الكرملين: التصريح الأخير لترامب بشأن أوكرانيا يتماشى تماما مع الموقف الروسي
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
موسكو كييف"وكالات"": نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترامب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أمريكية لاستهداف مناطق روسية.
ويأتي ذلك فيما شنّت موسكو هجوما واسعا على أوكرانيا، قالت إنّه جاء ردا على إطلاق كييف صواريخ ATACMS أميركية الصنع قبل يومين ع
لى "مطار عسكري" في تاغانروغ في جنوب غرب البلاد.
ولم تسمح الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها برئاسة الديموقراطي جو بايدن باستخدام مثل هذه الصواريخ ضد الأراضي الروسية إلا في نوفمبر بعدما عارضت الأمر لفترة طويلة، على الرغم من إلحاح كييف.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إنّ روسيا أطلقت 93 صاروخا بالستيا وكروز على أوكرانيا في آخر هجوم نفّذته صباح الجمعة.
وكتب عبر منصة إكس "أُطلق 93 صاروخا، من بينها صاروخ واحد على الأقل كوري شمالي. وتمّ إسقاط 81 صاروخا، بما في ذلك 11 صاروخا أسقطتها مقاتلات اف-16" التي بدأت أوكرانيا أخيرا في تلقّيها من حلفائها الغربيين.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إحاطة إعلامية، إن "التصريح الأخير (للرئيس دونالد ترامب) يتماشى بالكامل مع موقفنا ورؤية (ترامب) للأسباب الكامنة وراء التصعيد هي أيضا متوافقة مع رؤيتنا... ومن الواضح أن ترامب يدرك ما يتسبب بتصعيد الوضع".
وأكد بيسكوف أنّ الشروط المطلوبة لإجراء مفاوضات حول أوكرانيا لم تتوافر بعد.
وقال "لا نريد وقفا لإطلاق النار بل نريد السلام عند استيفاء شروطنا وبلوغ أهدافنا".
هجوما على منشآت الطاقة
قالت كييف إن روسيا شنت هجوما صاروخيا واسع النطاق على منشآت طاقة أوكرانية خلال ساعة الذروة الصباحية الجمعة، في حين سمعت انفجارات في ميناء أوديسا على البحر الأسود ومدن أخرى في غرب أوكرانيا.
وقالت روسيا في وقت لاحق إنها هاجمت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا ردا على استخدام كييف صواريخ أتاكمز التي حصلت عليها من الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت 93 صاروخا ونحو 200 طائرة مسيرة في واحدة من أكبر هجماتها خلال الحرب على نظام الطاقة في بلده.
وأضاف زيلينسكي أن الدفاعات الجوية أسقطت 81 صاروخا روسيا، وأن طائرات مقاتلة من طراز إف-16 أسقطت 11 صاروخا منها.
وكتب وزير الخارجية أندريه سيبيها على منصة إكس "تهدف روسيا إلى حرماننا من الكهرباء. بدلا من ذلك، يجب أن نحرمها من وسائل الإرهاب. أكرر دعوتي لتسليم 20 نظاما للدفاع الجوي بشكل عاجل من صواريخ ناسامز (النرويجية) أو نظام هوك الصاروخي أو نظام آيريس-تي".
واستهدفت القوات الروسية نظام الكهرباء في أوكرانيا على مدار أغلب العام، وزادت من وتيرة غاراتها الشهر الماضي مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة عن ملايين المدنيين مع اقتراب الحرب من شهرها الرابع والثلاثين.
وقال مصدر في القطاع لرويترز إن هجوم الجمعة استهدف محطات كهرباء ثانوية وأنه شمل ضربات على البنية التحتية للغاز أكثر من الهجمات السابقة.
وأعلن مسؤولون بقطاع الطاقة عن انقطاعات طارئة أطول للتيار الكهربائي، لكنهم لم يوضحوا ما إذا كان ذلك بسبب أضرار جديدة أو ما إذا كان إجراء احترازيا. ولم ترد تقارير بعد عن وقوع إصابات أو قتلى.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ياسنو للطاقة إن نحو نصف عملاء الشركة البالغ عددهم 3.5 مليون انقطعت عنهم الكهرباء صباح الجمعة.
ومن الصعب تقييم مدى الضرر. وبعد الهجمات الروسية المتكررة على شبكة الكهرباء، يكشف المسؤولون الأوكرانيون فقط عن القليل من المعلومات التفصيلية حول نتائج الهجمات وحالة الشبكة.
استهداف لفيف
أكدت السلطات في منطقة لفيف في غرب أوكرانيا وقوع غارات على منشآت الطاقة هناك، وأن جدول انقطاع التيار الكهربائي لا بد أن يتغير، مما قد يعني وقوع أضرار.
وتقول روسيا إنها لا تستهدف البنية التحتية المدنية، لكنها ترى أن نظام الطاقة هدف عسكري.
وعانت منظومة الكهرباء في أوكرانيا بالفعل من 11 موجة من الهجمات الروسية هذا العام، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق وانقطاعات طويلة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
وقبل الهجوم الصاروخي صباح اليوم، وقع هجوم آخر خلال ساعات الليل شاركت فيه عشرات الطائرات المسيرة.
وعزت روسيا الهجوم واسع النطاق اليوم إلى استخدام كييف صواريخ أتاكمز التي زودتها بها واشنطن.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أسلحة دقيقة بعيدة المدى يتم إطلاقها من الجو والبحر وطائرات مسيرة استُخدمت في مهاجمة "منشآت حيوية للبنية التحتية للوقود والطاقة في أوكرانيا تدعم المجمع الصناعي العسكري".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
المعركة الأكثر دموية.. كيف صمدت أوكرانيا في وجه الزحف الروسي نحو بوكروفسك؟
لعدة أشهر، شكّلت مدينة بوكروفسك الواقعة على الجبهة الشرقية خط دفاع أوكراني صلب، حيث استخدمت كييف طائرات مسيّرة صغيرة محملة بالقنابل لإيقاع آلاف القتلى في صفوف الجنود الروس، رغم التفوق العددي للقوات المهاجمة، غير أن تقدمًا بطيئًا للقوات الروسية كشف مؤخرًا ثغرات في الدفاعات الأوكرانية. اعلان
منذ العام الماضي، نجح الجنود الأوكرانيون في منع روسيا من السيطرة على بوكروفسك، ما أحبط أحد الأهداف العسكرية الرئيسية لموسكو، رغم أن المدينة دُمّرت بشكل شبه كامل ولم يبقَ من سكانها البالغ عددهم 60 ألف نسمة سوى بضع مئات.
غير أن مقاطع منشورة على قنوات تيليغرام الأوكرانية والروسية أظهرت دخول بعض الجنود الروس إلى مدينة بوكروفسك للمرة الأولى الأسبوع الماضي. فكيف عكست تحولات التكتيكات العسكرية طبيعة المعركة في واحدة من أكثر جبهات الحرب دموية؟
بوكروفسك: جبهة مشتعلة ومدينة استراتيجيةتتمركز بوكروفسك فوق احتياطات كبيرة من فحم الكوك، وكانت حتى وقت قريب بمثابة شريان أساسي لخطوط الإمداد العسكري الأوكراني شرق البلاد. ويقول القائد العسكري الأوكراني الأعلى، أولكسندر سيرسكي، لـ"رويترز" إن روسيا حشدت نحو 111 ألف جندي على هذه الجبهة.
وقد بدأت محاولات موسكو للسيطرة على بوكروفسك أوائل العام الماضي، أولًا عبر هجمات مباشرة ثم عبر تطويق المدينة التي تسميها باسمها السوفياتي القديم "كراسنوأرمييسك" أي "مدينة الجيش الأحمر".
وفي الربيع، نجحت أوكرانيا في إبطاء الزحف الروسي عبر نشر وحدات قتالية متمرسة، وزراعة حقول ألغام، إضافة إلى استخدام واسع النطاق للطائرات المسيّرة، بحسب المتحدث باسم الإدارة العسكرية في المدينة فيكتور تريهوبوف.
تقدم مكلف ومسيّرات "مرعبة"سيرهي فيليمونوف، قائد كتيبة "ذئاب دا فينشي" التابعة للجيش الأوكراني، وصف كيف كلّف التقدم الروسي البطيء خسائر بشرية فادحة خلال النصف الأول من عام 2025. ووفقًا لإفادته، حاول الجنود الروس التسلل ليلًا أو التقدم بخطى حذرة، لكن الطائرات المسيّرة الأوكرانية كانت تلاحقهم وتستهدفهم بقنابل موجهة بدقة.
Related صفقة أمريكية جديدة لأوكرانيا: ما هي الأسلحة التي ستحصل عليها كييف؟ اتفاق أمريكي–ألماني لدعم أوكرانيا بمنظومات "باتريوت" متطورة في مواجهة التصعيد الروسيزيلينسكي: رستم عمروف يترأس وفد أوكرانيا في المحادثات مع روسيا.. والكرملين لا يتوقع "تحقيق اختراقات"وقال فيليمونوف لـ"رويترز" إن "كل أسير يقول إن أكثر ما يخيفهم هو الطائرات المسيّرة، هي ما تقتلهم باستمرار، وهي ما يرونه في نومهم، الكوابيس التي تطاردهم". وأوضح أن الجنود الروس كانوا يُرسلون إلى نقاط محددة على خرائط رقمية، وإذا قُتل الفريق الأول، يُرسل فريق بديل إلى ذات الموقع.
ووفقًا لاستخبارات الجيش البريطاني، فقد قُتل أو جُرح أكثر من مليون جندي روسي منذ بداية الغزو في شباط/ فبراير 2022، نحو ربعهم منذ مطلع هذا العام فقط.
جنود "غير مهيئين"تحدّثت "رويترز" إلى خمسة من أقارب جنود روس، كشفوا أن الجيش الروسي دفع منذ أواخر العام الماضي بجنود غير مدرّبين أو مصابين أو حتى من السجناء إلى جبهة بوكروفسك، ما زاد من معدلات الخسائر البشرية.
وأعربوا عن مخاوف من الانتقام، لذا لم يكشفوا عن هوياتهم أو عن أسماء الجنود. أحد الجنود أُرسل إلى الجبهة رغم إصابة سابقة في ساقه، وفقًا لإحدى قريباته التي قالت: "كان بالكاد يستطيع المشي"، مضيفة أنه فُقد في 9 آذار/ مارس بعد أن استُهدفت مركبته، ولم يُعثر عليه بعد، رغم أنه سُجّل رسميًا على أنه غادر دون إذن.
أظهرت الحرب أن روسيا تعلّمت من إخفاقاتها السابقة، وبدأت في استخدام طائرات مسيّرة بسلك ألياف بصرية غير قابلة للتشويش، مثل تلك التي استخدمتها في معارك منطقة كورسك.
هذه الطائرات، بحسب المحلل مايكل كوفمان، لا يمكن إسقاطها بالتشويش الإلكتروني وتتيح لها مدى يصل حتى 25 كيلومترًا خلف الجبهة. وبحسب رومان بوغوريلي، مؤسس مجموعة "ديب ستيت" الأوكرانية، تمتلك روسيا عددًا أكبر من هذه الطائرات، ما يمنحها تفوقًا نوعيًا.
ووفقًا لخريطة أصدرها "ديب ستيت"، فإن وتيرة التقدم الروسي تسارعت بعد السيطرة في أيار/ مايو على طريق سريع يربط بين بوكروفسك ومدينة كوستيانتينيفكا، إحدى أبرز المدن الحصينة في شرق أوكرانيا.
وقدّر المحلل الفنلندي باسي باروينن من مجموعة "بلاك بيرد" أن مساحة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا على طول الجبهة ارتفعت من 226 كيلومترًا مربعًا في نيسان/ أبريل إلى نحو 538 كيلومترًا مربعًا في أيار/ مايو.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة