خاص| بعد الأسد.. هل تسقط "جمهورية الكبتاغون"؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
يمثل سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، نقطة تحول كبيرة في سوريا، ليس فقط على الصعيد السياسي، ولكن أيضاً في الجوانب المتعلقة بالأعمال غير المشروعة، مثل تجارة الكبتاغون المخدر التي وُصفت بأنها أحد أكثر المظاهر المدمرة للنظام السابق.
خلال السنوات الماضية، أصبحت سوريا مركزاً رئيسياً لإنتاج وتصدير (مخدر الفينيثايلين)، وهو نوع من المخدرات ذات التأثير المنشط الذي يُستخدم في الأسواق غير القانونية، بحسب تقارير دولية وصفت سوريا بـ"جمهورية الكبتاغون".
وقد ارتبطت هذه التجارة بالنظام السوري وميليشيات متحالفة معه، مثل تنظيم حزب الله، الذي استفاد منها كمصدر دخل كبير لدعم نشاطاته العسكرية.
ووجهت للنظام السوري السابق وُجهت إليه اتهامات متعددة باستخدام هذه التجارة كوسيلة للتغلب على العقوبات الدولية وتوفير العملة الصعبة.
وكان الكبتاغون كان يُنتج في مصانع سرية، بعضها تحت حماية مباشرة من القوات الموالية للنظام، ويتم تهريبه عبر الحدود إلى الدول المجاورة، ومن هناك إلى مناطق أخرى.
ومع سقوط النظام، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كان هذا التطور سيؤدي إلى إنهاء تجارة الكبتاغون بشكل كامل أم لا.
ويقول الناشط السوري في محافظة درعا، يوسف الزعبي، لـ"24" إن "شبكات التهريب التي كانت تعتمد على الدعم الحكومي ستفقد قوتها"، مؤكداً أن معظم معامل المخدرات التي في جنوب سوريا كانت تدار من قبل ميليشيات إيرانية.
وكان معارضون سوريون أبلغوا "24"، أن الميليشيات الإيرانية هربت من سوريا إلى العراق وإيران قبل سقوط الأسد.
لكن المحلل السياسي عامر ملحم، حذر في حديث لـ"24" من أن غياب السيطرة المركزية خلال الفترة الانتقالية قد يتيح استمرار نشاط هذه الشبكات عبر ميليشيات محلية أو جماعات غير نظامية، إذ أن تجارة المخدرات عادة ما تزدهر في ظل الفوضى وعدم الاستقرار، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة حساسة للغاية.
خلال السنوات الماضية عانى الأردن من عمليات تهريب مخدرات ممنهجة عبر حدوده الشمالية والشرقية مع سوريا، وصلت إلى استخدام طائرات مسيرة، في حين تحدثت مصادر عن محاولات للميليشيات لحفر نفق أسفل الحدود.
واتهم الأردن بشكل رسمي النظام السوري وحليفه الإيراني بالتورط في تهريب المخدرات عبر حدوده.
وفي تصريحات مسؤولين أردنيين، تم التأكيد على أن النظام السوري، الذي عانى من فقدان السيطرة على أجزاء واسعة من أراضيه، أصبح مركزًا رئيسيًا لهذه العمليات التي تسهم في تغذية السوق الدولية للمخدرات.
خلال مقابلة في يوليو (تموز) 2022، كشف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن بلاده تواجه هجمات على حدودها و"بصورة منتظمة" من "ميليشيات لها علاقة بإيران"، معبراً عن أمله في "تغير في سلوك" طهران.
تعليقاً على التطورات الجديدة، قال مصدر حكومي أردني لـ"24" إن "المملكة تأمل من سوريا الجديدة أن تقضي على ظواهر الانفلات الأمني على الحدود بما في ذلك عمليات صناعة وتهريب المخدرات".
وسبق أن تعرضت مناطق في جنوب سوريا غارات جوية استهدفت معامل وشخصيات متورطة بتهريب المخدرات إلى المملكة.
ونسبت الغارات إلى سلاح الجو الأردني الذي لم يعلق على الموضوع.
وقال ملحم إن سقوط الأسد يفتح الباب أمام نهاية "جمهورية الكبتاغون"، ولكن ذلك يتطلب جهودًا منسقة من الحكومة السورية الانتقالية والمجتمع الدولي والدول الإقليمية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوريا بالنظام السوري للنظام سقوط الأسد الحرب في سوريا تهریب المخدرات حزب الله
إقرأ أيضاً:
باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
أنقرة (زمان التركية) – سيلتقي المسؤولون السوريون والإسرائيليون في العاصمة الأذربيجانية، باكو، لبحث الوضع الأمني في جنوب سوريا.
وأفاد مصدر دبلوماسي في حديثه مع وكالة الأنباء الفرنسية أن اجتماع الوزراء السوريين والإسرائيليين سيُعقد اليوم الخميس.
ويأتي اجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي، رون ديرمر، بعد اجتماع مشابه عُقد في باريس الأسبوع الماضي.
وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الموضوع أن اللقاء سيتم عقب زيارة الشيباني إلى موسكو يوم الخميس.
تُعد زيارة الشيباني إلى موسكو أول اتصال مباشر للإدارة السورية الجديدة مع روسيا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وكانت روسا أحد أبرز الداعمين لنظام الأسد.
ومن الناحية العملية، تُعد إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ عام 1948.
وسيركز اجتماع باكو على الوضع الأمني في جنوب سوريا. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن أجتماع باريس شهد بحث التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في جنوب سوريا.
وجاء اللقاء الأخير بين سوريا وإسرائيل عقب المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا.
وفي بداية المواجهات، اشتبكت العشائر البدوية السنية مع الميليشيات الدرزية، غير أنه خلال فترة قصيرة تدخلت قوات النظام السوري وإسرائيل في الأحداث وزعمت الأخيرة أنها ترغب في حماية الدروز.
وشنت إسرائيل آنذاك غارات جوية على مقرات الجيش في دمشق وبالقرب من القصر الرئاسي.
وأعلنت الولايات المتحدة الداعمة للطرفين وقف إطلاق نار ليلة الثامن عشر من يوليو/ تموز.
وكان المسؤولون السوريون والإسرائيليون اجتمعوا في 12 يوليو/ تموز في باكو قبيل اندلاع الأحداث العنيفة في السويداء.
القواعد الروسية
تحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ عام 1967 وضمت المنطقة في عام 1981 عبر حملة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وبعد عام من حرب 1973، تم توقيع اتفاقية انفصال تؤسس منطقة عازلة بحماية الأمم المتحدة بين سوريا وهضاب الجولان المحتلة.
ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، يتمركز الجنود الإسرائيليون في المنطقة العازلة ويشنون مئات الهجمات في سوريا.
وأقرت الإدارة السورية بعقد مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل لخفض التوترات.
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الشيباني سيتوجه الخميس إلى روسيا وسيجتمع بالمسؤولين الروس لبحث عدد من القضايا من بينها القواعد الروسية داخل سوريا والتباحث بشأن شروط استمرار وجود القواعد وحقوق إدارتها.
وترغب موسكو في الحفاظ على القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة “حميميم” الجوية الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية.
وتعرضت موسكو لانتقادات عنيفة لدعمها نظام الأسد عسكريا في الحرب الأهلية في سوريا عام 2015 بشنها الكثير من الغارات الجوية على المناطق الخاصة لسيطرة المعارضة متسببة في مقتل الآلاف من المدنيين.
وبعد الإطاحة بنظام الأسد، لم تقطع الإدارة السورية الجديدة علاقاتها مع روسيا والتقى نائب وزير الخارجية الروسية آنذاك، ميخائيل بوغدانوف، بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في يناير/ كانون الثاني الماضي في دمشق.
هذا وأوضح المصدر الدبلوماسي أنه من المخطط بحث دعم التعاون الثنائي وإعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية والأمنية والخطوات المتعلقة بالأمن الداخلي والمقاتلين الأجانب خلال زيارة الشيباني إلى موسكو.
Tags: أسعيد الشيبانيالتطورات في سورياالسويداءالعلاقات السورية الروسيةالغارات الاسرائيلية على سورياالمباحثات الروسية الإسرائيليةزيارة الشيباني إلى روسيا