لم تكن دموعه تمثيلًا، ولا كانت المكتبة مجرد ديكور. في زمن صارت فيه الدراما "وجبة سريعة"، قرر منذر رياحنة أن يشعل النار في قلب الشاشة، ويحول حلقة "سقوط بغداد" من مسلسل سيوف العرب إلى مرثية فنية تُشبه البكاء على أطلال الأندلس. لم يمثل، بل نَحَتَ دور "صاحب المكتبة" كما تُنحت الحجارة في معابد الحضارة؛ بحسّ فنان ووجع مؤرخ.


في مشهد استثنائي لا يُشبه سواه، ظهر منذر رياحنة على الشاشة وكأنه آخر حارس لذاكرة الأمة. لم يكن الأداء مجرد دور في مسلسل تاريخي، بل تجسيد حقيقي لحظة سقوط مدينة تمثل حضارة بأكملها. تقمّص شخصية "صاحب المكتبة" حد الانصهار، وبعينيه قال كل ما عجزت عنه كتب التاريخ.

صرخته كانت صدى آلاف الكتب المحترقة، وانكساره كان امتدادًا لصوت العباسيين وهم يسقطون دون مقاومة. وفي مشهد مكتوب بعناية وإخراج يعانق الدقة، اختلطت دموع الشخصية بدماء الذاكرة، وتحول الرياحنة إلى مرآة تعكس حزنًا عربيًا لا يُنسى.

المشاهد لم يكن يرى حلقة، بل يعيش جنازة مكتبة، ونهاية عصر. وبين صمت الكاميرا وصوت الحروف المذبوحة، أهدى رياحنة للفن العربي مشهدًا سيبقى يُدرس، لا كمجرد تمثيل، بل كموقف فني لا يُنسى.

مسلسل سيوف العرب، من إنتاج المؤسسة القطرية للإعلام، وإخراج سامر جبر، يضم نخبة من عمالقة الفن العربي منهم سلوم حداد، جمال سليمان، باسم ياخور، وآخرين. ورغم كل هذه الأسماء اللامعة، كان منذر رياحنة هو المفاجأة التي وضعت الأداء التاريخي في قالب إنساني نادر.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: منذر رياحنة الفجر الفني آخر أعمال منذر رياحنة

إقرأ أيضاً:

موسم ثانٍ من مسلسل ونسداي عبر نتفليكس

باريس "أ.ف.ب": تعرض منصة البث التدفقي موسما ثانيا من مسلسل "ونسداي" Wednesday بعد ثلاث سنوات من الأول، وتتولى فيه الممثلة الأمريكية جينا أورتيغا مجددا دور الساحرة وإلى جانبها وجوه جديدة، فيما لا يزال تيم بيرتون منتجا للعمل ومخرجا له.

ويُعَدُّ هذا المسلسل الكوميديّ المُرعب المُستوحى من عالم عائلة آدامز، ثاني أكثر المسلسلات استقطابا على المنصة، مع أكثر من 252 مليون مشاهدة، بعد الموسم الأول من "سكويد غايم" Squid Game الذي حقق 265 مليونا.

صُوّر الموسم الجديد المُكوّن من ثماني حلقات في ايرلندا، وسيُعرض على جزأين، في 6 أغسطس و3 سبتمبر.

وفي هذا الموسم، تعود المراهقة ذات المظهر القوطي والبشرة الشاحبة الرافضة التكنولوجيا الجديدة، إلى أكاديمية نيفرمور، حيث يدرس المستذئبون وحوريات البحر وغيرهم من "الخارجين عن المألوف" (على عكس "نورميس").

وبفضل موهبتها في الاستبصار، تواصل الكبرى بين أبناء عائلة آدامز التصرف كمحققة مع حصول سلسلة جديدة من جرائم القتل الغامضة، بينما تسعى إلى التوفيق بين هذه المهمة وشعبيتها الجديدة - التي تكرهها - وعلاقتها الصدامية مع والدتها مورتيشيا (كاثرين زيتا جونز).

وانضم إلى فريق الممثلين هذا الموسم كلّ من ستيف بوسيمي وجوانا لوملي ("أبسولوتلي فابيولس" Absolutely Fabulous)، وكريستوفر لويد.

كذلك تشارك المغنية ليدي غاغا، التي رُبطت أغنيتها "بلادي ماري" Bloody Mary على وسائل التواصل الاجتماعي بمشهد رقص من مسلسل "ونسداي" انتشر على نطاق واسع.

مقالات مشابهة

  • الحياة بيدٍ واحدة!
  • رئيس احد الأحزاب اللبنانية: حزب الله أعاد لبنان فعلياً إلى الوراء مئة سنة!
  • الدالي: تمثيل الأحزاب في البرلمان مرتبط بقوتها في الشارع وليس بالمشاركة
  • الدالي: التحالفات الانتخابية ضرورة لضمان تمثيل الأحزاب في ظل نظام القائمة والفردي
  • جعجع: الحزب أعاد لبنان مئة سنة إلى الوراء
  • النائب محمد أبو العينين: تمثيل الشعب شرف ومسؤولية والصناعة مفتاح التقدم
  • وزير الخارجية: مؤتمر «حل الدولتين» أعاد الزخم للقضية الفلسطينية
  • موسم ثانٍ من مسلسل ونسداي عبر نتفليكس
  • مفوضية السليمانية: نسبة تمثيل النساء في برلمان كوردستان أعلى من الانتخابات الاتحادية
  • قصة رجل أعمال خسر 2.7 مليون ريال فأصبح حارس أمن .. فيديو