قال ليو بينجيو المتحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة، إن واشنطن يجب أن تقيم النوايا الاستراتيجية لبكين بشكل موضوعي وعقلاني بدلاً من الاستمرار في طرح تقارير تعود إلى حقبة الحرب الباردة.
وقال بينجيو في تصريحاته لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، تعليقا على التقرير السنوي الذي يقدمه البنتاجون إلى الكونجرس الأمريكي بشأن القدرات العسكرية الصينية، إن "مثل هذه التقارير مليئة بالتفكير في الحرب الباردة وعقلية اللعبة الصفرية، وهو ما تعارضه الصين بشدة".


وأضاف المتحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة :"نأمل أن تقوم الولايات المتحدة بتقييم النوايا الاستراتيجية للصين وبناء دفاعها بشكل موضوعي وعقلاني، والتوقف عن إصدار التقارير غير المسؤولة سنة بعد سنة، واتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ على التطور المستقر للعلاقات الصينية الأمريكية والعلاقات العسكرية".

مزاعم الولايات المتحدة بشأن دعم الصين عسكريا لروسيا يظهر نفاق الإدارة الأمريكية ومعاييرها المزدوجة

كما أكد الدبلوماسي الروسي لوكالة تاس إن مزاعم الولايات المتحدة بشأن عمليات التسليم المزعومة للمنتجات ذات الاستخدام المزدوج من الصين إلى روسيا، بما في ذلك لصالح المجمع العسكري الصناعي الروسي، لا أساس لها من الصحة وتظهر أيضًا نفاق الإدارة الأمريكية ومعاييرها المزدوجة.
وعلق على التقرير السنوي الذي يقدمه البنتاجون إلى الكونجرس الأميركي بشأن القدرات العسكرية الصينية: "التجارة الطبيعية بين الصين وروسيا تتم بشكل علني، بما يتماشى مع قواعد منظمة التجارة العالمية ومبادئ السوق، ولا تستهدف أي طرف ثالث".
واستكمل:"الولايات المتحدة تقدم مساعدات عسكرية غير مسبوقة لأوكرانيا بينما توجه اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد التبادلات الاقتصادية والتجارية الطبيعية بين الصين وروسيا، وهذا معيار مزدوج نموذجي ونفاق شديد وعدم مسؤولية على الإطلاق".
وأضاف المتحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية، أن "الصين اتخذت دائما موقفا حذرا ومسؤولا في الصادرات العسكرية، وفرضت رقابة صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج".
وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن الصين ملتزمة دائمًا بتعزيز السلام والحوار، مؤكداً عدم تحمل الصين اللوم، ودفع ثمن تصرفات الآخرين، مشدداً أن بلاده ستدافع بقوة عن حقوقها ومصالحها المشروعة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت في تقريرها إن الصين تتحرك انطلاقا من رغبتها في الحفاظ على علاقات وثيقة مع روسيا، على الرغم من ضغوط الغرب الجماعي على موسكو وشركائها بشأن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وجاء في الوثيقة الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية أيضًا أن الصين تواصل تزويد روسيا بمنتجات ذات غرض مزدوج، بما في ذلك تلك التي تستخدمها صناعة الدفاع، وأن هذه التجارة لا تزال قائمة على مستوى واسع النطاق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة واشنطن المتحدث باسم السفارة الصينية الحرب الباردة الكونجرس الصين روسيا المجمع العسكري الصناعي الروسي أوكرانيا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ودول الخليج

 

 

 

تشو شيوان **

في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم، برزت القمة الثلاثية بين رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" والصين ومجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في كوالالمبور يومي 27 و28 مايو 2025، كحدث استثنائي يعكس إدراكًا مشتركًا لأهمية التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات العالمية، ومن الواجب أن ننظر للقمة على أنها لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي روتيني، بل كانت خطوة استراتيجية نحو تشكيل شراكة اقتصادية قادرة على إعادة رسم خريطة القوى في نظام دولي يتجه نحو التعددية القُطبية.

جاءت القمة في وقت تواجه فيه العديد من دول آسيان تحديات اقتصادية جراء الرسوم الجمركية الأمريكية التي تراوحت بين 10% و49%؛ مما أثر على صادراتها، ومن هنا أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على أهمية هذه الشراكة الثلاثية لتعزيز المرونة الاقتصادية وبناء أسواق بديلة تقلل من الاعتماد على الاقتصادات الغربية، وهذه النقطة تحديدًا أجدها من أهم النقاط التي جاءت في القمة فكما يبدو أن هناك نهج عالمي يقول أنه من الواجب تقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية طالما لنا فرص وأهداف مشتركة بين دول الشرق والجنوب.

من حيث الأرقام، فإنَّ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وآسيان بلغ 137 مليار دولار في 2022، بينما تجاوزت التجارة بين الصين وآسيان 700 مليار دولار، مما يجعل هذه الكتلة الاقتصادية قوة لا يستهان بها في النظام التجاري العالمي، وقد لعبت الصين دورًا محوريًا في القمة، حيث سعت إلى تعزيز شراكتها مع كل من آسيان ومجلس التعاون الخليجي عبر مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي دعمت مشاريع بنية تحتية كبرى في جنوب شرق آسيا، كما أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ عن استعداد الصين لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الأطراف الثلاثة، مما سيعزز التكامل الاقتصادي ويسهل تدفق السلع والاستثمارات، وأن توجد القمة مشاريع كبرى مثل المناطق الحرة المشتركة أجده أمرًا مهمًا سيدفع بالنمو الاقتصادي في كلٍ من دول الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي وأيضًا الصين.

إن المصالح والأهداف المشتركة هي الضامن الأكيد لنجاح مثل هذا التعاون؛ فالصين بوصفها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تسعى لتوسيع شراكاتها التجارية والاستثمارية في كل من منطقة جنوب شرق آسيا والخليج، وهما منطقتان غنيتان بالموارد الطبيعية وتشهدان نموًا اقتصاديًا عاليًا، وفي المقابل تتطلع دول آسيان ومجلس التعاون الخليجي إلى الاستفادة من السوق الصيني الضخم والتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها الصين، بالإضافة إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على القوى الغربية، ومع تحقق هذه المصالح المشتركة سنشهد علاقات أكثر ترابطًا في المستقبل.

وفضلًا عن الجانب الاقتصادي، تحمل هذه القمة دلالات سياسية مهمة؛ ففي عالم تسوده التوترات الجيوسياسية، يمثل تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة ضرورة مُلحَّة، وفي هذا الجانب قد أكد رئيس مجلس الدولة الصيني على أهمية "إدارة الخلافات بشكل فعّال من خلال التفاهم المتبادل، واستكشاف مسار جديد للتقدم الشامل لمختلف الحضارات"، وهذه التصريحات تشير إلى رغبة مشتركة في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا وتعددية، بعيدًا عن الهيمنة القطبية الواحدة التي باتت عبئًا سياسيًا واقتصاديًا على العديد من دول العالم.

في الختام.. يمكن القول إن القمة الثلاثية في ماليزيا تمثل خطوة مُهمة نحو بناء شراكة استراتيجية متينة بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وإن نجاح هذه القمة يعتمد على قدرة الأطراف الثلاثة على تحويل الخطط إلى واقع ملموس، والمؤشرات إيجابية خاصة مع توقعات بأن يتجاوز حجم التجارة بين مجلس التعاون وآسيان والصين 500 مليار دولار بحلول 2030، وهذه الشراكة ليست فقط خطوة نحو تعافي اقتصادات المنطقة؛ بل أيضًا رسالة واضحة بأن العالم لم يعد أحادي القطبية، وأن الشراكة قادرة على صياغة مستقبل أكثر توازنًا، وأجد أن القمة الثلاثية نموذجًا للتعاون في عالم متعدد الأقطاب؛ حيث تبرز قوى جديدة تقودها مصالح مشتركة ورؤى استراتيجية بعيدة المدى، والدرس الأهم هنا هو أن التعاون الإقليمي لم يعد خيارًا؛ بل ضرورة في عالم مليء بالتحديات.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".. ماذا حدث؟
  • الصين تحذر الولايات المتحدة من اللعب بالنار بشأن تايوان
  • الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ودول الخليج
  • خطاب مليء بالاستفزاز.. الصين تندد بتصريحات البنتاجون بشأن طموحاتها العسكرية
  • رئيس أكبر بنك أمريكي يحذر من توقعات خاطئة بشأن الصين
  • الدكتور المصطفى: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا تم بدون شروط مسبقة، ومسار العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأ للتو
  • ترامب يتهم الصين بخرق اتفاق الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة
  • ترامب: الصين "انتهكت بالكامل" الاتفاق مع واشنطن بشأن الخفض المتبادل للرسوم
  • ترامب يتهم الصين بـانتهاك الاتفاق بشأن التعرفات الجمركية
  • ترامب: الصين انتهكت تماما الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة