عربي21:
2025-08-01@15:34:39 GMT

مستقبل الشام في الثورة السورية

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

سوريا انتصرت على شيطانها ونتابع من بعيد احتفالها ونتخيل خيالات جميلة تصل إلى حد بناء الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة فعلا لا قولا، ولكن بالديمقراطية لا بالقمع والتنكيل. لقد كانت دمشق عاصمة العالم، ولا شيء في خيالنا يمنعها من استعادة دورها التاريخي فهي منذورة لقيادة العالم. ولكننا واعون بأن خيالنا يثقل عاهل دمشق وأهلها بمطالب ليست مستعدة لها، إذ يكفيها أن تخفف عبء الاضطهاد على جمهورها في الأمد القريب.



قد تكون دمشق الآن متواضعة لمطالب أهلها فقط، ولا تفكر في تصدير ثورتها إلى أحد، وهذا من حكمة الثورات، ولكن نظن يقينا أن نجاحها مهما صغر يهدد جيرانها بنموذج الديمقراطية المشتهى منذ انطلاق الربيع العربي من تونس واستجابتها له في سنة 2011.

نقل سوريا الغنية بتعددها الإثني والمذهبي والجغرافي في محيط معاد للديمقراطية إلى وضع استقرار في الديمقراطية والتنمية ليست عملية ميسورة. وهي أشق على السياسيين من مشقة الحرب، ولكن هذا هو المصير الوحيد لثورة دفعت فيها أثمان كبيرة؛ أن تعاد سوريا إلى محيطها ودورها بالديمقراطية وبلا لغو الممانعة الذين اكتشفنا زيفه. هل تفلح الثورة السورية في التحول من ثورة الحرية إلى دولة الديمقراطية وتجتنب أخطاء الربيع العربي الأولى؟ سنحاول تفكيك الصورة.

السيناريو الجميل الذي يخيف الكيان
الديمقراطية في سوريا تخيف الكيان وداعميه مثلما ما أخافه وضع ديمقراطي في مصر وبقية أقطار الربيع العربي في لحظاته الأولى، فسعت القوى المعادية للديمقراطية وبأمر صهيوني لا نشك فيه إلى التخريب ببث الفوضى وغالبا باسم الديمقراطية، لذلك فإن الوضع المناسب للكيان هو التخريب من الداخل وسيكون ذلك بأمور كثيرة
في اليوم الثاني للتحرير والفصائل ترتب مدنها تثبت الصور الواردة من حلب المحررة أن إدارة المدن ناجحة وفعالة وتقدم صورة ممتازة لإدارة مدنية ديمقراطية. لم تُفتح بوابات الثأر والعراك الإثني والمذهبي وهذا نصر آخر ينجز خلف المقاتلين. والتوقع أنه إذا تراكمت مثل هذه النجاحات المدنية فإن وضعا ديمقراطيا سيبني عليها بهدوء، بما يبث حالة من الطمأنينة والأمن يفتح على المزيد من السلام المدني الذي يشكل قاعدة العمل السياسي الديمقراطي.

الثابت واليقيني أن الديمقراطية في سوريا تخيف الكيان وداعميه مثلما ما أخافه وضع ديمقراطي في مصر وبقية أقطار الربيع العربي في لحظاته الأولى، فسعت القوى المعادية للديمقراطية وبأمر صهيوني لا نشك فيه إلى التخريب ببث الفوضى وغالبا باسم الديمقراطية، لذلك فإن الوضع المناسب للكيان هو التخريب من الداخل وسيكون ذلك بأمور كثيرة منها:

- بث صورة داعش وأعمالها لتشويه الثورة السورية بين الناس وفي المحيط الإقليمي والغربي. والخشية هنا أن تكون فصائل إسلامية في الثورة ميّالة إلى خطاب الدولة الإسلامية ونموذجها المتخيل، فتجنح إلى خطاب الفتح والأسلمة وفرض الخطاب الشريعي على من يختلف معها.

- تحريك شياطين الخلاف الإثني والمذهبي، خاصة بتحريك الثارات الشيعية المهزومة في كل بلاد الشام.

- إثارة تقسيمات بين من ثار ومن لم يثر ومن سيحكم بشرعية المشاركة في الثورة ومن لم يطلق فيها رصاصة. وهنا سيُخرج كل من قال كلمة ضد بشار رأسه ليطلب وزارة وموقعا، وقد كان هذا الأمر أداة تخريب للربيع العربي. توجد نخب عربية ترغب في دول بها وزير لكل مواطن.

- تحريك قضية الجولان المحتل بغاية المزايدة خاصة من فلول النظام التي لن تندثر بسقوط حزب البعث ورأس النظام. وهي القضية التي لم يطلق فيها النظام رصاصة واحدة منذ العالم 1973، وقد وضع الكيان رجله في ما خلف خط الهدنة لسنة 1974 ليحرك شيطان المزايدة بالتحرير.

- سيكون للوضع الاقتصادي المنهار أثر بالغ في تعطيل عملية الترميم والاستنهاض لحين استعادة قيمة العملة باستبدالها أو بتقويتها، والخروج من هامش الاقتصاد التركي خاصة في المناطق المتاخمة. وهذا شيطان خبيث يمكن استعماله لتثوير الناس ضد الفصائل التي قد تكون تملك شجاعة القتال دون خطة فعالة لنهوض اقتصادي سريع دون الخضوع للابتزاز.

من هذه البوابات سيتخذ الكيان (وخط التطبيع العربي المعادي للديمقراطية) مداخل بهدف واضح ألّا تستقر سوريا أبدا، وأن تفتح فيها جبهات تشابك أهلي وصراعات موضعية تمنع كل اتجاه نحو حالة سلام طويلة يتخذها الثوار قاعدة لبناء بلد حر وديمقراطي. إن الفوضى بعد نظام الأسد هدف صهيوني يسمح له بالإملاء وحتى التدخل العسكري المباشر.

لسنا نعلّم من حمل السلاح بشجاعة ما عليه فعله، ولذلك نتخيل أن لهم صورة عن هذه الاحتمالات، فإن وقعوا في أخطاء الربيع العربي الأولى فسيطول عليهم طريق بناء الديمقراطية.

الديمقراطية في سوريا تعد بتغيير استراتيجي
نرى الصعوبات القائمة أمام ترسيخ الثورة على الأرض والتحول الضروري من الثورة إلى الدولة، وهو الأمر الحتمي الذي كلما تأخر خلق صعوبات إضافية. لكن لا بد من ترسيخ فكرة قادمة هي أن الديمقراطية في الطريق
فشل الربيع العربي في مصر وشمال أفريقيا قدم لنا دروسا، محاذير يمكن التعلم منها. وأهم درس هو أن الديمقراطية مخيفة لقوى الهيمنة، وهذا درس قديم يتجدد في كل لحظة حرية ولن تشذ تجربة جديدة في سوريا عن ذلك. وبقين صارم نكت: لقد خُرِّبت الثورة السورية لقطع هذا الاحتمال في بلاد الشام. ولكن الاحتمال يعود ويثير الخوف ثانية لا في الكيان وداعميه، ولكن في الجوار الإقليمي. هل تحسن المعارضة السورية (الدولة الجديدة) الاستفادة من أخطاء من تصدى للحكم في الربيع العربي، إنه درس متاح وقد دفع ثمنه؟

سؤال على طاولة الحكم الجديد كيف ستنقذ الثورة بلدها من الاستدراج للتطبيع مقابل المساعدات، وتنقذ شرف الثورة من أن تكون ضمن أجندة تطبيع وتقسيم المقسم في (أفق إسرائيل الكبرى) بتنا نسمع أيتام البعث والمحرومين من الفستق الإيراني يرددونها كلازمة.

غني عن القول أن كل من تحمس للثورة السورية وتعاطف مع السوريين سيعاني هذه السردية لزمن طويل، كما لو أن نظام بشار قد حارب فعلا ولم يكتف بجملة "في الوقت والمكان المناسبين".

نرى الصعوبات القائمة أمام ترسيخ الثورة على الأرض والتحول الضروري من الثورة إلى الدولة، وهو الأمر الحتمي الذي كلما تأخر خلق صعوبات إضافية. لكن لا بد من ترسيخ فكرة قادمة هي أن الديمقراطية في الطريق، وهي تهدد بقدر ما تعد. الوعد لأهل الأرض، والخوف سيظهر في الجوار ويعبر عن نفسه بالكيد والتخريب.

هنا ستعاني الثورة السورية أكثر من معاناتها نظام بشار المخلوع الهارب، وعلى القيادة أن تنظر مليا في أخطاء مصر وتونس وليبيا وتتجاوزها بحكمة من يحسن قراءة التجارب التاريخية، فالفشل درس مفيد دوما.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الديمقراطية الربيع العربي الثورة الأسد سوريا الربيع العربي الأسد الثورة الديمقراطية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة الدیمقراطیة فی أن الدیمقراطیة الربیع العربی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

إسرائيل انتصرت.. ولكن على شرعيتها!

لوقت مضى كنا عربا ومسلمين نسخر من مقولة "طهارة سلاح جيش الدفاع" وأنه "الأكثر نظافة ومهنية، في العالم"، بل لم نكن نعترف أن هذا الجيش للدفاع بل كنا نقول دائما إنه للعدوان والقتل وارتكاب المذابح، كما سخرنا من فرية "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" كونها محاطة ببحر من "الأعداء العرب" الذين حاولوا "رميها في البحر"، فضلا عن مقولة أنها "واحة الديمقراطية" أو "فيلّا وسط غابة شرق عربي بدوي متوحش". والحقيقة أن كل هذه المصطلحات كانت عماد الرواية والدعاية الإسرائيلية التي صرفت عليها مليارات الدولارات على مدار عقود، وباعتها بسلاسة للرأي العام الغربي، حتى اكتسبت "شرعية وجود" غير قابلة للتساؤل أو التشكيك، وركب قادة ونخب الغرب هذه الأكاذيب التي باتت مسلّمات بين شعوبهم، فوفّروا للكيان أحزمة أمان دولية سياسية واقتصادية وعسكرية غير قابلة للاختراق، وأقنعوا شعوبهم بأن موقفهم "الأخلاقي" يقتضي مد يد المساعدة لليهود المساكين المحاطين بالوحوش العرب المتهيئين لأكلهم.

وكان هذا جسرا عبرت عليه أرتال من العون العسكري والاقتصادي واستثمارات وشراكات علمية، و"وحدة حال" بين مؤسسات الكيان ومؤسسات الغرب على اتساع أنواعها وتخصصاتها. وبالمجمل بنى الكيان بسبب كل هذا اقتصادا مفرط القوة، وصناعات عسكرية وتقنية متقدمة جدا، بل غدا مستأثرا بميزة غير موجودة في أي بلد في المنطقة، وهي حيازته للتكنولوجيا النووية التي مكنته من صناعة القنبلة الذرية بمعونة مباشرة من فرنسا، التي ويا لسخرية الكذب تهدد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية اليوم بعد أن ابتلع الكيان جل أو كل الأرض الفلسطينية!!

لا تقوم الدول بدون شرعية دولية، ولا يمكن لأي كيان أن يصبح عضوا في المجتمع الدولي دون أن تتوفر له هذا الشرعية، وليس مهما هنا أن تكون هذه الشرعية مبنية على الأكاذيب أو ارتكاب الجرائم، المهم أن تجد من "يحملها" على محمل الجد، ويسوّقها للدخول إلى المؤسسات الدولية كهيئة الأمم والمؤسسات والاتفاقات المنبثقة عنها. وهكذا وبناء على كل ما تقدم أصبح كيان العدوان والاغتصاب الذي قام على جسد الشعب الفلسطيني كيانا "محترما!" له وزنه في الساحة الدولية، وله مكانة مرموقة في سوق الإنجازات العلمية والصناعية و"الهاي تك" على نحو الخصوص، ما مكنه من تصدير منتجاته في هذا المجال إلى أكثر دول العالم تقدما، ناهيك عن دول العالم الثالث التي زُرعت بخبراء الكيان ومرتزقته من تجار الموت والحروب، بل "تطلع" كثير من أنظمة العرب للاقتداء(!) بما حققه هذا الكيان من تقدم علمي، وسوّقوا هذه الفرية على شعوبهم لتبرير ما سمي "التطبيع" مع الكيان، وهو في الحقيقة تتبيع له ودخول في مجاله الحيوي لخدمته.

الحدث الكبير المزلزل الذي وقع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 فجّر هذه الفقاعة، فالجيش الأكثر أخلاقية في العالم خلع هذا القناع وارتدى ملابس القراصنة ورجال عصابات القتل والإجرام، وأشعل حربا مجنونة وعدوانا غير مسبوق على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وإن استأثرت غزة بالجزء الأكثر دموية ودمارا وتوحشا، وبدد الكيان في حربه المنطلقة من أي عقال أخلاقي أو قيمي أو حضاري أو حتى إنساني، كل ما جمعه من "شرعيات" خلال سني عمره التي سبقت معركة طوفان الأقصى، وأطلق النار بشكل مباشر على كل المبررات "الأخلاقية" التي اتكأ عليها لتبرير اغتصاب فلسطين ومحاولة محو آثار الشعب الفلسطيني، إذ خرج هذا الشعب من رماد سبع وسبعين سنة، هي عمر جريمة اغتصاب أرضه، كقوة عملاقة ذات يد طولى وقادرة على ضرب العصب الحي في "كبرياء" الكيان الذي قدم نفسه للعالم نموذجا للدولة العبقرية الناجحة وحتى الأكثر "أخلاقية!" وقوة في وسط عربي همجي دكتاتوري.

باختصار انتصرت "إسرائيل" على نفسها، وقتلت شرعيتها بنفسها، وبدت على حقيقتها: مشروعا استعماريا ومجتمعا مسموما قاتلا يجوع الأطفال ويقتل النساء ويبيد الحياة بكل مظاهرها بدون رحمة، وداس بقدمين ملطختين بالدماء على كل القيم التي تعارف عليها المجتمع البشري منذ بدء الخليقة وحتى الآن، ولم يعد يشتري روايته السابقة عن مظلوميته وأخلاقيته وتقدمه وديمقراطيته حتى طفل صغير في الغرب، هذا الغرب الذي احتضنه وقوّاه ووفّر له كل ما مكّنه من بناء "إمبراطورية" صغيرة في فلسطين، امتدت تأثيراتها إلى معظم دول العالم..

"إسرائيل" التي "انتصرت" على غزة بتدميرها وتفكيك مجتمعها بشكل كامل وهمجي ومتوحش، مدفوعة بشهية انتقام مجنون مهووس، كانت في الحقيقة وهي ترتكب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي وتجويع وتعطيش وتشريد لشعب مدني؛ تنتصر على نفسها وتدمر كل ما اكتسبته من "شرعية وجود" لعقود خلت، "إسرائيل" انتصرت في كل معاركها ضد الشعب الفلسطيني لكنها خسرت الحرب!

كيان العدو في فلسطين كان مجرد كذبة، أو فقاعة، صدقها العالم، ثم جاء هذا الكيان لينهيها بنفسه، ويظهر على حقيقته التي تبرّأ منها غالبية يهود العالم من غير الصهاينة، وهذا أعظم إنجاز في التاريخ الفلسطيني والعربي حققه طوفان الأقصى، رغم الثمن الكارثي الذي دفعه الشعب الفلسطيني ولم يزل يدفعه حتى الآن!

أما الكذبة الأكثر إيلاما في المشهد، فتلك المتعلقة بالمقولة العربية الرسمية "فلسطين قضية العرب الأولى!"، حيث اكتشفت الشعوب ولو متأخرة، أن "إسرائيل هي قضية العرب الرسميين الأولى". نقول هذا ونحن نشعر بغصة خانقة، حيث صرفت شعوب هذه المنطقة قرنا من عمرها وهي تنام وتصحو على أكاذيب، منتظرة الفرج من نفس المصدر الذي صنع الكارثة ومدها بأسباب القوة والمنعة، وهذا هو المنجز الكبير الثاني لطوفان الأقصى، الذي لم يكن ليتحقق لولا هذا الخذلان العربي الرسمي الفاضح والمعلن بكل قاحة من لدن البعض لغزة ومأساتها الكبرى!

إسرائيل كمشروع استعماري انتهت وماتت في بلادنا، وبقيت إجراءات "الدفن" وهي عملية قد تستغرق وقتا يعلم الله متى يطول، لكنه يعتمد في الدرجة الأولى على بقاء روح المقاومة متوهجة كالجمر ليس في أنفاق غزة فقط، بل في "أنفاق" العقل الجمعي العربي والإسلامي أيضا!

مقالات مشابهة

  • إسرائيل انتصرت.. ولكن على شرعيتها!
  • مهرجان الثورة السورية الأول للشعر يختتم فعالياته في حلب
  • الخارجية السورية: اللقاء التاريخي بين بوتين والشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين سوريا وروسيا
  • سوريا: تزايد التوترات بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية
  • لافروف يبدي استعداد روسيا لمساعدة سوريا ولكن بشروط
  • الوزير الشيباني: الحوار مع روسيا خطوة إستراتيجية تدعم مستقبل سوريا
  • ظفار تنتظرك.. ولكن ليس على نقالة!
  • سوريا تستفيد من تجربة الأردن الرقمية.. خطوات متسارعة نحو مستقبل تقني واعد
  • رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستيفان ساكاليان لـ سانا: التنسيق مستمر مع السلطات السورية في دمشق وجميع الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها
  • المؤتمر العربي العام يطلق نداءً لرفع الحصار عن مدينة السويداء السورية