انخفضت قيمة البتكوين إلى أدنى مستوى لها في شهرين، الجمعة، قبل أن تعود لتسجل تعافيا جزئيا، وسط استمرار التذبذب في أكبر الأصول المشفرة منذ العام الماضي.

وتراجعت بتكوين 7.2 بالمئة، الخميس، في أكبر انخفاض لها بيوم واحد منذ نوفمبر 2022، عندما انهارت منصة "إف تي إكس" لتداول العملات الرقمية، بحسب رويترز.

والجمعة، انخفضت البتكوين – أكبر عملة مشفرة - إلى أدنى مستوى لها في شهرين، عند 26172 دولارا خلال ساعات التداول الآسيوية، وهو أدنى مستوى منذ 16 يونيو.

 ولاحقا، انتعشت جزئيا إلى 26478 دولارا بحلول الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش.

ما هي أسباب التراجع؟

ويرى خبير الأسواق المالية العالمية، عبدالعظيم الأموي، أن "الضغوط على بتكوين مستمرة منذ العام الماضي"، عندما انهارت منصة "إف تي إكس" في الولايات المتحدة.

وقال الأموي لموقع "الحرة"، إن تلك القضية الشهيرة "هزت الثقة" في العملات المشفرة، لا سيما وأنها "أصول تفتقر للضوابط التنظيمية التي تحمي العملاء من التلاعب".

هل خمدت ثورة العملات المشفرة؟ وصلت قيمة سوق العملات المشفرة بحلول نهاية عام 2021 إلى نحو 3 تريليونات دولار، مقارنة بـ250 مليون في مطلع عام 2020، لكن هذا الصعود الصاروخي تبعه سقوط مدوي ليصل إلى 1.3 تريلون دولار في الوقت الحالي.

ولا تخضع العملات المشفرة إلى السلطات الحكومية في أي دولة. ويمكن لأي شخص الاستثمار في البتكوين أو أي عملة رقمية أخرى عبر الإنترنت، من خلال اختيار أي من المنصات المتخصصة في تداول العملات الرقمية.

"ضغوط بسبب الفوائد المرتفعة"

وأفلست "إف تي إكس" في نوفمبر 2022، مما أدى إلى حل المنصة التي قدّرت قيمتها السوقية في إحدى الفترات بـ 32 مليار دولار.

ووجهت لمؤسس منصة "إف تي إكس" تهم، أبرزها الاحتيال والتآمر بهدف غسل أموال، وقد تسلمته الولايات المتحدة في نهاية ديسمبر 2022 من جزر البهاما، حيث المقر الرئيسي للشركة.

ودفع مؤسس المنصة، سام بانكمان فريد، ببراءته من جميع التهم الموجهة إليه. ومن المقرر أن تبدأ محاكمته خلال أكتوبر المقبل في نيويورك.

ويضيف الخبير الأموي سببا ثانيا لتراجع أكبر عملة مشفرة بما يزيد عن 7 بالمئة في ظرف 24 ساعة، بعد شهرين من المكاسب.

وقال: "سياسات الاحتياطي الفدرالي برفع أسعار الفائدة فوق 5 بالمئة، أثرت على بتكوين، بعد أن وفرت عوائد سندات الخزينة الأميركية فرصا بديلة آمنة ومضمونة وعالية الربع".

"ولذلك تحدث هجرة الأموال داخل المحافظ، بتحويل جزء من السيولة من الأصول عالية المخاطر مثل البتكوين والأسهم، إلى أصول آمنة تعطي عائدا عاليا مضمونا"، كما يقول الأموي.

وأشار إلى أن "دورات السياسة النقدية في الاقتصاد سببت ضغوطا على البتكوين"، مردفا: "ستنقلب المعادلة عندما تنخفض عوائد السندات".

ولفت الخبير إلى أن "السؤال الذي تبحث الأسواق عن إجابته حاليا هو: متى يبدأ الاحتياطي الفدرالي في تخفيض أسعار الفائدة". 

وأجاب قائلا: "هذه المرحلة ليست واضحة، على اعتبار أن بيانات التضخم لا تزال فوق 4 بالمئة، ومطلوب من الاحتياطي الفدرالي أن يحافظ على المعدلات عند 2 بالمئة. وقد تبقى أسعار الفوائد مرتفعة، لا سيما أن سوق العمل في أميركا يساعد على ذلك".

ورفع الاحتياطي الفدرالي معدلات الفائدة 11 مرة اعتبارا من العام الماضي، في محاولة لكبح تضخم تخطى بهامش كبير معدل 2 بالمئة المستهدف من المصرف المركزي الأميركي.

لكن على الرغم من الانخفاض الكبير في نسبة التضخم خلال الأشهر الأخيرة، لا يزال أعلى من معدل 2 بالمئة المستهدف، خصوصا إذا ما تم استثناء المواد الغذائية وأسعار الطاقة المتقلبة.

قطاع "مليء بالاحتيال"

وجاء هبوط البتكوين في أعقاب حملة من المنظمين الأميركيين على قطاع، قال عنه رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، غاري جينسلر، إنه "مليء بالاحتيال وسوء المعاملة"، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز".

وفي يونيو، رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) دعاوى قضائية ضد اثنين من أكبر بورصات العملات المشفرة، هما "بينانس" و"كوين بيس"، بدعوى أنهما "انتهكتا القانون من خلال بيع الرموز الرقمية لأفراد، دون تقديم التسجيلات المطلوبة".

100 ألف دولار أم "خدعة تداول".. إلى أين تمضي "بيتكوين" بعد ارتفاعها؟ تباينت تفسيرات المحللين بشأن مستقبل عملة بيتكوين مع ارتفاع قيمتها هذا العام بعد فترة من الاضطرابات

وتنذر إجراءات الإنفاذ هذه بتقلبات في الأصول الرقمية، حتى عندما نفت الشركات المزاعم وتعهدت بالدفاع عن نفسها في المحكمة، بحسب الصحيفة البريطانية ذاتها المتخصصة في عالم المال والأعمال.

والخميس، تعرضت الأسواق العالمية لموجة من عمليات البيع، مع إغلاق المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض، واتجاه الأسهم الآسيوية لتكبد خسائر للأسبوع الثالث، نتيجة المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني والقلق من أن تظل أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول بسبب متانة الاقتصاد.

كيف يؤثر هذا الهبوط على المستثمرين؟

وعن تأثير هبوط البتكوين الأخير على ملاك الأصول المشفرة، يعتقد الخبير المالي، الأموي، أن "المستثمرين الآن أكثر نضجا من المرات السابقة".

وأضاف: "خلال الـ 18 شهرا الماضية، كانت الارتفاعات والانخفاضات معقولة، مما يعني أن هناك نضوجا من قبل المستثمرين".

وأشار إلى أن التحركات كانت "موزونة"، ولم تشهد أسواق العملات الرقمية تلك "الارتفاعات الكبيرة السابقة في يوم واحد".

وفي أبريل الماضي، ذكر بنك "ستاندرد تشارترد"، أن سعر البتكوين قد يصل إلى 100 ألف دولار بحلول نهاية عام 2024، وإن ما يُطلق عليه "شتاء العملات المشفرة" انتهى.

سيناريو "متفائل"

بدوره، رسم الأموي سيناريو متفائل لقيمة أكبر عملة مشفرة خلال الأشهر المقبلة، مرجحا أن تعاود الارتفاع ابتداء من منتصف العام المقبل.

ويوضح بقوله إن هناك "عاملا مهما في منتصف عام 2024، حيث نتوقع أن تتم عملية تقسيم المكافأة"، أي بمعنى أن عدد عملات البتكوين الجديدة التي ينتجها النظام كل 10 دقائق، "ستنخفض إلى النصف"، مما يسمح بالارتفاع التدريجي للعملة المشفرة.

"البحث عن قاع ثم الارتفاع"

وبعكس العملات الورقية، فإن إجمالي المعروض من البتكوين ثابت بمقدار 21 مليون بتكوين. وفي الوقت الحالي، تم تعدين أكثر من 19 مليون بتكوين مما يبقي أقل من مليوني وحدة من هذه العملة الرقمية الشهيرة ليتم تعدينها، بحسب موقع "فوربس".

وتسمى هذه العملية التي يجريها بتكوين كل 4 سنوات بـ "تقسيم المكافأة" (Halving)، حيث سبق أن طبقت في 3 مرات.

في ظل أزمة البنوك العالمية.. رأيان حول مستقبل العملات المشفرة في الوقت الذي تؤثر في أزمة البنوك العالمية على القطاع المصرفي التقليدي وما يصدره من أسهم وسندات، يبدو أن عملة البيتكوين هي "الملاذ الآمن حاليا"، على حد تعبير وكالة "رويترز" للأنباء.

لكن اعتبار هذا الملاذ الآمن بديلا عن البنوك والمصارف التقليدية سواء أمام الأفراد أو الحكومات، اختلف بشأنه الخبراء الاقتصاديون، إذ يرى البعض أنه يمثل ثورة ويجب تعميم استخدامه، بينما يخشى البعض الآخر من تقلبه ويشكك في قدرته على الاستمرار في الارتفاع والتفوق أما المصارف التقليدية.

وجرى تقسيم المكافأة للبتكوين في نوفمبر لعام 2012، فيما كانت العملية الثانية في يوليو 2016، أما المرة الثالثة والأخيرة التي أجريت فيها فكانت خلال مايو 2020، وفقا لـ "فوربس".

والمكافأة هي التي يتلقاها المعدنون الذين يعملون على إنتاج عملات جديدة عبر أجهزة خاصة، لقاء عملياتهم المعقدة التي تعرف باسم سلسلة الكتل (بلوكتشين).

وبدأت مكافأة تعدين البتكوين للمرة الأولى بسعر بلغ 50 دولارا عام 2009، قبل أن ينخفض إلى 25 دولارا في أول تقسيم للمكافأة.

وقال الأموي إن "البتكوين أقرب الآن للبحث عن قاع يرتكز عليه، ثم يعاود الارتفاع كما جرت العادة في 2012 و2016 و2020".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الاحتیاطی الفدرالی العملات المشفرة إف تی إکس

إقرأ أيضاً:

السفر جوًا قد يكون مرهقًا ومزعجًا.. إليك الأسباب وما يمكنك فعله

ملاحظة المحرر: الآراء الواردة في هذا التعليق تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط. تعرض CNN هذا العمل بالتعاون مع The Conversation، وهي شراكة بين صحفيين وأكاديميين تهدف إلى تقديم تحليلات وتعليقات إخبارية. المحتوى من إنتاج The Conversation حصريًا.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خلال ذروة موسم السفر، حين تكون المطارات مكتظّة والمشاعر مشحونة، من المحتمل أنك شاهدت تلك اللحظة أو كنت جزءًا منها، أي عندما ينفجر أحد الركاب في وجه مضيفة الطيران، أو يكاد يفقد أعصابه بسبب إمالة مقعد الطائرة أكثر من اللازم. 

لكن لماذا يبدو أن السفر بالطائرة يخرِج أسوأ ما فينا؟

تعد الطائرات بيئة تضغط على المشاعر حرفيًا. وبالنسبة للكثيرين، ترتبط المطارات والطائرات بالقلق، والذي يبدأ غالبًا قبل الوصول إلى صالة المغادرة.

وتجمع هذه البيئات بين التوتر، والانزعاج، وفقدان السيطرة، ما يجعل حتى أكثر المسافرين هدوءًا يشعرون بالتوتر والقلق.

كما أن الطائرات تُبرز التفاوت الطبقي بشكل صارخ. فمن منا لم يختبر مشاعر الغيرة أثناء المرور عبر مقصورات الدرجة الأولى للوصول إلى مقعده بالدرجة السياحية.

لذلك، من السهل أن نفهم لماذا أصبحت نوبات الغضب أثناء الرحلات الجوية، أو ما يعرف بالغضب الجوي، شائعة للغاية. في الواقع، شهدت التقارير عن هذه الحوادث ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع تفاقمها نتيجة التوترات المرتبطة بجائحة كورونا.

وفيما يلي نظرة على العلم وراء سبب توترنا الشديد أثناء السفر بالطائرة. والأهم من ذلك، ماذا يمكننا أن نفعل حيال هذا الأمر؟

الغضب الجوي يزداد سوءًا يتدفق حشود المسافرين عبر مطار ميامي الدولي خلال عطلة يوم الذكرى لعام 2025.Credit: Giorgio Viera/AFP/Getty Images

خلال السنوات الأخيرة، ارتفعت التقارير المتعلقة بسلوك الركاب غير المنضبط حول العالم بشكل ملحوظ. وربما يكون المؤشر الأكثر شمولاً هو البيانات التي جمعتها إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة، والتي تُظهر ارتباطاً واضحاً بتأثير جائحة كورونا.

وفي عام 2021، سجّلت الإدارة 5,973 حادثة لسلوك غير منضبط من قبل الركاب، وهو ارتفاع مذهل بنسبة 492% مقارنة بالعام الذي سبقه.

وللتوضيح، فإن متوسط عدد هذه الحوادث خلال الفترة من 2017 إلى 2020 بلغ 901.75 حادثة.

ورغم أن الأرقام قد انخفضت منذ ذروتها في عام 2021، فإنها لا تزال أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة.

وفي عام 2022، سجلت الإدارة 2,455 حادثة، تبعها 2,076 في عام 2023، و2,102 في عام 2024.

وقد أدت هذه الحوادث في الولايات المتحدة وحدها إلى بدء 402 إجراء إنفاذ في عام 2023، مقارنة بأعلى رقم قبل الجائحة وهو 83 إجراء في سنة واحدة. ومنذ عام 2021، فُرضت غرامات تجاوزت 21 مليون دولار نتيجة لهذه الحوادث.

وليس الأمر مقتصراً على الولايات المتحدة، إذ أفاد الاتحاد الدولي للنقل الجوي بزيادة في حوادث الركاب غير المنضبطين على مستوى العالم، حيث تم تسجيل حادثة واحدة لكل 568 رحلة في عام 2022، مقارنة بحادثة واحدة لكل 835 رحلة في عام 2021.

وتشمل أكثر أنواع الحوادث شيوعاً: عدم الامتثال للقواعد، والسلوك اللفظي العدائي، وحالات الثمالة. ومن الجدير بالذكر أن حوادث عدم الامتثال قد انخفضت في البداية بعد إزالة متطلبات ارتداء الكمامات في معظم الرحلات، لكنها بدأت بالارتفاع مجدداً في عام 2022، لتنهي العام بزيادة بنسبة 37% مقارنة بعام 2021.

وتشمل أمثلة عدم الامتثال ما يلي:

تدخين السجائر أو السجائر الإلكترونية داخل المقصورة أو في دورات المياهعدم ربط حزام الأمان عند الطلبتجاوز الحد المسموح به من الأمتعة المحمولة أو عدم تخزينها عند الحاجةاستهلاك مشروبات الكحول الشخصية على متن الطائرة.ما وراء ظاهرة الغضب الجوي يمكن أن تؤدي مشاعر الاحتجاز إلى زيادة إحباط الركاب.Credit: Jodi Jacobson/iStockphoto/Getty Images

أشارت الأبحاث الأكاديمية إلى أن هذه الظاهرة تنبع من تداخل عوامل ضغط فريدة ترتبط بالطيران.

عوامل الضغط البيئي

تشير الأبحاث باستمرار إلى أن البيئة المادية داخل الطائرة تعد مساهمًا كبيرًا في شعور الركاب بالإحباط وظهور السلوكيات غير الاجتماعية.

تشمل هذه العوامل: ضيق المقاعد، وقلة المساحة الشخصية، وتصميم الكبائن عالية الكثافة، وكلها تزيد من الشعور بعدم الراحة.

إضافة إلى أن العوامل النفسية مثل القلق، ورهاب الأماكن المغلقة، ورهاب الطيران قد تؤدي إلى سلوك غير معتاد من الراكب، لا يظهره عادة في سياقات اجتماعية أخرى.

وفي بعض الدراسات، تبيّن أن الانزعاج الجسدي مثل التعدّي على المساحة الشخصية يعد العامل الأساسي في إثارة الغضب لدى الركاب.

ويمكن كذلك أن تؤدي المحفّزات العاطفية، مثل الإحباط بسبب التأخيرات، أو طول طوابير التفتيش الأمني، أو الخدمات التي لا ترقى للتوقعات، إلى تصعيد الشكاوى البسيطة وتحوّلها إلى انفجارات سلوكية مزعجة.

وبالمثل يمكن للضوضاء والجوع أن يزيدا الوضع سوءًا، ما يخلق بيئة متقلّبة حتى قبل أن يبدأ الركاب في إظهار أي سلوك عدائي.

وقد اقترحت الأبحاث أيضًا أن شركات الطيران منخفضة التكلفة، رغم أنها ليست السبب المباشر في الغضب الجوي، إلا أنها تُهيّئ بيئة ملائمة للسلوكيات التخريبية بسبب انخفاض مستوى الخدمات وعدم كفاية التسهيلات.

عوامل الضغط الاجتماعي

تلعب مظاهر عدم المساواة داخل مقصورة الطائرة دورًا آخر قويًا في تأجيج السلوك العدواني.

وتظهر الأبحاث أن الطائرات تمثّل نموذجًا مصغرًا للمجتمع الطبقي، حيث تثير عدم المساواة المادية (مثل وجود مقصورة الدرجة الأولى) وعدم المساواة الظرفية (مثل المرور عبر مقصورة الدرجة الأولى عند الصعود إلى الطائرة) مشاعر الإحباط لدى الركاب.

ومن المثير للاهتمام أن عدم المساواة الظرفية قد تؤثّر حتى على ركاب الدرجة الأولى أنفسهم، حيث تبرز امتيازاتهم بشكل واضح، ما قد يعزز شعورهم بالأحقية ويدفعهم إلى التصرّف بطريقة غير اجتماعية.

استهلاك الكحول وأعراض انسحاب النيكوتين تمهّل في شرب الكحول أثناء الرحلة الجوية.Credit: Chalabala/iStockphoto/Getty Images

يعتبر استهلاك الكحول عاملاً رئيسياً في إثارة حوادث "الغضب الجوي". وأظهرت بعض الدراسات أن أكثر من نصف هذه الحوادث المبلغ عنها كانت مرتبطة بتسمم كحولي، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة للسياسات المتساهلة في تقديم الكحول في المطارات وأثناء الرحلات الجوية.

وبالمثل، فإن أعراض انسحاب النيكوتين كانت عاملاً آخر، حيث نُسب نحو 9% من الحوادث إلى مدخنين لم يتمكنوا من إشباع رغبتهم في التدخين خلال الرحلات الطويلة.

التأثيرات الاجتماعية والديموغرافية

وتشير البيانات التجريبية إلى أن العوامل الاجتماعية والديموغرافية تلعب دورًا كبيرًا في حوادث "الغضب الجوي".

وقد وجدت إحدى الدراسات التي حللت 228 حالة أن نحو 90% من الحوادث شملت ركابًا من الذكور، وكان البالغون الأصغر سنًا، وخصوصًا الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عامًا، هم الأكثر تورطًا.

وتؤثر كذلك المعايير الثقافية والتوقّعات المتعلقة بالسفر الجوي على السلوك، إذ تُشكّل الطريقة التي يتعامل بها الركاب مع التأخيرات، والانزعاج، وانتهاكات قواعد الإتيكيت أو الفروقات التي يُنظر إليها على أنها غير عادلة.

ماذا يمكن فعله؟ تنشب أحيانًا خلافات بسبب تخزين الأمتعة في الخزائن العلوية.Credit: CanY71/iStock Editorial/Getty Images

في المملكة المتحدة، اتخذت شركات الطيران وسلطات المطارات إجراءات مثل حملة "لا عذر للإساءة" في مطار إدنبرة، لمواجهة تزايد السلوكيات التخريبية. وتهدف هذه المبادرات إلى تذكير الركاب بضرورة احترام طاقم الرحلة والمسافرين الآخرين، مع التأكيد على سياسة عدم التسامح مع العدوانية.

لكن مواجهة الغضب الجوي يتطلب أكثر من مجرد شعارات.

ويمكن لتقنيات تهدئة التصعيد والتعرف المبكر على السلوك التخريبي أن تساعد في نزع فتيل التوتر قبل أن يتفاقم. وتشير الدراسات إلى أن أفراد الطاقم ذوي الخبرة والتدريب الجيد يكونون أكثر قدرة على التعامل مع مثل هذه المواقف.

وهناك أيضًا أمور بسيطة يمكن أن تقوم بها لتحسين تجربة السفر بالطائرة:

قد تختار تجنّب الإفراط في استهلاك الكحول قبل أو أثناء الرحلة، حتى لو بدا ذلك وسيلة للاسترخاء. فالبقاء رطبًا واختيار المشروبات غير الكحولية يمكن أن يساعد في السيطرة على المشاعر.كن حريصًا على مراعاة الآخرين عند إمالة المقعد، أو تخزين الأمتعة، أو التنقل في الممر. القليل من اللباقة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.خفّف التوتر من خلال الوصول إلى المطار مبكرًا، والتأكد من جاهزية مستنداتك. تجنب الاندفاع، فهو غالبًا ما يكون سببًا في زيادة التوتر والانفعال.السفر قد يكون مرهقًا للجميع. إظهار التعاطف والتحلي بالأدب، حتى في المواقف المحبطة، يمكن أن يساعد في تهدئة النزاعات المحتملة.

وفي النهاية، من المفيد تذكّر أن السفر جوًا ليس دائمًا تجربة فاخرة، وأن التأخيرات والانزعاج والمضايقات جزء من التجربة أحيانًا. وتقبّل هذا الواقع، يمكن أن يخفف من حدة الإحباط.

الطيرانطائراتنشر الأحد، 08 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • اقتصادي يكشف مفاجأة بخصوص سوق العملات الرقمية و المشفرة
  • الذهب يرتفع وسط تراجع الدولار وترقب المحادثات التجارية بين أمريكا والصين
  • أسعار العملات المشفرة مقابل الدولار
  • الذهب يرتفع وسط تراجع الدولار
  • الدولار يسجل تراجعات قوية امام جميع العملات العالمية
  • الدولار يتراجع أمام العملات الرئيسية وترقب لمحادثات تجارية بين واشنطن وبكين
  • علاء نقد بين الكسل والنسيان
  • يونيو يبدأ باختبار الأسواق.. العملات والذهب تحت ضغط البيانات
  • السفر جوًا قد يكون مرهقًا ومزعجًا.. إليك الأسباب وما يمكنك فعله
  • العراق ثالث أكبر مستورد للصناعات الاردنية خلال 5 أشهر