أكد الشيخ علي قشطة، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الرجوع في الهبة أو الهدية بعد تقديمها يعد أمرًا غير جائز في الشريعة الإسلامية، موضحًا أن الهبة تُمنح في الأصل بهدف توطيد العلاقات وإظهار المحبة بين الناس، وليس لإثارة الخلافات أو المشاكل.

وجاءت تصريحات الشيخ علي خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، حيث قال: "الهبة والهدية من صور المحبة والتقدير، وإذا تم الرجوع فيها بعد تقديمها، فهذا يتعارض مع قيم الاحترام والتقدير التي يدعو إليها الإسلام، ولهذا، من الأفضل أن يلتزم الشخص بما قدمه، وألا يطالب باسترجاع ما وهبه.

"

حالات لا يجوز فيها الرجوع في الهبة

أوضح الشيخ علي أن هناك حالات معينة يمنع فيها الرجوع في الهبة بشكل قاطع. على سبيل المثال، إذا طرأت زيادة أو تغير في الشيء الموهوب، كأن يهدي شخص حيوانًا صغيرًا، ثم ينمو ويزداد حجمه وقيمته، ففي هذه الحالة لا يجوز للشخص أن يطالب باستعادة الهبة.

وتابع الشيخ علي موضحًا: “الزيادة التي تطرأ على الهبة تجعل الرجوع فيها غير جائز، لأنها تصبح شيئًا مختلفًا عن الأصل الذي تم تقديمه.

 وهذا يعكس مبدأ أخلاقيًا مهمًا في الإسلام، وهو احترام الهبة بعد تقديمها وعدم استغلال التغيرات التي قد تحدث لها بمرور الوقت.”

من بين القضايا التي ناقشها الشيخ علي كان الرجوع في الهبة بين الزوجين، حيث شدد على أن الهدايا التي يقدمها الزوج لزوجته لا يجوز له أن يطالب باسترجاعها، حتى لو حدثت خلافات بينهما لاحقًا. وأكد أن هذا الحكم يشمل أيضًا الهدايا بين أفراد الأسرة، مثل الأشقاء.

وأضاف: "الهدية بين أفراد الأسرة هدفها تعزيز الروابط العائلية، والرجوع فيها يعكس تصرفًا غير لائق. الإسلام يدعو دائمًا إلى الحفاظ على هذه الروابط وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال."

وفيما يتعلق بالحالات التي قد تتعرض فيها الهبة للتلف أو الهلاك، أوضح الشيخ علي أنه لا يجوز الرجوع فيها أيضًا. ومع ذلك، إذا تغيرت الظروف المادية للشخص الذي قدم الهبة بشكل كبير، يمكن للأطراف المعنية التوصل إلى اتفاق بشأن تعويض أو بدل للهبة إذا كان ذلك ممكنًا.

اختتم الشيخ علي حديثه بالإشارة إلى أن الإسلام ينظر للهبة كوسيلة لنشر المحبة وتعزيز العلاقات الإنسانية، ودعا الجميع إلى الالتزام بقيم الاحترام والتقدير عند تقديم الهدايا أو قبولها. وأكد أن الرجوع في الهبة يعتبر تصرفًا يتنافى مع سماحة الدين وأخلاقياته.

تصريحات الشيخ علي قشطة لاقت تفاعلًا واسعًا بين المشاهدين، حيث أشاد الكثيرون بوضوح الأحكام الشرعية المتعلقة بالهبة ودورها في تعزيز الروابط الاجتماعية، كما أثارت نقاشًا حول أهمية الالتزام بالقيم الإسلامية في التعاملات اليومية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الرجوع في الهبة المزيد الشیخ علی لا یجوز

إقرأ أيضاً:

هل يجوز للعائد من الحج ترك صلاة الجماعة عدة أيام للراحة

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال مفاده ما الحكم الشرعي في طلب الدعاء من الحجاج بعد عودتهم من أداء فريضة الحج، وتركهم لصلاة الجماعة في المسجد لعدة أيام؟ حيث ذكر السائل أن بعض أبناء قريته سافروا لأداء مناسك الحج، وبعد رجوعهم لم يظهر عدد منهم في صلاة الجماعة بالمسجد لمدة تجاوزت الأسبوع، مما دفعه هو وأحد أصدقائه إلى زيارتهم في منازلهم للسؤال عن أحوالهم.

وأضاف السائل أنهم وجدوهم بصحة جيدة، ولما استفسروا عن سبب عدم حضورهم للمسجد، أجابوا بأن من عادات عائلاتهم أن الحجاج بعد عودتهم من الأماكن المقدسة يلازمون منازلهم لأسبوع كامل دون خروج، بسبب إقبال الناس عليهم لطلب الدعاء. 

وكان سؤال السائل: هل هذا الفعل جائز شرعًا؟

وجاء رد دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي بأن زيارة العائدين من الحج وطلب الدعاء منهم والتبرك بهم هو أمر مستحب شرعًا، شريطة ألا يشغلهم استقبال الزوار والضيوف عن أداء ما كُلِّفوا به من عبادات وواجبات، وعلى وجه الخصوص صلاة الجماعة في المسجد كما ورد في السؤال.

هل يجوز الاستغفار بنية طلب قضاء حاجة معينة؟ .. أمين الفتوى يحسم الجدلهل يجب على الحاج المبيت بمكة بعد طواف الوداع؟.. الإفتاء تجيب

وأكدت دار الإفتاء أن الواجب على العائد من الحج أن يحرص على أداء الصلاة جماعة في المسجد، وإن صلّى في بيته جماعة مع من حضر معه، نال أيضًا فضل صلاة الجماعة.

هل الحج يسقط الصلاة الفائتة 

أجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي عن سؤال ورد حول ما إذا كان أداء فريضة الحج يُسقِط الصلوات الفائتة، وجاء الرد واضحًا بأن الحج لا يُغني عن أداء الصلاة بأي حال من الأحوال.

السؤال كان حول رجل يؤدي الحج سنويًا، لكنه لا يُصلي إلا صلاة الجمعة فقط، ويبرر موقفه بأنه سيدخل الجنة قبل المصلين لأن الله يغفر الذنوب جميعًا، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: "من حج ولم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه". كما جاء في السؤال أن بعض الشباب يتركون الصلاة ويتعمدون تأجيلها إلى ما بعد الشباب، ظنًا منهم أن الحج في الكِبر سيكفّر عن تقصيرهم السابق.

وردًا على ذلك، أكدت الإفتاء أن الصلاة فريضة أساسية لا تسقط عن المسلم في أي حال، واستدلت بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وبقوله سبحانه: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: 45].

كما ورد في الحديث الشريف أن النبي ﷺ قال: "خمس صلوات كتبهن الله على عباده، فمن جاء بهن ولم يُضيع منهن شيئًا استخفافًا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد، إن شاء عذّبه وإن شاء أدخله الجنة".

وأكدت الإفتاء أن ترك الصلاة خطر عظيم، بدليل الحديث: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"، كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فضّل فقدان بصره على ترك الصلاة ولو ليوم واحد حينما قيل له نداويه بشرط أن يترك الصلاة مؤقتًا.

طباعة شارك دار الإفتاء صلاة الجماعة العودة من الحج

مقالات مشابهة

  • السلام على من اتبع نهج المقاومة
  • سندويتشات الجمعة!!
  • احذرها.. 10 أماكن يُمنع الوقوف أو التوقف فيها بالمركبات
  • عريس متلازمة داون.. هل يجوز شرعًا وقانونًا زواج ذوي الهمم؟
  • هل يجوز للعائد من الحج ترك صلاة الجماعة عدة أيام للراحة
  • كذبة عودة السوريين.. عصابات تؤمن رحلة الرجوع إلى لبنان وتتحكم بالحدود!
  • 6 أخطاء تبطل الصلاة وتستلزم إعادتها.. تجنب الوقوع فيها
  • مخالفات يرتكبها سائق السيارة يجوز فيها التصالح.. تفاصيل
  • مصر.. فيديو تقشعرّ منه الأبدان لشخص يقتل هرّة بحجر يشعل تفاعلا والأمن يرد
  • شك فيها فـ طعنها.. الحكم على المتهم بقتل زوجته بمدينة نصر| اليوم