خبير استراتيجي: استضافة اجتماعات الدول الثماني تعكس محورية الدور المصري
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن استضافة مصر لاجتماعات القمة الحادية عشر لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي التي عقدت تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد"، تعد أحد أهم الدلالات الرئيسية على مدى تنوع التحركات التي تقوم بها الدولة المصرية على مختلف المستويات الإقليمية والدولية سواء كانت تحركات سياسية أو اقتصادية أو غيرها، وبما يعكس في مجمله محورية وأهمية الدور المصري في كل المراحل .
وأضاف محمد الدويري، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، أن عقد هذه الاجتماعات جاء في مرحلة شديدة الحساسية تمر بها المنطقة، والتي يمكن أن تؤدى في النهاية إلى توسيع دائرة الصراع التي حذرت منها القيادة السياسية المصرية مراراً، وهو الأمر الذي شاهدناه في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ثم على لبنان، وقد مهدت هذه الحروب بشكل أو بآخر إلى الوصول بسوريا إلى وضعها الحالي الذي قد يهدد وحدة وسلامة أراضيها .
وتابع أن هذه القمة لم تكن بعيدة عن التطورات الإقليمية المتسارعة ؛ حيث حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها على أن يعيد التأكيد على ثوابت ورؤية الموقف المصري تجاه هذه الأحداث وهى رؤية واقعية تصب كلها في بوتقة الاستقرار والتنمية والحرص على إيجاد الحلول السليمة لهذه المشكلات، مع التأكيد أيضاً على أن كافة الحروب والصراعات الحالية في المنطقة سوف تؤدى إلى تصعيد غير مسبوق وإحداث تأثيرات سلبية تلحق بجميع الأطراف على المستويين السياسي والاقتصادى وتؤثر كذلك على مصالح الدول وطموحات الشعوب.
وأبرز محمد إبراهيم كذلك حرص الرئيس السيسي على أن يبلور بشكل واضح الأسلوب الأمثل لمواجهة هذه المخاطر وذلك من خلال التأكيد على ضرورة تضافر كافة الجهود من أجل تعزيز التعاون المشترك وتنفيذ مشروعات ومبادرات مشتركة في مختلف المجالات، مع إبداء الاستعداد لمشاركة الدول الأعضاء التجارب المصرية الناجحة التي نفذتها الدولة ومن بينها مبادرتي حياة كريمة وتكافل وكرامة .
ونوه بأن مصر كانت حريصة على أن تستثمر رئاستها لهذه القمة في أن تدفع بقوة في إتجاة دعم التعاون المشترك بين الدول الأعضاء من خلال طرح مجموعة من المبادرات شديدة الأهمية والتي تحتاجها هذه الدول وتدعم في نفس الوقت مبدأ التعاون المشترك وذلك في مجالات الدبلوماسية والصحة والتعليم ومراكز الفكر الاقتصادى، بالإضافة إلى اعتزام التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية التابعة للمنظمة.
وشدد على أن البيان الختامي الذي صدر عقب انتهاء الاجتماعات تحت اسم "إعلان القاهرة" جاء معبراً تماماً عن نجاح هذه القمة وعن الطموحات التي يمكن البناء عليها وتحقيقها خلال الفترة المقبلة، وخاصة فيما يتعلق بتعزيز الشراكات في مجالات التعاون التي تمثل أولوية لدول المنظمة ولاسيما في الطاقة والأمن الغذائي وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة والتجارة والاستثمار والسياحة والرقمنة والذكاء الإصطناعي والتعاون في موضوع تغيير المناخ، بالإضافة إلى تعزيز السلام والتنمية المستدامة .
واختتم اللواء محمد إبراهيم بالتأكيد، أن الفترة المقبلة سوف تشهد تحركات مصرية فاعلة من أجل وضع ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات موضع التنفيذ من منطلق أن رئاسة مصر للمنظمة سوف تكون أحد أهم العوامل التي سوف تساعد على ترجمة البيان الختامي إلى واقع على الأرض وذلك بالتعاون مع كافة الدول الأعضاء التي لا شك أنها تحتاج جميعها إلى أن يكون هناك استقراراً في هذه المنطقة الإستراتيجية .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الدول الثماني المزيد على أن
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر المصري يستقبل وزير التعاون السويدي ويستعرض جهوده في دعم غزة والسودان
استقبل الهلال الأحمر المصري، بنيامين دوسا، وزير التعاون الإنمائي الدولي والتجارة الخارجية السويدي، والوفد المرافق له، في زيارة رسمية للمركز العام بالقاهرة، للتعرف على أنشطة الجمعية ومتابعة جهودها في دعم المتضررين من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
رافق الوزير خلال الزيارة السفير السويدي بالقاهرة، داج يولين دانفيلت، ووفد رفيع من الخارجية السويدية، وكان في استقبالهم الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، وعدد من ممثلي المنظمات الإنسانية، من بينهم رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القاهرة، ألفونسو فيردو بيريز، وممثلة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إيملي جولر.
وخلال اللقاء، استعرضت إمام الدور المحوري للهلال الأحمر المصري، كأحد أقدم وأكبر الجمعيات الإنسانية في المنطقة، مشيرة إلى الجهود المكثفة التي تبذلها الجمعية في الاستجابة للأزمات، وعلى رأسها أزمتي السودان وغزة، من خلال أكثر من 35 ألف متطوع، يعملون على مدار الساعة لدعم المتضررين.
وأكدت أن حجم المساعدات الإنسانية التي تم إدخالها إلى غزة منذ بدء الأزمة تجاوز 35 ألف شاحنة، محملة بأكثر من نصف مليون طن من المواد الغذائية والطبية والإيوائية، بالإضافة إلى سيارات إسعاف ووقود ومستلزمات النظافة وحفاضات وألبان الأطفال، يتم تجهيزها بناءً على أولويات التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأوضحت أن الهلال الأحمر المصري يضطلع بدور تنسيقي وطني رئيسي في إدارة المساعدات لغزة، من خلال المراكز اللوجستية بالعريش، التي أُنشئت خصيصًا لهذا الغرض، وتضم آليات للتعبئة والتصنيف والتكويد طبقًا للمعايير الدولية، إلى جانب غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار 24 ساعة، مجهزة بأحدث تقنيات الرصد والمتابعة الميدانية.
من جانبه، أشاد وزير التعاون والتجارة الخارجية السويدي بالجهود الكبيرة التي تبذلها مصر والهلال الأحمر المصري في دعم الشعب الفلسطيني، واصفًا الوضع في غزة بـ "الكارثي"، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الهلال الأحمر المصري لدعم جهوده الإغاثية.
وقال دوسا: "نُثمن التزام الهلال الأحمر المصري الثابت بدعم غزة، ونتطلع إلى مزيد من التنسيق المشترك في هذا الصدد"، مشيرًا إلى أن ما تقوم به الجمعية يعد نموذجًا إنسانيًا فريدًا في المنطقة.
وفي لفتة إنسانية مؤثرة، شارك الوزير السويدي في تعبئة إحدى صناديق المساعدات الغذائية المتجهة إلى قطاع غزة، وكتب عليها رسالة دعم مؤثرة: "بالحب من السويد"، في إشارة إلى تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني.
وخلال الزيارة، تطرقت الدكتورة آمال إمام أيضًا إلى جهود الهلال الأحمر في الاستجابة لأزمة السودان، موضحة أن الجمعية تدخلت ميدانيًا بعد 48 ساعة فقط من بدء الأزمة، بإقامة نقاط خدمات إنسانية على معبري قسطل وأرقين، لتقديم الإسعافات الأولية، والدعم النفسي، وتوفير الغذاء والمأوى، وخدمات الاتصالات، وإعادة الروابط العائلية.
وأكدت أن الهلال الأحمر المصري لا يزال في حالة تأهب دائم على الحدود، وأن معبر رفح لم يُغلق يومًا من الجانب المصري، في ظل الاستعداد المستمر لتدفق المساعدات فور السماح بمرور
1000403264 1000403266 1000403260 1000403262 1000403258