القرار ١٧٠١، يعود "حزب الله" إلى الداخل حزباً سياسياً، وبسقوط الأسد، تنتهي آخر حلقات الوصاية والهيمنة السورية.  
تتعامل مراجع سياسية بتحفظ وواقعية مع سقوط نظام الأسد الذي سيحمل ربما فرصة للبنان لاستعادة سيادته، لكنه لن يخلو في المقابل من تحديات ومخاطر حصول تفلت
واضطرابات أمنية، إن لم تبادر القوى السياسية بكل أطيافها إلى إعادة تكوين السلطة وفق التوازنات الجديدة والإمساك بالقرار السياسي والأمني في البلاد.  

وكتب ابراهيم حيدر في" النهار": خلال عشرة أيام انهار النظام السوري وسقط حكم بشار الأسد والبعث، لتبدأ مرحلة جديدة في التاريخ السوري سيكون لها تداعيات كبيرة على دول المنطقة خصوصاً لبنان بعد قطع طريق الامداد لـ"حزب الله"، وهو أمر كان مطلوباً من النظام السابق العاجز عن السيطرة على الحدود وسط النفوذ إيراني. 
ومع سقوط النظام السوري آخر حصون النفوذ الإيراني بات محور الممانعة في لحظة ضعف بنيوية، خصوصاً بعد الضربات التي تعرض لها "حزب الله" في جنوب لبنان، وما تعرضت له إيران، ونأي العراق بنفسه أو تحييده بقرار أميركي عن التدخل أو إرسال ميليشيات للقتال في سوريا. إذا كان لبنان من الدول الأساسية المعنية بالصراع السوري ومآلاته، فإن "حزب الله" هو الطرف المتضرر مباشرة من انهيار النظام السوري الضعيف أساساً، وهو الذي لم يستجب للمطالب العربية والدولية ولا حتى للضغوط لتقويض نفوذ إيران في دمشق. ولذا تبدو طهران ومعها "حزب الله" أمام منعطف مصيري مع قطع طرق الامداد وإقفال الرابط الاستراتيجي بين إيران والعراق وسوريا ولبنان. 
لم يتمكن "حزب الله" من ادخال مقاتلين إلى المعركة، لذا خرج سريعاً من القصير بعد انكشافه في ظل تراجع النفوذ الإيراني وبدأ بتموضع جديد على الحدود اللبنانية – السورية. 
ستنعكس التحولات السورية على لبنان مع سقوط نظام بشار الأسد، وأبرزها عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وستؤسس لموازين قوى جديدة وتحالفات قد تغيّر من الاصطفافات والمواقف من الاستحقاقات الدستورية وإعادة تشكيل السلطة، وسط مزيد من الضغوط على الشيعية السياسية التي يتصدرها "حزب الله" وتطرح تحديات كبيرة حول مستقبله خصوصاً بعد تطبيق اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، إذ لم يعد هناك من طرق إمداد ما يطرح أسئلة عن وظيفة السلاح الذي يملكه الحزب.  
الثابت أن سوريا دخلت في مرحلة جديدة، وهو ما عكسته مواقف المعارضة السورية التي أعلنت حرصها على الوحدة، ولم تمارس عمليات ثأر وانتقام ولم تتعرض للطوائف، ما يعكس وجهة دولية منسقة إقليمياً لادارة جديدة لسوريا ومعها انهاء نفوذ طهران وضبط "حزب الله" في لبنان.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

عاجل| من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت الحرب على حماس الطريق لهجوم إسرائيلي أوسع على إيران؟

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير تحليلي مطول أن الهجوم الإسرائيلي المكثف على إيران، والذي انطلق منذ يوم الجمعة الماضي، لم يكن حدثًا معزولًا، بل جاء كحصيلة لسلسلة من العمليات الممنهجة لإضعاف حلفاء طهران في المنطقة، بدأت عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل استغلت زخم الحرب على غزة، التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين، لإضعاف البنية العسكرية والتنظيمية لحركة حماس، قبل أن توسع جبهات القتال تدريجيًا نحو لبنان، فالعراق، واليمن، وأخيرًا إيران.

عاجل| المنطقة على حافة الانفجار.. إيران تتوعد وإسرائيل ترد بسلسلة غارات جوية مكثفة عاجل ـ ???? شاهد | كما مزقوا غزة.. إسرائيل تنتشل قتلاها من تحت الأنقاض في بات يام بعد رد «الصاع صاعين» من إيران بعد غزة.. أنظار إسرائيل تتجه إلى حزب الله ولبنان

مع تراجع قدرات حماس، توجهت الآلة العسكرية الإسرائيلية نحو حزب الله، ثاني أقوى فصيل في ما يُعرف بـ "محور المقاومة".
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل نجحت في تصفية عناصر من القيادة العليا للحزب، ودمرت أجزاء من ترسانته الصاروخية، بل واخترقت معاقله في الجنوب اللبناني في عمليات نوعية غير مسبوقة.

ووفق الغارديان، فقد أثرت هذه العمليات بشكل مباشر على قدرة حزب الله في دعم إيران أو الردع عنها، مما ساهم في كشف ظهر طهران أمام الهجمات المباشرة.

غارات أكتوبر: بداية انهيار المنظومة الدفاعية الإيرانية

تقول الصحيفة البريطانية إن الضربة الجوية الكبرى التي نفذتها إسرائيل في أكتوبر 2024 لعبت دورًا محوريًا في إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد.

وبحسب التقرير، فقد استهدفت تلك الضربات مراكز رادار ومواقع إطلاق دفاعية حساسة، ما قلّص قدرة طهران على اعتراض الهجمات الجوية، ومهّد للغارات الأوسع ضمن عملية "الأسد الصاعد" التي أطلقتها تل أبيب في يونيو الجاري.

عاجل| تصعيد متبادل خطير: إيران تتوعد إسرائيل باستهداف جميع "النقاط الحيوية".. وتل أبيب تكثف غاراتها على منشآت عسكرية نووية عاجل| تصعيد غير مسبوق: الحرس الثوري الإيراني يقصف إسرائيل وتل أبيب ترد بغارات مكثفة على أهداف استراتيجية سقوط سوريا وانهيار التحالف التاريخي مع طهران

في تطور استراتيجي موازٍ، شكل سقوط نظام الأسد في سوريا، حسب التقرير، ضربة كبرى للمصالح الإيرانية في المنطقة.
فقد خسرت طهران أحد أهم حلفائها الاستراتيجيين، وانتهت بذلك عقود من التعاون العسكري والأمني بين دمشق وطهران، ما زاد من عزلة إيران الإقليمية وأضعف قدرتها على مواجهة إسرائيل من الجبهات الخارجية.

الحوثيون.. الجبهة الوحيدة المتبقية ولكن دون تأثير

رغم استمرار هجمات الحوثيين من اليمن ضد أهداف إسرائيلية، إلا أن الغارديان تؤكد أن تلك الهجمات لم تُحدث أي ضرر استراتيجي ملموس.
واعتبرت الصحيفة أن الحوثيين يمثلون "جبهة إعلامية أكثر منها عسكرية"، في ظل تفوق دفاعات إسرائيل الجوية، وغياب الدعم الإقليمي الفعّال لطهران.

عاجل| إيران وإسرائيل على شفا حرب شاملة: استعراض ناري للقوة وسط تصاعد المواجهات عاجل| ترامب يعارض اغتيال خامنئي: فيتو أمريكي يُربك الحسابات وسط تصعيد عسكري إيراني-إسرائيلي غير مسبوق نتنياهو يستغل اللحظة.. وانطلاق "الأسد الصاعد" ضد طهران

في ظل هذا الضعف الإقليمي المتنامي للمحور الإيراني، تقول الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتهز ما وصفه بـ "الفرصة الذهبية"، وأطلق الهجوم الكبير على إيران.

وبحسب التقرير، فإن عملية "الأسد الصاعد" جاءت بعد "تقليم أظافر إيران"، ونتج عنها حتى الآن مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين، إلى جانب علماء نوويين إيرانيين، مما يعد تحولًا خطيرًا في قواعد الاشتباك بين الجانبين.

مقالات مشابهة

  • 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
  • الأسد الصاعد: المطلوب رأس النووي المنتظر
  • عاجل| من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت الحرب على حماس الطريق لهجوم إسرائيلي أوسع على إيران؟
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. قافلة الأمل تحمل سكان مخيم الهول الى حلب
  • الخطوط الجوية السورية تعدل مواعيد رحلتيها اليوم بين دمشق وإسطنبول وتؤكد سلامة الأجواء التي تمران بها
  • إلى متى سيبقى لبنان محيَّدًا عن صراع الأسد الصاعد والوعد الصادق 3؟
  • لبنان يعيد فتح مجاله الجوي أمام حركة الطيران المدني
  • لبنان يعيد فتح مجاله الجوي مؤقتًا
  • سيغلق مجددًا في العاشرة والنصف مساء.. لبنان يعيد فتح مجاله الجوي جزئيًا
  • الهيئة العامة للطيران المدني السوري تعلن فتح الأجواء السورية بشكل كامل