جامعة صنعاء تُجبر الطلاب على وقفات احتجاجية مقابل درجات دراسية
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
فرضت جامعة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، على طلابها تنظيم وقفات احتجاجية كل يوم أربعاء، مشروطة بمنح 10 درجات إضافية في كل مادة دراسية.
وأكدت مصادر طلابية لوكالة "خبر"، أن الجامعة تلزم الطلاب بالخروج إلى الوقفات الاحتجاجية عبر نظام صارم يتضمن تسجيل أسماء المشاركين من خلال مندوبي الدفعات، الذين يرفعون كشوفات بالاسماء إلى عمداء الكليات، بما في ذلك كلية الطب.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الوقفات تتناول شعارات وأجندات سياسية وطائفية تخدم مصالح المليشيا، التي تعمل على توظيف التعليم والطلبة لخدمة مشروعها الطائفي منذ انقلابها في سبتمبر/ أيلول 2014 واجتياح العاصمة صنعاء.
واعرب الطلاب عن استيائهم من هذه الإجراءات، معتبرين ذلك انتهاك صارخ لحقوقهم التعليمية وتكريساً لتسييس العملية الأكاديمية، حيث باتت الدرجات الدراسية اداة ضغط لدفعهم للمشاركة في فعاليات دعائية لا علاقة لها بالتعليم.
ومنذ انقلابها، دأبت مليشيا الحوثي الإرهابية على استغلال المؤسسات التعليمية، ومنها الجامعات، لحشد الدعم السياسي وترويج أيديولوجياتها.
وقامت المليشيا المدعومة إيرانياً بإجراء تغييرات جذرية في المناهج الدراسية، واستبدلت المفاهيم الوطنية بأخرى ذات طابع طائفي، سعياً منها لتنشئة جيل يتبنى أفكارها.
وفرضت المليشيا على الكوادر الأكاديمية والطلاب سياسات صارمة تضمنت المشاركة في فعاليات مؤدلجة ووقفات احتجاجية، وهددت المتخلفين عن الانصياع بإجراءات عقابية تشمل الحرمان من الامتحانات أو التقديرات الدراسية.
وحذر اكاديمون من مخاطر هذه السياسات، ليس على إضعاف جودة التعليم فحسب، بل وامتداد تأثيرها المدمر على مستقبل الشباب، نتيجة تحويلهم إلى أدوات سياسية تُستخدم لتحقيق أجندات المليشيا، ما يُفاقم من الأزمة التعليمية والإنسانية في البلاد.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
علي ناصر محمد يكشف جذور أحداث 13 يناير ودوره في التعليم والحوار للوحدة
علّق علي ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، على الظروف التي دفعت بالأوضاع إلى التدهور وصولًا إلى أحداث 13 يناير الدامية، موضحًا أن جذور المشكلة كانت سياسية في جوهرها، ومرتبطة باختلاف في النهج مع بعض القيادات.
وقال خلال لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج "الجلسة سرية"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إن تركيزه خلال فترة حكمه كان موجّهًا نحو التعليم، حيث أقرّ مستويات التعليم حتى مستوى الجامعة، وأطلق حملة شاملة لمحو الأمية شارك فيها المدرسون والطلاب والموظفون والعسكريون، ووصلت إلى مختلف المناطق الريفية، مضيفا أن منظمة اليونسكو أعلنت في أواخر عام 1985 — أي في نهاية فترة حكمه — أن اليمن حققت أفضل معدل تقدم في المنطقة العربية، وأن نسبة الأمية انخفضت إلى 2.5%، وهي نسبة غير مسبوقة، مشيرا إلى أن هذا النجاح لم يكن يرضي بعض الأطراف.
وأوضح أن البلاد شهدت في تلك المرحلة انفتاحًا داخليًا بدأ من عدن، ما ساهم في تحقيق قدر من الاستقرار في الجنوب، قبل الانتقال إلى فتح حوار مع صنعاء بعدما شهدت العلاقات بين الشطرين عشرين عامًا من القتال من أجل الوحدة، تخللتها حروب أعوام 1972 و1979 وما عُرف لاحقًا بحرب المنطقة الوسطى.
وأشار إلى أنه بعد الإصلاحات الداخلية وجد أن التوجه نحو صنعاء أصبح ضرورة، لكنه أوضح أن كل طرف كان يريد الوحدة وفق رؤيته: "صنعاء كانت تريد ضم الجنوب إلى الشمال، بينما نحن كنا نريد وحدة متدرجة وعلى طريق الحوار، لا عبر الحرب، هم يريدون الحرب، ونحن نريد الحوار".