على طريقة الموساد الإسرائيلي.. أوكرانيا تغتال القادة والمؤثرين الروس
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
- أوكرانيا رأت الطريق في اغتيال الشخصيات الهامة لروسيا
تعليق الكرملين على مقتل كيريلوف .. نعرف من فعل ذلك
الاستخبارات العسكرية الأوكرانية قالت إنها وراء مقتل الجنرال الروسيقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأربعاء، إن اغتيال الجنرال الروسي إيجور كيريلوف يظهر أن أوكرانيا مستعدة لاستخدام "الأساليب الإرهابية"، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها بيسكوف حيث قال: "اتضح الآن من هم العقول المدبرة والمنظمون لهذا العمل الإرهابي.. تم التأكيد مرة أخرى أن نظام كييف لا يخجل من استخدام هذه الأساليب".
أضاف أن مقتل كيريلوف، الذي أعلنت كييف مسؤوليتها عنه، "يثبت مرة أخرى صحة أفعالنا في سياق العملية العسكرية الخاصة"، في إشارة إلى حرب روسيا في أوكرانيا.
وردًا على سؤال عما إذا كان مقتل كيريلوف يعني أن أوكرانيا تجاوزت "خطا أحمر" آخر، قال بيسكوف: "الهجوم الإرهابي هو هجوم إرهابي.. بالطبع، نحن نعرف من أمر بهذا الهجوم الإرهابي.. ونحن نحارب هؤلاء المنظمين ونحارب هذا النظام النازي"، وكثيراً ما اتهم الكرملين الحكومة الأوكرانية بالنازية.
تابع بيسكوف أن وكالات إنفاذ القانون الروسية "تعمل بسرعة وفعالية"، وذلك بعد أن قالت لجنة التحقيق الروسية في وقت سابق، الأربعاء، إنها اعتقلت مواطنا أوزبكيا اعترف بزرع القنبلة التي قتلت كيريلوف، بناء على تعليمات أوكرانيا.
ختم بيسكوف تصريحاته قائلا إن "الجميع يقدم تعازيه العميقة" لعائلة كيريلوف، بما في ذلك الرئيس، فلاديمير بوتين.
على طريقة الموساد الإسرائيليقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الاستخبارات الأوكرانية نفذت اغتيالات داخل روسيا على طريقة الموساد الإسرائيلي أرعبت السلطات الروسية.
وأشارت الصحيفة إلى مقتل الجنرال الروسي الكبير إيجور كيريلوف قائد قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية، الثلاثاء، في انفجار عبوة ناسفة وُضعت على دراجة سكوتر كهربائية قرب مبنى يقيم فيه بموسكو، وفقاً للجنة التحقيق الروسية.
وأضافت «إندبندنت» أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية قالت إنها وراء مقتل الجنرال الروسي الكبير، وهو الأحدث في سلسلة من الاغتيالات التي أعلنت كييف مسؤوليتها عنها.
وجاء الاغتيال بعد يوم واحد فقط من اتهام جهاز الأمن الأوكراني لكيريلوف بارتكاب جرائم حرب وإصدار مذكرة غيابية له بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية المحظورة ضد الجنود الأوكرانيين بالخطوط الأمامية.
الاستخبارات الأوكرانيةوقالت الصحيفة إنه بحسب التقارير، فقد نفذت الاستخبارات الأوكرانية، التي غالباً ما تُقارَن بالموساد، عشرات الاغتيالات، رغم أنه لم يتم الإعلان عنها رسمياً أبداً ومع ذلك، فإن مقتل كيريلوف يعد الأعلى في عملياتها، ومن المرجح أن يدفع السلطات الروسية إلى مراجعة بروتوكولات تأمين كبار قادة الجيش وإيجاد طريقة للانتقام.
فاليري ترانكوفسكيفي 13 نوفمبر من هذا العام، كان فاليري ترانكوفسكي، قائد اللواء الصاروخي 41 التابع لأسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية، جالساً في سيارته في مدينة سيفاستوبول الساحلية في شبه جزيرة القرم عندما انفجرت قنبلة مثبتة أسفل سيارته وتُوفي.فلادلين تاتارسكي
في مساء يوم 2 أبريل 2023، دخل المدون العسكري الروسي فلادلين تاتارسكي - واسمه الحقيقي مكسيم فومين - مقهى في سانت بطرسبرغ لإلقاء محاضرة أمام جمهور.
وكان المدون المولود في أوكرانيا، والمؤيد المتشدد لحرب أوكرانيا، من بين المعلقين العسكريين الأكثر متابعة على «تلجرام»، وكذلك أيضاً جزءاً من القوات التي غزت شرق أوكرانيا في عام 2014 بعد سجنه بتهمة سرقة بنك، فضلاً عن وجود علاقات وثيقة مع مجموعة «فاجنر» التي كانت تقاتل في أوكرانيا في ذلك الوقت.
وبينما بدأ يتحدث، انفجر تمثال نصفي مصنوع على صورته، مما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة أكثر من عشرين آخرين.
وادعت داريا تريبوفا، وهي امرأة تبلغ من العمر 26 عاماً من سانت بطرسبرج، والتي أعطت تاتارسكي التمثال الصغير، لاحقاً، أنها كانت تنفذ تعليمات من رجل في أوكرانيا.
وفي يناير من هذا العام، سُجنت تريبوفا لمدة 27 عاماً، وواجهت اتهامات بالإرهاب والاتجار بالمتفجرات وتزوير الوثائق، واعترفت بالذنب فقط في هذه التهمة.
داريا دوجينا
في أواخر أغسطس في موسكو، انفجرت سيارة تقل الصحفية الروسية، وهي ابنة معلق قومي .
وقُتلت داريا دوجينا، ابنة ألكسندر دوجين، الذي يُعتقد أنه ألهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحرب أوكرانيا في عام 2014، على الفور، وكان والدها في مكان قريب.
وتنفي أوكرانيا تورطها في هذا الهجوم، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين قالوا سابقاً إنهم يعتقدون أن كييف مسؤولة.
ولفتت الصحيفة إلى أنهم نفذوا «العديد من» الاغتيالات وقال إنهم «أعطوا الأولوية للمتآمرين الموالين لروسيا ومجرمي الحرب»، ولكنهم لن يؤكدوا تنفيذ الهجمات أبداً، وبالتالي فإن معرفة عدد الأشخاص الذين استهدفهم جهاز الأمن الأوكراني أمر مستحيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أوكرانيا فلاديمير بوتين السلطات الروسية الكرملين الموساد الإسرائيلي إندبندنت اغتيالات ديمتري بيسكوف إيجور كيريلوف كيريلوف الجنرال الروسي اغتيال الجنرال إنفاذ القانون الروسية على طريقة الموساد المزيد الجنرال الروسی مقتل کیریلوف فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
وساطة خلف الستار.. كيف تُفاوض الاستخبارات الجماعات المسلحة؟
لم يكن دبلوماسيا على ورق، بل رجل استخبارات يحمل عقيدة الحوار، ويؤمن بأن الكلمة قد تسبق الرصاصة في إطفاء نيران الحروب، وقد حلّ ضيفا على أولى حلقات "بودكاست وسيط" (يمكن متابعتها كاملة عبر هذا الرابط)، ليكشف جانبا من تلك الرحلة المثقلة بالأسرار.
نشأ عباس إبراهيم في كنف عائلة ميسورة، وكان بوسعه أن يسلك دربا أكثر راحة، لكن اجتياح إسرائيل لبيروت عام 1982، واستشهاد شقيقه في حرب عبثية، شكّلا حافزا دفعه لاختيار الطريق الأصعب، وهو الالتحاق بالمؤسسة العسكرية، بحثا عن وطن موحد في زمن الانقسام.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا تعرف عن أسلحة المعارضة السورية التي اجتاحت تحصينات حلب؟list 2 of 4ما علاقة إسرائيل بالأقليات في سوريا؟list 3 of 4تحركات دبلوماسية متسارعة بالدوحة والقاهرة بشأن صفقة التبادلlist 4 of 410 صراعات حاسمة في عام 2025.. من يستطيع وقف الانهيار؟end of listويروي اللواء إبراهيم كيف تلقى رفضا قاطعا من عائلته للالتحاق بالجيش، إذ رفضت والدته حتى كيّ بدلته العسكرية، لكن قناعته بأن الجيش هو "بوتقة الوحدة" جعلته يصرّ على خوض التجربة رغم كل شيء. تخرج عام 1982 في عام وصفه بـ"المشؤوم" بسبب الاجتياح الإسرائيلي الذي وصل إلى عتبات مدرسته الحربية.
أولى مهامه الأمنية كانت جنوبي لبنان، حيث كان يمر يوميا عبر حواجز الاحتلال من بيروت إلى صيدا، وهو ما رسّخ في وجدانه شعورا بالقهر، وزاد من عدائه للاحتلال، وفي تلك المرحلة، بدأ تكوين وعيه العميق حول فكرة السيادة، ومفهوم الأمن كمسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مهنية.
وتدرج إبراهيم في المناصب حتى ترأس جهاز الأمن العام اللبناني، وعمل سابقا في جهاز المخابرات العسكرية، كما تولى مهام تأمين شخصيات دولية من بينها الأخضر الإبراهيمي، الذي تعلّم منه الصبر و"الوساطة بلا نوم"، ويروي حادثة تحذير الإبراهيمي للرئيس رينيه معوض من محاولة اغتيال لم يُبال بها، قبل أن يُغتال بعد ساعات.
أدوار حساسةتجربته الأمنية، التي امتدت لعقود، لم تكن محصورة بالتحليل أو الرقابة، بل تعدّت ذلك إلى أدوار تفاوضية حساسة، حيث يصف إبراهيم أن نجاح الوسيط يبدأ من المعلومة، وأن فشل الأجهزة الاستخباراتية في استشراف أحداث كبرى -كعملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- يعود غالبا إلى التقدير السياسي الخاطئ، لا غياب المعلومات.
إعلانويرى اللواء عباس أن مفاجأة "طوفان الأقصى" كانت درسا في السرية والانضباط العملياتي، ويشير إلى أن الفشل الإسرائيلي لم يكن استخباراتيا بالكامل، بل سياسيا في جوهره، حيث تمّ تجاهل التحذيرات، وأكد أن عنصر المفاجأة كان محسوبا بإحكام، وأن تدريب المقاتلين على سيناريوهات شبيهة سهّل عملية التنفيذ الصاعقة.
أما في جنوب لبنان، فيعتبر أن إسرائيل طوّرت أدواتها بعد حرب 2006 نحو الاختراقات الأمنية والتقنيات الرقمية، متجنبة المواجهات البرية التي أثبتت فشلها، ويعتقد أن اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وإن لم يفاجئه شخصيا، شكّل صدمة للرأي العام، كاشفا حجم الاختراق الإسرائيلي.
ويؤكد أن ما جرى من سلسلة اغتيالات وخرق للسيادة اللبنانية لم يكن محض مصادفة، بل ثمرة اختراق أمني وتقني معقّد، تطلّب سنوات من التحضير، مدعوما بتقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم دولي غير مسبوق، لكنه يرى أيضا أن البيئة المقاومة قادرة على التجدد وابتكار أساليب أكثر شراسة، تماما كما حدث بعد نكسة 1967.
ينتقل اللواء إبراهيم للحديث عن دمشق، فيسرد رؤيته لانهيار نظام بشار الأسد بشكل مفاجئ، مؤكدا أن ما جرى كان نتيجة "عمل استخباري سياسي" غيّر موازين القوى بشكل غير متوقع، مرجّحا وجود تعليمات داخلية بعدم القتال، وهو ما عكسه التراجع السريع للقوات الحكومية.
من أين بدأت؟أما علاقته بالوساطة، فقد بدأت من جنوب لبنان، حين اختار معالجة النزاعات القروية بالحوار لا بالسلاح. كانت تلك أولى بوادر تحوله إلى وسيط، سرعان ما ترسخت عندما اقتحم مخيم عين الحلوة عام 2005، مخالفا الأوامر العسكرية، ودخل المخيم للقاء قادة الفصائل الإسلامية المطلوبين للدولة اللبنانية.
يحكي إبراهيم كيف دخل بسيارته الخاصة دون سلاح، وطلب من القيادي الفلسطيني منير المقدح أن يصطحبه في جولة داخل المخيم، وهناك، تواصل مع "عصبة الأنصار" وغيرها من الفصائل، ونجح في خلق بيئة تفاهم أفضت لاحقا إلى تحييد المخيم عن حرب نهر البارد، وتسهيل انتشار الجيش في محيطه.
ويعتبر أن أصل الإرهاب لا يكمن في الأيديولوجيا وحدها، بل في الفقر واللاعدالة والتهميش. ويقول: "لو دخلت إلى مخيم عين الحلوة وعشت 15 يوما، ستفكر بالتمرد"، معتبرا أن القمع الأمني ليس حلا، بل عاملا لتفريخ الغضب. ويصر على أن "الأمن الحقيقي ليس فوق الناس، بل من أجلهم".
وبنظره، لا خطّ أحمر في التفاوض إلا العدو الإسرائيلي، فالمبدأ الأساسي هو الحوار مع كل طرف يحمل سلاحا بوجه الدولة. ويستذكر مفاوضاته غير المباشرة مع جبهة النصرة وتنظيم الدولة، والتي قادها بصبر وتكتم، مستعيدا جنودا لبنانيين رغم فداحة الثمن، ويؤكد أن النجاح مرهون بالمصداقية والشفافية.
أبرز الوساطاتمن أبرز وساطاته كانت تحرير راهبات معلولا، حيث تمّت مبادلتهم بـ34 امرأة معتقلة في السجون السورية. اللافت أن جميع النسوة المفرج عنهن رفضن التوجه إلى الخارج، وأصررن على العودة إلى دمشق، في مشهد هزّ مشاعر الوسطاء أنفسهم.
ويكشف اللواء أن حزب الله، ممثلا بالسيد حسن نصر الله، كان يضطلع بأدوار حاسمة في تذليل العقبات خلال تلك الوساطات، خصوصا حين تتعقد المفاوضات مع النظام السوري. ويمدح دعم قطر المستمر الذي وصفه بـ"الحاسم" في كثير من عمليات التبادل.
إعلانكما قاد وساطة سرية بين النظام السوري والإدارة الأميركية في ملف الصحفي الأميركي أوستن تايس. إذ التقاه مبعوثو ترامب، وأقلّوه بطائرة خاصة إلى البيت الأبيض، حيث تم التفاهم على بنود "تصب في مصلحة الشعب السوري". لكنّ تصريحا انتخابيا من ترامب ضد الأسد فجّر العملية وأوقفها بالكامل.
ورغم انخراطه في وساطات دولية وإقليمية، يؤكد اللواء إبراهيم أن التفاوض داخل لبنان يبقى الأصعب، لأن السياسة تطغى على المصلحة الوطنية. ويعبّر عن تفاؤله بالمشهد اللبناني ما بعد الحرب، معتبرا أن انتخاب رئيس جديد يتمتع بخلفية أمنية يشكّل فرصة حقيقية لبناء دولة مستقرة.
ويختم بالقول إن كل الجهود الأمنية، مهما بلغت، لا يمكنها صناعة الاستقرار من دون عدالة وكرامة. وفي عالم يتزايد فيه منسوب العنف، يرى أن الوساطة ليست مهمة ناعمة بل صراع في الظل، يقوده "رجل أمن يحترف الحوار أكثر مما يحترف القبضة".
6/7/2025-|آخر تحديث: 18:03 (توقيت مكة)