أحدث الانقلاب الأخير في النيجر موجات صادمة في المجتمع الدولي، مما أثار نقاشات حول دور دول غربية في زعزعة استقرار دولًا في أفريقيا. ويسلط هذا التقرير، الذي أعده موقع صدي البلد الإخباري، الضوء علي أحداث النيجر الأخيرة وعلي مسئولية فرنسا بالتحديد في زعزعة الاستقرار في هذا البلد الفقير الواقع في غرب قارة أفريقيا.

في حين أن الانقلابات هي أحداث معقدة لها عوامل متعددة، فمن الضروري تحليل دور القوى الخارجية في تشكيل المشهد السياسي للدول. وفي حالة النيجر، لا يمكن التغاضي عن نفوذ فرنسا التاريخي ومصالحها الجيوسياسية عند دراسة الظروف التي أدت إلى الانقلاب.

السياق التاريخي

تتمتع فرنسا بعلاقة طويلة ومعقدة مع مستعمراتها السابقة في أفريقيا، بما في ذلك النيجر. وشهدت الحقبة الاستعمارية إقامة علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية استمرت في التأثير على المنطقة حتى يومنا هذا. وساهم الإرث الاستعماري الفرنسي في النيجر في ديناميكية القوة التي يمكن أن تعزز عدم الاستقرار عن غير قصد.

المصالح الجيوسياسية

تتمتع النيجر بموقع استراتيجي، وتضم احتياطيات ضخمة من اليورانيوم وتلعب دورًا حاسمًا في الأمن الإقليمي. بدوره، فإن اعتماد فرنسا على الطاقة النووية يجعل الوصول إلى اليورانيوم مصلحة وطنية حيوية. نتيجة لذلك، حافظت فرنسا على وجود قوي في النيجر، اقتصاديًا وعسكريًا، لضمان إمدادات ثابتة من اليورانيوم.

التأثير على الديناميكيات السياسية

أعطت العلاقات التاريخية لفرنسا تأثيرًا كبيرًا على التطورات السياسية في النيجر. يمتد هذا التأثير إلى دعم شخصيات وفصائل سياسية محددة، أحيانًا على حساب العمليات الديمقراطية. من خلال دعم بعض القادة، ساهمت فرنسا في اختلال توازن القوى والمظالم التي يمكن أن تغذي الاضطرابات الداخلية.

الاستغلال الاقتصادي

في حين أن النيجر تمتلك موارد قيمة، فإن تنميتها الاقتصادية غالبًا ما تعرقل من قبل الجهات الخارجية التي تسعى إلى انتزاع الثروة. اتُهمت الشركات الفرنسية باستغلال موارد النيجر دون فوائد عادلة للسكان المحليين. وساهم هذا التفاوت الاقتصادي في استياء الرأي العام وخلق ظروفًا مهيأة للاضطرابات السياسية.

الوجود العسكري

تحتفظ فرنسا بوجود عسكري في منطقة الساحل بزعم مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار. ويمكن أن يؤدي هذا الوجود العسكري في بعض الأحيان إلى عواقب غير مقصودة. يمكن أن يؤدي التوافق الملحوظ مع فصيل على آخر إلى استياء وتصعيد التوترات، مما قد يؤدي إلى أحداث مثل الانقلابات.

تصورات الاستعمار الجديد

كان مفهوم الاستعمار الجديد، حيث تمارس القوى الاستعمارية السابقة سيطرة غير مباشرة على مستعمراتها السابقة، مصدر استياء بين العديد من الدول الأفريقية. يمكن تصور تصرفات فرنسا، حتى لو كانت حسنة النية في الظاهر، من خلال هذه العدسة، مما يؤدي إلى تفاقم المشاعر المناهضة للحكومة والمساهمة في صعود القوى المعارضة.

ختامًا، إن الفهم الأكثر دقة لهذه التعقيدات ضروري لتعزيز الاستقرار والديمقراطية والتنمية العادلة في المنطقة. يتعين على كل من النيجر والقوى الخارجية الانخراط في الحوار والتعاون لضمان مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النيجر اليورانيوم إفريقيا فرنسا الاستعمار فی النیجر یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دولة أوروبية تدرس الاعتراف بدولة فلسطين

أوتاوا- الوكالات

نقلت وسائل إعلام كندية عن مصدر حكومي قوله إن كندا تدرس إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا رفضت إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت هيئة البث العامة "سي بي سي" ووسائل إعلام أخرى عن المصدر نفسه أنه لم يتخذ بعد قرار بهذا الشأن، وأنه يجري بحث ما إذا كان الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون مشروطا.

وأضاف المصدر أنه من التوقع أن يعقد رئيس الوزراء مارك كارني اليوم الأربعاء جلسة لمجلس الوزراء عن بعد، لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن كارني أجرى أمس الثلاثاء اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بحثا فيه إعلان ستارمز قرب اعتراف بلاده بدولة فلسطينية مستقلة والوضع في غزة.

وقال ستارمر أمس الثلاثاء إن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة للسماح بدخول المساعدات إلى غزة وتلتزم بحل الدولتين وتمتنع عن ضم الضفة الغربية.

وجاء إعلان ستارمر بعد أيام من إعلان مماثل من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقد أثارت هذه الخطوة تنديدا إسرائيليا وأميركيا.

وخلال مشاركتها في مؤتمر حل الدولتين في نيويورك أمس الأول الاثنين، قالت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا آناند إن القضية الفلسطينية هي جوهر أي أمل في إرساء استقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط، وفق ما نقلته هيئة البث العامة الكندية.

وأضافت آناند أن دولة فلسطينية فاعلة تحتاج إلى حكم ديمقراطي يحجم كل الشعب الفلسطيني.

والأسبوع الماضي، انتقد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بشدة الطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع الأزمة الإنسانية في غزة بوصفها انتهاكا للقانون الدولي، بحسب ما أوردته شبكة "سي تي في" نيوز الكندية.

مقالات مشابهة

  • رداً على فرنسا وبريطانيا.. رئيس الكنيست: يمكن إقامة دولة فلسطينية في لندن أو باريس
  • دولة أوروبية ستنقل 13 طفلا من غزة لتلقي العلاج في مستشفياتها
  • مجلس الوزراء يوافق على 8 قرارات جديدة.. تعرف عليها
  • وفاء عامر كلمة السر.. من هي بنت الرئيس مبارك التي أشعلت السوشيال ميديا؟
  • دولة أوروبية تدرس الاعتراف بدولة فلسطين
  • 7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها
  • كلمة السر المرارة .. تفاصيل وفاة شخصين بعد عمليات جراحية
  • 4 سنن مهجورة عن النبي قبل النوم.. تعرف عليها
  • كليات لها اختبارات قدرات في جامعة الأزهر .. تعرف عليها
  • مدينة يركب 76% من سكانها سيارات كهربائية فقط .. تعرف عليها