جرثومة هيجل .. نجاح الثورات وانحرافها !
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
في ابجديات الثورات لا توجد ثورة تعد نتاج للحراك الداخلي فقط اذ ان تشابك المصالح العالمية والإقليمية يفرض واقعا على أي ثورة بنسب ما سيما تلك التي تحصل على دعما من بعض الأطراف بصورة تجعل الثورة مدينة لذلك الطرف او هذا .. كما ان الثورات تاكل أبناؤها – بمعزل عن طريقة الاكل ومن هم المأكولين والآكلين – فمشاهد الثورة بعد الاستقرار تختلف تماما عن أيام هيجانها الأولى .
الديالكتيك الهيجلي للفيلسوف الماني هيجل ما زال يمثل الكثير من الشغف للثوري او بالأحرى يرسم لنا ملامح عن التغيرات العامة على مختلف الصعد الحياتية .. فاذا ما تبحرنا في مجلدات الهيجلية سنجد انها تتمحور حول عدد من النقاط منها :
1- ترابط الأشياء فلا يمكن قبول أي حدث بمعزل عن الأحداث الأخرى. بما يشير ضمنا الى حتمية تدخل الأخرين .
2- لا دوام لشيء فكله بانتقال وتطور دائم . بتفسير ضمني لتغيير الوجوه والمسار والاهداف المعلن عنها للثوار .
3- التناقض جوهر جميع الظواهر والاشياء وهو التفسير المقبول لعملية النمو . بما يجعل جزء من الواقع المثار عليه ان يتكيف ويتغلغل بطريقة ما بالثورة الجديد بصورة قد تؤسس لمقتلها او اندلاع ثورة احدث .
4- عملية التجديد تحمل معها عناصر كثيرة من القديم المدفوع نحو الامام . بما يعني ان اركان الثورة ستبقى بحاجة لبعض قواعد العهد القديم .
الهيجلية باختصار تدعي : ( ان جرثومة مقتل أي كائن او نظام موجودة حتما فيه ربما تكون خامدة او مخمدة … وما ان تجد الظرف المناسب ستنهض وتستعيد قوتها وتفجرها لهدم الأساس القديم والمساهمة بنظام جديد يكون نتاج صارع يسهم حتما بتطور الملفات بمعزل عن الخاسر والرابح ).
وهذا يشكل درس بليغ للثوار والقيادات كي لا تقع بالفخ القديم او باقل تقدير ان تحاول التخلص من حتميته عبر جملة من الخطوات العملية المساعدة على الحفاظ على خط ومنهجية الثورة وعدم انحرافها الجذري الذي تقدست فيه .. من هذه الخطوات : –
( اياك اصلاح سجون هدمتها الجماهير والعودة لتزج بها جماهير جدد . لا تجعل قصر طاغية العهد القديم قصرا لك فانك تتاثر بنسب ما بما يوحيه اليك احذر تصفية حسابات قديمة بروحية ما قبل الثورة التي ستجرك الى حسابات أخرى قد تكون بدايتها بيدك لكنك ستفقد السيطرة على رسم نهاياتها ابدا .. لقد تشرفت بالمناداة بالحرية فتذكر دوما ان حرية التعبير هي أول وآخر ثمرات الثورة فمتى ما زالت لاي سبب وتبرير فاعلم انك ونظامك بالاثر .. أياك من التعجل باتخاذ الخطوة الاولى سيما المبنية على روح انتقامية تتسق مع هيجان الشارع فانها تجرك الى ما لا نهاية من الخطوات التي ترسم ملامح نهايتك .. سامح واطلق قوى الانسان الثوري من اجل الحرية والحياة لا الجمود والممات .. لتكون فعلا قائدا للثوار لا ريبوتا يدار من خلف الستار .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
قبل تفعيل قانون الإيجار القديم.. اعرف فرص التفاوض والانتقال للمالك والمستأجر
أصبح قانون الإيجار القديم الآن في انتظار تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي عليه، تمهيدا لدخوله حيز التنفيذ، وذلك وفقا للدستور ولائحة مجلس النواب.
ويتساءل الكثير من المواطنين عن إمكانية التفاوض بين المالك والمستأجر بشأن القيمة الإيجارية في إطار هذا القانون.
ويستعرض التقرير التالي كيفية تنظيم القانون للعلاقة بين الطرفين في ما يتعلق بالقيمة الإيجارية.
طبقا للمادة الثانية من القانون، تنتهي عقود إيجار الأماكن الخاضعة لأحكام هذا القانون لغرض السكنى بانتهاء مدة سبع سنوات من تاريخ العمل به، وتنتهي عقود إيجار الأماكن للأشخاص الطبيعية لغير غرض السكنى بانتهاء مدة خمس سنوات من تاريخ العمل به، وذلك ما لم يتفق الطرفان على إنهاء العقد قبل ذلك.
التفاوض بين المالك والمستأجر في قانون الإيجار القديموقد منح القانون الفرصة للتفاوض بين المالك والمستأجر لضمان سير العملية الإيجارية بسلاسة وتراضي بين الطرفين.
ويتيح القانون تشكيل لجان حصر بقرار من المحافظ المختص في كل محافظة، تكون مهمتها تقسيم المناطق التي تحتوي على أماكن مؤجرة لغرض السكن إلى مناطق متميزة، ومتوسطة، واقتصادية.
ويشمل التقسيم معايير محددة مثل الموقع الجغرافي، مستوى البناء، المرافق المتوفرة في المنطقة، شبكة الطرق ووسائل المواصلات، بالإضافة إلى القيمة الإيجارية السنوية للعقارات في نفس المنطقة.
إمكانية طرد المستأجرين من وحدات الإيجار القديممشروع قانون الإيجار القديم فتح الباب رسميا أمام إمكانية طرد المستأجرين من الوحدات المؤجرة بنظام الإيجار القديم حتى قبل انتهاء المدة المحددة، وفقا لحالات معينة نص عليها القانون.
حدد مشروع القانون مدة انتقالية قبل إنهاء عقود الإيجار القديم، حيث تم تحديد فترة 7 سنوات للوحدات السكنية و5 سنوات للأماكن المؤجرة لغير غرض السكنى، تبدأ من تاريخ سريان القانون.
ومع ذلك، يحدد القانون حالات يمكن فيها إخلاء الوحدة قبل انتهاء المدة المقررة، مثل إذا ثبت أن الوحدة مغلقة لأكثر من سنة دون مبرر، أو إذا تبين أن المستأجر يمتلك وحدة بديلة صالحة للاستخدام لنفس الغرض.