هل يكون النظام الإيراني هو التالي؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد قد يؤدي إلى إشعال ديناميكية من الاضطرابات الداخلية التي تتحدى النظام الإيراني أكثر من أي وقت مضى.
واعتبرت جيروزاليم بوست أن القيادة الإيرانية كانت تتعامل بـ"غطرسة" في الفترة الماضية، خصوصاً عندما نشر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، على موقع "إكس" في 25 سبتمبر (أيلول)، بعد أسبوع من انفجار أجهزة النداء واللاسلكي في أيدي عنصار تنظيم حزب الله في جميع أنحاء لبنان، قائلاً إن "حزب الله هو المنتصر"، معتبرة أنها أكثر المنشورات غير الدقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت أنه نشر بعد بضع ساعات مرة أخرى أن "جبهة المقاومة وجبهة حزب الله المنتصران النهائيان في هذه المعركة"، ولكن بعد يومين، اغتيل زعيم حزب الله وتلميذ خامنئي، حسن نصرالله، وبعد شهرين من ذلك، فر الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان يشكل المحور الرئيسي لما يسمى بـ"جبهة المقاومة الإيرانية"، إلى روسيا، بعد أن سقط نظامه.
وبعد الأحداث التي وصفتها الصحيفة بـ"الانهيار الجليدي"، تصدرت إيران قائمة الخاسرين، ويليها حزب الله، أما روسيا التي دعمت الأسد فلا تقل خسارتها عن إيران، ولكن استثمارها في البلاد وفي حزب الله لم يكن بحجم استثمار إيران.
إيران تهدد بالرد على "آلية الزناد"https://t.co/gZMjQ1lWc1
— 24.ae (@20fourMedia) December 10, 2024 خسارة فادحةووصفت الصحيفة خسائر إيران بـ"الفادحة"، بعد الإطاحة بـ"جوهرة التاج" في محور المقاومة الذي أنفقت إيران عليه مليارات الدولارات على مدار 35 عاماً لبناء قوة موازنة لإسرائيل والنفوذ الأمريكي في المنطقة، وأدى تقويض هذه الجوهرة إلى تفكيك المحور بشكل فعلي.
وقالت إنه لا شك أن الحوثيين ما زالوا موجودين، وكذلك الميليشيات في العراق، وحزب الله الذي أصبح ضعيفاً للغاية، ولكن ما كان ذات يوم محوراً موحداً للمقاومة تحول إلى مجموعة من القوى غير المترابطة، وتبخر تقريباً كل التماسك والفائدة الاستراتيجية والقوة الإيديولوجية التي كانت تحدد ذات يوم شبكة الوكلاء الإقليميين لإيران.
وقالت إنه من الواضح للجميع أن قدرة إيران على فرض قوتها في المنطقة قد تقلصت بشكل هائل، وأن مخططاتها للهيمنة تراجعت سنوات ضوئية، مؤكدة أن هذا له علاقة بالتأثير الذي خلفه سقوط الأسد على السياسات الخارجية الإيرانية، ولكنها تساءلت: "لكن ماذا عن التطورات الداخلية؟ ما هو التأثير، إن وجد، الذي قد يخلفه سقوط الأسد على التطورات الداخلية الإيرانية؟".
تأثير سقوط الأسد على الداخل الإيراني
وتقول الصحيفة إن سقوط الأسد يمثل انتكاسة استراتيجية كبيرة لإيران، ولكن ليس هذا فحسب، فمن المرجح أن يكون له تأثير داخلي ضخم أيضاً، مضيفة أنه على الرغم من أنه سابق لأوانه القول إن التطورات في سوريا سيكون لها تأثير في إيران، وعلى الرغم من أن إيران دولة أكبر بكثير ولديها جيش قوى وجهاز أمن داخلي وتظل قوات المعارضة هناك منقسمة وتفتقر إلى القيادة المركزية، إلا أنه على أقل تقدير أن التطورات الأخيرة ستعزز بالتأكيد معنويات المعارضة في إيران، والتي قد تستنتج أنه إذا كان الأسد يمكن إسقاطه، فيمكن لخامنئي أيضاً أن يسقط.
وعلاوة على ذلك، فإن الطريقة الخاطفة التي سقط بها نظام كان في السلطة لعقود من الزمان يمكن أن تكون بمثابة إلهام قوي للإيرانيين الساعين إلى التغيير في بلادهم، وكما اعتقد العديد من السوريين أنه لا يمكن القيام بذلك أبداً، فإن العديد من الإيرانيين لا يستطيعون تخيل سقوط النظام الإيراني، وقد تمنحهم الأحداث في سوريا على مدى الأيام العشرة الماضية الأمل.
وقالت، إن الديناميكية الإقليمية المتغيرة، جنباً إلى جنب مع العودة المرتقبة للرئيس المنتخب دونالد ترامب بعد أكثر من شهر بقليل، يمكن أن تزيد من تعقيد الوضع الداخلي للحكومة الإيرانية، مضيفة أن الضغوط الدولية المتزايدة قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب بالفعل، مما يؤدي إلى زيادة السخط الداخلي.
تأزم الوضع الاقتصادي
ورأت أن خسارة سوريا تزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي الإيراني، حيث إن خسارة الموانئ على الساحل السوري، وطرق التجارة الاستراتيجية عبر سوريا، تشكل انتكاسة خطيرة للاقتصاد، موضحة أن إيران استثمرت مليارات الدولارات في سوريا "ألقيت في البالوعة".
بالإضافة إلى ذلك، زودت إيران سوريا بالكثير من نفطها، وقد يكون لسقوط الأسد تأثير كبير على عائدات النفط الإيرانية، فضلاً عن أن فقدان الامتيازات الاقتصادية في سوريا سيكون بمثابة ضربة قوية للاقتصاد المتعثر بالفعل.
وتابعت أن "انهيار حليف مثل الأسد من شأنه أن يسلط الضوء على الضعف المحتمل للحكومة الإيرانية، وهو التصور الذي قد يشجع الإيرانيين على النظر إلى قادتهم على أنهم أكثر عرضة للضغوط مقارنة بالماضي، كما أن الضربات التي تلقتها إيران على أيدي إسرائيل، وعجزها عن منع سقوط الأسد، يقدمان النظام لشعبه على أنه ضعيف".
كم تبلغ ثروة #بشار_الأسد وأين توجد؟https://t.co/C8S0qhM3lo pic.twitter.com/H3RE4f47bi
— 24.ae (@20fourMedia) December 10, 2024 تنشيط المعارضة الإيرانيةوتوقعت أن الأحداث في سوري تعيد تنشيط المعارضة الإيرانية، التي كانت هادئة نسبياً منذ ما يسمى بـ"احتجاجات الحجاب" في عام 2022، وقد يُنظر إلى سقوط الأسد على أنه دليل على أنه مع بذل المزيد من الجهود والمساعدة من القوى الخارجية، يمكن الإطاحة حتى بالأنظمة الراسخة مثل تلك الموجودة في إيران.
وأشارت إلى أن إيران لديها تاريخ من الاحتجاجات التي أثارتها عوامل مختلفة، بما فيها المشاكل الاقتصادية، والقضايا السياسية، والمخاوف بشأن المياه، مضيفة أن الانتكاسات الحالية التي تعاني منها البلاد، حيث يرى السكان أن مليارات الدولارات التي استثمرتها إيران في مشاريعها بالوكالة تتلاشى، يمكن أن تغذي الغضب مما يؤدي إلى المزيد من الاضطرابات، مستطردة: "هذا أيضاً شيء يعرفه قادة إيران جيداً، ولهذا السبب من المرجح أن يضاعفوا جهودهم للسيطرة على أي اضطرابات متصاعدة، وفي هذه الحالة، قد يستجيب النظام الإيراني بعدد من الطرق المختلفة".
كما أوضحت أن أحد السبل لتحقيق ذلك هو زيادة القمع لمنع أي انتفاضة مستوحاة من سوريا، وهناك احتمال آخر يتمثل في تقديم بعض الإصلاحات السطحية أو التنازلات لمحاولة استرضاء المحتجين المحتملين.
أما السيناريو الثالث والأكثر خطورة، من منظور إسرائيلي، فيتمثل في الدفع السريع نحو الأسلحة النووية، ومع شعور طهران بإغلاق الجدران عليها، فقد تستنتج أن الردع النووي وحده قادر على تأمين بقاء النظام، ولكن زعماء إيران، يدركون بكل تأكيد أن مثل هذه الخطوة قد تدفع إسرائيل إلى توجيه ضربة مدمرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب إيران وإسرائيل النظام الإیرانی سقوط الأسد على حزب الله فی سوریا على أنه
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: كذبة الأسد لم تتحقق والفترة الانتقالية بسوريا فاقت التوقعات
روّج النظام السوري السابق منذ 1971 وحتى انطلاق الثورة عام 2011 لفكرة أن البلاد أمام خيار مصيري: "إما آل الأسد وإما الفوضى". لكن بعد سنة من انتصار الثورة، تبيّن أن "كذبة" النظام السابق لم تتحقق، وفق مجلة إيكونوميست.
وقالت المجلة البريطانية إن سوريا أثبتت قدرتها على الصمود "بصورة مذهلة"، على الرغم من تحقق شرط حذر النظام السابق من أنه سيدفع بالبلاد إلى الفوضى، وهو تسلم "جهادي سابق" زمام السلطة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: إطلاق النار بواشنطن قلب حياة الأفغان بأميركا رأسا على عقبlist 2 of 2نيويورك تايمز: سياسة ميرتس وماكرون وستارمر تخدم أقصى اليمين بأوروباend of listنجاح الثورةوأشادت المجلة بأداء الرئيس السوري أحمد الشرع، مؤكدة أنه قدم أداء "مثيرا للإعجاب" في الحفاظ على تماسك البلاد، ونجح عبر جهود دبلوماسية حثيثة في رسم صورة جديدة لسوريا أمام المجتمع الدولي.
وقالت إن أكبر دليل على نجاح الحكومة الحالية يكمن في التمعن في كل السيناريوهات، التي لم تحدث حال سقوط الرئيس "الطاغية المكروه" بشار الأسد وفق تعبير المجلة.
وأكدت أن سوريا لم تنزلق إلى الفوضى بعد سقوط الأسد، ولم تستولِ جماعات مسلحة متحاربة على البلاد، ولم تتفجر حرب أهلية بعد نجاح الثورة مثل ما حصل مع دول عربية أخرى، ولم تنفذ موجات تصفيات أو انتقامات سياسية.
ولفتت أيضا إلى أن قيادة الشرع اتسمت بالبراغماتية، إذ لم يحاول فرض الشريعة الإسلامية على جميع أطياف المجتمع السوري، مما بدّد المخاوف من قيام نظام ديني متشدد بعد رحيل الأسد.
كما أن سوريا الجديدة لم تغرق جيرانها بمخدر الكبتاغون، بل بنت علاقاتها مع دول الخليج بهدف تعزيز الاستثمارات لتحسين اقتصاد البلاد المتهالك.
سوريا حليفة للغربوبعد أن كانت سوريا "عميلا سلطويا" لإيران وروسيا، انحازت الآن إلى صف الغرب والولايات المتحدة، وهي نقطة تُحسَب لصالح الحكومة الجديدة، برأي إيكونوميست.
ويذكر أن السفارة الأميركية بدمشق، أعلنت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انضمام سوريا رسميا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، الذي تقوده واشنطن منذ عام 2014.
إعلانونفذت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) بعد ذلك عملية عسكرية مشتركة مع وزارة الداخلية السورية، استهدفت أكثر من 15 مخزنا ومستودع أسلحة تابعا لتنظيم الدولة في جنوب سوريا وريف دمشق.
ضرورة مشاركة السلطةولكن حذرت إيكونوميست من أن أسلوب الرئيس الجديد يثير تساؤلات مبكرة، إذ لم يلقِ بالا لإعادة بناء مؤسسات الدولة الرسمية التي دمّرها الاستبداد، وإعادتها لدورها الطبيعي، وفضّل بدلا من ذلك إنشاء هياكل موازية يديرها أناس مقربون له.
وأشارت إلى أن قرار الشرع بإنشاء سلطة جمارك جديدة يقودها "رفيق جهادي سابق له (الوزير قتيبة أحمد بدوي)" يثير مخاوف من إنشاء شبكات نفوذ بديلة للدولة، خاصة أن الجمارك أكبر مصدر للإيرادات الضريبية في سوريا.
ودعت المجلة الشرع إلى تعزيز دور الوزارات وبذل المزيد من الجهود لتقاسم السلطة -التي ما زالت تتركز اليوم في يد مجموعة محدودة من أقاربه والمقربين منه- وتوسيع التواصل مع منظمات المجتمع المدني.
وخلصت إلى أن أكبر تحدٍّ يواجه الشرع الآن هو إقامة حكم يختلف عن النظام الفردي الذي أطاح بالبلاد، وأبرز اختبار لذلك سيكون شكل البرلمان السوري الجديد، المتوقع في يناير/كانون الثاني.