جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-01@07:16:49 GMT

طرد الاحتلال من سوريا

تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT

طرد الاحتلال من سوريا

 

 

د. جمالات عبد الرحيم

 

بعد اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في عام 2011، تمسكت العديد من الأنظمة العربية بموقف يتسم بالتحالف مع القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، في مسعى لإسقاط النظام السوري. ولكن كان السؤال الأهم: هل أخذت هذه الأنظمة جميع التعهدات والشروط التي تضمن للشعب السوري حياة آمنة دون أي تهديدات خارجية؟

من المعروف أن التحالفات الدولية غالبًا ما تتسم بالغموض، حيث إن الدول قد تتفق على أهداف مُعينة دون أن تكون هناك التزامات قانونية واضحة.

لذا، فإنَّ دعم بعض الأنظمة العربية للمعارضة السورية قد جاء مدفوعًا بمصالحها الوطنية أكثر من كونه استجابة لرغبات الشعب السوري.

وفي سياق دعمهم للمعارضة، لم تكن هناك تأكيدات قوية أو تعهدات مكتوبة قُدمت للشعب السوري تضمن له العيش الآمن في بلاده. ويبدو أنَّ الأنظمة العربية التي تصدرت المشهد في تلك المرحلة قد بالغت في تقدير قدرتها على التأثير على الوضع الداخلي في سوريا، وفي الوقت نفسه، غضت الطرف عن المشاكل المتعددة التي ستنشأ في حال نجاحها في إسقاط النظام.

كان هناك شعور عام بأنَّ هذه الأنظمة قد استثمرت في تغيير النظام دون وضع خطط واضحة لما سيعقب ذلك. لذا، وجد الشعب السوري نفسه في خضم الفوضى والانقسام، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

ولا يمكن إغفال تأثير الكيان الصهيوني على المنطقة بأسرها؛ فالنزاع في سوريا لم يكن محصورًا في حدودها، بل كانت له تداعيات على الأمن الإقليمي. وقد كانت هناك تهديدات مباشرة من قِبل الجيش الإسرائيلي، الذي أظهر استعدادًا للتدخل في الشأن السوري تحت مبررات مُعينة.

في هذا السياق، لم تكن الأنظمة العربية المدعومة من قبل الولايات المتحدة قادرة على ضمان عدم تدخل إسرائيل أو حتى ضمان انسحاب قواتها من الأراضي السورية. وبالتالي، يبقى السؤال معلقًا: هل كانت الأنظمة العربية على استعداد لتقديم الدعم للشعب السوري مع إدراكها للعواقب المحتملة لهذا الدعم؟

إنَّ الانقسام العربي حول دعم المعارضة السورية يكشف عن واقع مؤلم؛ فالأنظمة العربية التي تطبعت مع النظام الأمريكي والصهيوني كانت تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة أكثر من تقديم حلول حقيقية للشعب السوري. وهذه الديناميكيات تشير إلى حاجة ماسة لإعادة تقييم استراتيجيات الأنظمة العربية تجاه النزاعات في المنطقة، وضرورة التركيز على الحلول الدائمة التي تضمن حقوق الشعوب وأمنها.

لذلك، لا يزال الشعب السوري يبحث عن مستقبل آمن ومستقر، بعيدًا عن أي تهديدات خارجية، في ظل غياب الرؤى الواضحة من قبل الأنظمة التي كانت تأمل في تغيير النظام.

وبعد إسقاط بشار الأسد ما زال الجيش الأمريكي والصهيوني يضربان المواقع السورية ويزعم أنه ينشر السلام في سوريا.

وللأسف النظام العربي يمثل محورًا أساسيًا في تدخل أمريكا وإسرائيل في الشؤون السياسية السورية التي لا تضمن للشعب السوري المعيشة المستقرة، وسوف يكشف التاريخ ذلك.

التاريخ أثبت أن أمريكا دائماً منحازة إلى الاحتلال الصهيوني، ولن تدعم أي خطوة للسلام في الشرق الأوسط.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأمن السوري يقبض على عميد طيار نفذ مئات الطلعات بالبراميل المتفجرة (شاهد)

أعلنت وزارة الداخلية السورية القبض على راجح ونوس العميد الطيار في عهد النظام المخلوع، مشيرة إلى أن الأخير متورط بتنفيذ مئات الطلعات الجوية بالبراميل المتفجرة ضد المدنيين.

ونشرت الداخلية السورية مقطعا مصورا عبر حسابها على منصة "فيسبوك"، الأربعاء، تضمن مشاهد توثق جزءا من اعترافات ونوس بعد اعتقاله من قبل قيادة الأمن الداخلي في محافظة حمص.

وأوضحت الوزارة، أن ونوس كان قائد السرب 767 مروحي في مطار المزة العسكري، مشيرة إلى أنه تورط "بتنفيذ مئات الطلعات الجوية بالبراميل المتفجرة على أحياء محافظة درعا ومنطقة داريا".

يشار إلى أن البراميل المتفجرة، التي اشتهرت بفعاليتها التدميرية وانخفاض تكلفتها، كانت من أكثر الأسلحة التي اعتمد عليها نظام بشار الأسد لقمع الثورة التي اندلعت عام 2011 واستمرت حتى سقوطه في عام 2024.


وتتكون هذه البراميل من مواد متفجرة مصحوبة بمسامير وقطع معدنية تُلقى من المروحيات بشكل حر، ما يؤدي إلى دمار واسع النطاق يمتد بين 50 و200 متر، بحسب كمية المواد المتفجرة.

وأشارت وزارة الداخلية السورية، إلى أنه تمت إحالة ونوس إلى "القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه".

ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، تواصل إدارة الأمن السوري والجهات المختصة ملاحقة المشتبه بضلوعهم في جرائم وانتهاكات، لاسيما تعذيب وقتل معتقلين.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع، مرسوما رئاسيا يقضي بتشكيل "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية" برئاسة عبد الباسط عبد اللطيف، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى كشف وتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام السابق بحق المواطنين، ومحاسبة المسؤولين عنها.


وتعهد رئيس الهيئة بالتزامها بالعمل على "كشف الحقيقة بشأن الانتهاكات الجسيمة التي تسبب فيها النظام البائد، ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات بالتنسيق مع الجهات المعنية، وجبر الضرر الذي لحق بالضحايا، وترسيخ مبادئ عدم التكرار، وتعزيز المصالحة الوطنية".

وجاء تشكيل الهيئة متوافقا مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عُقد في شباط/ فبراير الماضي، والذي أكد على أهمية العدالة الانتقالية كجزء لا يتجزأ من الحل السياسي الشامل في سوريا.
وسلط المؤتمر الضوء على ضرورة إنشاء آليات وطنية تضمن مساءلة مرتكبي الجرائم، وتساعد في تحقيق المصالحة الوطنية، من خلال استعادة الحقوق وتثبيت سيادة القانون.

ووفقاً للمرسوم الرئاسي، ستتولى الهيئة مهاما عدة، منها جمع الأدلة، وإعداد تقارير مفصلة عن الانتهاكات التي وقعت خلال فترة النزاع السوري، والتي تشمل جرائم قتل وتعذيب واعتقالات تعسفية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • لثلاثة أشهر.. السعودية وقطر تقدمان دعمًا ماليًا مشتركًا للقطاع العام في سوريا
  • مقداد فتيحة سفاح الساحل السوري وقائد مليشيا درع الساحل
  • بيدرسون: هناك إجماع دولي على دعم الحكومة السورية
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إلى العاملين في الجيش والقوات المسلحة، إن التزامكم بلوائح السلوك والانضباط -التي ستصدر بعد قليل- يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري، فيما نعم
  • أحمد طه: توحيد لغة الجودة وسلامة المرضى بين الأنظمة الصحية العربية
  • محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
  • الأمن السوري يقبض على عميد طيار نفذ مئات الطلعات بالبراميل المتفجرة (شاهد)
  • لقطات من رعاية رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع لمراسم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة السورية ومجموعة UCC الدولية لتطوير قطاع الطاقة في سوريا
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يستقبل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا السيد توماس باراك في قصر الشعب بالعاصمة دمشق
  • المزيريب.. نحيب المياه الغائرة وأطلال بحيرة كانت عروس الجنوب السوري