صحيفة البلاد:
2025-10-12@13:21:57 GMT

هل هم معجبون بنا؟

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

هل هم معجبون بنا؟

بعيداً عن قاعدة البر، ووجوب أن يسعى الابن، لتحقيق الرضا الكامل من والديه، لينال تذكرة الدخول إلى الجنة، التي حصل عليها، بفضل الدعاء، والحب الناتج عن الطاعة لهما، وبصرف النظرعن أنواع الآباء والأمهات، وهل يصنَّف البعض منهم على أنه من الفئة المرنة السهلة الإرضاء، كما أشار عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله :” رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما “، أم من الفئة الأخرى التي جعلت من البر أمر عسير -وهي فئة موجودة للأسف -، في كلا الحالتين، الإبن ملزم بالبر حتى يصل إلى مبتغاه الذي خلق من أجله، وهو الجنة، الأمر ليس في البر، بل نقطة أعمق، وسؤال قد يمرّ بأذهاننا جميعاً كآباء وأمهات، ألا وهو:هل أدينا دورنا على أكمل وجه؟ هل وضعنا أمام أعين أبنائنا الحياة بصورة تجعلهم يسيرون بمنهجية صحيحة على اختلاف قناعاتنا في النهج الذي نرمي إليه أو نرميهم إليه؟ سؤال لن نجد له إجابة واضحة، لأنه يتعلق بنفس بشرية تختلف باختلاف أصحابها، فكل ابن يختلف عن الآخر في التفكير، وفي القناعات، وحتى في الشكل، وإن جمعتهم بعض ملامح الاخوة التي تعود إلينا في الأصل.

حيرة ذلك السؤال، كفيلة بأن تجعل من تفكيرنا يدور في فلك دون هوادة، وانشغالنا بالبحث عن المنهج الصحيح، والآمن، يكفي لشعورنا بالقلق والتوتر، الذي يجعلنا نبتعد عن متعة عيش الحياة معهم، فلسنا على استعداد لتلقي استفسار آخر يؤرق منامنا.
لم يخطر في بالي أبداً أن أسأل نفسي السؤال الذي طرحته إحدى الضيفات في برنامج على اليوتيوب ألا وهو : ” هل أبناؤنا معجبون بنا؟

قناعتي بأن أمر وجودي في حياة أبنائي، ووجودهم في حياتي، حتمي لا يحتمل التغيير، فهو ليس من الأمور التي تؤخذ وفقاً للاختيار، بل لعلي أكثر حرية منهم في اتخاذ قرار وجودهم في الدنيا بعد إرادة الله دون اختيار أشكالهم ودواخلهم، إلا أن هذا القرار ليس من ضمن اختياراتهم، فإن كنّا لسنا مخيرين في اختيارنا لبعضنا البعض ، كيف يكون من حقهم أن نعجبهم، أو لا نعجبهم؟

لم يمرّ ذلك اللقاء مع الضيفة مرور الكرام عندي، بقي سؤالها ذاك يثير في نفسي الكثير من الهواجس، جعلتني أسترجع شريط حياتي مع كل ابن على حدى، مع رصد ردود الأفعال حتى أتعرف على مواطن الإعجاب منهم من عدمها، وفي كل مرة أشعر فيها بالشك من الموقف الذي جمعني بأحدهم أكرّر على نفسي :” هل بالضرورة أن أعجبهم؟ وإن لم أعجبهم ما العمل؟ وكيف سأعرف إن كنت أعجبهم أم لا؟ وإن اكتشفت أنني لا أعجبهم، هل سأغير من نفسي حتى أعجبهم؟، الأمر في هذه المرة تعدى مرحلة الرضا من جانبي، ليصبح مقياساً لرضاهم هم عنّي.

لن أفكر بنرجسية صاحب السلطة الأعلى وأقول: أعجبوا بي أم لم يعجبوا، فهم مرغمون على إرضائي، الرضا حالة تسليم. أما الإعجاب فهو حالة اختيار.
ألا نتمنى جميعنا أن يشعر أبناؤنا بالفخر نحونا؟
عن نفسي، عندي يقين أنهم لو أعجبوا بي، سيسعون لإرضائي،وسيكسبون بري. وبهذه النتيجة، سيصلون إلى غايتهم، وسأحصل على غايتي.

eman_bajunaid@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

خبيرة أسرية تفجر مفاجأة: السيطرة في العلاقات ليست حبًا بل اضطراب نفسي

أكدت عبير سليمان، الباحثة في شؤون المرأة، أن مفهوم السيطرة داخل العلاقات العاطفية ليس سلوكًا طبيعيًا أو صحيًا، سواء صدر من الرجل أو المرأة، مشيرةً إلى أنه في جوهره انعكاس لاضطراب نفسي أو نقص داخلي يحاول الشخص تعويضه من خلال التملك أو التحكم بالطرف الآخر.

باحث أسري: التوازن بين الغيرة والسيطرة هو مفتاح العلاقة العاطفية الناضجة خبير أسري: لا توجد علاقة نرجسية بطرف واحد فقط والمشكلة تبدأ بتحول الحب لصراع استشارية نفسية: الشعور بالأمان أهم علامات العلاقة الإنسانية السليمة بين أي طرفين الارتباط المرضي.. كيف يدمّر النفس والجسد؟| استشارية نفسية توضح استشارية نفسية: إدمان العلاقات يشبه المخدرات وأخطر من الفقد نفسه إلهام شاهين: السيسي أعاد لمصر مكانتها في الشرق الأوسط باتفاق شرم الشيخ بعد وقف الحرب| محمد نجاتي: التاريخ سيُسجل ما فعله الرئيس السيسي من أجل فلسطين الموسيقار حسن دنيا: الفن المصري فقد بوصلته بعد ثورة يناير وأغاني المهرجانات أفسدت الذوق العام بعد إحالته للمحاكمة.. الموسيقار حسن دنيا يفتح النار على محمد رمضان (تفاصيل) بعد وقف حرب غزة.. إلهام شاهين: مصر ستظل رمز الإنسانية والضمير الحي للأمة العربية

وأوضحت سليمان خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن بعض الرجال وكذلك بعض النساء قد يستغلون مشاعر الحب كوسيلة للهيمنة والسيطرة، لا بدافع العاطفة الحقيقية، بل بسبب خلل نفسي يدفعهم إلى محاولة فرض الذات أو الشعور بالقوة داخل العلاقة.

وأضافت الباحثة أن العلاقة العاطفية السليمة تُبنى على التكامل والتفاهم لا على السيطرة، لأن الحب في صورته النقية لا يعرف القهر أو التملك، بل يمنح الحرية والأمان للطرفين، لافتةً إلى أن من يلجأ إلى التحكم غالبًا ما يكون يعاني من ضعف في الثقة بالنفس أو تجربة نقص عاطفي سابقة.

وشددت سليمان على أن الحب الحقيقي لا يمكن أن يرتبط بالسيطرة، مؤكدة أن من يحب بصدق لا يذل ولا يُذل، بل يسعى لأن يمنح السعادة للطرف الآخر دون شروط أو تلاعب بالمشاعر.

واختتمت حديثها قائلة: “حين يتحول الحب إلى صراع على السيطرة، يفقد معناه الحقيقي. الحب طاقة نقية لا تحتاج إلى قيود، ومن يحاول فرض سلطته تحت مسمى العاطفة إنما يكشف عن نقص داخلي لا علاقة له بالحب إطلاقًا.”

مقالات مشابهة

  • حين تُزيّف الكاميرا الحقيقة.. هل أصبحت الفلاتر مرآة النساء الجديدة؟
  • سيمون: أعتز بمشواري وأتصالح مع نفسي وجمهوري يشبهني
  • أسامة نبيه: راجعت نفسي وممكن أعتذر عن عدم التوفيق مش علشان أنا فشلت
  • مرض نفسي وراء العثور على جثة شاب داخل مسكنه في البدرشين
  • فتاوى| ماذا يحدث لمن صبر عند البلاء والكرب؟.. زوجت نفسي بعقد رسمي وبدون ولي فهل زواجي صحيح؟.. كيف أعرف الحائل الذي يمنع صحة الطهارة؟
  • خبيرة أسرية تفجر مفاجأة: السيطرة في العلاقات ليست حبًا بل اضطراب نفسي
  • بالعقل لا بالقلب.. يسري جبر: هكذا يتحول القلق على الرزق إلى يقين وراحة
  • دعم نفسي بمعايير عالمية لطلاب جامعة الإمام عبدالرحمن
  • مريض نفسي.. الداخلية تكشف حقيقة تعرض شخص لمحاولة قتل
  • يعانى من مرض نفسي.. ضبط شخص نشر فيديو ادعى فيه تعرضه لمحاولة قتل