يمانيون:
2025-07-05@00:39:05 GMT

اليمن: إسناد مُستمرّ وصمودٌ لا يُكسَر

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

اليمن: إسناد مُستمرّ وصمودٌ لا يُكسَر

مازن السامعي

في متن التاريخ جاء وصفهم بالقوة والبأس الشديد، رجال التحدي في ساحة النزال، هكذا هم أهل اليمن منذ الأزل؛ من يعتدي عليهم يذوق مر العذاب، أَو يعود يجر أذيال الهزيمة والعار بعد التنكيل به، ومن يستنصرهم ينصرونه ولو كلفهم ذلك حياتهم، هم أهل حرب وشجاعة، لم يتربوا على الرفاهية أَو الدلال، بل نشأوا على الكفاح والصبر، وتكيّفوا مع أقسى الظروف وأشد الأزمات.

التاريخ يشهد على بطولاتهم العظيمة التي وثّقتها أعظم الروايات، شعبهم الذي يُعرف بـ”مقبرة الغزاة” لم ينل هذا اللقب اعتباطًا؛ فقد جاءت هذه التسمية نتيجة وقائع تاريخية دامغة، غزاةٌ كُثر أرادوا النيل من اليمن وأهله، لكنهم وجدوا فيها ما لم يجدوه في أي مكان آخر، العثمانيون، الأحباش، البريطانيون، وغيرهم كُثر، جميعهم ذاقوا بأس اليمانيين وقوة صمودهم.

ولا نكتفي هنا بالحديث عن الماضي، فرغم أن إنجازات الأجداد محفورة في صفحات التاريخ، إلا أن الحاضر يكمل تلك الصورة؛ فالعدوان الذي تقوده السعوديّة والإمارات ومن خلفهما أمريكا و”إسرائيل” على الشعب اليمني منذ عشر سنوات يُعد الشاهد الأبرز على صمود وبأس اليمانيين، صبروا على الحصار والدمار، وتحدّوا الظروف، وعزموا على المواجهة والانتصار رغم كُـلّ التحديات.

في ظل العدوان الصهيوني على غزة، لم يكن الشعب اليمني متفرجًا لمشاهد الإبادة الجماعية، بل وقف موقفًا مشرفًا نابعًا من الأصالة والنخوة اليمنية والإيمان والحمية العربية والدين الإسلامي، مصداقًا لقول الله تعالى: “وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.

رغم المعاناة، أصرّ اليمنيون على مساندة غزة، ولن يمنعهم القصف ولا التهديدات ولا التحشيد الداخلي عبر وكلائهم من الوقوف إلى جانب إخوتهم في فلسطين، فدعمهم كان قرارًا حرًا نابضًا بالعزة والشهامة، مستمدًا من إرادتهم الأصيلة، مستعدون لتحمل كُـلّ تبعات هذا الموقف، وحاضرون لحرب كبرى عالمية.

لن يثنيهم شيء حتى لو اجتمع عليهم طواغيت الأرض إلا وقف العدوان على غزة، هذا هو شعب اليمن، شعبٌ لا ينحني، شعبٌ يستحق أن يُخلَّد اسمه في صفحات العز والشرف، هذه اليمن، يا من جهل تاريخها يقرأ.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

امتحان الكيمياء للشهادة السودانية 3/7/2025: معاناة مضاعفة في ظل النزوح واللجوء

في نهار اليوم الخميس، الموافق 3 يوليو 2025، جلس طلاب الشهادة السودانية لآداء امتحان مادة الكيمياء، وسط أجواء يغلب عليها الحزن والتوتر والضغط النفسي، ليس بسبب طبيعة الامتحان فقط، بل نتيجة الظروف الإنسانية القاسية التي تمر بها البلاد منذ شهور طويلة.
السودان اليوم ليس كسابق عهده. البلاد تعيش حالة نزوح ولجوء جماعي، وفقًا للتقارير المحلية وتقارير الأمم المتحدة، التي أكدت أن الغالبية العظمى من الأسر والطلاب أصبحوا يعيشون في مراكز إيواء أو في دول مجاورة بعد أن فرّوا من ويلات الحرب التى فرضت عليهم عدم الاستقرار. وفي مثل هذه الظروف، من المنطقي أن يتم التخفيف على الطلاب، أو إعادة النظر في شكل الامتحانات ومحتواها، لكن ما حدث اليوم كان العكس تمامًا.

امتحان مادة الكيمياء جاء في ثماني ورقات كاملة، محمّلة بأسئلة وصفها معظم الطلاب والمعلمين بأنها بالغة الصعوبة والتعقيد، حتى على من يمتحنون في بيئة مستقرة ومهيأة. وقال بعض المعلمين: “امتحان بهذه الصعوبة لم يمر علينا من قبل.”

والأمر لا يقتصر فقط على الطلاب في مناطق النزوح واللجوء، بل حتى الطلاب في المناطق الآمنة لم تُهيّأ لهم البيئة المناسبة، حيث يعانون من قطوعات كهرباء متكررة، ونقص المياه بسبب الاستهداف المتواصل من قبل المليشياء للمحطات الرئيسية للكهرباء والتخريب الذى طال جميع المحولات ، فوقا على ذلك ضغوط معيشية عامة تؤثر بشكل كبير على قدرتهم على التركيز والتحضير. أضف إلى ذلك الضغوط التى يمر بها اولياء الإمور مما أرهقت كاهلهم من ارتفاع الرسوم الدراسية لثلاث اضعاف وكذلك رسوم الإمتحانات .

كيف يُتوقع من كل هؤلاء الطلاب، الذين يواجهون ظروفًا غير إنسانية، أن يتعاملوا مع امتحان بهذا الحجم وهذه الصعوبة؟
طلاب كُثر خرجوا من قاعات الامتحان في حالة من الانهيار النفسي، بعضهم لم يستطع إكمال الورقة، وآخرون بكوا وهم يتحدثون عن شعورهم بالخذلان والظلم.

والآن، يعيش الطلاب في خوف مستدام مع تبقّي من مواد أخرى على رأسها الفيزياء والرياضيات، حيث تتزايد المخاوف من صعوبة الامتحانات المقبلة، في ظل غياب أي تهيئة أو دعم لهم.

الكثير من أولياء الأمور والمعلمين عبّروا عن استيائهم، مؤكدين أن واضعي الامتحان لم يُراعوا الحد الأدنى من الواقع الإنساني اوالنفسى للطلاب، بل ذهب البعض إلى وصف الامتحان بأنه “انتقامي” و”غير مهني”، متسائلين: هل فعلاً تم وضع هذا الامتحان بواسطة مختصين؟ أم أن هنالك حالة من التجاهل المتعمد لمعاناة الطلاب؟

المؤسف أن وزارة التربية والتعليم لم تُصدر حتى الآن أي بيان يوضح أسباب هذا المستوى من الصعوبة، أو يبرر تجاهل الظروف القاهرة التي يعيشها الطلاب. وهو ما يزيد من إحساس الطلاب وأسرهم بأنهم تُركوا وحدهم في مواجهة مصير تعليمي مجهول .

إن امتحان الكيمياء اليوم ليس مجرد إمتحان أكاديمي، بل مؤشر صارخ على غياب العدالة التربوية والإنسانية، وصرخة استغاثة يجب أن يسمعها كل من لديه ضمير. فالتعليم لا يجب أن يتحول إلى أداة تعذيب، خاصة في بلد يناضل شعبه من أجل البقاء.

✍️ خليفة جعفرعلى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • النعيمة: الهلال واجه الظروف بشجاعة وقدم ملحمة كروية تليق بتاريخه
  • امتحان الكيمياء للشهادة السودانية 3/7/2025: معاناة مضاعفة في ظل النزوح واللجوء
  • حشود مليونية بأمانة العاصمة تؤكد الثبات في إسناد غزة والجهوزية لأي تصعيد
  • المدفع العثماني الذي غير التاريخ.. هدم سور القسطنطينية وهزم الأسطول الإنجليزي
  • مالك عقار: الأرض أرض الله، ولا كأننا سمعنا حاجة
  • تعرف على عقوبة السرقة.. تصل إلى السجن المشدد بالقانون
  • “معركة ود حسين غيرت مجرى معركة الكرامة”.. والي الجزيرة يشيد بتضحيات وصمود أهالي منطقة ود ربيعة في معركة الكرامة
  • خبير فلسطيني: إسناد اليمن لغزة يؤكد تحوله إلى جزء أصيل في المعركة ضد العدو الإسرائيلي
  • الرهوي يؤكد حرص الحكومة على إسناد القطاع الزراعي
  • رئيس مجلس الوزراء يناقش مع وزير الزراعة سير نشاط الوزارة ووحداتها