20 ألف شخص في أميركا سنويا يتبرعون بجثامينهم للبحث العلمي
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
يختار قرابة 20 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها كل عام التبرع بجثامينهم لصالح أعمال البحث العلمي بعد الوفاة، وقد وضعت إدارة الموارد والخدمات الصحية التابعة لوزارة الصحة الأميركية بالفعل قائمة تتضمن الأعضاء التي يمكن التبرع بها لصالح الأبحاث العلمية، وهي القلب والكلى والبنكرياس والرئتان والكبد والأمعاء واليدان والوجه، كما يمكن أيضا التبرع ببعض الأنسجة مثل الخلايا الجذعية والدم وصمامات القلب وقرنية العين.
وتقول باميلا وايت مديرة برنامج التشريح والتبرع بالجثامين في جامعة نيوكاسل بإنجلترا إن الخطوة الأولى من أجل التبرع هي استيفاء المعايير الصارمة التي تحددها الجهات العلمية التي تقبل هذه النوعية من التبرعات.
وتوضح وايت في تصريحات للموقع الإلكتروني "بوبيولار ساينس" المتخصص في الأبحاث العلمية أن السن لا يعتبر معيارا مهما لقبول التبرع، ولكن عمر المتبرع عند الوفاة ربما يؤثر على فرص قبول الجثمان.
وأضافت أن "بعض الأشخاص يتقدمون للتبرع وهم في سن الـ40، ولكننا لا يمكن أن نعرف حالتهم الصحية والجسمانية عندما يبلغون من العمر 70 أو 80 عاما، بمعنى أن المتبرع قد يصاب بأمراض معدية تنتشر في الجسم قبل الوفاة وتؤدي إلى استبعاده".
إعلانوتشير وايت إلى أن بعض المؤسسات تحدد معيارا لوزن الجثمان عند الوفاة، إذ لا يمكن في كثير من الأحيان قبول جثمان يزيد وزنه على 180 إلى 200 رطل، أو يمكن القياس حسب مؤشر كتلة الجسم باعتباره أيضا من المعايير المستخدمة لتحليل الحالة الصحية للمتوفى قبل أن يفارق الحياة.
تحنيط الجثةوتوضح إيزوبيل دكلينغ مديرة الفريق التقني للتشريح في جامعة نيوكاسل أنه في حالة قبول الجثمان يتسلم مدير المراسم الجنائزية الجثة من الجهة التي ستحصل عليها، ثم يحنطها فريق من المتخصصين خلال 4 ساعات عن طريق حقن كمية ما بين غالونين إلى 4 غالونات من سوائل تحتوي على مادة الفورمالدهايد داخل الشرايين الرئيسية في الجثة، ثم تخزّن لفترة تتراوح بين 6 و8 أسابيع، قبل أن تصبح جاهزة لاستخدامها في أغراض البحث العلمي أو الدراسة الطبية.
وتقول دكلينغ في تصريحات لموقع "بوبيولار ساينس" إنه من بين الاعتبارات المهمة التي ينبغي الأخذ بها هو أن يحدد المتبرع طريقة الاستفادة من جثمانه بعد الوفاة، إذ يفضل البعض الاستفادة من الجثمان في أغراض التدريب على أساليب الجراحة الحديثة أو اختبارات الأدوية أو دراسات علم التحلل.
ويفضل آخرون توجيه الجثمان إلى اختبارات الحوادث لقياس معايير الأمن والسلامة في السيارات.
وإذا ما تم اختيار أغراض الدراسات الطبية فسوف يتم تسليم الجثمان إلى إحدى الهيئات العلمية أو كليات الطب، فيشرّحه الطلبة بغرض اكتساب المهارات الجراحية والمعرفة المباشرة بالسمات التشريحية لجسم الإنسان.
وتتيح جامعة نيوكاسل أيضا إمكانية أن يختار المتبرع الفترة الزمنية التي يمكن خلالها الاستفادة من جثمانه، إذ يفضل البعض ترك الجثمان لدى الهيئة البحثية إلى أجل غير مسمى، في حين يختار آخرون إعادة الجثمان إلى أقارب المتوفى بعد فترة زمنية محددة.
وتوضح دكلينغ أنه "في هذه الحالة نقوم باتخاذ الإجراءات من أجل حرق الجثمان، ويتم التواصل مع أقارب المتوفى لحضور المراسم الجنائزية".
إعلانوتؤكد دكلينغ على حرص إدارة الجامعة على الاهتمام بالجثمان أثناء إخضاعه للبحث العلمي أو أعمال التشريح التعليمية، إذ يتعين حضور عضوين على الأقل من الجامعة أثناء التعامل مع الجثمان، كما تُفرض قيود وإجراءات رقابية على أماكن تخزين الجثث والأعضاء البشرية التي يتم التبرع بها.
ولا بد من مراعاة أن القواعد التنظيمية للتبرع بالجثامين تختلف من دولة إلى أخرى ومن منظمة إلى أخرى كذلك، علما بأن بعض هذه الخدمات تكون غير ربحية، وغالبا ما تكون تابعة لجامعات أميركية، ويكون هدف البعض الآخر هو الكسب.
أساس جغرافيونظرا لأهمية السرعة والتوقيت عند التعامل مع الجثامين التي يتم التبرع بها يوزع نطاق عمل هذه الخدمات على أساس جغرافي، فإذا سجل المتبرع لدى جامعة كاليفورنيا على سبيل المثال ثم غيّر لاحقا محل سكنه إلى ولاية أخرى فلا بد أن يقوم عندئذ بتسجيل عنوانه الجديد على البرنامج حتى يمكن للجهة الجديدة المنوط بها استلام الجثة عند الوفاة الوصول إليها في أسرع وقت ممكن.
وكشفت دراسة حديثة شملت 72 من خدمات التبرع بالجثامين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة أن معظم هذه البرامج لا تسمح للمتبرع باختيار فترة الاحتفاظ بجثمانه بعد الوفاة، أو لا تتيح قاعدة اختيار واسعة بين أنواع البحث العلمي المختلفة من أجل الاستفادة بالجثمان، وبالتالي فإن المتبرعين الذين يرغبون في التبرع بجثامينهم بعد الوفاة لصالح جهات بحثية بعينها لا بد أن يتحروا الدقة عند اختيار الخدمة التي يتعاقدون معها.
من جانبها، تشير دكلينغ إلى أن دوافع التبرع بالجثمان تختلف في العادة من شخص إلى آخر، وتوضح "لقد اكتشفنا مؤخرا أن المزيد من الأشخاص يتجهون للتبرع بجثامينهم بسبب ارتفاع تكاليف الجنازات ومراسم الدفن".
وتؤكد أنه "بغض النظر عن الدوافع فإن التبرع بالجثمان لصالح البحث العلمي يعتبر عملا خيريا هائلا".
إعلانبدورها، تقول وايت إن "التأثير العميق لهذا الكرم سوف يدوم من خلال الفوائد العلمية التي تخدم الأجيال المقبلة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البحث العلمی بعد الوفاة
إقرأ أيضاً:
سر عدم إبلاغ الدكتورة نوال الدجوي بوفاة حفيدها حتى الآن.. تفاصيل مثيرة
أثارت وفاة الدكتور أحمد الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، حالة كبيرة من الجدل في الأوساط الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، خاصة بعد تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في غياب جدته، ما أثار تساؤلات عديدة حول أسباب عدم حضورها الجنازة وعدم علمها حتى الآن بوفاته.
محامي العائلة يكشف السبب الحقيقي لعدم إبلاغ الدكتورة نوال الدجويوفي هذا السياق، أوضح المحامي محمد إصلاح، وكيل الدكتورة نوال الدجوي، أن الأخيرة لم يتم إبلاغها حتى الآن بوفاة حفيدها أحمد الدجوي، مؤكدًا أن السبب وراء ذلك يرجع إلى طبيعة الوفاة والظروف المحيطة بها، والتي قد تؤثر سلبًا على حالتها الصحية.
عاجل- رفض دعوى حفيدة نوال الدجوي حول أسهم "دار التربية".. المحكمة الاقتصادية تحسم النزاع العائلي نهائيًا محمد حمودة: أسرة أحمد الدجوي لن تقيم العزاء إلا في حضور ماما نوالوأشار إلى أن الأسرة فضلت عدم إبلاغ الدكتورة نوال بالأمر حتى صدور القرار النهائي من النيابة العامة بشأن أسباب الوفاة، حفاظًا على صحتها النفسية والجسدية.
الحالة الصحية للدكتورة نوال الدجوي ودعوى الحجر المثارة إعلاميًاأوضح المحامي أن الدكتورة نوال الدجوي تبلغ من العمر سنًا متقدمًا، وهو ما يجعلها غير قادرة على متابعة الأخبار أو مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مباشر.
وأضاف أن هناك خلطًا واضحًا بين مسألة قدرتها على إدارة أموالها بنفسها، التي تُناقش حاليًا في دعوى الحجر المثارة عبر الإعلام، وبين حالتها الصحية العامة، مؤكدًا أنها لا تزال تحتفظ بكامل قواها العقلية، ولكن تجنب إبلاغها بخبر الوفاة كان حرصًا على سلامتها النفسية، خاصة في ظل ما يتردد من شائعات وأخبار مغلوطة على بعض المنصات.
انتظار قرار النيابة حول أسباب الوفاةأكد المحامي محمد إصلاح أن العائلة تنتظر صدور قرار النيابة العامة بشكل رسمي حول أسباب وفاة أحمد الدجوي، مشددًا على أن أي خطوة تتعلق بإبلاغ الدكتورة نوال الدجوي بالخبر ستتم بعد التأكد الكامل من ملابسات الوفاة، حتى لا تتعرض لأي صدمة قد تؤثر على حالتها الصحية.
حالة من الغموض تسيطر على القضية
يذكر أن وفاة أحمد الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، لا تزال تحيط بها حالة من الغموض، وسط تداول واسع للشائعات حول أسباب الوفاة، الأمر الذي دفع العائلة ومحاميها إلى المطالبة بانتظار نتائج التحقيقات الرسمية والابتعاد عن التكهنات التي قد تزيد الأمور تعقيدًا.