تحويل المستشفيات الصحية إلى منشآت صديقة للبيئة من أجل مستقبل مستدام
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
خلال كلمته الافتتاحية لورشة عمل: "نحو التميز الأخضر.. تحويل المستشفيات الصحية إلى منشآت صديقة للبيئة من أجل مستقبل مستدام" والتي نظمتها الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالتعاون مع شركة أسترازينيكا..أكد د.أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة ..أنه وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي فإن التميز الأخضر هو أكثر من مجرد هدف بيئي بل رؤية شاملة تعيد صياغة دور المنشآت الصحية بالجمهورية الجديدة، مشيرا إلى أن التحول إلى ممارسات صديقة للبيئة في المنشآت الصحية ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو أيضًا استثمار ذكي من أجل مستقبل مستدام، حيث تشير الدراسات إلى أن المستشفيات التي تعتمد على الطاقة المتجددة وتقنيات الإضاءة الموفرة للطاقة يمكنها خفض استهلاك الكهرباء بنسبة تتراوح بين 20-30% سنويًا، وهو ما يعني توفير ملايين الدولارات، كما أن تطبيق أنظمة ذكية لإدارة النفايات يقلل من تكاليفها بنسبة 40%.
وأشار رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية إلى أن عنوان ورشة العمل يحمل في طياته تحديًا نبيلًا "نحو التميز الأخضر"، مشيدا بحرص القيادات من مختلف قطاعات مقدمي الخدمات الصحية على الحضور بما يعكس بوضوح عمق الالتزام والمسؤولية التي يتحلون بها تجاه بناء مستقبل مستدام، ليس فقط لمؤسساتهم، بل للمجتمع بأسره.
وخلال اجابته عن تساؤل طرحه: "أي عالمٍ نرغب في تركه للأجيال القادمة؟!"، لفت د.أحمد طه إلى أنه بالرغم من عمل المعنيين بقطاع الصحة بجد يوميا لإنقاذ الأرواح وحماية الإنسان، إلا أن الدراسات أثبتت أن قطاع الرعاية الصحية يتسبب بنحو 5% من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، وهو ما يعادل انبعاثات قطاع الطيران المدني بأكمله، فضلا عن أن 4.4% من النفايات الصلبة تصدر عن منشآتنا الصحية.
وتابع طه أن التغير المناخي يؤدي إلى وفاة أكثر من 7 ملايين شخص سنويًا بسبب تلوث الهواء، وهو ما يكشف عن واقع صادم، إذ اصبحت المؤسسات المصممة لشفاء المرضى تسهم دون قصد في تفاقم الأزمات البيئية التي تعود بدورها لتؤثر بالسلب على صحة الإنسان من جديد.
وأضاف أن الاستدامة تؤثر أيضًا على العنصر البشري حيث يرتبط تحسين جودة الهواء والإضاءة في بيئة العمل بزيادة الإنتاجية وتقليل معدلات الإجهاد، مشيرا إلى أن 81% من العاملين في منشآت خضراء يشعرون بتحسن في راحتهم النفسية والجسدية وفقا لنتائج احدى الدراسات الحديثة.
وأوضح أن “التميز الأخضر” هو أكثر من مجرد هدف بيئي بل رؤية شاملة تعيد صياغة دور المنشآت الصحية في المجتمع حيث يعني مستشفيات تعالج المرضى وتحمي البيئة، وأنظمة للتعامل مع النفايات بدقة وحذر كأيدي الجراح الماهر، مؤكدا أن التحول إلى منشأة صحية خضراء ومستدامة لا يعتمد فقط على التكنولوجيا أو السياسات، بل هو ثقافة تستنهض كل فرد ويتطلب شجاعة، وإبداع، وعمل جماعي لإحداث التغيير.
وأعرب د. احمد طه عن فخره بحصول مستشفى شفا الأورمان بالأقصر ومستشفى الدكتور مجدي يعقوب للقلب بأسوان على اعتماد GAHAR في التميز الأخضر، معلقا: "هاتان المؤسستان الأهليتان، في قلب جنوب صعيد مصر، أثبتتا أن تحقيق التوازن بين الرعاية الصحية عالية الجودة وحماية البيئة يمكن تحقيقه بالعمل الجاد والرؤية الواضحة."
وتوجه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالشكر لفريق العمل بشركة أسترازينيكا مصر برئاسة الدكتور حاتم الورداني، الذين ضربوا مثالًا رائدًا في الالتزام بالاستدامة، مرحبا بالمتدربين المنشآت الصحية المعتمدة من مختلف القطاعات الصحية.
شارك بحضور ورشة العمل، التي استمرت فعالياتها على مدار يومين بمشاركة ٥٠ متدرب من ١٦ منشأة صحية معتمدة، د. آية نصار، نائب رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، وكل من: د. وائل الدرندلي، د.ميهي التحيوي، د.ولاء عبد اللطيف، د. ايمان الشحات، أعضاء مجلس ادارة الهيئة.
ومن جانبه، أكد الدكتور حاتم ورداني، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا مصر، أن إطلاق المرحلة الثانية من تدريب الاطباء بالشراكة مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابةGAHAR، خطوة هامة نحو تطوير النظام الصحي المصري بما يتماشى مع الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة، وتوفير خدمة صحية خضراء وعالية الجودة للمواطن المصري، في إطار التزام
أسترازينيكا مصر بتعزيز استدامة القطاع الصحي في مصر، من خلال تدريب مقدمي الرعاية الصحية على أفضل الممارسات البيئية في إدارة المستشفيات الخضراء."
وأضاف أن الشراكة مع الهيئة تستهدف تدريب 3000 مقدم رعاية صحية، بالإضافة إلى استمرار جهود نشر ثقافة المستشفيات الخضراء في جميع أنحاء مصر، وتنظيم حملات توعية للمجتمع بأهمية الالتزام البيئي في القطاع الطبي لتصل الي 2 مليون مواطن.
وفي ذات السياق، أشاد د. علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، بالتعاون مع هيئة الاعتماد والرقابة الصحية في اطار التحول الأخضر للمنشآت الصحية، مشيرا إلى اطلاق برنامج وطني لاستكمال البنية التحتية لادارة المخلفات وزيادة عدد المنشآت التي تقوم بعمليه التدوير حتي التجميع وعمليات التخلص من المخلفات التي لا يمكن التعامل معها بشكل آمن.
وأضاف أبو سنة أنه جاري إنشاء اكبر مجمع لإدارة المخلفات في الشرق الأوسط في مدينه العاشر من رمضان على اكثر من ٣٠٠ الف فدان ويتضمن جزء كبير من معالجة المخلفات الطبية مما يتيح فرصة كبيرة لجذب استثمارات القطاع الخاص في مجال التكنولوجيا الحديثة في ادارة المخلفات الخطرة.
فيما استعرض أ.د. السيد العقدة، عضو مجلس ادارة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، الطرق العملية لإدارة الكيماويات الضارة وانبعاثات الغازات الدفيئة بمنشآت الرعاية الصحية للتحول الأخضر، إلى جانب أبعاد وحسابات البصمة الكربونية بالقطاع الصحي.
وأشار د.العقدة، إلى أهمية تعزيز مفهوم "الشراء الأخضر" في القطاع الطبي باختيار المواد والمعدات الطبية التي تُنتج بطرق صديقة للبيئة، وتقلل من النفايات، وهي متوفرة في السوق المصري وبأسعار مناسبة، موضحا أن ذلك يتم من خلال التعاون مع الموردين الذين يلتزمون بمبادئ الاستدامة وتوعية العاملين في القطاع الطبي بالبدائل المتاحة.
أشرف على تنظيم ورشة العمل مركز التدريب المعتمد بالهيئة بقيادة د. الشيماء عبد الفتاح، والادارة العامة للتسويق وتنمية الأعمال، وشملت الورشة عروض تقديمية ومحاضرات متخصصة وتدريب عملي حول عدة موضوعات.. على رأسها: متطلبات الهيئة للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة، ووسائل التأقلم والتخفيف للحد من آثار التغيرات المناخية على القطاع الصحي وترشيد استهلاك المياة بالمنشآت الصحية صديقة البيئة، مع عرض لقصة نجاح مؤسسة مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب، وشارك بعروض تقديمية كل من: د. محمد زكريا، مدير مركز مجدي يعقوب لأمراض القلب، د.رشا سالم، مدير تنمية الأعمال بالهيئة، ا.دعاء الشريف، مدير مكتب رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية.
حضر اللقاء اللواء الدكتور سعيد النجار، مساعد وزير الداخلية لقطاع الخدمات الطبية، واللواء طبيب/ أسامة صبحي، نائب مدير إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، و د.م. أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة والسكان للمشروعات القومية، ود.أمير التلواني، المدير التنفيذي لهيئة الرعاية الصحية، ود.علاء عبد المجيد، رئيس غرفة مقدمي الخدمات الصحية من القطاع الخاص، د.أحمد عز، رئيس مجلس ادارة مجموعة مستشفيات كيلوباترا، ود. محمد حبلص، المدير التنفيذي لمستشفي السعودي الألماني، ود.ممدوح العربي، رئيس مجلس إدارة مستشفى العربي، ود. أحمد قشطة رئيس قطاع العلاقات المؤسسية بشركة أسترازينيكا مصر ود. محمد أمين رئيس قطاع التسعير والوصول للاسواق بشركة أسترازينيكا مصر وممثلي منظمة الصحة العالمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المستشفيات الصحية منشآت صديقة للبيئة مستقبل مستدام عبد الفتاح السيسي الهیئة العامة للاعتماد والرقابة الصحیة رئیس الهیئة العامة للاعتماد والرقابة أسترازینیکا مصر المنشآت الصحیة الرعایة الصحیة مستقبل مستدام صدیقة للبیئة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الهيئة العامة للاستعلامات تطلق حملة حماية الطفل ببئر العبد وتعزز الوعي المجتمعي
تواصل الهيئة العامة للاستعلامات تنفيذ حملتها الطفولة آمنة حمايتهم واجبنا بمجمع اعلام بئر العبد حيث يشكل ملف حماية الطفل اولوية وطنية تتقدم اجندة العمل المجتمعي في شمال سيناء
في ظل توجيهات الدكتور ضياء رشوان والدكتور احمد يحيى بما يعكس التزاما مؤسسيا بنشر الوعي وترسيخ مفاهيم الوقاية الاسرية والتربوية ومواجهة مظاهر الانحراف الفكري والسلوكي التي تهدد الاجيال الجديدة داخل محيط الاسرة والمدرسة والفضاء الالكتروني وتستهدف الفعاليات تقديم رؤى شرعية وتربوية من واقع الثقافة الاسلامية لتكوين شخصية متوازنة قادرة على الاندماج في المجتمع
الهيئة العامة للاستعلامات تعزز حماية الطفل في بئر العبدتواصل فعاليات حملة حماية الطفل حضورها المجتمعي في مجمع اعلام بئر العبد بشمال سيناء في اطار حرص الهيئة العامة للاستعلامات على تعزيز الوعي وترسيخ مفهوم رعاية النشء وتنفيذ توجهات الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة والدكتور احمد يحيى رئيس قطاع الاعلام الداخلي بما يؤكد استمرار الجهود الوطنية الهادفة الى دعم الاسرة وحماية حقوق الصغار من مختلف اشكال المخاطر
أنطلقت الندوة الاعلامية تحت عنوان الثقافة الاسلامية وقاية لاولادنا من الانحراف في قاعة المؤتمرات بالمجمع ضمن فعاليات الحملة الطفولة امنة حمايتهم واجبنا التي تعقد على مستوى المجتمع المحلي بهدف تحصين الابناء وتعزيز قيم الامن الاسري والتربوي
حاضر في اللقاء الدكتور محمود سلامة مدير عام ادارة اوقاف بئر العبد بشمال سيناء بحضور ممثلين من ادارة اوقاف بئر العبد وادارة بئر العبد التعليمية الى جانب عدد من اولياء الامور والشباب الخريجين وجمهور من طلبة التعليم الاساسي والازهري في مشاركة مجتمعية تعكس اهمية قضية حماية الطفل ودعم مسارات الوقاية الفكرية والسلوكية
أستهلت ادارة مجمع اعلام بئر العبد الفعالية بكلمة افتتاحية تؤكد اهداف الحملة التي تطلقها الهيئة على مستوى الجمهورية موضحة ان حماية الطفل اصبحت ضرورة وطنية تتطلب تنسيقا مشتركا بين المؤسسات الاسرية والتعليمية والدينية والعمل على منع المخاطر داخل الاسرة والمدرسة والبيئة المحيطة فضلا عن مواجهة التهديدات التي قد يتعرض لها الابناء عبر الفضاء الالكتروني مع التشديد على اهمية الثقافة الوقائية ونشر الوعي الرشيد
محاور رؤية الدكتور محمود سلامةكشف المحاضر مفهوم الثقافة الاسلامية باعتبارها اطارا يجمع بين التاصيل الشرعي والوعي بواقع الامة ويستهدف بناء الشخصية وفق اسس اخلاقية ودينية متوازنة ويؤكد ان ترسيخ هذه المنظومة الفكرية في نفوس النشء يمثل خط الدفاع الاول ضد الانحراف
ركز المحاضر على مكانة الطفل في الاسلام موضحا ان الطفل يمثل هبة الهية تستوجب الرعاية وان مسؤولية التنشئة مسؤولية مشتركة بين الاسرة والمجتمع تبدأ من الاختيار السليم للزوجين وتهيئة مناخ تربوي قويم ويستشهد بحديث النبي كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته مؤكدا ان التربية المتوازنة من غير افراط او تفريط هي الاساس في تكوين شخصية سوية
شدد المحاضر على الحماية الجسدية والاخلاقية باعتبار الجسد امانة تستلزم صيانة الابناء من المخاطر الصحية والاجتماعية والسلوكية بما في ذلك الادمان والاعتداءات بكافة صورها ويركز على ضرورة تعزيز الوعي لدى الابناء باهمية الطهارة والنظافة والسمت الحسن مستدلا بفضل الصلوات الخمس في تطهير النفس والروح كما ورد في الحديث الشريف
أوضح المحاضر الدور المجتمعي المشترك في مجال حماية الطفل مؤكدا ان المسؤولية لا تتحقق بفعل فرد او جهة واحدة بل تتطلب تكاملا بين المؤسسات التعليمية والدينية والاعلامية اضافة الى الاسرة بهدف تنشئة جيل واع قادر على الاسهام الايجابي في المجتمع
ختام الفعاليةأختتمت حنان معيقل مدير مجمع اعلام بئر العبد اللقاء بالتأكيد على مواصلة الهيئة العامة للاستعلامات دورها التوعوي والتثقيفي في مختلف القضايا الاجتماعية والصحية والاقتصادية والسياسية بما يتماشى مع جهود الدولة لتعزيز استقرار المجتمع وتوجيه الشكر للحضور ولمؤسسات المجتمع المحلي التي تساند المبادرات الهادفة الى خدمة الوطن وترسيخ مبادئ حماية الطفل