ابن سلمان وترمب يؤكدان على خفض التصعيد.. وماكرون يحذّر من ساعات خطيرة
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالات دبلوماسية مكثفة مع زعماء العالم، أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للتأكيد على ضرورة ضبط النفس وخفض التوتر الإقليمي الذي بات يهدد بانزلاق خطير.
وفي اتصال هاتفي جمعه بترمب، شدد ولي العهد على أهمية الوسائل الدبلوماسية لحل النزاعات، مؤكدًا على استمرار العمل المشترك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، في إشارة واضحة إلى جهود المملكة في تهدئة الأوضاع المتفجرة منذ الضربات الإسرائيلية الأخيرة على العمق الإيراني.
وفي سياق متصل، تلقى بن سلمان اتصالاً آخر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي عبّر عن قلق بالغ من التصعيد الحالي، وأعلن تأجيل المؤتمر الدولي لحل الدولتين الذي كان من المزمع عقده في نيويورك، لافتا إلى أن التنسيق جارٍ مع الرياض لتحديد موعد جديد.
ماكرون: "إيران خرجت عن التزاماتها"
وفي موقف حاد، حمّل الرئيس الفرنسي إيران مسؤولية "زعزعة الاستقرار الإقليمي"، قائلاً إن “الساعات المقبلة ستكون خطيرة جدًا”، وأضاف أن باريس مستعدة للمشاركة في الدفاع عن إسرائيل إذا تعرّضت لهجوم مباشر من طهران.
كما شدد ماكرون على أن إيران "تخصب اليورانيوم بمستويات تهدد الأمن العالمي" وتطوّر صواريخ يُشتبه في قدرتها على حمل رؤوس نووية، متهماً طهران بخرق كافة التزاماتها الدولية.
غارات إسرائيلية نوعية.. واغتيالات رفيعة
وأعلنت تل أبيب، الجمعة، أنها نفّذت سلسلة غارات استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ في إيران، فيما وصفت مصادر أمنية العملية بأنها "الأكبر من نوعها" ضد قدرات طهران الدفاعية. ونُقل عن مصدر إسرائيلي أن وحدات كوماندوز من الموساد نفذت عمليات في العمق الإيراني، بالتوازي مع قصف منصات دفاع جوي ومراكز اتصالات.
وفي تطور صادم، تحدثت تقارير عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، من بينهم اللواء حسين سلامي ورئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، إلى جانب ستة علماء في المجال النووي، أبرزهم أمير علي حاجي زادة، قائد القوة الجوفضائية بالحرس.
وأفادت وسائل إعلام عبرية، مساء الجمعة، بوقوع أضرار جسيمة بمنطقة تل أبيب الكبرى جراء إطلاق إيران دفعتين من الصواريخ تجاوزت الـ150 تجاه إسرائيل، ادعت أنه تم اعتراض عدد منها وأطلقت عليها إيران "عملية الوعد الصادق 3".
وقالت هيئة الإسعاف الإسرائيلية، في بيان مقتضب، إن عشرات الأشخاص منهم من هو في حالة حرجة أصيبوا جراء الصواريخ الإيرانية.
وعقب بدء الرد الإيراني، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن طهران "تجاوزت الخطوط الحمراء" وتوعد "بتدفيعها ثمنا باهظا".
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن هجومه "الاستباقي"، الذي يتواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ البالستية والعديد من القدرات العسكرية".
بالمقابل، أكدت إيران على حقها الشرعي في الرد على الهجوم، وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي - عبر رسالة وجهها إلى شعبه - إسرائيل، بـ"برد ساحق" يجعلها تندم على هجومها.
وهذا الهجوم الإسرائيلي الأوسع من نوعه على إيران، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.
بينما وصف ترامب الهجوم الإسرائيلي بـ"المثالي"، مشيرا إلى أنه منح إيران 60 يوما للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وأن هذه المهلة انتهت أمس الخميس، تتصاعد تحركات واتصالات إقليمية، في مسعى لتجنيب المنطقة تصعيدا قد يتحول لحرب شاملة.
وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 شنت إيران هجوما على إسرائيل بأكثر من 250 وأطلقت على تلك العملية في حينه "الوعد الصادق 2". وقبلها شنت هجوما آخر في أبريل/ نيسان 2024 أطلقت عليه "الوعد الصادق 1".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الإسرائيلية الإيراني حرب إيران إسرائيل مواقف حرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
12 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: تبرز دلالات تأكيد محمد جواد ظريف أنّ فصائل المقاومة في المنطقة لاسيما في العراق لا تتحرك بوصفها أذرعًا لإيران، بل كقوى محلية تنبع شرعيتها من مواجهة الاحتلال على أراضيها، في موقف يقدّمه وزير الخارجية الإيراني الأسبق بوصفه تفنيدًا لسرديات إقليمية ودولية تربط بين نشاط تلك الفصائل ومصالح طهران المباشرة.
ومن جانب آخر يشرح ظريف، خلال مشاركته في ندوة حول الدبلوماسية في زمن الحرب على هامش معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد، أنّ إيران تكبدت أثمانًا سياسية واقتصادية باهظة نتيجة هذا الدعم، مؤكدًا أن ما يُوصف بـوكلاء إيران لم يطلقوا رصاصة واحدة على مدى 45 عامًا لخدمة مصالحها، بل قاتلوا من أجل أراضيهم وحرياتهم، معتبرًا أنّ المقاومة تنشأ بصورة طبيعية من سياقات الاحتلال والقمع، وأن دعم بلاده لها لا يعني احتواءها أو القدرة على إنهائها.
وتشير تصريحات ظريف إلى محاولة إعادة صياغة العلاقة بين طهران والفصائل الإقليمية في إطار مفهوم التكلفة والالتزام، لا الوصاية أو التوجيه، مع تسليط الضوء على ما يراه الوزير الأسبق دورًا ممتدًا لبلاده في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي يقول إن إيران قدمت لها دعمًا يفوق ما قدمته دول عربية، في إشارة تعكس رغبة طهران في تثبيت سردية المسؤولية الأخلاقية والسياسية تجاه الصراع.
وأيضًا يلفت ظريف، في سياق حديثه عن مستقبل المنطقة، إلى أنّ بلاده لا تبحث عن هيمنة، بل عن “منطقة قوية” تستند إلى دول قادرة على حماية نفسها، من العراق إلى السعودية، مشددًا على أنّ إيران راضية بحدودها وجغرافيتها وتطمح إلى العيش بين محيط من “الأصدقاء والإخوة”، في خطاب يعكس تصورًا لتوازن إقليمي يقوم على الشراكات لا على مراكز النفوذ.
ويواصل الوزير الأسبق استحضار المبادرات الإقليمية التي طرحتها إيران، من بينها مبادرة مودّة للحوار الإسلامي، ومبادرة منارة للتعاون في استخدام الطاقة النووية السلمية، باعتبارهما إطارين لحلحلة الأزمات الممتدة، مع تأكيده أنّ جذر المشكلات يبقى الاحتلال الإسرائيلي الذي يعيد إنتاج توترات الشرق الأوسط وفق تعبيره.
وعلى صعيد أوسع تتقاطع هذه الرسائل مع نقاشات دبلوماسية وإعلامية عربية عن مآلات الحرب في غزة وتمدد الصراع في الإقليم، إذ تتفاعل على المنصات الرقمية تدوينات تربط بين خطاب ظريف ومحاولات إعادة ضبط صورة إيران إقليميًا، وسط سجالات حول دور طهران وحدود نفوذها، في مشهد يعكس حجم الاستقطاب الذي تفرضه دورة الصراع المتجددة في الشرق الأوسط.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts