مهرجان الأفضل يكرم سناء البيسي بجائزة إنجاز العمر
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
أعلن مهرجان الأفضل، عن تكريم الكاتبة الصحفية الكبيرة والفنانة التشكيلية سناء البيسي، بجائزة "إنجاز العمر"، في الدورة العاشرة للمهرجان، التي تقام 20 ديسمبر الجاري، في مركز المنارة بالقاهرة.
ويأتي التكريم تقديراً واحتفاءاً بمسيرتها الاستثنائية، الممتدة لأكثر من خمسة عقود، نجحت خلالها في أن تكون نموذجا فريدا في الصحافة المصرية والعربية بما مثلته من قيمة رفيعة في محراب القلم وماقدمته من عطاء مهني وانساني أسهم في تطور الصحافة وتأكيد رسالتها السامية.
مسيرة سناء البيسي، بدأت في مؤسسة أخبار اليوم، تتلمذت على يد مصطفى وعلي أمين، ثم انتقلت لمؤسسة الأهرام عام 1964، قبل أن تؤسس سنة 1990 مجلة "نصف الدنيا"، التي ترأست تحريرها 17 عاما، كانت فيها مؤسسة ثقافية داخل المؤسسة الأم الأهرام، واختصها أديب نوبل نجيب محفوظ بجميع كتاباته وآخرها “أحلام فترة النقاهة".
خلال رحلتها لم تكتف "البيسي"، بالكتابة الصحفية، فمن أشهر مؤلفاتها الأدبية (امرأة لكل العصور – الكلام الساكت – الكلام المباح - سيرة الحبايب - مصر ياولاد)، كما عرض لها التليفزيون أكثر من عمل درامى في مقدمتها مسلسل "هو وهي" بطولة أحمد زكي وسعاد حسني، والذي أصبح أحد كلاسيكيات الدراما الذهبية .
واستحقت سناء البيسي عن مسيرتها العديد من الجوائز، منها جائزة مصطفى أمين سنة 1992، وجائزة الفارس الذهبى كأحسن كاتبة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون أعوام 97 و98 و99، وجائزة الإعلام من منظمة الصحة العالمية سنة 2004، وجائزة وتكريم من نقابة الصحفيين سنة 2010، ودرع الريادة في الملتقى الدولي الرابع الكاريكاتير سنة 2017، وشخصية العام من مؤسسة مصطفى وعلي أمين سنة 2019، ودرع يوبيل كل من جامعتي القاهرة وعين شمس، وجائزة فضية فى تكريم خاص من رئيسة وزراء باكستان الراحلة بي نظير بوتو.
"إنجاز العمر" جائزة مستحدثة يقدمها مهرجان "الأفضل" لأول مرة بدءاً من هذا العام، برعاية شبكة تليفزيون النهار، لشخصيات أيقونية، ساهمت بإنجازها الفريد والمشرف في نهضة وتقدم مجالات عملها، ودعم القوة الناعمة المصرية وتفوقها.
مهرجان "الأفضل " يتولى رئاسته الشرفية الفنان الكبير محمود قابيل، والإعلامية سهير جودة مشرفاً عاماً ، ويمنح جوائزه هذا العام ولأول مرة منذ انطلاقه، بناءً على استفتاء الجمهور، واختيارات لجنة التحكيم معا، لضمان معايير اختيار أكثر دقة ونزاهة سعيا تحت شعار "الأفضل .. لمن يستحق".
تضم لجنة التحكيم، إلى جانب الرئيس الشرفي للمهرجان كلاً من المخرجين عمر عبد العزيز وهاني لاشين، والسيناريست مدحت العدل، والمؤلف تامر حبيب، والموسيقار يحيى الموجي، والمايسترو رضا رجب، والإعلاميون سوزان حسن، ورولا خرسا ، وإبراهيم الكرداني، والإذاعية إيناس جوهر، والناقدة آمال عثمان، وأستاذة الإعلام ميرفت أبو عوف، والكتاب الصحفيين عماد الدين حسين ومصطفى عمار، وخالد البرماوي، والكاتبة أميرة سيد مكاوي، والكاتبة نسمة يوسف إدريس، والدكتور خالد منتصر.
أما لجنة تحكيم الرياضة، فتضم خبراء النقد الرياضي حسن المستكاوي وفتحي سند، ونجوم الكرة المصرية، علي أبوجريشة، ومحمد عمر وفاروق جعفر وهاني رمزي وأحمد حسن وخالد بيبو و حسام غالي وأيمن يونس وسيد عبد الحفيظ وأحمد سليمان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مؤسسة الأهرام جائزة إنجاز العمر سناء البيسي مهرجان الأفضل المزيد سناء البیسی
إقرأ أيضاً:
مصطفى النجار .. التاريخ بوجه مبتسم
لو تخيّلت التاريخ بهيئة آدمية، كما يطيب لنا فـي طفولتنا، فإن وجهه يقف أمام وجهي متجهّمًا عبوسًا، لكثرة ما تكدّستْ فـي صفحات ذاكرته من الخطوب والمآسي، لكنّني حين التقيت المؤرخ د. مصطفى النجّار، خبير دراسات الخليج العربي والجزيرة العربية، تبدّدت ملامح تلك الصورة، وحلّت محلها ملامح الوجه البشوش، حاضر النكتة، الإنسان البسيط فـي التعامل، الحنون، الكريم، وهذه الصفات كلّها كان يتحلّى بها النجّار الذي غادر عالمنا مؤخرًا بعد معاناة طويلة مع المرض، وهي بعض صفات الشخصية البصرية، حيث ولد فـي البصرة عام 1936، ونشأ ودرس فـيها، قبل أن ينتقل إلى بغداد، ومن ثم إلى مصر لدراسة الماجستير والدكتوراه فـي جامعة عين شمس، وعلى مدى سنوات عديدة من المعرفة، واللقاءات، لا أتذكّر مرّة من المرّات التقيت فـيها النجّار دون أن يمازح، ويلاطف من يراه فـي طريقه، ملقيا التحيات على الجميع، صغارا وكبارا، ساعيا فـي عمل الخير، وقبل أن يغادر، يسأل مَنْ يقابل إن كان بحاجة إلى عون، أو مساعدة، أو خدمة، ثم يختم الزيارة بمزحة، زارعا البسمة فـي المكان.
ويعدّ النجار من أبرز المؤرخين العرب، وله مؤلفات عديدة فـي التاريخ السياسي والاجتماعي، وقد شغل عدّة مناصب أكاديمية بارزة، منها أستاذ فـي قسم التاريخ بجامعة البصرة، ومدير لمركز دراسات الخليج العربي، قبل قدومه لسلطنة عمان بعث لي أكثر من رسالة من (صنعاء) حيث كان يقيم، فحمّسته للزيارة، خصوصا أنه سبق أن زار مسقط عام 1996م للمشاركة فـي المؤتمر العالمي (عُمان فـي التاريخ)، وظلّ يحتفظ بعلاقات طيّبة مع الكثيرين، وحين وصل مسقط، تجدّدت المودّة التي تشكّلت منذ أن عرفته فـي بغداد عندما كان يشغل منصب الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب بين عامي 1985 و1992، والأمين العام لمراكز دراسات الخليج والجزيرة العربية (1972 ـ 1984م)، وكان قد حمل معه رسالة من د. العزيز المقالح وكتابا استذكاريا عن الراحل زيد مطيع دماج، لي به مشاركة، وسرعان ما اندمج بالحياة الثقافـية العمانية، وشغل منصب المستشار الأكاديمي لوزارة التعليم العالي ما بين عامي 2001 ـ 2003، كما عمل مستشارًا أكاديميًا فـي مكتب جلالة السلطان للشؤون الثقافـية فـي سلطنة عمان، وشغل منصب السكرتير العام للرابطة العربية لعلماء التاريخ منذ عام 2001م فـي الوطن العربي، وواصل نشر كتبه التي أبرزها: التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية 1897ــ 1925»، وكتاب التاريخ السياسي لمشكلة الحدود الشرقية للوطن العربي فـي شط العرب، ودراسات تاريخية لمعاهدات الحدود الشرقية للوطن العربي، منذ العهد العثماني، وحتى القرن العشرين، وصفحات مشرقة من التاريخ العماني ومذكرات شيخ المؤرخين العرب، وله دور بارز فـي توثيق العلاقات التاريخية بين العراق ودول الخليج العربي، وله مشاركات فـي مؤتمرات علمية دولية حتى منحه المعهد العلمي الأمريكي جائزة رجل العلم لهذا العام (2007) وهي جائزة مرموقة يمنحها المعهد لشخصيات مرموقة تساهم فـي تحقيق إنجازات مهمة لخدمة الإنسانية
كما حصل على العديد من الأوسمة والميداليات والشهادات الفخرية كوسام اتحاد المؤرخين الآسيويين، ووسام الاستحقاق العالمي للفكر من اتحاد مراكز دراسات الشرق الأوسط فـي الولايات المتحدة الأمريكية، ووسام المؤرخ العالمي من الجمعية الدولية للتاريخ فـي فرنسا وغيرها الكثير. وكان يدعو إلى ضرورة إعادة كتابة التاريخ العماني وفق منهج علمي، كما ذكر فـي كتابه (المدخل إلى التاريخ العماني) الصادر عام 2003 عن دار زهران للنشر الأردنية، داعيًا إلى الالتزام بمنهجية فلسفـية تاريخية عمانية ذات أهداف واضحة للسير بالمؤرخ نحو كتابة تاريخ عمان وفق رؤية وطنية وعربية إسلامية تعمل على تبنّي الدراسات الجادة، ذاكرا شواهد على تحريف التاريخ العماني مستعرضا بعض ما ألصق بالتاريخ العماني ظلما دون وعي منهم بأن هذا التشويه فـيه الكثير من المغالطات وقلب الصور، ولا يعبّر إلّا عن رأي صاحبه، وناقش التزوير المغلق للشهادات والوثائق والدراسات وانعكاساتها على الميدان العلمي وتناول إثر العولمة على عمان التاريخ والحضارة والصراع المرير الذي تواجهه للحفاظ على هويّتها، وتقاليدها، وتاريخها وصولا إلى حالة توفـيقية بين تجلّيات الإرث التاريخي العماني وتحديات العولمة.
وفـي السنوات الأخيرة من حياته أقعده المرض، وأبعده عن محبيه، لكن جهوده العلمية ظلت مرجعًا لدارسي التاريخ الذي جعل وجهه مبتسمًا.