اغتيال وإعدامات وسرقات.. هل دخلت سوريا مرحلة الفوضى وتصفية الحسابات؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
مع انهيار نظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا، يسود الترقب في الأوساط المحلية والدولية بشأن طبيعة المرحلة الانتقالية المقبلة. ورافق هذه التطورات المفاجئة تصاعد في أعمال العنف، وعملية اغتيال، وإعدامات ميدانية، إلى جانب عمليات نهب وحرق للمنازل، في مشهد يعكس حالة الانفلات الأمني التي قد تطول البلاد.
اغتيال عالم كيمياء بارزعُثر اليوم على الدكتور حمدي إسماعيل ندى، عالم الكيمياء العضوية السوري البارز، مقتولًا داخل منزله في العاصمة دمشق، في جريمة غامضة لم تُعرف ملابساتها بعد.
ويُعدّ الدكتور ندى من أبرز العلماء في مجاله، وكانت له إسهامات مهمة في تطوير الأبحاث الكيميائية على الصعيدين المحلي والدولي، ما أثار تساؤلات حول دوافع اغتياله في هذه المرحلة الحساسة.
في تطور آخر، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ فصائل غرفة عمليات "فجر الحرية" إعدامات ميدانية طالت عشرات الجرحى العسكريين التابعين لقوات "مجلس منبج العسكري". الإعدامات وقعت في مستشفى عسكري قرب دوار المطاحن شمال مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حيث جرى محاصرة الجرحى وقطع طرق الإجلاء، قبل أن يتم تصفيتهم، بحسب المرصد.
وتزامنت هذه التطورات مع حركة نزوح واسعة لسكان منبج نحو المناطق المجاورة، لا سيما إلى منطقة عين العرب (كوباني)، التي استقبلت أيضًا مهجّري عفرين خلال الأيام الأخيرة، وسط أوضاع إنسانية صعبة، وفقاً للمرصد.
وقد أفادت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة في محيط مزرعة محصنة يُعتقد أنها تضم ضباطًا كبارًا. وتمّ التداول بمشاهد لإعدامات نُفذت داخل المزرعة، في ظل حالة من الغموض حول هوية المنفذين والمستهدفين حتى الساعة.
عمليات سرقة وحرق للمنازلامتدت الفوضى لتشمل سرقة الممتلكات وحرق المنازل، وقد أعلن الممثل السوري سامر إسماعيل في مقطع فيديو نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن مسلحين اقتحموا منزله وسرقوا ممتلكاته، بما في ذلك سيارته. وقال إسماعيل في مقطع الفيديو: "في ناس فاتوا على بيتي، مسلحين عم بقولوا إنو من الثورة، سرقوا بيتي وأخذوا مفتاح السيارة".
وفي وقت لاحق، خرج الممثل بفيديو آخر أوضح فيه أنه حذف الفيديو الأول بسبب "انفعاله الزائد"، مؤكدًا أن ما حصل لن يثنيه عن موقفه الداعم للـ"تحرير"، قائلاً: "كل يلي عم يصير معي، ما بروحلنا فرحة التحرير وما بغير موقفنا وطموحنا انو نحن هلق بمرحلة بناء ودولة جديدة تحترم الناس"، معبرا عن ثقته في إدارة غرفة العمليات العسكرية، رغم اعترافه بالضغوط الكبيرة التي تواجهها.
View this post on InstagramA post shared by Samer Ismail (@samerjismail)
في الوقت نفسه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الفصائل المسلحة نفذت "عمليات انتقامية"، شملت إحراق منازل وسرقة ممتلكات في عدة أحياء، من بينها حارة نواجة، الأسدية، وطريق الجزيرة. وأسفرت العمليات عن مقتل 3 أشخاص، بينهم سيدة، وسط مخاوف من اتساع رقعة هذه الانتهاكات.
وتعكس هذه الفوضى ملامح مرحلة انتقالية غامضة، قد تفتح الباب أمام سيناريوهات معقدة، تترافق مع تدخلات خارجية أبرزها التصعيد الإسرائيلي المتواصل.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سقوط بشار يطيح بتمثال حافظ الأسد في دير عطية إدانة دولية واسعة للتوغل الإسرائيلي في سوريا وسط تحذيرات من تقويض الاستقرار الإقليمي "لا تسامح مع انتشار الأسلحة في الشوارع"..الجولاني يدعو مقاتليه للتوجه إلى قواعدهم العسكرية في سوريا سورياإعدامبشار الأسدعنفمعارضةاغتيالالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب سوريا بشار الأسد إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب سوريا إعدام بشار الأسد عنف معارضة اغتيال سوريا بشار الأسد إسرائيل الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي دونالد ترامب روسيا معارضة دمشق ألمانيا الاتحاد الأوروبي الحرب في سوريا یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الأمن السوري يضبط خلية لتنظيم الدولة بريف دمشق
أعلنت مديرية الأمن الداخلي السوري أن قوى الأمن نفذت اليوم الاثنين عملية أمنية وصفتها بأنها "نوعية ودقيقة ومحكمة" ضد خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية في ريف دمشق جنوبي البلاد.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق العميد حسام الطحان -في بيان- إنه تم إلقاء القبض على عدد من أفراد خلايا تابعة للتنظيم في مناطق الكسوة ودير خبية والمقيليبة وزاكية.
وأشار الطحان إلى أنه جرى ضبط كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة تضمنت صواريخ وعبوات ناسفة وسترات انتحارية بحوزة الموقوفين الذين كانوا يخططون لاستخدامها "لزعزعة الأمن والاستقرار بريف دمشق".
وذكر مراسل الجزيرة ميلاد فضل أن هذه العملية تندرج في إطار سلسلة من العمليات الأمنية قامت بها قوى الأمن مؤخرا ضد خلايا التنظيم التي بدأت تنشط منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأشار المراسل إلى أن العملية جرت بالتنسيق بين قوى الأمن الداخلي والاستخبارات السورية، وشملت مداهمة تمت بشكل سريع وتخللتها اشتباكات خفيفة.
ضبط كميات من العبوات الناسفة والسترات الانتحارية بالإضافة إلى أسلحة وذخائر متنوعة عُثر عليها داخل مراكز وتجمعات لخلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش وذلك ضمن عملية أمنية نُفذت في ريف دمشق. pic.twitter.com/tvgCHgzj5B
— ردع العدوان (@3M_SI) May 26, 2025
وتأتي هذه العملية الأمنية بعد أيام فقط من سقوط قتلى وجرحى في تفجير سيارة مفخخة استهدف مركز شرطة مدينة الميادين في ريف دير الزور شرقي سوريا.
إعلانوجاء التفجير بعد يوم واحد من عملية أمنية أخرى وصفتها السلطات بالمعقدة ضد خلايا تنظيم الدولة في محافظة حلب شمال غربي البلاد وتخللتها اشتباكات، وفجّر خلالها أحد عناصر التنظيم نفسه، مما أدى إلى مقتله ومقتل عنصر من قوات الأمن العام.
يشار إلى أن وزارة الداخلية السورية كثفت عملياتها الأمنية في مختلف المحافظات مستهدفة فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وبقايا تنظيم الدولة وعناصر متورطين في عمليات تهريب الأسلحة وإثارة الفوضى.
وأعلنت الإدارة السورية في يناير/كانون الثاني الماضي تعيين أحمد الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية، إلى جانب حل الأجهزة الأمنية السابقة والفصائل المسلحة وإلغاء العمل بالدستور السابق.