اكتشاف موقع دفن العبيد ضحايا الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
في اكتشاف مثير للجدل، عثر باحثون على موقع دفن مجموعة من العبيد الذين كانوا مملوكين للرئيس الأمريكي السابع أندرو جاكسون. فقد توفي ما لا يقل عن 26 شخصًا من العبيد في مزرعة جاكسون في ولاية تينيسي بين عامي 1804 ونهاية الحرب الأهلية في 1865، لكن لم يكن أحد يعرف مكان دفنهم حتى الآن.
وأعلنت مؤسسة أندرو جاكسون عن اكتشاف مهم، اليوم الأربعاء، يعتقدون أنهم قد عثروا على مقبرة العبيد في "هيرميتيج"، المنزل التاريخي للرئيس الأمريكي السابع.
تم توجيه عملية البحث عن المقبرة بناءً على تقرير زراعي يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، ذكر منطقة غير مزروعة بسبب وجود أشجار طويلة وقبور فيها. كما كان لدى الباحثين افتراض بأن المقبرة ستكون بالقرب من وسط المزرعة التي تبلغ مساحتها 1000 فدان (405 هكتارات) على أرض ذات قيمة زراعية منخفضة. وفي أواخر العام الماضي، وبمساعدة متبرع مجهول مهتم بالمشروع، بدأوا في إزالة الأشجار وطلبوا من عالم الآثار جيمس جرين المساعدة في البحث.
بعد إجراء مسح ميداني للعقار والبحث عن الانخفاضات أو القبور المحتملة، تم تحديد الموقع المحتمل. وأكدت فحوصات الرادار الجزئية والحفريات الدقيقة، التي لم تزعج أيًا من الرفات، الاكتشاف: حيث تم العثور على ما لا يقل عن 28 شخصًا، وربما أكثر، دفنوا بالقرب من مجرى مائي، على بعد حوالي 305 مترًا شمال غرب القصر.
وأعرب توني غوزي، رئيس قسم الحفاظ على المواقع والعمليات، عن شعوره بالإثارة والجدية في آن واحد عند اكتشاف المقبرة، قائلاً: "بالنسبة لي، سيكون هذا مكانًا للتأمل والتفكير."
كان أندرو جاكسون من بين عدة رؤساء أمريكيين في أوائل القرن التاسع عشر الذين امتلكوا عبيدًا، وأصبح اكتشاف قبورهم أولوية في العديد من المواقع الرئاسية. يسعى المؤرخون الآن لرواية قصة شاملة أكثر عن الأشخاص الذين بنوا الأمة، سواء كانوا أحرارًا أو عبيدًا. يضم موقع "هيرميتيج" التاريخي بالفعل بعض الأكواخ التي كان يعيش فيها العبيد، بالإضافة إلى معلومات تم الحصول عليها من الحفريات والبحوث حول بعض الأشخاص الذين تم استعبادهم من قبل عائلة جاكسون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العبيد ولاية تينيسي الحرب الأهلية
إقرأ أيضاً:
مقبرة حي جوبر الدمشقي تعجّ بالحياة وسط الدمار في عيد الأضحى
جوبر(سوريا) - يغالب جودت القيس دموعه عند قبر والده في مقبرة جوبر، التي أضحت المكان الوحيد النابض بالحياة في هذا الحي المدمّر عند الأطراف الشرقية لدمشق، مع توافد كثيرين إليها في أول عيد أضحى منذ إطاحة الحكم السابق.
بتأثر بالغ، جثا القيس (57 عاما) في جوار قبر والده الذي "توفي قبل 25 يوماً، وكانت أمنيته أن يُدفن في جوبر، وأكرمنا الله بتحقيق أمنيته".
يضيف لفرانس برس "أشخاص كثيرون حرموا من أن يواروا الثرى في مسقط رأسهم".
وسط الدمار الواسع في مختلف أنحاء الحي، تصدح تكبيرات العيد من مئذنة مسجد جوبر الكبير الذي لم يسلم من الخراب، لكن بقي من بنائه ما يكفي ليتحوّل إلى نقطة التقاء لعشرات المصلين فجر عيد الأضحى، في مشهد لم يعرفه الحيّ من أكثر من عقد.
وحيّ جوبر الذي كان عدد سكانه يناهز 350 ألف نسمة قبل العام 2011، هو من أكثر المناطق السورية التي تعرضت للتدمير خلال النزاع. واستمر القصف والمعارك في الحي حتى 2018، حين أفضى اتفاق بين حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد وفصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية لدمشق، الى إفراغ المنطقة من المقاتلين وعائلاتهم.
ولا تزال المقبرة التي لم تسلم بدورها من تداعيات النزاع، شاهدة على حجم الدمار الهائل الذي أصاب الحي.
بين الحفر التي خلّفتها الصواريخ وأكوام الحجارة التي كانت قبورا، تتوزع عائلات وجيران التقوا بعد غياب، يتبادلون القهوة والتمر.
ومن هؤلاء مقاتلون سابقون وآخرون تعرضوا لإصابات بالغة خلال الحرب، حضروا على كراسٍ متحركة أو عكازات.
ويقول القيس الذي كان تاجر ذهب قبل اندلاع النزاع "المفارقة أن المقبرة هي المكان الوحيد الذي يعجّ بالحياة ويجمع الناس. لا شيء يجمعنا في جوبر حالياً سوى المقبرة. كل شيء مدمّر".
- "عدد السكان... صفر" -
على أطراف المقبرة، ينكب كثيرون في البحث عن مراقد أحبّتهم بعدما أُطيحت معظم الشواهد. وخطّ أولئك الذين عثروا عليها، أسماء بسيطة أو علامات بدائية تميّز القبور في زياراتهم المقبلة.
كان جهاد أبو المجد (53 سنة) من المحظوظين القلائل. ويقول لفرانس برس "وجدت قبر والدتي سالماً وصرت أبكي".
ومنذ إطاحة حكم الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، يصرّ أبو المجد على زيارة قبر والدته بشكل دوري.
ويقول "نحن لا نبارح المقبرة، نشعر بالراحة هنا، فيها (دفن) أجدادنا ومعارفنا، ونفاجأ أحيانا بأشخاص رحلوا ولم نعرف ذلك من قبل".
على مقربة من الجامع الكبير، يفترش حمزة إدريس الأرض لأداء صلاة العيد، بعدما امتلأت المساحة المخصصة داخل المسجد.
يشير إلى الحي والدمار في أنحائه، ويقول "المدينة غير صالحة للحياة حالياً. بحاجة لإعادة بناء مجدداً، ونسبة الضرر فيها مئة في المئة".
في اليوم التالي لسقوط الأسد، عاد إدريس من إدلب (شمال غرب) التي هجّر إليها مع عائلته عام 2018.
لكن إدريس الذي يشغل حاليا عضوية مجلس أمناء جوبر، يؤكد أن العودة بقصد الاقامة لا تزال "مستحيلة".
ويوضح "عدد سكان جوبر قبل الثورة (كان) 350 ألف نسمة، أما اليوم فعدد السكان هو صفر".
فقد إدريس خلال الحرب ثلاثة من أبنائه، وتمكن أخيرا من زيارة قبورهم، ولا يزال حتى اللحظة يتمنى "أن لا يكون ما أراه حلما... الآن فقط أشعر بالعيد".
لكن هذه الفرحة لا تخفي مرارة الخراب في الحي. ويقول إدريس "حتى المقبرة لم تسلم من القصف والتدمير، وهي أيضا شاهد على حجم الدمار في المنطقة".