ريهام العادلي تكتب: دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في حياتنا اليومية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
يؤثر الذكاء الاصطناعي على حياتنا بشكل كبير، حيث يمكنه تحسين كفاءة العمل وتوفير الوقت والجهد. يستخدم الذكاء الصناعي في العديد من المجالات مثل الطب والتعليم والنقل والتسوق عبر الإنترنت. يمكنه تحليل البيانات بشكل سريع ودقيق واتخاذ القرارات الأمثل. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه بشكل مسؤول لضمان عدم تأثيره على العمالة وحماية الخصوصية.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على حياتنا؟
و ما هو تأثير الذكاء الصناعي على الإنسان ؟
أصبح من الصعب تمييز الإنتاجات الرقمية - هل هي بشرية أم من انتاج الذكاء الصناعي. تتكاثر وتتطور بتسارع هذه البرامج وأصبح لدينا المئات منها ما يمكننا من إنتاج مقاطع موسيقية من وصف نكتبه، أو إنتاج صورة لتعبيرات نصية نخترعها، أو إنتاج فيديوهات من كلمات نصوغها، وكذلك إنتاج وصف نصي لصور نختارها، وملخصات علمية لمواضيع تهمنا، واختيار الرحلة الملائمة لاحتياجاتنا، وتوجيهنا لأية أعمال لها نسبة نجاح عالية، وغيرها الكثير الكثير من الأمور الأخرى التي تغير قوانين لعبة التكنولوجيا الرقمية وحياتنا.
تعود بداية العمل على الذكاء الاصطناعي إلى عام 1956 كمجال أكاديمي ومشاريع أولية نحو تطوير عقل صناعي بريادة علماء ومفكرين من شركة IBM، مع أن الفكرة بدأت قبل ذلك بعشرات السنوات بين العديد من المفكرين والعلماء من عدة مؤسسات أكاديمية وعلمية. تطور الذكاء الصناعي مع التطورات في عوالم الحاسوب والتكنولوجيا الرقمية وتحول من بدايات في حل مسائل جبرية معقدة إلى الفوز على بطل العالم الروسي كاسباروف في الشطرنج عام 1996، ومع بداية هذا القرن تسارعت التطورات لتشمل عدة مجالات. ومن أكثر هذه المجالات هو تطوير التعامل مع لغة البشر المكتوبة والمحكية وبعدة لغات. ما زالت التطورات مستمرة والشركات الرائدة في هذا المجال تسعى للوصول إلى ذكاءات صناعية تحاكي وتفوق البشر ليس فقط في الذكاء التحليلي، بل وتعلن عن توجهها لتطوير قدرات عاطفية، اجتماعية الى جانب الذكاء الصناعي، بل ويقولون - أبعد من ذلك - إنهم يسعون للوصول إلى الذكاء الصناعي لـ "الوعي الذاتي".
إن الذكاء الاصطناعي يعتمد على حوسبة ملايين المعطيات والإنتاجات البشرية الرقمية لبرامج محوسبة "لتتعلم"، بمعنى تعالج، تنظم، تحلل، تدمج وتنتج وفقا للمعطيات. الخوارزميات (أي مجمل خطوات طريقة حل لمشكلة ما) التي وفقها تبرمج برامج الذكاء الصناعي التي تتميز بكونها مستمرة في التعلم من معطيات جديدة ومن تقييم إنتاجاتها وأدائها على يد البشر أو بطرق محوسبة، وبهذا تتكون سيرورة تقدم وتطور مستمرة في دقة هذه البرامج ، ان التكنولوجيا الرقمية تتطور بتسارع فهي تمكن برامج الذكاء الصناعي أيضا من التوسع والتعلم المتسارع لرفع الأداء والدقة والتوسع في مجالات جديدة.
من الواضح أن التكنولوجيا الرقمية بخوارزمياتها الذكية، أسرع وأدق من الإنسان في الكثير من المجالات، فالمنتجات الرقمية تقدم خدمات لملايين الناس خلال ثوان بينما يحتاج الموظف على الأقل دقائق للقيام بمهمة واحدة.
هناك برامج طبية ذكية تستطيع تمييز ملايين الأمراض خلال ثوان، بينما يحتاج الطبيب عشر دقائق لفحص وتمييز مرض شخص واحد، ناهيك عن دقة البرامج التي تعتمد على ملايين المعطيات السابقة والأبحاث الحديثة، التي لا يستطيع أي متخصص في وقته المحدود الوصول إليها.
الذكاء الاصطناعي الذي نشاهده اليوم ليس إلا جزءا من بداية الطريق وسيكون فيها الكثير من الخير والشر. علينا كبشر تحديد أية أمور نستطيع بأمان تركها للذكاء الصناعي والاستفادة من أدائها، مثل المجالات الطبية، والتحليل والاستنتاج من بيانات كبيرة.
أية أمور "نتشارك" بها، مثل مهام إدارية، إنتاجات غذائية، مساعدات إنسانية. أية أمور من الخطر إعطاء المجال لتطويرها ونشرها ودمجها بحياتنا، مثل خرق الخصوصية، والتأثير على العقول والفكر الإنساني الحر.
بلا شك إن التطورات التكنولوجية الرقمية بدأت تأخذ الكثير من أماكن العمل ذات سمة التكرارية، لكن أيضا بالمقابل نفس هذه التكنولوجيا الرقمية والذكاءات الصناعية فتحت آفاقا وفرصا جديدة، مثل وظائف جديدة من نوع آخر، وصول المعرفة لأماكن لم تصلها مسبقا، تواصل وتعاون بشري واسع، خدمات أسرع وأدق وغيرها الكثير من أمور أضافت على حياتنا.
التطورات السريعة عليها أن تجعلنا نعيد التفكير في الكثير من الأمور وأهمها التربية والتعليم، لتوجيه أولادنا ومجتمعنا وتدريبهم ليبقوا ذوي معنى ونجاح في هذه الحياة، لتكون بوصلتهم فعل الخير والفائدة للبشر والبيئة. من هنا فمن الواجب أن نوجه بوصلة التربية والتعليم نحو تطوير القدرات .
الذكاء الاصطناعي واقع ويتسارع في التطور، تأثيره كبير على مجمل حياتنا، ويضعنا أمام خيار جديد: هل نسارع في تطوير أنفسنا لندير نحن هذه الحداثة؟ أم لا نكترث ونتحول إلى مقطع يسهل للذكاء الاصطناعي إدارته وتوجيهه كيفما يشاء؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات المزيد التکنولوجیا الرقمیة الذکاء الاصطناعی الذکاء الصناعی الکثیر من
إقرأ أيضاً:
وضع الذكاء الاصطناعي يصل إلى الشاشة الرئيسية في هواتف أندرويد
تشهد خدمة بحث Google تحولًا جذريًا في الفترة الأخيرة، والمحرك الرئيسي لهذا التغيير ليس سوى الذكاء الاصطناعي.
فعملاق البحث يعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل جوانب تجربة المستخدم، بدءًا من كيفية عرض النتائج ووصولًا إلى طريقة التفاعل معها.
والآن، تأتي خطوة جديدة لتعزيز هذه التجربة، إضافة اختصار مباشر لوضع الذكاء الاصطناعي على الشاشة الرئيسية لهواتف أندرويد.
اختصار جديد لبدء البحث الذكي بضغطة واحدةأطلقت Google اختصارًا دائري الشكل يظهر ضمن أداة البحث (Search Widget) على الشاشة الرئيسية، إلى جانب أيقونتي الميكروفون وGoogle Lens، ويتيح هذا الاختصار فتح واجهة بحث بملء الشاشة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في تجربة أقرب لما يشبه الدردشة التفاعلية الذكية.
ظهر هذا الاختصار لأول مرة في أبريل لبعض مستخدمي النسخة التجريبية، ثم اختفى لفترة، قبل أن يعود مجددًا ويبدو أنه سيبقى رسميًا هذه المرة.
ويمكن تفعيله بسهولة من خلال الضغط المطول على أداة البحث، ثم اختيار "تخصيص" ومن ثم التوجه إلى قسم "الاختصارات" لتفعيل "AI Mode" الذي أصبح الخيار الثاني في القائمة.
الاختصار متوفر الآن لمستخدمي النسخة التجريبية والمستقرة من تطبيق Google (الإصدار 16.28) على نظام أندرويد. ويعتبر هذا الاختصار أسرع وسيلة للوصول إلى وضع الذكاء الاصطناعي، خاصة لمستخدمي الهواتف غير التابعة لعائلة Pixel.
لكن يجدر بالذكر أنه إذا لم يكن المستخدم مشتركًا في برنامج "Search Labs"، فقد تبدو الواجهة كما كانت سابقًا. ففي هذه الحالة، سيظهر الاختصار على شكل شريط صغير أسفل شريط البحث، ولن يتمتع بتصميم واجهة المستخدم الجديدة المتكامل مع خلاصة Discover أو ميزة "Search Live".
مزايا جديدة ضمن تجربة البحث الذكييتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي في بحث Google بشكل ملحوظ. فقد تم إطلاق ميزة AI Overview، التي تتيح تعميق نتائج البحث باستخدام ثلاثة أزرار تكميلية تفاعلية.
كما أصبح بإمكان Google إجراء مكالمات هاتفية نيابة عن المستخدم للأنشطة التجارية، بالإضافة إلى التعامل مع مهام بحثية معقدة.
إلى جانب ذلك، يجري حاليًا طرح ميزة Search Live، التي تسمح للمستخدم بالتحدث بطريقة طبيعية والحصول على إجابات فورية.
كما أن وضع الذكاء الاصطناعي AI Mode يتم توسيعه ليشمل خاصية "الدائرة للبحث Circle to Search"، مع دعم أفضل للألعاب وتحسينات في العرض البصري.
تطور مستمر... ولكن ليس دون تحفظاترغم أن هذه التحديثات تسعى لتوفير الوقت وتحسين كفاءة البحث، إلا أن هناك بعض المخاوف.
إذ يرى البعض أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في تقديم نتائج "متوقعة" قد يُضعف روح الاستكشاف، ويقلل من فرص العثور على محتوى جديد لم يكن المستخدم يبحث عنه أساسًا.
هكذا تدخل Google عصرًا جديدًا من البحث الذكي، لكن يبقى السؤال مطروحًا: هل ستجعلنا هذه الأدوات أكثر ذكاءً أم فقط أكثر كفاءة؟ الإجابة لا تزال غير محسومة.